محمد عبد السميع (الشارقة) تواصلت الدورة الثامنة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، بعرض المسرحية المصرية «الزينة»، التي قدمتها فرقة استوديو 77، وأخرجها عادل حسان عن نص الكاتب أمين عبدالصمد.
ولعبت الأغنية والموسيقى في المسرحية دورها كتنويع، بالإضافة إلى حضور الراوي المشهور تاريخياً في الحكاية الشعبية، والأقرب إلى الحكواتي، مع إبراز مسميات جميلة من التراث الشعبي والبدوي المصري الغني بمفرداته التراثية، مثل مفردة «الشوافة»، أو «البصّارة» التي تقرأ الكف أو الطالع، وكذلك إبراز العرف الاجتماعي الذي أضاف للعمل والمهرجان بشكل عام موضوعاً جديراً بالقراءة والاطلاع، وهو أنّ الفتاة لا تتزوج بمن كتب فيها شعراً، باعتبار ذلك عيباً اجتماعياً، وهو ما حصل مع بطلة العرض «الزينة» التي ظهر جمالها من خلال اسمها، وأخذت بقلب خيرالله وعاطفته، وهو المحسود على حبّها من «الثريا»، كشخصية مساندة، بوجود شخصية «جاسر» الذي وجد الفرصة مناسبة للظفر بابنة عمّه، كما أضفى وجود شخصية «الثريا» تشويقاً ومبرراً لاتساع الأحداث ومدة العمل، بما عرف عن المرأة العربية من غيرة وعاطفة كبيرة، حين لجأت إلى العرّافة واستثمار مقدرتها على اللعب بالأحداث، لتظلّ صورة «الشوافة»، أو العرافة حاضرةً في الأذهان، حتى لو تطلب منها الأمر التدخل شخصياً بالخديعة والمكر.

لكن عنصراً جديداً طرأ على الأحداث لحلّ مشكلة الحب المعلقة بين خيرالله الذي اتهم بقوله أشعاراً في «الزينة»، في ظلّ إصرار ابن عمها جاسر على أن تكون له، اعتماداً على هذا العرف، حيث دهم الغزاة قبيلة جاسر على حين غرة، وبالطبع، فقد كان خيرالله جاهزاً للدفاع عنه وعن قبيلته، وكردٍّ للعرفان يتصافى الطرفان، بل وتكتشف القبيلة أنّ موضوع الشعر الغزلي بزينة لم يكن إلا محض افتراء من كيديات النساء وتدبير الشوّافة، لتنتهي المسرحية بزواج خيرالله من الثريا، كنهاية سعيدة في مثل هكذا أعمال.
في المسرحية كان أمام الراوي، والمخرج، وكاتب النص، والممثلين أدوار لكلٍّ منهم، في تغذية النص بالأغنية التي حملت الجمال والرومانسيات والأحزان والمجريات العاطفية إلى الجمهور، وكذلك الراوي في مقدرته على الإمساك بخيوط القصّ وتوصيل فراغات الدراما عادةً، أو منع تشتت الجمهور وحفزهم على المتابعة، كما كان اختيار أسماء شخصيات العمل اختياراً موفّقاً، وينتمي للبيئة البدوية المصرية بكل أعرافها وتقاليدها الأصيلة، مثل «جاسر» من الجسارة والإقدام، و«الزينة» من الحسن والجمال، و«خيرالله» من العطاء والثقه بالله، و«الثريا» من الإبهار والإدهاش والنرجسية، و«الشوّافة» من الرؤية البعيدة والتبصّر، كما كان أداء الممثلين على ساحة العرض الرملية حافزاً على المتابعة والاستمتاع، خصوصاً بحضور الأزياء والحوار المدروس واللقطات الجميلة والإنسانية والحوار الشفيف للمحبين.
ختاماً، استطاع العرض المصري أن يقدّم بيئةً جميلةً وأعرافاً إضافيّةً للجمهور، ضمن مساحات الحب والقبيلة والفروسية.
 

