18 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: تراجع ألمانيا عن مواقفها السابقة بشأن الجزر الثلاث في مياه الخليج يُعد نقطة تحول مهمة في مسار العلاقات بين طهران وبروكسل خلال الأشهر الأخيرة.

هذا التغيير في الموقف كان محل ترحيب رسمي من إيران، حيث أكد إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الجهاز الدبلوماسي الإيراني، خلال مؤتمر صحفي نقلته صحيفة “دنياي اقتصاد”، أن طهران تتطلع إلى تصحيح المواقف السابقة التي وصفها بـ”غير المناسبة” من قبل الدول الأوروبية الأخرى.

وذكر بقائي أن بعض هذه الدول بدأت بالفعل في إرسال مذكرات رسمية لتعديل مواقفها تجاه القضية.

على الجانب الألماني، أوضح شتيفان هيبشترات، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، موقف بلاده خلال مؤتمر صحفي، مشيرًا إلى أن برلين تدعم حلاً ثنائيًا وسلميًا للنزاع حول الجزر الثلاث بين إيران والإمارات، وذلك في إطار القانون الدولي. هذا التصريح يمثل انحرافًا عن الموقف الأوروبي الجماعي الذي تم تبنيه في أكتوبر الماضي.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أيد، لأول مرة، سيادة الإمارات على الجزر الثلاث (أبوموسى، طنب الكبرى، وطنب الصغرى)، واصفًا إيران بأنها “محتلة” للجزر. ورد ذلك في البيان الختامي للاجتماع المشترك بين قادة دول الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي في بروكسل، مما أثار ردود فعل واسعة من قبل إيران التي اعتبرت هذا الوصف انتهاكًا لسيادتها.

هذه التطورات تشير إلى ديناميكية جديدة في التوازنات السياسية بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي، خصوصًا في ظل محاولات إيران المستمرة لتخفيف التوترات الإقليمية وتحسين علاقاتها مع العواصم الأوروبية.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الجزر الثلاث

إقرأ أيضاً:

زيارة ترامب إلى الخليج.. فرصة عربية أم تهديد لفلسطين؟

أكد البيت الأبيض يوم الثلاثاء أن الرئيس دونالد ترامب سيزور المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة الشهر المقبل في أول رحلة خارجية له في ولايته الثانية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت للصحفيين خلال إفادة صحفية إن زيارة ترامب إلى دول الخليج ستستمر من 13 إلى 16 مايو 2025.

ترامبزيارة مرتقبة لترامب

وتأتي الزيارة المرتقبة في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى إعادة ضبط العلاقات الدبلوماسية مع إيران بشأن برنامجها النووي. وقد أرسل المسؤولون الأمريكيون إشارات متباينة بشأن أهدافهم، لكنهم أكدوا مؤخرًا أن الهدف الأدنى هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي - وهو هدف مدعوم بالتهديد باستخدام القوة العسكرية.

ومن المرجح أن يكون البيت الأبيض حريصا على طمأنة دول الخليج العربية، التي تظل تحت تهديد الرد الإيراني إذا اتُهمت بدعم الضربات الأميركية أو الإسرائيلية على مواقعها النووية.

من جانبه، قال أستاذ القانون الدولي الدكتور جهاد أبولحية، إن زيارة ترامب المرتقبة للخليج تتطلب موقفًا عربيًا موحدًا لإفشال مخطط تهجير الفلسطينيين وتحويل القضية إلى ملف اقتصادي

وفي ظل التحضيرات الجارية للزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج في مايو المقبل، تتجه الأنظار إلى مواقف الدول العربية من القضايا الإقليمية الحساسة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي يُتوقع أن تكون محورًا أساسيًا في جدول أعمال اللقاءات السياسية والدبلوماسية خلال هذه الزيارة.

الدكتور جهاد أيولحية

وفي هذا السياق، شدد الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون الدولي والنظم السياسية، على أن القضية الفلسطينية ستكون حتمًا في صلب الاهتمامات الإقليمية والدولية خلال زيارة ترامب، خاصة في ظل تاريخه المعروف بمواقف منحازة ومتطرفة تجاه إسرائيل.

