بوابة الوفد:
2024-12-18@19:44:17 GMT

ما لن يقبله السوريون

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

على السلطة الجديدة فى سوريا ألا تستفز الناس، وإلا، فإنها ستصبح وكأنها تمشى فى طريق السلطة السابقة دون أن تدرى أو تقصد. 

وعندما أتكلم عن الناس هنا، فأنا أتكلم عن السوريين على وجه التحديد، وبتحديد أكثر فإننى أتحدث عن آحاد السوريين فى عمومهم.. فهؤلاء نشأوا على أن عَلَم بلدهم هو الذى ينقسم إلى ثلاثة أقسام بالطول: الأحمر فى الأعلى، ثم الأبيض فى المنتصف، وأخيرًا الأسود.

. وفوق الشريط الأبيض تستقر نجمتان باللون الأخضر. 

هذا هو عَلَم البلاد الذى عاش كل سورى يراه وهو يرفرف فوق منشآت سوريا ومؤسساتها الحكومية، وعاش السوريون يتطلعون إليه فى الخارج وهو يرفرف كذلك فوق السفارات السورية فى كل العواصم.. وعندما يفكر أحد فى تغييره، فلا بد أن يكون ذلك بمبرر قوى، وأن يتمهل فى الإقدام على مثل هذه الخطوة، لا لشيء، إلا لأنها تمس عصبًا حساسًا لدى كل مواطن سورى. 

وقد كان غريبًا للغاية أن يكون أول شىء تفكر فيه السلطة الجديدة فى دمشق، هو تغيير عَلَم البلاد ورفع عَلَم الثورة الجديد فوق السفارات السورية.. وليس العَلَم الجديد سوى عَلَم سوريا قبل الوحدة الشهيرة مع مصر عام ١٩٥٨. 

والاختلافات بين العَلَمين اختلافات طفيفة ولا تكاد تُذكر، لأن كل ما قامت به السلطة الجديدة من تغيير أنها أحلت اللون الأخضر محل اللون الأحمر فى الشريط الأعلى، وجعلت النجمتين ثلاث نجمات باللون الأحمر، لا الأخضر كما كان الحال مع النجمتين القديمتين. 

وكان اللافت أن أول سفارة سورية رفعت العَلَم الجديد هى سفارة سوريا فى موسكو، حيث يتواجد الرئيس السورى الهارب بشار الأسد وأسرته.. وكان هذا مقصودًا بالطبع، لأن الأمر بدا وكأن الهدف أن يقال له وللأسرة أن السلطة الجديدة ستكون لهم بالمرصاد! 

الحقيقة أن هذا ليس وقت مناوشات من هذا النوع، ولا هو وقت تغييرات شكلية فى العَلَم أو فى غير العَلَم على هذه الصورة.. فسوريا المُتعَبة فى حاجة إلى عمل على المضمون لا الشكل.. وسوريا المُرهَقة فى حاجة إلى أشياء كثيرة ذات أولوية، والمؤكد أن تغيير شكل العَلَم أو رفعه فوق السفارة فى موسكو ليس من بين هذه الأولويات. 

ليت السلطة الجديدة فى دمشق تنتبه إلى أن آحاد السوريين لديهم اهتمامات أخرى، وعندهم آمال أخرى، ويقفون فى الانتظار وهُم يراقبون، ولن يقبلوا بأن يكونوا خارج معادلة الحكم كما كانوا من قبل. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خط أحمر سليمان جودة السلطة الجديدة سوريا ق السلطة السابقة السلطة الجدیدة الع ل م

إقرأ أيضاً:

«الأوروبي للدراسات الاستراتيجية»: إيطاليا ترسم خارطة طريق لأوضاع سوريا

قال الدكتور أبو بكر باذيب، رئيس المركز الأوروبي لقياس الرأي والدراسات الاستراتيجية، إن رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ملوني حاولت أن تقدم مقاربة متقدمة نوعًا ما بأنها على استعداد لإبداء مرونة أكبر في تسوية وعلاقات مختلفة مع السلطة الحالية في سوريا لأنها منذ البداية لديها بعض الأولويات وتبحث عن صفقة متقدمة تتصل في المقام الأول باللاجئين والأزمة التي تواجهها أوروبا.

وأضاف «باذيب»، خلال مداخلة مع الإعلامية فيروز مكي، خلال برنامج «مطروح للنقاش»، المذاع  عبر شاشة قناة « القاهرة الإخبارية»، أن أي علاقات متقدمة من إيطاليا مع السلطة السورية الحالية ستحقق لها أمرين الأول أنها لا تترك المجال فارغًا لتجاذبات دول أخرى في المنطقة.

هناك توجه أوروبي شامل يعمل على إعادة عمل السفارات مرة أخرى في دمشق

وتابع: «الأمر الثاني يحقق لإيطاليا مرحلة متقدمة لإدارة ملف اللاجئين مع السلطة السورية، وهناك توجه أوروبي شامل يعمل على إعادة عمل السفارات مرة أخرى في دمشق وأنهم يحاولون رسم خارطة طريق تؤهلهم لمتابعة الوضع الحالي في سوريا».

 

مقالات مشابهة

  • «الأوروبي للدراسات الاستراتيجية»: إيطاليا ترسم خارطة طريق لأوضاع سوريا
  • الخارجية الروسية: الولايات المتحدة تحاول تغيير السلطة في كوبا
  • صحف عالمية: خطوات أوروبية حذرة نحو السلطة الجديدة في سوريا
  • انقسام في البرلمان الأوروبي بشأن السلطة الجديدة في سوريا
  • إيطاليا: مستعدون للتحاور مع السلطة الجديدة في سوريا.. لكن "بحذر"
  • السلطة السورية الجديدة لا تريد الحرب مع اسرائيل
  • الخارجية الروسية: مستقبل سوريا يجب أن يحدده السوريون بأنفسهم
  • تركيا تكشف عن مطالب دولية رئيسية من السلطة الجديدة في سوريا
  • فيدان يتحدث عن 3 مطالب دولية رئيسية من السلطة الجديدة بسوريا