لجريدة عمان:
2024-12-18@20:28:25 GMT

ألم يأن لضمير العالم أن يصحو؟

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

45 ألف شهيد فلسطيني، وعشرات الآلآف من الجرحى، والمشردين، والجوعى، واليتامى، وشهية الجيش الإسرائيلي لم تشبع نهمها من الدم بعد، وآلة القتل المجرمة تقول «هل من مزيد؟!!»، والعالم يتفرج على مذبحة العصر على شاشات التلفاز، ويدينون، ويشجبون، وينددون، ولا شيء آخر.

45 ألف شهيد فلسطيني، والولايات المتحدة وأوربا يبحثون عن حل لأزمة «الأسرى الإسرائيليين»، ولا يأبهون لما يحدث لعرب فلسطين، وكأن هناك نوعين من البشر، نوع سيامي، سامي، نادر، يجب الحفاظ عليه، ونوع لا يهم أحدا، غير إنسانيّ، زائد عن الحاجة، يجب التخلص منه.

45 ألف شهيد، والعرب صامتون، يشاهدون المشهد، ويصرخون فـي هيئة الأمم المتحدة، دون أن يسمع أحد صراخهم، لأنهم يصرخون بلطف، وهدوء، حتى لا يزعجوا داعمي إسرائيل، ولكي تنهي إسرائيل مهمة يريدها البعض، ولا يعلن عنها.

45 ألف شهيد، والشعوب العربية تتحسّر، وتتأسف، وتطالب، ولكن صوتها مكتوم، وفعلها مقيّد، ولا تملك غير الدعاء فـي الصلوات، دون الجهر به.

45 ألف شهيد، والضمير العالمي فـي سبات طويل، لا يفـيق إلا حين يئن أسير إسرائيلي، ولا يصحو إلا حين يموت جنديّ صهيوني، ولا يرف له جفن إلا حين تبكي أرملة يهودية.

45 ألف شهيد، والأطفال اليتامى الفلسطينيون يتزايدون، ويكبرون دون أم، أو أب، أو مستقبل، أو تعليم أو صحة، أو مقومات حياة، وهو الهدف الذي يسعى إليه الكيان المحتل، ليشكّل جيلا ضائعا، ذليلا، لا وطن يؤويه، ولا هدف له إلا حاجات يومه.

45 ألف شهيد، قضى كثير منهم تحت القصف الإسرائيلي فـي المدارس، والمخيمات، وفـي المستشفـيات، بحجة البحث عن المسلحين، فتنتهي حياتهم، وهم يطلبون المساعدة، ولا يجد العالم مرة أخرى إلا مباركة القتل، والدمار.

45 ألف شهيد، وعدّاد الشهداء يرتفع كل يوم تحت سمع، وبصر العالم المتحضر، والديمقراطي، الذي يدّعي الإنسانية، والذي يعطي مساحة واسعة من الوقت، لمزيد من القتل، والدمار بحجة البحث عن «الرهائن»، والقضاء عن «الإرهابيين الفلسطينيين»، عالم يرى المشهد مقلوبا، من زاوية إسرائيلية كاملة، دون أن ينظر إلى وجه الضحية الحقيقي.

45 ألف شهيد، والشعوب الغربية وحدها هي التي أفاقت من غفلتها، وغفوتها، ورأت كم هو همجي هذا المحتل، وقاتل، ومخادع، وغير صادق فـي بكائه طيلة سنوات، وكم كان محتالا على عقولهم، وهو يدّعي البراءة، ويلعب دور الضحية البائسة، فإذا هو قاتل متسلسل، مجنون، أناني، لا يهمه غير بقائه، ولو فنى العالم من وراءه.

45 ألف شهيد، لم تعد تعني شيئا للولايات المتحدة، وإسرائيل فـ«الوضع الجديد» يحتاج إلى المزيد من الدم، كي ينعم الكيان المحتل بالسلام، وينام بهدوء، ويشعر براحة الضمير، وذلك لا يأتي إلا بتقليل أعداد الشعب الفلسطيني إلى أقصى حد ممكن، وإعادة احتلال غزة، وتهجير سكانها، وإقامة مستوطنات يهودية على واقع جديد.

45 ألف شهيد أو يزيدون، وبعدها سيكون الانقلاب الكبير فـي الشرق الأوسط على جثث الضحايا، وسيقبض القاتل الإسرائيلي مكافأته الكبرى، وهو مزيد من اتفاقيات التطبيع، والاستثمارات، والتبادل التجاري، لكي تقوى شوكته، ويشتد ساعده، وتركز أركانه، على حساب تصفـية القضية الفلسطينية، ثم سيعتاش على خزائن العرب الذين يهرولون للسلام، دون أي مقابل، ليثبتوا للعالم فقط أنهم «ليسوا دعاة حرب»، فكم هو باهض، ومذل هذا السلام، الذي يأتي بمصافحة قاتل، مطلوب للعدالة الدولية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ألف شهید

إقرأ أيضاً:

كمال ماضي: 439 يومًا انقضت وآلة القتل الإسرائيلية بغزة لا تتوقف

قال الإعلامي كمال ماضي، إن هناك 439 يومًا انقضت من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة واليوم الواحد منها كسنة مما تعدون، والساعة الواحدة منها لا تخلو على الإطلاق من ارتقاء شهيد أو قصف منزل، أو تخريب لمشفى أو هدم مدرسة تؤوي نازحين.

النازحون باتوا يفترشون العراء

وأضاف «ماضي»، خلال تقديم برنامج «ملف اليوم»، المذاع عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن النازحين باتوا يفترشون العراء بعدما كانوا أعزة أكارم ولا يعلم أي منهم أيحين أجله اليوم أم يؤجل إلى غد قريب، مشيرًا إلى أن المطلب والمبتغى بات واحدًا لا يرجى سواه، أن يأتي الفرج عن قريب كمخلص لهم من عذابات الدنيا ومن هول ما شاهدوه.

وتابع الإعلامي كمال ماضي: «هناك صمت أممي دميم تنتحر معه القيم والمُثل والمبادئ وكل هذا مع زيادة عدد الشهداء يومًا تلو الآخر دون رادع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وبدعم أمريكي غير محدود».

مقالات مشابهة

  • كمال ماضي: 439 يومًا انقضت وآلة القتل الإسرائيلية بغزة لا تتوقف
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 45,097 شهيدًا و107,244 إصابة
  • تنفيذ حكم القتل قصاصًا بأحد الجناة في منطقة تبوك
  • شهيد إثر استهداف قوات الاحتلال منطقة المواصي
  • اعدام أردني في السعودية
  • تنفيذ حكم القتل قصاصًا بأحد الجناة بمنطقة جازان
  • ارتفاع حصيلة الإبادة في غزة إلى 45,028 شهيدًا و106,962 إصابة
  • مقتل الفلسطيني خالد نبهان.. الجد الذي أبكى العالم أثناء وداع حفيدته "روح الروح"
  • ارتفاع حصيلة العدوان على غزة لـ45,028 شهيدًا و106,962 إصابة