بوابة الوفد:
2024-12-18@19:42:05 GMT

سوريا من حفرة إلى «دحديرة»

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

ما أن كتبت مقالى (سوريا.. النكسة الثانية) حتى وجه لى البعض سهام الانتقاد؛ ظنًا أننى مع بشار الأسد وعائلته الفاسدة، وتحفظ آخرون على مخاوفى من الإدارة الجديدة؛ مطالبين بمنح الشعب السورى فرصة تقرير مصيره بعد نصف قرن من الظلم والقهر والاستبداد، وبقى الفريق المؤيد لوجهة نظرى بأن ما حدث فى سوريا يعد نكسة بكل ما تعنيه الكلمة من ضياع وانهيار للجيش السورى، والصمت على ما تقوم به إسرائيل من عربدة عسكرية فى الجولان وجبل الشيخ واللاذقية وبقية الأراضى السورية.

ونسى المنتقدون أو تناسوا إصرار إسرائيل على تطبيق دعوة الصهيونى البريطانى وعرَاب الفوضى «برنارد لويس» إلى تقسيم العالم العربى إلى دويلات، على غرار اتقاقية «سايكس بيكو» الاستعمارية القديمة، وهو ما سعى إليه ونفذه بالفعل «نتنياهو» بإعلانه وتباهيه بأنه نجح فى صنع شرق أوسط جديد على أكتاف الجماعات والفصائل الإسلامية المسلحة، التى صنعتها أمريكا ودربتها المخابرات الإسرائيلية وأنفقت عليها المليارات؛ لتكون خنجرًا فى ظهر كل العرب من المحيط إلى الخليج، وجسرًا لتحقيق حلم الدولة الصهيونية من النيل إلى الفرات.

واحترامًا للقارئ ولكل من يتابعنى أسرد بعض ما حمله بريدى وحسابى من انتقادات، وأبدأ بالأستاذة سحر مدين وتحميلها مسئولية كل ما يحدث للرئيس الهارب بشار؛ فهو الذى أنشأ 160 قاعدة عسكرية و593 نقطة أمنية أجنبية كبرى وسمح بانتشار٤٦٩ نقطة قوات إيرانية و١٣٢ نقطة قوات روسية؛ لحماية نظامه وإنقاذه بالاشتراك مع حزب الله، وتضيف وفى المقابل دخلت تركيا شمال سوريا وأقامت ١٢٤ نقطة تركية ثم تدخلت قوات التحالف برئاسة أمريكا بإنشاء ٢٨ نقطة عسكرية، ولم يطلق عليهم «الأسد» طلقة واحدة؛ فهو لا يعرف إلا قتل شعبه، وتتساءل: هل سوريا شخص؟ إذا سقط تسقط الدولة؟ وهل هى مكتوبة باسمه؟

وتمضى: فى 16 مارس الماضى استهدفت تل أبيب مستودع أسلحة فى ريف دمشق، وفى أكتوبر من العام الماضى 2023 قصفت مطار حلب، وفى سبتمبر 1922 ضربت محيط دمشق، وفى عام 2021 قصفت العاصمة، وبشار ولا كأنه فى سوريا، كل سنة تدخل إسرائيل تمسى عليه بعلقة ولا يحرك ساكنًا!

ويخبرنا الإذاعى إبراهيم خلف، بأنه إن كانت هناك خيانة فأهلًا بها؛ لبيع الأسد وإسقاطه وترك النظام «يندعج بجاز» لأنه لم يقدم لسوريا شيئًا، وقصقص أجنحة الجيش بالقوات الأجنبية والإيرانية، وجعله (أزعرا) مسيسا، بلا كلمة ولا كرامة ولا انتماء ولا سلاح إلا لحماية الأسد فقط!!

ويؤكد مصطفى الشافعى أن ماحدث سيناريو مرسوم ومقررومع ذلك لم يتعلم العرب ولا قادتهم مما حدث للعراق وتحريضه على غزو الكويت ثم معاقبته بالقضاء عليه وتمزيق شعبه وجيشه.

يبقى السؤال كما يقول وائل زين: هل الشعب السورى على استعداد لتغيير الأحداث حتى تعود سوريا إلى ما كانت عليه من قوة؟ أم ستذهب كل الجهود العربية هباء ونحرث فى الماء؟!

وختامًا أقول: إننى لم ولن أكون يومًا مع بشار الأسد وعائلته، التى نهبت الشعب السورى، وقتلته بالكيماوى، وعذبت شبابه وأطفاله ونساءه وشيوخه فى أقذر السجون، ولا أدافع أبدًا عن خائن، عربيًا كان أو أجنبيًا، أيًا كانت ديانته وجنسيته يضع يده فى يد العدو الإسرائيلى أو يمدها من تحت الطاولة إلى «نتنياهو» السفاح، فكل ما يهمنى هو الجيش الذى تفكك بعد أن نزع منه بشار العقيدة العسكرية الوطنية وروح الانتماء، والشعب السورى الشقيق الذى خرج من حفرة الأسد ليقع فى «دحديرة» الجولانى والفصائل المسلحة «هيئة تحرير الشام».