أخبار ذات صلة مسرحية «قصر الثرى» التونسية رسالة الإصرار على الحياة «المسرح الصحراوي».. سحر المكان وجماليات الفرجة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

إقرأ أيضاً:

رشاد عبد الغني: ذكرى تحرير سيناء تجسيد لأسمى معاني الانتماء والوفاء

أكد رشاد عبد الغني القيادي في حزب مستقبل وطن ، أن ذكرى تحرير سيناء ستظل عزيزة على قلب كل مصري، وتمثل فخرًا واعتزازًا وطنيًا، ورمزًا للصمود الوطني ورفض التفريط في أي حبة رمل من التراب الوطني مهما تكلف ذلك من تضحيات.

 وقال أن هذا اليوم المجيد يمثل علامة فارقة في تاريخ الوطن، ويجسد واحدة من أنبل معارك الكفاح المصري لاسترداد الأرض والعزة والكرامة، مقدمًا التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقوات المسلحة الباسلة، وكل أبناء الشعب المصري.


وأوضح عبد الغني في بيان له اليوم ، أن ملحمة تحرير سيناء لم تكن فقط انتصارا عسكريا تحقق ببطولات رجال القوات المسلحة، بل كانت أيضًا إنجازًا دبلوماسيا وسياسيا يعكس حكمة الدولة المصرية في الدفاع عن سيادتها بكل الوسائل، مؤكدًا أن هذه المناسبة ترسّخ في وجدان الأجيال المتعاقبة دروسًا في التضحية والانتماء للوطن.

برلماني: ذكرى تحرير سيناء تظل شاهدة على ما قدمه جنود مصر البواسل من تضحيات عظيمةبرلماني: ذكرى تحرير سيناء ستظل روحًا يستلهم منها الأجيال أسمى معاني التضحيةنقيب المعلمين يهنئ الرئيس السيسي بذكرى تحرير سيناءنائبة: ذكرى تحرير سيناء ستظل علامة مضيئة في تاريخ الوطن


وأشار القيادي في حزب مستقبل وطن إلى أن هذه الذكرى العطرة تجسيد لأسمى معاني الوفاء والانتماء، ورسالة تتوارثها الأجيال بأن الشعب المصري يحمل في جيناته الوطنية والتضحية من أجل استرداد حقوقه وتحقيق طموحاته في ظل قيادة وطنية حكيمة تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.


وأشار عبدالغني إلى أن الدولة المصرية، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أولت سيناء اهتمامًا غير مسبوقًا، من خلال إطلاق مشروعات كبرى تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الربط بين سيناء وباقي المحافظات، اقتصاديا ومجتمعيًا، بما يعكس إيمان القيادة السياسية بأهمية التعمير كخطوة ضرورية لتأمين الحدود وتعزيز الاستقرار.


واختتم رشاد عبد الغني بيانه بتجديد العهد والوفاء لأرواح شهداء الوطن الأبرار، ولأبطال القوات المسلحة الذين يواصلون أداء واجبهم الوطني بكل شرف، مؤكدًا أن ذكرى تحرير سيناء ستظل مصدر إلهام لمزيد من العمل والإنتاج من أجل بناء وطن قوي وآمن يليق بشعبه وتاريخه.

مقالات مشابهة

  • الحراصي: تدشين "واجهة الطفل" تجسيد للحرص السامي على رعاية الطفل العُماني
  • برلماني: ذكرى تحرير سيناء تجسيد لبطولات لا تنسى وإرادة لا تقهر
  • محافظ أسوان يوجه برعاية 50 مصابًا سودانيًا بحادث أتوبيس بالطريق الصحراوي الغربي
  • إصابة 50 سودانيًّا في انقلاب أتوبيس على الطريق الصحراوي الغربي بأسوان
  • الثقافة المصرية تشارك في مهرجان الشارقة القرائي للطفل بدورته الـ16
  • رشاد عبد الغني: ذكرى تحرير سيناء تجسيد لأسمى معاني الانتماء والوفاء
  • وزارة الثقافة المصرية تشارك في مهرجان الشارقة القرائي للطفل بدورته الـ 16
  • أول مايو.. بدء التقديم لمسابقة “توفيق الحكيم للتأليف المسرحي” بـ”القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية”
  • أول مايو.. بدء التقديم لمسابقة توفيق الحكيم بالمركز القومي للمسرح
  • «هنو»: سلطان القاسمي رمزًا استثنائيًا.. ونعمل على نشر الثقافة المصرية عربيًا