بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا:بالنسبة لنا نكتب بحيادية ومهنية وواقعية. ولا يهمنا صراخ الذين يتألمون من الحقيقة وهذه الواقعية .فعلينا تثبيت نقطة مهمة وقبل الولوج في التفاصيل.وهي ان ” حزب البعث” ليس هيّن على الإطلاق .وان البعثيين ومن خبراتهم الطويلة, ونكباتهم التاريخية ، وصراعاتهم الطويلة مع خصومهم وإجادتهم للعمل السري وممارستهم الطويلة للحكم فهم يجيدون الإنغماس وأعادة التنظيم من جديد والخروج من تحت الركام ثانية ليكونوا لاعبا مهماً( فعلى سبيل المثال:-فلو لم تتواجد الولايات المتحدة في العراق وجيش المهدي لعادوا من زمان للحكم في العراق ، ولم يستطع النظام السياسي المتشرذم والفاسد والطائفي في بغداد من صدهم ومنعهم، وايران سوف تتعامل معهم مباشرة ومثلما تمارس الغزل هذه الايام مع الجولاني .

وجماعتها في بغداد يمارسون الغزل والوفود السرية لعمان لاستمالة رغد صدام حسين ورموز الجيش العراقي السابق هذه الايام !) .
والسؤال:-
١-هل سيتحقق هذا ياترى في سوريا التي سقط نظام البعث فيها أخيرا ” اي عودة البعث ونظام بشار؟” وبلعبة مركبة اعترف بها الرئيس السوري بشار الاسد الذي أكد في رسالته الأخيرة انه تعرض إلى نصب وخيانه وخداع وانه لم يتنازل لأحد .بمعنى ( لازال هو الرئيس الشرعي لسوريا )
٢-فهل سيتكرر السيناريو الفنزويلي في سوريا فعندما سقط نظام الرئيس الفنزويلي المرحوم شافيز عاد من جديد وبعدها سلّم الحكم ثانية في فنزويلا إلى رفيقه فيما بعد الرئيس مادورو. فهل سيعود البعث السوري ويكون على رأسه شخصية اخرى يختارها بشار الاسد مثل مادورو ؟
ثانيا : من الثابت فلو لم تسمح السلطات الروسية لِما كتب الرئيس المخلوع بشار الاسد واللاجئ في روسيا هذه الرسالة المهمة . او ربما المخابرات الروسية نفسها هي التي كتبتها بإسم بشار الاسد لتبقي الباب مفتوحا لعودة الاسد وعودة النظام السابق كشريك او كلاعب رئيسي في سوريا !
ثالثا:-وطبيعي ان الترتيبات الجارية على قدم وساق بين تركيا وقطر هذه الايام لبلورة ( مؤتمر سوري عام في قطر ) سوف يأخذ بنظر الاعتبار هذه الرسالة وبتخطيط روسي . لان تركيا لا تتحمل طويلا استعداء روسيا لا سيما وان روسيا باشرت بالتخطيط في ليبيا لتوجيه ضربة استراتيجية موجعة لتركيا وحليفتها دولة قطر من خلال ( انهاء التواجد التركي من خلال انهاء سلطة وانتشار حلفاء تركيا وقطر في ليبيا لصالح الجنرال حفتر ).. وهنا ستبقي روسيا الباب مفتوحا لصفقة ( عودة الاسد بنظام سوري جديد وجامع او طردهم من ليبيا ) وعلينا الانتظار !
رابعا : وإلحاقاً بما ورد أعلاه وارتباطاً بما ورد من استعدادات فالتقارير تشير ان شقيق الرئيس السوري المخلوع وهو اللواء ماهر الأسد ومعه رئيس الامن القومي السوري اللواء علي مملوك قد تفاهما مع جبهة ( قسد ) اي مع الاكراد السوريين ليكونوا بجبهة واحدة ضد التنظيمات المسلحة في سوريا من جبال ( قنديل) شمال العراق وبالقرب من ايران. لانهم سوف يؤسسون او أسسوا لجبهة واسعة ضد التنظيمات العسكرية والجهادية والإخوانية والإرهابية التي هيمنت على سوريا حاليا وان هذه الجبهة سوف ترعب تركيا كثيرا لانها قادرة على استيعاب اكراد تركيا و”PKK” لتوسيع الجبهة .وان هذه الجبهة سوف ترضي اكراد العراق واكراد ايران اضافة لاكراد سوريا وتركيا وسوف تفرض واقع جديد . واعطت دعم معنوي لمحافظات الساحل السوري الذين بدأوا بالصمود والتحدي التدريجي وحتما سوف سوف تلعب القواعد الروسية دورا في دعمهم . ولا ننسى ان ايران سوف تكون لاعب لوجستي قوي لهذه الجبهة بحكم الجغرافية وتضاريس المنطقة . ويبدو ان هذه الجبهة التي عناها المرشد الإيراني في خطابه ان المقاومة عائدة وبقوة !
خامسا : اما العامل الدولي فالاوربيين حذرين جدا من حكام دمشق الجدد . ونعتقد ان تصريحات الرئيس الاميركي المرتقب دونالد ترامب ملغمة عندما مدح الرئيس التركي اردوغان ومدح جيشه ( وهي اشارة ليورطه ) اكثر واكثر لا سيما وان هناك كراهية اوربية لأردوغان وطموحاته. وان الرئيس ترامب لا يذهب بعيدا عن الرئيس الروسي بوتين ولن يغضبه لانه سيحتاجه لاربع سنوات قادمة . ويبدو ان هناك اتفاق بين بوتين وترامب لإغراق اردوغان في سوريا وخروجه صفر اليدين. وبعدها القضاء على تلك التنظيمات الأرهابية والمتطرفة والإخوانية في سوريا . لا سيما وان تلك التنظيمات غازلت التنظيمات الاخوانية والسلفية والجهادية في مصر والأردن مما حركت الامارات ونظام السيسي والأردن ليكون هناك تنسيق عالي المستوى بين الدول الثلاث وبتنسيق مع روسيا. وبالفعل اتصلت الإمارات بالادارة الاميركية وحذرت من هيمنة تلك التنظيمات على الحكم في سوريا . مما جعل الادارة الاميركية تعلن على لسان مسؤول فيها امس ان المكافأة الموضوعة للقبض على الجولاني لازالت سارية وقيمتها 10 ملايين دولار ( وهذه اشارة قوية لاغلاق الطريق على طموحات الجولاني من جهة ،ومن جهة اخرى لكي تغري فصائل اخرى في سوريا للانتقام من الجولاني ) والبقية ستأتي !
سمير عبيد
١٨ ديسمبر ٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات بشار الاسد هذه الجبهة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

