بدأت صباح اليوم فعاليات الندوة العلمية (مطرح عبر التاريخ) التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة بالمنتدى الأدبي في قاعة كلية مجان الجامعية بولاية مطرح، وتأتي هذه الندوة التي تستمر لمدة يومين ضمن سلسلة ندوات المدن العمانية التي تنظمها الوزارة ضمن إطار برامجها الثقافية والعلمية.

الندوة انطلقت بحفل رعاه معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط، وبحضور عدد من الباحثين والمهتمين، والطلبة من مختلف الفئات العمرية، وأهالي ولاية مطرح، للتعرف عن قرب على تاريخ المدينة العريقة وما تحمله من معاني وجدانية في ذاكرة عمان.

وألقى ناصر الصوافي كلمة المنتدى الأدبي التي أكد فيها اهتمام الوزارة على إقامة سلسلة ندوات المدن والحواضر بهدف استكشاف تاريخ مدن عمان، وإبراز دورها في خدمة الفكر والحضارة، وأضاف: "تساهم هذه الندوات في تعريف النشء من أبناء هذا الوطن بما بذله أسلافهم من تضحيات في بناء عمان، وذلك لتعزيز قيم المواطنة وترسيخ الهُوية في بلد عُرف بالتواصل الحضاري مع مختلف الأمم والشعوب منذ القدم، في ظل العيش بسلام ووئام".

وأكد الصوافي على أن تنظيم هذه الندوة يعدّ إضافة مهمة لإثراء المكتبة العمانية، واستكمالا لجهود الوزارة في توثيق تاريخ المدن العمانية من خلال إصدار مطبوعات تتضمن نتائج هذه الندوات، يتم نشرها وتوزيعها على الباحثين والمهتمين، لتكون مرجعًا مهمًا للتعرف على تاريخ عمان بشكل عام".

وألقى سعادة الشيخ الدكتور حمد بن سعيد المعمري والي مطرح كلمة قال فيها: "إن مقومات ولاية مطرح قديما، جعلتها محل أنظار العالم، وكان ذلك مدعاة، لأطماع الطامعين، واحتلال البرتغاليين لها لنحو 150 عاما، إلا أن عزيمة العمانيين وإرادتهم كسرت شوكة تلك الأطماع".

وأضاف المعمري: " لقد نالت ولاية مطرح في العهد الزاهر الميمون وعهد النهضة المتجددة، بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - نصيبا وافرا من التنمية في قطاعاتها المختلفة".

وقدمت الدكتورة منى بنت محفوظ المنذرية لقاء حواريا مع الدكتور علي بن محمد سلطان الذي أطلقت عليه "حديث عن ذاكرة الأيام"، تحدث فيه الدكتور علي عن الذاكرة التي بدأت في بداية عهده بولاية مطرح التي قال إنه في فترة ما لم يكن قد أرخت فيها الكثير من التفاصيل، والبداية كانت بعدد السكان الذي كان حوالي 10 آلاف شخص في بداية القرن العشرين، وبدأ النمو السكاني يتزايد، وتوافد عليها السكان من العمانيين القاطنين في شرقي إفريقيا، إضافة إلى الجاليات الوافدة، وبدأ التوسع العمراني والكثافة السكانية. مؤكدا على أن التعددية كانت موجودة، ولكن كان التعايش السلمي حاضرا فيها.

وانتقلت الإعلامية الدكتورة منى بنت محفوظ للسؤال عن تأثير التجارة على مطرح، وقال الدكتور علي إن التجارة كان لها دور كبير في مدينة مطرح، وذلك في تنوع التجارات التي عرفت بها المنطقة، وأصبح تصدير واستيراد مختلف المنتجات لا سيما الزراعية منها، إضافة إلى وجود الأسواق المتعددة سمة المنطقة.