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

ما بعد هروب «الأسد»

مما لا شك فيه أن السوريون تخلصوا من حكم عائلة الأسد الذى جسم على صدورهم وكبل حريتهم وجوعهم وشردهم واعتقلهم ونكل بهم أكثر من نصف قرن من الزمان.. فرحة السوريون بالخلاص من هذا الحقبة كاحلة السواد فرحة لا توصف عبروا عنها فى الشوارع والميادين فى الحوارى والأزقة، كسروا تماثيل صنعها جلاديهم رأيناها تطُرح أرضا وتُضرب بالنعال وتُداس بالأقدام، بعدما فتحوا زنازين الأسد وحطموا أقفال سجون شيدها ساجينهم حجبت عنهم شمس الحرية وغيبت عنهم أحبائهم لأكثر من ٥٤ عاما.. فرار الأسد خَلْف أيضا قلقا وارتباكا فى المنطقة بل فى العالم أجمع وإعادة حسابات وتخوفات مشروعة فيما هو قادم من الزمان.. أول المنزعجون بعد هروب الأسد هى الكيان الصهيونى الذى لم يتأخر فى الرد على هروب الأسد بأن قام بتدمير البنية التحتية لكل المواقع العسكرية السورية من مطارات وقواعد عسكرية وموانئ بحرية ومخازن أسلحة ومنظومات دفاع جوى وبحرى وبرى، ليجعل من سوريا دولة منزوعة السلاح.. العدو الإسرائيلى لم يكتف بهذا بل سيطر واحتل على مساحات ومواقع فى هضبة الجولان المحتلة وقرر بناء مستوطنات أخرى فى الجولان المحتل غير مكترث بأى قوانين دولية أو اتفاقيات أُبرمت أو معاهدات وقُعت فهذا هو عهد اليهود وعقيدتهم فى نقض الوعود والعهود.. فلا وعود لهم ولا عهود معهم فقد نقضوا عهودهم مع رسول الله فى فجر الإسلام.. بعد فرار الأسد وسيطرت الفصائل المسلحة وعلى رأسها جبهة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولانى، أصبح مصير العديد من دول المنطقة وحكامها فى مهب الريح  خوفا من عودة التيار الإسلامى إلى الساحة بعدما ظنوا أنهم تخلصوا منه ونجوا من تبعاته.. قيام أبو محمد الجولانى وفور دخوله دمشق وتوجهه إلى الجامع الأموى مع قواته ومناصريه له دلالة واضحة فى الإعلان عن التذكير بتوجه وعقيدة الجولانى السنية.. قرارات وتصريحات الجولانى أثارت لعاب أمريكا والغرب وبدأوا فى إعادة حساباتهم وتغيير مواقفهم من جبهة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولانى، وصل الحال بأمريكا أن رفعت الجبهة من قوائم الإرهاب وتخلت عن قرارها بجائزة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يساعد فى القبض على «الجولانى».. تصريحات «الجولانى» بأن الأولوية لديه فى استقرار سوريا وتوفير حياة كريمة مستقرة للسوريين وترتيب البيت السورى من الداخل وأنه لا وقت وليس ضمن أولوياته الدخول فى صراع مع إسرائيل أو تصفية الحسابات مع إيران أفشلت مخططات العدو الإسرائيلى فى جرجرة الشرع ورفاقة إلى مواجه مع العدو هدفها إثارة الفوضى فى سوريا.. قرارات الجولانى بحل الجيش وإلغاء التجنيد الإجبارى بعد تجريد سوريا من جيشها وتدمير بنيتها العسكرية من قبل إسرائيل أصبح السؤال المطروح من يحمى سوريا ويدافع عن أمنها وترابها وشعبها؟ قرارات الشرع بنزع سلاح الفصائل المسلحة قرار صائب إن تم تنفيذه خاصة بعدما أصبح وجود فصائل مسلحة لا مبرر له بعد السيطرة على الأوضاع فى سوريا.. توحيد الفصائل وجمع شمل الشعب السورى بكل مكوناته أمر محمود لو تم خاصة أن هذه الفصائل لكل فصيل منهم معتقداته ومذهبه والذى وحدهم فقط هو كرههم للأسد الذى فر وهرب من عرينه بعدما تخلى عنه جيشه وشعبه وداعميه.. أهم ما يشغل السوريون هو إقرار دستور يرضى عنه السوريين وغيرهم ويعبر بصورة إيجابية عما ستكون عليه سوريا بعد هروب الأسد.. ما يشغل السوريون هو وجود جيش قوى يحمى سوريا وشعبها ولا يتدخل فى السياسة أو الحياة العامة للمواطنين.. ما يهم السوريون هو الحياد الإيجابى للسلطة فى الانتخابات لا تزويرها وأن يحكم سوريا ما يريده ويختاره الشعب السورى فى انتخابات حرة نزيهة تشهد منافسة حقيقية بين مرشحين بعيدا عن التزوير وتدخل السلطات لإنجاح مرشح بعينه خاصة مع إعلان أحمد الشرع زعيم  جبهة تحرير الشام عزمه على الترشح لرئاسة سوريا.. ما يهم السوريون هو وجود حياة ديمقراطية حقيقية وحرية وكرامة إنسانية وعيشة هنية.. فهل سيتحقق للسوريين ما يريدون؟
[email protected]

مقالات مشابهة

  • الطغاة يجلبون الغزاة!
  • المالكي ما زال يتباكى على بشار الأسد..تركيا وراء إسقاط الدولة السورية
  • ما بعد هروب «الأسد»
  • ترامب: تركيا وراء ما حدث في سوريا
  • مدير إدارة الوطن العربي بالخارجية السورية: الدول العربية دعت لرفع العقوبات عن سوريا للتخفيف عن الشعب
  • ننشر رسالة بشار الأسد إلى الشعب السوري “لم اتخلى عنكم”
  • بشار مافى حتى رساله واحده
  • قرارات جديدة ومهمة في سوريا… محامون دوليون يتتبعون ثروات عائلة الأسد وتحويلها لصالح الشعب
  • بعد 9 أعوام على صدوره وبعد سقوط الأسد.. هل يصلح القرار 2254 كأساس لمستقبل سوريا؟!