بوابة الوفد:
2025-01-19@07:23:06 GMT

على حافة الهاوية!!

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

عوامل كثيرة جعلت من الشرق الأوسط منطقة صراع دائم وحروب كثيرة على مدار قرون وعقود طويلة، بعضها كانت لأسباب دينية وعرقية، وأخرى كانت بهدف الاستعمار وفرض النفوذ وخلق كيان جديد فى المنطقة تحت مسمى - إسرائيل - وفى النصف الثانى من القرن الماضى كانت مصادر الطاقة والأهمية الجيوسياسية للمنطقة مدعاة لتدخلات القوى الكبرى للسيطرة على الإقليم وتأجيج الصراعات فيه، وذريعة لتواجد هذه القوى بشكل مستمر تحت مسميات مختلفة.

. ومع أن هذه المنطقة قد شهدت حالة من الاستقرار النسبى عقب حرب 1973 وتوقيع اتفاقية إسلام بين مصر وإسرائيل فى ظل التوازنات العالمية بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، إلا أن هذا الاستقرار سرعان ما تلاش بعد استئثار الولايات المتحدة بقيادة العالم، لتبدأ فى خلق الصراعات وتفجير المنطقة بداية من حرب العراق، ثم تشكيل ودعم تيارات الإسلام السياسى وأذرعتها الإرهابية المسلحة، بهدف إحداث فوضى خلاقة فى المجتمعات العربية، تسهم فى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة.

الآن بات الشرق الأوسط على حافة الهاوية، فى ظل الموجة الجديدة لنشاط ودعم تيارات الإسلام السياسى الذى ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال مشروعها الاستراتيجى الذى وضعه - برنالد لويس - عام 1980، واعتمده الكونجرس الأمريكى عام 1982، كهدف استراتيجى للولايات المتحدة الأمريكية تحت مسمى - الشرق الأوسط الجديد - الذى ظهرت ملامحه بجلاء فيما سمى بالربيع العربى لإسقاط الأنظمة العربية وإحداث الفوضى الخلاقة على يد تيارات الإسلام السياسى، ودعمها للوصول إلى الحكم وإقامة أنظمة سياسية على أساس دينى، تنتج عنه صراعات طائفية وعرقية تنتهى بتقسيم هذه الدول، وهو الأمر الذى أدركته مصر مبكرًا بمؤسساتها وشعبها العظيم الذى حطم المشروع على أرض الكنانة فى الثلاثين من يونيو عام 2013، باعتراف وزير الخارجية الأمريكى هيلارى كلينتون، عندما أكدت فى مذكراتها أن الإدارة الأمريكية عجزت عن مواجهة الأمر فى مصر.. ومن المؤكد أن الأحداث فى سوريا والمنطقة سوف تكشف عن مفاجآت كبيرة وبخاصة الصفقة التركية فى دعم تيار الإسلام السياسى لحساب أمريكا، وأيضًا التفاهمات الروسية الإيرانية الأمريكية وغيرها من المفاجآت التى ترتبط بقدرة الفصائل التى تحكم سوريا على بناء نظام سياسى يحافظ على وحدة سوريا وتنوعها السياسى والعرقى أو الانزلاق إلى الفوضى والتقسيم.

الأحداث المتسارعة فى الشرق الأوسط، تكشف عن تحديات ومخاطر هائلة تواجه الدولة المصرية بسبب نشر الفوضى الخلاقة فى الإقليم وعلى الحدود المصرية من شتى الاتجاهات، سواء فى السودان أو ليبيا وأيضًا العربدة الإسرائيلية فى غزة وعلى أكثر من اتجاه، تشكل جميعها مخاطر على الأمن القومى المصرى وتأثيرات اقتصادية كبيرة سواء فى دخل قناة السويس أو حركة التجارة والسياحة وجذب الاستثمارات وغيرها من التأثيرات السلبية نتيجة إصرار الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على إشعال المنطقة بشكل مستمر لتمرير وتحقيق أهدافهما الاستراتيجية.. لكن يبقى الأخطر والأهم هو قدرة مصر على الصمود فى مواجهة الموجات المتتالية من المخططات الأمريكية الإسرائيلية، خاصة بعد إعلان نتنياهو الصريح، بأن إسرائيل هى من ترسم خريطة الشرق الأوسط.. وهو أمر يدعو الشعب المصرى الذى صنع المعجزات، عندما سطر أعظم ثورة شعبية فى الثلاثين من يونيو، ثم استطاع دحر الإرهاب الممول والمدعوم، وفى ذات الوقت قاد أكبر عملية تحديث وتنمية شاملة غيرت وجه مصر وأعاد بناء وتحديث مؤسساته، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية الوطنية بأحدث تكنولوجيا السلاح حتى أصبحت الأولى فى الشرق الأوسط وافريقيا.. على هذا الشعب أن يفخر بما حققه فى عقد واحد فقط، وأنه الضامن الحقيقى لحماية وطنه، بل وأمته العربية.