في حين أن المرأة كان لها حضورها في المجال التجاري في تلك الفترة، حيث كانت تخرج مع الرجل وترتدي الذهب الخالص (المادة الخام) وترافق التجار إلى مدن التجارة، وكان يباع ذهبها بضعف القيمة عنه في عمان، ويتحول المردود ويعطى للتجار العمانيين للتجارة بالمردود من بيع الذهب.

وعلى مستوى التعليم، فقد كانت مطرح تحوي المدرسة السعيدية الأولى، والتي كانت آنذاك في بيت المنذري، ولكنها آلت للسقوط ونقلت بعدها إلى مسقط، كما أن مطرح كانت تحوي أول مدرسة صناعية تقنية خرجت منها أوائل الدفعات، وكان للمرأة نصيب من الدراسة في المدارس الأهلية.

وقال الدكتور علي: "وفي المجال الثقافي كان نادي إصلاح الثقافي وعلى رأسه جواد الخابوري، مكانا لإقامة الأحداث الثقافية، حيث أقيت المسرحيات وجميع من كانت على المسرح وجوها عمانية فتية، كما كانت تقام أمسيات شعرية، إضافة إلى حضور المجالس ذات الأهمية الثقافية".

جلستا عمل في اليوم الأول..

وتناولت الندوة محاور متعددة، تشمل الأحداث التاريخية الرئيسية، والشخصيات البارزة، والتقاليد التي ساهمت في تشكيل هُوية مطرح، كما سلطت الضوء على دورها كمركز حضاري عبر العصور.

واستعرضت المنجزات الحضارية التي حققتها سلطنة عُمان في إطار "رؤية عمان 2040"، التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث الثقافي والتطور الحديث.

كما قدم في اليوم الأول للندوة عدد من أوراق العمل، بدأت بالجلسة الأولى التي قدمت فيها الدكتورة فخرية اليحيائية ورقة بعنوان "مطرح في الصورة البصرية"، وحضور مدينة مطرح في الصورة البصرية في الأعمال الفنية، وذلك من خلال استعراض الطريقة التي عبر بها الفنانون التشكيليون والمصورون الفوتوغرافيون عن المشاهد والمعالم البارزة لهذه المدينة التاريخية في أعمالهم.

وقدم المكرم الدكتور عبد الكريم اللواتي ورقة بعنوان: "مقومات مطرح في تحقيق رؤية 2040.. مطرح مفردات أصالة وسيمفونية إبداع"، ركز فيها على الحديث عن أحد توجهات الاستراتيجية للرؤية وهي "مجتمع معتز بهُويته وثقافته وملتزم بمواطنيته". مؤكدا على الخصوصية والمرتكزات لمطرح، فمفردات الأصالة والتاريخ والتراث ماثلة للعيان في كل شبر منها.

وجاءت ورقة الدكتور سليم الهنائي بعنوان "الخدمات الطبية والعلاجية في مطرح خلال الفترة بين عام 1909-1970"، حيث كشفت الورقة عن الظروف الصحية والحياتية ودورهما في انتشار الأوبئة وكيف تعامل السكان مع الأمراض التي تنتشر في المدينة، وتطرقت للمنهج التاريخي القائم على رصد الأوبئة والأمراض التي انتشرت في المدينة خلال القرن العشرين".

وافتتح على هامش الندوة معرض مصاحب حوى عددا من الوثائق التاريخية تعود لعهد السلطان فيصل بن تركي، والسلطان سعيد بن تيمور تخص مطرح، إضافة إلى عدد من الصور الأولى التي التقطت لمدينة مطرح والتي تعود لعام 1931م، وأهم ما نشر في الصحف عنها، إضافة إلى صور من عدسة المصور خميس المحاربي تتضح فيها جماليات مطرح بمختلف جوانبها الطبيعية والعمرانية والاجتماعية.

