بوابة الوفد:
2025-02-21@02:50:51 GMT

الطغاة يجلبون الغزاة!

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

هل تعود سوريا إلى دولة المواطنة والانتماء، أم تستمر غابة يسيطر عليها أسد جديد يتسبب فى ضياعها 50 عامًا أخرى؟ القرار فى يد السوريين، وغم صعوبة تحويل سوريا من دولة الخوف والرعب والتشريد والمعتقلات على يد نظام الأسد الأب والابن، فإنه ممكن إذا وقف السوريون على قلب رجل واحد يضعون فيه ثقتهم ويكون من المؤمنين يحقق الاستقرار الذى يستحقه الشعب السورى الشقيق بعد الظلم الذى تعرضوا له على يد الطغاة والجلادين منذ عام 70 حتى 8 ديسمبر الماضى وهو تاريخ سقوط نظام الأسد وهروب بشار وصعود حاكم مصنوع بمواد أمريكية إسرائيلية تركية كحل مؤقت للأزمة، أو يكون حلًا لا تعرف نهايته!

حال سوريا يؤكد أن الطغاة يجلبون الغزاة والغزاة يجلبون الخونة، نشأ بشار الأسد رئيس سوريا الهارب فى فترة سياسية مضطربة فى البلاد، وكان والده حافظ الأسد حينها يقود انقلاب «الحركة التصحيحية» عام 1970، ويحاول بشتى الطرق تثبيت حكمه، خاصة بعد محاولة اغتياله، فقرر سحق كل أشكال المعارضة، وبدأها بمجزرة حماه عام 1982 وقام بسلسلة من الإعدامات والاعتقالات والتعذيب الجماعى لمدة 17 عامًا.

توفى الأسد العجوز فى يونيو عام 2000، فأصدر نائب الرئيس عبدالحليم خدام مرسوماً تشريعياً رفع فيه بشار الابن، أو الأسد الابن إلى رتبة فريق وعمره كن فى ذلك الوقت 34 عامًا و10 أشهر، فتجاوز رتبته العميد واللواء والعماد، ثم أصدر «خدام» مرسومًا بتعيين بشار قائدًا عامًا للجيش.

واجتمع مجلس الشعب السورى عقب وفاة الأسد الأب فى يونيو 2000 لتعديل مادة فى الدستور كانت تنص على أن سن الرئيس يجب أن تكون 40 سنة، وفى جلسة للمجلس استغرق انعقادها مدة قصيرة، أصبحت المادة بعد التصويت على تعديلها، أن تكون سن الرئيس 34 عامًا لتتطابق مع سن بشار الأسد لتمكينه من اعتلاء منصب الرئيس، ويصبح أول رئيس عربى يخلف والده فى الحكم عن طريق التوريث فى دولة نظامها جمهورى! ثم انتخب بعدها بشار أمينًا فطريًا لحزب البعث السورى الحاكم لسوريا منذ ستنيات القرن العشرين.

بدأ نظام بشار سلسلة من اعتقالات واسعة للشعب والسياسيين لتثبيت حكمه، وشنت الحكومة حملة قمع ضد المعارضين، وفرض الرقابة على المواطنين، وقام الجيش بتضييق الخناق على المعارضين للنظام فى الداخل والخارج فى محاولة لوقف الحراك الشعبى.

تأزمت فى عهد بشار علاقة سوريا مع الولايات المتحدة الأمريكية تحديدًا بعد 11 سبتمبر 2003، وتأزمت الأزمة مع لبنان بعد اغتيال الحريرى. ودفعت سوريا الشعب السورى عبر 13 عامًا منذ محاولة الشعب القيام بثورة ضد نظام بشار عام 2011، مئات الآلاف من الضحايا والمعتقلين المختفين، وملايين الأطفال خارج المدارس، وتحولت معظم المدن السورية إلى دمار شامل، وفر معظم أبناء الشعب من قسوة بشار إلى الدول المجاورة ليعيشوا فى ملاجئ يعانون فيها من الجوع والعرى والحياة القاسية على أمل العودة.

رحل الأسد، لأنه مهما طال الليل فلا بد من طلوع الفجر وبقيت سوريا، وأصبح هناك بصيص من أمل العودة لأبناء الشعب السورى، الذين تلطموا فى البلاد، لكن إذا كان الأسد قد هرب بعد أن تحول إلى نعامة، فهناك ضباع تتربص بسوريا تريدها ألا تخرج من جحيم الأسد، أو تخرج من حفرة نظام حكم الطغاة إلى نظام حكم الأجنبى أو حكم الإرهاب أو نظام السخرة، هناك من لا يريد للشعب السورى أن يحكم نفسه بنفسه، وألا يكون مستقلًا، وأن يكون مقسمًا متناحرًا، يريد سوريا الممزقة، أن تكون كتلة من النار وليس واحة للمحبة بين شعبها، حكمها ديمقراطى حر من خلال انتخابات حرة ليختار الشعب السورى حاكمه بإرادته بعد أن سلبت منه عائلة الأسد حريته.