موقع إيطالي: هل تنقل روسيا قاعدتها من طرطوس إلى ليبيا؟

نشر موقع ديفينسا أونلاين الإيطالي تقريرا بقلم فيليبو ديل مونتي حول التساؤلات المتعلقة باتجاه روسيا نحو ميناء ليبي، وذلك على خلفية تطورات الأوضاع في سوريا.

وأشار الموقع إلى أنّه في عام 2015، تدخلت روسيا بشكل مباشر في الحرب السورية، لدعم نظام بشار الأسد، وفي العام التالي، منحت دمشق الروس حق استخدام ميناء طرطوس مجانا لمدة 49 عاما.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف مات هتلر؟.. لوفيغارو: تحقيق مضاد مثير من قبل طبيب شرعيlist 2 of 2صنداي تايمز تكشف معلومات مثيرة عن أقارب الأسد وثرواتهمend of list

ووفقا للموقع، يعد ميناء طرطوس ثاني أكبر موانئ سوريا بعد اللاذقية، وبالنسبة لموسكو، كان امتلاك قاعدة بحرية هناك بمثابة حجر الزاوية في "الاندفاع نحو الجنوب"، أي الوصول إلى "المياه الدافئة"، والذي كان دائما هدفا إستراتيجيا عصيا على روسيا.