تجدر الإشارة إلى أن الندوة تأتي ضمن أهداف الاستراتيجية الثقافية لوزارة الثقافة والرياضة والشباب في مجالات البحث والتوثيق، ودعم الدراسات والبحوث العلمية، وتهدف إلى التعريف بالحواضر والمدن العمانية، وتسليط الضوء على مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والمقومات السياحية، وتختتم الندوة أعمالها صباح اليوم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدکتور علی إضافة إلى مطرح فی

إقرأ أيضاً:

"الشباب والعمل العام" محور ندوة تنسيقية شباب الأحزاب بمعرض الكتاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت القاعة الرئيسية ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة نظمتها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تحت عنوان "الشباب والعمل العام". وشارك في الندوة نخبة من القيادات الشابة، أبرزهم الدكتورة إيمان ريان، نائب محافظ القليوبية، وبلال حبش، نائب محافظ بني سويف وعضو مجلس أمناء التنسيقية، ومصطفى عز العرب، معاون وزير الشباب والرياضة لشؤون التنمية الثقافية والمجتمعية، والدكتور أحمد حسام، مدير برنامج قادة الاتحادات والأنشطة الطلابية بمؤسسة شباب القادة (YLF). وأدار النقاش مصطفى كريم، عضو التنسيقية.

حضر الندوة عدد كبير من أعضاء التنسيقية والنواب، من بينهم النائب محمد عزمي والنائب محمد تيسير مطر، حيث تناولت الندوة عدة محاور رئيسية، أبرزها تمكين الشباب ودورهم في العمل العام منذ عام 2014، ودور تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين في تغيير الصورة النمطية عن قدرة الشباب على القيادة.

كما ناقش الحاضرون معايير اختيار الكوادر الشبابية وآليات استمرار دعم التنسيقية للشباب بعد انتهاء برامجها، بالإضافة إلى خطط التنسيق مع جهات محلية ودولية لتوسيع نطاق تأثيرها. وجرى التطرق إلى التحديات السياسية والاجتماعية التي تواجه الشباب في العمل العام، وتأثير تعيين نواب شباب للمحافظين على تحسين أداء الإدارات المحلية.

تناولت الندوة أيضًا دور الشباب في وضع خطط التنمية المحلية وآليات قياس نجاحهم في المناصب التنفيذية، إلى جانب أهمية التوازن بين الطموح والخبرة في القيادة. وتم تسليط الضوء على دور الشباب المتطوعين في إنجاح الفعاليات الكبرى مثل معرض الكتاب، ومساهمة وزارة الشباب والرياضة في تدريب وتأهيل الكوادر الشابة لتعزيز مشاركتهم في التنمية المجتمعية.

في الختام، شددت المناقشات على أهمية الدور الذي تلعبه الجامعات في تأهيل الشباب ليصبحوا قادة المستقبل، وكيف يمكن دمجهم بشكل أكبر في العمل العام والمشروعات التنموية.

 

مقالات مشابهة

  • ندوة "عُمان ومصر.. وئام أزلي" تغوص في أعماق التاريخ المشترك
  • "الشباب والعمل العام" محور ندوة تنسيقية شباب الأحزاب بمعرض الكتاب
  • الحالات التي يُباح فيها للمصلي قطع الصلاة وأقوال الفقهاء في ذلك
  • "حديث الزيتون".. ندوة نقدية في "النادي الثقافي"
  • جينيفر لوبيز تحتفل باللحظة التي كانت تنتظرها طوال حياتها
  • "فاطمة المعدول… رائدة مسرح الطفل" في ندوة بمعرض القاهرة للكتاب
  • «فاطمة المعدول.. رائدة مسرح الطفل» ندوة في معرض الكتاب
  • فاطمة المعدول .. رائدة مسرح الطفل .. ندوة بمعرض الكتاب
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية يضيء على تجربته في"القاهرة للكتاب"
  • الثلاثاء .. ندوة بعنوان الثانوية الجديدة (البكالوريا) في الميزان بالصحفيين