بوابة الوفد:
2025-01-18@09:07:33 GMT

سوريا من حفرة إلى «دحديرة»

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

ما أن كتبت مقالى (سوريا.. النكسة الثانية) حتى وجه لى البعض سهام الانتقاد؛ ظنًا أننى مع بشار الأسد وعائلته الفاسدة، وتحفظ آخرون على مخاوفى من الإدارة الجديدة؛ مطالبين بمنح الشعب السورى فرصة تقرير مصيره بعد نصف قرن من الظلم والقهر والاستبداد، وبقى الفريق المؤيد لوجهة نظرى بأن ما حدث فى سوريا يعد نكسة بكل ما تعنيه الكلمة من ضياع وانهيار للجيش السورى، والصمت على ما تقوم به إسرائيل من عربدة عسكرية فى الجولان وجبل الشيخ واللاذقية وبقية الأراضى السورية.

ونسى المنتقدون أو تناسوا إصرار إسرائيل على تطبيق دعوة الصهيونى البريطانى وعرَاب الفوضى «برنارد لويس» إلى تقسيم العالم العربى إلى دويلات، على غرار اتقاقية «سايكس بيكو» الاستعمارية القديمة، وهو ما سعى إليه ونفذه بالفعل «نتنياهو» بإعلانه وتباهيه بأنه نجح فى صنع شرق أوسط جديد على أكتاف الجماعات والفصائل الإسلامية المسلحة، التى صنعتها أمريكا ودربتها المخابرات الإسرائيلية وأنفقت عليها المليارات؛ لتكون خنجرًا فى ظهر كل العرب من المحيط إلى الخليج، وجسرًا لتحقيق حلم الدولة الصهيونية من النيل إلى الفرات.

واحترامًا للقارئ ولكل من يتابعنى أسرد بعض ما حمله بريدى وحسابى من انتقادات، وأبدأ بالأستاذة سحر مدين وتحميلها مسئولية كل ما يحدث للرئيس الهارب بشار؛ فهو الذى أنشأ 160 قاعدة عسكرية و593 نقطة أمنية أجنبية كبرى وسمح بانتشار٤٦٩ نقطة قوات إيرانية و١٣٢ نقطة قوات روسية؛ لحماية نظامه وإنقاذه بالاشتراك مع حزب الله، وتضيف وفى المقابل دخلت تركيا شمال سوريا وأقامت ١٢٤ نقطة تركية ثم تدخلت قوات التحالف برئاسة أمريكا بإنشاء ٢٨ نقطة عسكرية، ولم يطلق عليهم «الأسد» طلقة واحدة؛ فهو لا يعرف إلا قتل شعبه، وتتساءل: هل سوريا شخص؟ إذا سقط تسقط الدولة؟ وهل هى مكتوبة باسمه؟

وتمضى: فى 16 مارس الماضى استهدفت تل أبيب مستودع أسلحة فى ريف دمشق، وفى أكتوبر من العام الماضى 2023 قصفت مطار حلب، وفى سبتمبر 1922 ضربت محيط دمشق، وفى عام 2021 قصفت العاصمة، وبشار ولا كأنه فى سوريا، كل سنة تدخل إسرائيل تمسى عليه بعلقة ولا يحرك ساكنًا!

ويخبرنا الإذاعى إبراهيم خلف، بأنه إن كانت هناك خيانة فأهلًا بها؛ لبيع الأسد وإسقاطه وترك النظام «يندعج بجاز» لأنه لم يقدم لسوريا شيئًا، وقصقص أجنحة الجيش بالقوات الأجنبية والإيرانية، وجعله (أزعرا) مسيسا، بلا كلمة ولا كرامة ولا انتماء ولا سلاح إلا لحماية الأسد فقط!!

ويؤكد مصطفى الشافعى أن ماحدث سيناريو مرسوم ومقررومع ذلك لم يتعلم العرب ولا قادتهم مما حدث للعراق وتحريضه على غزو الكويت ثم معاقبته بالقضاء عليه وتمزيق شعبه وجيشه.

يبقى السؤال كما يقول وائل زين: هل الشعب السورى على استعداد لتغيير الأحداث حتى تعود سوريا إلى ما كانت عليه من قوة؟ أم ستذهب كل الجهود العربية هباء ونحرث فى الماء؟!

وختامًا أقول: إننى لم ولن أكون يومًا مع بشار الأسد وعائلته، التى نهبت الشعب السورى، وقتلته بالكيماوى، وعذبت شبابه وأطفاله ونساءه وشيوخه فى أقذر السجون، ولا أدافع أبدًا عن خائن، عربيًا كان أو أجنبيًا، أيًا كانت ديانته وجنسيته يضع يده فى يد العدو الإسرائيلى أو يمدها من تحت الطاولة إلى «نتنياهو» السفاح، فكل ما يهمنى هو الجيش الذى تفكك بعد أن نزع منه بشار العقيدة العسكرية الوطنية وروح الانتماء، والشعب السورى الشقيق الذى خرج من حفرة الأسد ليقع فى «دحديرة» الجولانى والفصائل المسلحة «هيئة تحرير الشام».

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الإليزيه: فرنسا تستضيف مؤتمرا بشأن سوريا فبراير المقبل

قالت الرئاسة الفرنسية " الإليزيه" في بيان يوم الخميس إن فرنسا تعتزم عقد مؤتمر بشأن سوريا في باريس يوم 13 فبراير المقبل. 

وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أعقاب اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن الزعيمين ناقشا الوضع في سوريا، بحسب ما أوردته وكالة رويترز. 

وقال البيان "أكد الجانبين التزامهما بدعم انتقال سياسي عادل وشامل يحترم حقوق جميع السوريين".

يأتي ذلك بعد سقوط نظام بشار الأسد، ووصول قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع إلى الحكم في دمشق، حيث سيطرت على مفاصل الدولة السورية.

وسقط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي بعد انسحاب الجيش السوري أمام المجموعات المسلحة التي بدأت الزحف إلى دمشق من حلب وإدلب ودرعا في نهاية نوفمبر الماضي. 

مقالات مشابهة

  • سوريا.. الجغرافية المشاكسة
  • سوريا وتهافت المتهافتين
  • الصراع «التركى - الإسرائيلى» فى سوريا!
  • "الجيش السوري الإلكتروني".. سلاح استخدمه الأسد في استهداف المعارضين
  • بعد سقوط الأسد.. انطلاق تصوير أول مسلسل درامي في سوريا
  • إرث الأسد الثقيل.. كيف يبدأ مسار العدالة الانتقالية في سوريا؟
  • الإليزيه: فرنسا تستضيف مؤتمرا بشأن سوريا فبراير المقبل
  • باسم ياخور: أرفض "التكويع".. وعودتي لسوريا "مشروطة"
  • لماذا يستمر تهريب المخدرات من سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟
  • سوريا الجديدة بين القرضاوي والمنصور