الكاتبة ريم بسيوني: الذنوب بين العباد «أصعب» من معصية الله
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
أكدت الكاتبة الروائية الدكتورة ريم بسيوني، أستاذة اللغويات بالجامعة الأمريكية، أن الإنسان كما يصلي ويصوم، لابد أن يطهر القلب من أي فساد يمكن أن يؤثر عليه، متابعة: «اللي الإنسان هيقابل بيه ربنا هو القلب، لابد أن يكون هذا القلب صحيح وسليم».
تعريف القلب السليموشددت على أن أبو حامد الغزالي يعرف «القلب السليم»، بأنه القلب الذي ليس بداخله إلا الله، منوهة بأنه تعريف صعب على الإنسان أن ينفذه، مضيفة: «الغزالي قال: إنه لا يبقى مع العبد عند الموت إلا 3 صفات، صفاء القلب وحبه لله».
وأشارت الكاتبة ريم بسيوني إلى أن هناك بعض الأشياء في الأخلاق هي من المعاصي ولا نركز عليها، مؤكدة أن هناك نوعين من المعاصي والذنوب، أولهما المعاصي والذنوب بين العبد وربه كشرب الخمور وترك الصلاة، وهناك نوع آخر من المعاصي بين العباد في حقوق العباد، متابعًا: «أبو الغزالي بيقول إن الذنوب بين العباد أصعب، لأن الحل له علاقة بالشخص الآخر، ولابد أن يسامحك الشخص الآخر».
وأوضحت أن «الغزالي» يعرف الغيبة بأنها أن يذكر الإنسان شخصا آخر بأي شيء يجعله بالضيق والغضب، سواء كان هذا في شكله وأفعاله وفي بدنه ودنياه ودينه، مؤكدة أنه لا يجب التحدث في شيء لا يعنينا وهو ما يتسبب في ضياع الوقت في شيء غير صحيح.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكاتبة ريم بسيوني الأخلاق المعاصي
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: لا تسألوا الله الصبر بل اللطف
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، بهذه الآية الكريمة يبدأ الدكتور علي جمعة حديثه حول فضيلة الصبر ومعناه في حياة المؤمنين، مؤكدًا أن الصبر ليس مجرد احتمال للشدائد، بل هو منهج عميق يحمل أبعادًا إيمانية وروحية.
أنواع الصبر: ممدوح ومذموميوضح جمعة عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك أن الصبر ينقسم إلى نوعين: صبر ممدوح وصبر مذموم. فالصبر الممدوح هو الذي يكون "بالله، وفي الله، ولله"، أي أن يعتمد الإنسان على الله ويحتسب عنده، بينما الصبر المذموم هو "الصبر عن الله"، وهو أن يغفل الإنسان عن ذكر الله ويتجاهل حكمته في الابتلاء.
ويضيف: "ينزل الله علينا المحن لا انتقامًا منا، بل حبًا لنا. نحن صنعته، وهو ينظر إلينا برأفة ورحمة، وإذا تجلّى علينا بالجلال كسا ذلك الجلال بالجمال. فالمصائب تأتي لتذكرنا بالله، ولتعيدنا إلى الطريق المستقيم".
الابتلاء... رسالة حب ورحمةيشرح د. جمعة أن الابتلاء ليس عقابًا بل رسالة من الله، تحمل في طياتها تذكيرًا ورحمة. واستدل على ذلك بحديث النبي ﷺ: "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة". فالمصائب مثل الموت والكوارث تذكّرنا بضعفنا وافتقارنا إلى الله، وتحفّزنا على التوبة والعودة إلى العبادة الخالصة.
الصبر والصلاة... مفتاح الفرجيشير د. علي جمعة إلى ارتباط الصبر بالصلاة في الآية الكريمة، موضحًا أن الصلاة هي صلة العبد بربه، وهي مفتاح لتهذيب النفس والابتعاد عن الفحشاء والمنكر. كما أن الصلاة هي "خير موضوع"، فمن يسجد لله يجد الخير كله.
ويقول: "الصبر في الله ومع الله يرفعنا إلى مرتبة عظيمة، حيث يقول الله: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}. إنها جائزة عظيمة أن يكون الله مع الصابرين، ويجعلهم في مقام القرب".
لا تسألوا الله الصبر بل اللطفوحذر د. جمعة من طلب الصبر مباشرة في الدعاء، قائلاً: "سيدنا رسول الله ﷺ سمع رجلاً يدعو: اللهم أنزل عليّ الصبر، فقال له: سألت الله البلاء. لا تطلبوا الصبر، بل اسألوا الله اللطف، وإذا نزل البلاء قولوا: اللهم اجعلنا من الصابرين ومع الصابرين".
اختتم الدكتور علي جمعة حديثه برسالة إيمانية عميقة، مفادها أن الصبر ليس مجرد احتمال للشدائد، بل هو باب لمعية الله ورحمته، وهو الوسيلة التي بها يرتقي الإنسان في مدارج الإيمان. وأكد: "الصبر بالله ولله وفي الله هو جوهر العبادة، وهو ما يضمن لنا الفوز بمعية الله ورحمته في الدنيا والآخرة".