وأضاف أبولحية في تصريحات ل “ صدى البل”، أنه: "من المعروف أن الرئيس ترامب تبنى خلال ولايته السابقة مواقف اليمين الصهيوني المتطرف، وقدم دعمًا غير مشروط لإسرائيل، بما في ذلك في تجاوزاتها الميدانية، وهو ما يجعلنا لا نتوقع تغيّرًا جوهريًا في جوهر السياسة الأمريكية تجاه الفلسطينيين، حتى وإن تغير الخطاب الظاهري أو الإعلامي."

وأشار إلى أن أبرز ملامح السياسات التي يسعى ترامب لإعادة تسويقها تتجسد في مشروعه الخاص بقطاع غزة، والذي يهدف، بحسب أبولحية، إلى إعادة صياغة الواقع الفلسطيني هناك عبر تهجير السكان قسرًا تحت غطاء إعادة الإعمار، وإقامة مشاريع اقتصادية تخدم الاحتلال وتُلغي الهوية الوطنية الفلسطينية.

وأضاف: "الخطة تتضمن استيلاء إسرائيل الكامل على غزة بعد أكثر من عام ونصف من الإبادة الممنهجة، ويتبعها فرض مشاريع تنموية ظاهرها اقتصادي، لكن جوهرها هو إفراغ غزة من أهلها وتحويلها إلى منطقة بلا سكان أصليين. هذه السياسة الخطيرة لا تستهدف فقط التهجير، بل محاولة شطب الوجود السياسي للفلسطينيين وتحويل قضيتهم إلى مجرد أزمة إنسانية عابرة."

وأوضح أبولحية أن هذه الخطة قوبلت برفض عربي وفلسطيني واسع، لكن الخطر ما زال قائمًا، ودور دول الخليج سيكون محوريًا في التصدي لهذا التوجه، مشيرًا إلى أن موقعها الاستراتيجي وعلاقاتها الواسعة مع واشنطن يمكن أن يُوظفا في تعديل المسار الأمريكي، أو على الأقل الحد من اندفاع ترامب نحو مخططات التصفية السياسية للقضية الفلسطينية.

وشدد أبولحية على أن هناك فرصة حقيقية في حال قامت دول الخليج، بالتنسيق مع جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، بطرح رؤية موحدة أمام ترامب خلال زيارته، تتمثل في تبني المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت عام 2002، والتي تدعو إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يقوم على إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مع ضمان حق العودة للاجئين.

وقال: "هذه المبادرة تمثل الحد الأدنى المقبول عربيًا، وإن استطاعت دول الخليج الدفع باتجاهها، سيكون ذلك ردًا دبلوماسيًا وسياسيًا واضحًا على محاولة إدارة ترامب تحويل القضية إلى ملف اقتصادي صرف."

وأكد أبولحية على ضرورة دعم الخطة العربية المصرية لإعادة إعمار غزة، والتي ترتكز على بقاء الفلسطينيين في أرضهم وضمان حقوقهم في الحياة والكرامة، محذرًا من أن أي مشاريع لا تتضمن ضمانًا للحقوق السياسية ستُعد التفافًا على نضال الشعب الفلسطيني واستغلالًا لمعاناته.

واختتم بالقول: "إن تبني رؤية قائمة على حل سياسي عادل يعترف بحقوق الفلسطينيين المشروعة هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام حقيقي ودائم في المنطقة. وأي تجاهل لهذه الحقوق أو محاولة الالتفاف عليها عبر حلول اقتصادية مؤقتة لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة وشرعنة الاحتلال."

مقالات مشابهة

  • ألمانيا.. مساعٍ للسماح بارتداء الحجاب للشرطيات في برلين
  • الكشف عن المسؤول الأمريكي الذي سيقود المحادثات التقنية مع إيران
  • عادل بولبينة على رادار الزمالك .. والاحتراف الأوروبي يُعرقل المفاوضات
  • هندسة سكانية تحت عباءة التعدين
  • موقف محمد شريف.. تشكيل الخليج ضد القادسية في الدوري السعودي
  • زيارة ترامب إلى الخليج.. فرصة عربية أم تهديد لفلسطين؟
  • علامات استفهام حول موقف الدول التركية من قضية قبرص
  • العراق يترقب مصير مفاوضات إيران النووية: آمال ومخاوف
  • إسبانيا تعلن خطة دفاع بقيمة 10.4 مليار يورو.. وزيرة الدفاع: لن ننسى الجزر المحتلة بالمغرب
  • ترفعان العلم التنزاني.. إيران تحتجز سفينتين تحملان وقود مهربة في مياه بوشهر