حفظ الله مصر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ على حافة الهاوية عوامل كثيرة كثيرة تحقيق الأهداف الاستراتيجية الولایات المتحدة الإسلام السیاسى الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

حكاية لحن جمع «الست» بحلمى بكر

الموسيقار الراحل حلمى بكر الذى رحل عن دنيانا فى أول مارس من العام الماضى جمعتنى به جلسات وحوارات كثيرة عن ذكرياته مع عمالقة الموسيقى والغناء فى الزمن الجميل تحدث فى هذا الشأن عن علاقته بكوكب الشرق والحلم الذى لم يكتمل.
بدأت الحكاية كما يقول حلمى بكر عندما رشحنى الموسيقار الراحل العملاق رياض السنباطى للست للتلحين لها بجانب الملحن عبدالمنعم الحريرى، ويقول، ذات يوم كان عندى الشاعر الكبير الراحل عبدالوهاب محمد قال لى «أم كلثوم» عايزاك لم أصدق واعتقدت أنه يهذى وعندما أيقنت أننى لا أصدقه أمسك سماعة التليفون وقال لى كلم «أم كلثوم» أعتقد أنه أيضاً يهذى وتحدثت بشكل غير لائق لكن بعد ذالك أدركت حجم الخطأ وطلبت منى تلحين أغنية «ما عندكش فكرة» لكننى شعرت برهبة شديدة ولمدة أكثر من شهر لم أستطع تلحين ولو جملة من الأغنية تملكنى خوف رهيب اتصلت بى الست وقالت فين اللحن يا واد قلت لها أنا خايف من حضرتك قالت لى يا واد أعتبرنى زى أى مطربة بتلحن لها، أعتبرنى «شادية» أو «وردة» أو «فايزة» أعطتنى ثقة كبيرة جداً وبعد ربع ساعة من انتهاء المكالمة لحنت جزءاً لا بأس به من الأغنية اتصلت بالست لأعرف رأيها قالت لى عيد أكثر من مرة لدرجة أننى شعرت بالخوف لكنها فى النهاية قالت لى إنها مسافرة تتعالج وبمجرد عودتى نبدأ فوراً فى إجراء البروفات لكن القدر كان له رأى آخر عادت كوكب الشرق فى حالة غير طيبة ورحلت دون أن يتحقق حلمى فى التلحين لها فى فبراير ١٩٧٥ كان اللحن جاهزاً تماماً وبعد رحيل كوكب الشرق أعطيت الأغنية للمطربة الكبيرة وردة لتغنى «ما عندكش فكرة» وحققت نجاحاً كبيراً، «ما عندكش فكرة» كانت حلم عمرى الذى لم يتحقق خاصة أننى كنت من عشاق كوكب الشرق «أم كلثوم» منذ الطفولة رحمها الله.

مقالات مشابهة

  • فاسيلى نيبينزيا: المسار الأمريكي الفاشل أدى إلى الأزمة في الشرق الأوسط
  • نيبينزيا: المسار الأمريكي الفاشل أدى إلى الأزمة في الشرق الأوسط
  • تتحدث 6 لغات.. تعيين سيجريد كاج مبعوثة أممية جديدة للشرق الأوسط
  • بجانب مهام غزة.. سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط
  • حكاية لحن جمع «الست» بحلمى بكر
  • تعيين الدبلوماسية الهولندية «سيجريد كاج» مبعوثة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط
  • الإمارات تقود النمو في الطاقة الشمسية بمشاريع استراتيجية
  • الإمارات.. مواقف صلبة تعزز استقرار المنطقة
  • تقرير: الإمارات تقود النمو في قطاع الطاقة الشمسية
  • حكومة ماكرون على حافة الهاوية.. تصويت الثقة يهدد بانهيارها!