إنهاء معاناة الشعب السورى فى يد أبناء الشعب السورى وبتعاون المجتمع الدولى من خلال توحيد الأهداف والأولويات، وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة، تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلى، واستعادة وضع سوريا الإقليمى والدولى، وتعمل مصر مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون على إنهاء معاناة الشعب السورى وتحقيق وحدة وسلامة الأراضى والسيادة الوطنية السورية بعيدًا عن التدخلات المخربة والإملاءات الخارجية.

نأمل أن يكون إقصاء الأسد ونظامه لصالح إنقاذ سوريا وليس مخططًا لتنفيذ أجندات تعمق جراح سوريا.

كما نأمل أن يحدد مستقبل سوريا أبناء سوريا الوطنيون، ولا يتحدد عن طريق رئيس ملاكى تعينه القوى الخارجية التى تأتى بالطغاة أو الخونة الذى يمهدون الطريق للغزاة.

ونأمل ونرجو ونصر ألا يستبدل السوريون طاغية بطاغية آخر، الأمر بيد الأشقاء، ولا يجب أن يجعلوا الفرصة تتسرب من بين أيديهم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب سوريا إلى دولة المواطنة هروب بشار الشعب السورى

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يعتزم تعليق عقوبات مفروضة على سوريا في هذه المجالات

يعتزم الاتحاد الأوروبي تعليق عدد من العقوبات المفروضة على سوريا خلال عهد نظام الأسد المخلوع، وذلك بالتزامن مع تواصل مساعي الحكومة السورية الجديدة رفع العقوبات الغربية من أجل دفع عجلة التعافي بعد سنوات طويلة من الحرب.

وبحسب مسودة اطلعت عليها وكالة رويترز، فإن المجالات التي من المقرر أن يشملها القرار الأوروبي المرتقب تتعلق بالطاقة والنقل وإعادة الإعمار.

يأتي ذلك في أعقاب زيارة أجراها وفد سوري برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى أوروبا استلها بالمشاركة بمؤتمر باريس الدولي المتعلق بسوريا.


وشهد المؤتمر حضور وزراء خارجية العديد من الدول الأوروبية والعربية بالإضافة إلى مشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ختام المؤتمر، داعيا الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع إلى زيارة العاصمة الفرنسية باريس.

كما شملت الجولة الأوروبية الأولى من نوعها زيارة ألمانيا حيث شارك الوفد السوري برئاسة الشيباني في مؤتمر ميونيخ للأمن، والتقى بالعديد من المسؤولين الأوروبيين.

ودأب المسؤولون السوريون منذ سقوط نظام بشار الأسد أواخر العام الماضي على مطالبة كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات عن سوريا بسبب انتفاء سببها بعد سقوط النظام.

ومن المتوقع أن يناقش وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الملف السوري خلال اجتماع يعقد في بروكسل في 24 شباط /فبراير، وفق رويترز.

والثلاثاء، طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، برفع العقوبات الشاملة التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى، على سوريا، مؤكدة أنها تعيق استعادة الخدمات الأساسية في البلاد.

وشددت المنظمة الحقوقية على أن العقوبات المفروضة على حكومة النظام السوري المخلوع بشار الأسد سارية رغم سقوطها، وتفتقر إلى شروط واضحة وقابلة للقياس لإلغائها.


وتعيق هذه العقوبات جهود إعادة الإعمار وتزيد معاناة ملايين السوريين في الحصول على حقوقهم الأساسية، بما في ذلك الكهرباء ومستوى المعيشة اللائق.

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.

وفي 29 كانون الثاني/ يناير، أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية بجانب العديد من القرارات الثورية التي قضت بحل حزب البعث العربي الاشتراكي ودستور عام 2012 والبرلمان التابع للنظام المخلوع.

مقالات مشابهة

  • داعية فلسطيني يوجه رسالة إلى بشار الأسد من جبل قاسيون.. ماذا قال؟ (شاهد)
  • شاهد: أحمد الشرع ممتطيا الحصان الأسود.. ظهور غير رسمي للرئيس السوري
  • مصير الحماية المؤقتة الممنوحة للاجئين السوريين بتركيا بعد سقوط الأسد
  • سوريا.. بعد سقوط نظام الأسد هل سترفع العقوبات عنها؟
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم تعليق عقوبات مفروضة على سوريا في هذه المجالات
  • بالفيديو .. السلطات الإيرانية تعتقل فنانا في طهران بسبب إهانة بشار الأسد .. ماذا قال؟
  • السلطات الإيرانية تعتقل فنانا في طهران بسبب إهانة بشار الأسد.. ماذا قال؟ (شاهد)
  • الأمم المتحدة: مليون سوري عادوا إلى ديارهم بعد سقوط نظام الأسد
  • الدفاع المدني : إزالة مخلفات الحرب في سوريا، خطوة مهمة لتحقيق السلام والاستقرار وتعافي المدنيين بعد سنوات من حرب نظام الأسد وحلفائه
  • ايران تعتقل عازفاً موسيقياً بارزاً بتهمة إهانة بشار الأسد