مغادرة طرطوس

ولفت الموقع إلى أنه في بداية الهجوم الذي شنته المعارضة السورية، والذي أدى مؤخرا إلى سقوط نظام الأسد، كانت روسيا قد أرسلت إلى طرطوس فرقاطتين من طراز غورشكوف، وفرقاطة من طراز غريغوروفيتش، وسفينتي دعم وغواصة.

ونقل الموقع أن تلك السفن غادرت طرطوس، على الأرجح، لتجنب أن تصبح هدفا لقوات المعارضة السورية. وأنه في الوقت الحالي، ترسو السفن الروسية على بعد 13 كيلومترا من الساحل السوري، ومن المستبعد عبورها مضيق الدردنيل، الذي أغلقته تركيا أمام مرور السفن الحربية بموجب اتفاقية مونترو منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وكذلك من المستبعد عبور مضيق جبل طارق للوصول إلى بحر البلطيق، نظرا للصعوبات اللوجستية الهائلة المرتبطة بذلك.

إعلان

ونقل الكاتب عن الجنرال كاروسو قوله إن روسيا "المشلولة بسبب انشغالها في أوكرانيا وغير القادرة على دعم الأسد عسكريا، تسعى الآن إلى حماية مصالحها الإستراتيجية في المنطقة، خاصة القواعد البحرية الحيوية في البحر الأبيض المتوسط"، وذلك بالاعتماد على قدرتها على التكيف مع الأوضاع الجديدة.

ويضيف الموقع أن "مسار أستانا" يبقى هو الطريق المفضل لموسكو لحماية وجودها البحري في طرطوس.

ووفق الموقع، فإن المشهد في سوريا متقلب للغاية، فقد ترغب السلطة الجديدة في قطع العلاقات مع النظام السابق، وإلغاء اتفاقية استخدام قاعدة طرطوس مع روسيا.

وهذا احتمال يدرسه الروس، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الوحدات البحرية الروسية ستغادر البحر الأبيض المتوسط بسبب الصعوبات اللوجستية التي تنطوي عليها الملاحة بعيدًا عن قواعدها.

ونسب الموقع إلى خبراء قولهم إن نقل المنظومة الجوية والبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط من سوريا إلى ليبيا برغم أنه احتمال ضعيف، لكنه يمثل السيناريو الأسوأ بالنسبة لإيطاليا.

فقد تكون مدينة طبرق ذات أهمية بالنسبة للروس، لأنها تتمتع ببعض الخصائص التي تجعلها مناسبة لاستضافة قاعدة بحرية بحجم قاعدة طرطوس، وهو ما تم التلميح إليه بالفعل في حزيران/يونيو الماضي، عندما زار الطراد "فارياغ" والمدمرة "مارشال شابوشنيكوف" المدينة، واستقبلهما ضباط البحرية الليبية بحفاوة بالغة.

وأفاد الموقع أن طبرق ميناء ذو مياه عميقة، محمي بشكل طبيعي بخليج مرسى العجيوس، وعسكريا بقاعدة القرضابية الجوية الروسية الليبية القريبة، على طول ساحل سرت.

مقالات مشابهة

  • العامري:يجب الدفاع عن سوريا وتخليصها من “جبهة تحرير الشام”!
  • العراق ينفي تواجد ماهر الاسد على اراضيه
  • العراق ينفي وجود ماهر الاسد على اراضيه
  • الداخلية تنفي وجود ماهر الاسد في العراق
  • موقع إيطالي: هل تنقل روسيا قاعدتها من طرطوس إلى ليبيا؟
  • أول تصريح لـ“بشار الأسد” كيف هرب من سوريا إلى روسيا في ساعاته الأخيرة؟
  • روسيا تسحب أرصدتها العسكرية من سوريا بعد سقوط الأسد وتعزز وجودها في ليبيا
  • فيديو| أول بيان لـ بشار الأسد من موسكو بعد سقوط سوريا .. 11 رسالة
  • روسيا تنتظر حسم مصير قواعدها في سوريا