لجريدة عمان:
2025-03-23@08:07:19 GMT

ألم يأن لضمير العالم أن يصحو؟

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

45 ألف شهيد فلسطيني، وعشرات الآلآف من الجرحى، والمشردين، والجوعى، واليتامى، وشهية الجيش الإسرائيلي لم تشبع نهمها من الدم بعد، وآلة القتل المجرمة تقول «هل من مزيد؟!!»، والعالم يتفرج على مذبحة العصر على شاشات التلفاز، ويدينون، ويشجبون، وينددون، ولا شيء آخر.

45 ألف شهيد فلسطيني، والولايات المتحدة وأوربا يبحثون عن حل لأزمة «الأسرى الإسرائيليين»، ولا يأبهون لما يحدث لعرب فلسطين، وكأن هناك نوعين من البشر، نوع سيامي، سامي، نادر، يجب الحفاظ عليه، ونوع لا يهم أحدا، غير إنسانيّ، زائد عن الحاجة، يجب التخلص منه.

45 ألف شهيد، والعرب صامتون، يشاهدون المشهد، ويصرخون فـي هيئة الأمم المتحدة، دون أن يسمع أحد صراخهم، لأنهم يصرخون بلطف، وهدوء، حتى لا يزعجوا داعمي إسرائيل، ولكي تنهي إسرائيل مهمة يريدها البعض، ولا يعلن عنها.

45 ألف شهيد، والشعوب العربية تتحسّر، وتتأسف، وتطالب، ولكن صوتها مكتوم، وفعلها مقيّد، ولا تملك غير الدعاء فـي الصلوات، دون الجهر به.

45 ألف شهيد، والضمير العالمي فـي سبات طويل، لا يفـيق إلا حين يئن أسير إسرائيلي، ولا يصحو إلا حين يموت جنديّ صهيوني، ولا يرف له جفن إلا حين تبكي أرملة يهودية.

45 ألف شهيد، والأطفال اليتامى الفلسطينيون يتزايدون، ويكبرون دون أم، أو أب، أو مستقبل، أو تعليم أو صحة، أو مقومات حياة، وهو الهدف الذي يسعى إليه الكيان المحتل، ليشكّل جيلا ضائعا، ذليلا، لا وطن يؤويه، ولا هدف له إلا حاجات يومه.

45 ألف شهيد، قضى كثير منهم تحت القصف الإسرائيلي فـي المدارس، والمخيمات، وفـي المستشفـيات، بحجة البحث عن المسلحين، فتنتهي حياتهم، وهم يطلبون المساعدة، ولا يجد العالم مرة أخرى إلا مباركة القتل، والدمار.

45 ألف شهيد، وعدّاد الشهداء يرتفع كل يوم تحت سمع، وبصر العالم المتحضر، والديمقراطي، الذي يدّعي الإنسانية، والذي يعطي مساحة واسعة من الوقت، لمزيد من القتل، والدمار بحجة البحث عن «الرهائن»، والقضاء عن «الإرهابيين الفلسطينيين»، عالم يرى المشهد مقلوبا، من زاوية إسرائيلية كاملة، دون أن ينظر إلى وجه الضحية الحقيقي.

45 ألف شهيد، والشعوب الغربية وحدها هي التي أفاقت من غفلتها، وغفوتها، ورأت كم هو همجي هذا المحتل، وقاتل، ومخادع، وغير صادق فـي بكائه طيلة سنوات، وكم كان محتالا على عقولهم، وهو يدّعي البراءة، ويلعب دور الضحية البائسة، فإذا هو قاتل متسلسل، مجنون، أناني، لا يهمه غير بقائه، ولو فنى العالم من وراءه.

45 ألف شهيد، لم تعد تعني شيئا للولايات المتحدة، وإسرائيل فـ«الوضع الجديد» يحتاج إلى المزيد من الدم، كي ينعم الكيان المحتل بالسلام، وينام بهدوء، ويشعر براحة الضمير، وذلك لا يأتي إلا بتقليل أعداد الشعب الفلسطيني إلى أقصى حد ممكن، وإعادة احتلال غزة، وتهجير سكانها، وإقامة مستوطنات يهودية على واقع جديد.

45 ألف شهيد أو يزيدون، وبعدها سيكون الانقلاب الكبير فـي الشرق الأوسط على جثث الضحايا، وسيقبض القاتل الإسرائيلي مكافأته الكبرى، وهو مزيد من اتفاقيات التطبيع، والاستثمارات، والتبادل التجاري، لكي تقوى شوكته، ويشتد ساعده، وتركز أركانه، على حساب تصفـية القضية الفلسطينية، ثم سيعتاش على خزائن العرب الذين يهرولون للسلام، دون أي مقابل، ليثبتوا للعالم فقط أنهم «ليسوا دعاة حرب»، فكم هو باهض، ومذل هذا السلام، الذي يأتي بمصافحة قاتل، مطلوب للعدالة الدولية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ألف شهید

إقرأ أيضاً:

قناص الاحتلال لا يرحم أطفالا أو ذوي إعاقة.. استشهاد 6 أطفال ومواطنين

عادت آلة القتل الإسرائيلية من جديد لتمارس الجرائم الإنسانية المرفوضة في كل الدول وكل الأديان، والتي لا يستطيع أي كائن على وجه هذه الأرض حتى أن يعطي الضوء الأخضر لفعلها.

آلة القتل الإسرائيلية

آلة القتل الإسرائيلية، تقنص الأطفال وهم مع آبائهم وأمهاتهم، تقنص النساء، تقنص ذوي الإعاقة الغير قادرين على المشي باستقامة وبشكل طبيعي، تفعل كل ما هو بشع ويكأن هذا الأمر اعتيادي.

إثر قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية بغزة لقي 6 أطفال حتفهم وأصيب أخرون، وفقا لـ وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، اليوم.

قناص الاحتلال يستهدف ذوي الإعاقة

شاب من ذوي الإعاقة يعرج ويمشي بصعوبة يهرب من القصف الذي طال سماء قرية المغراقة جنوب مدينة غزة، وهذا المشهد حينما يراه أي شخص في داخله ذرة من الإنسانية في قلبه، سيتعاطف معه، وسيتمنى أن يهرب إلى ملاذ آمن، ولكن قناصة الاحتلال الإسرائيلي تركت كل الهاربين واستهدفت هذا الشاب خاصة وأطلقت عليه الرصاص، فأصيب الشاب بجروح خطيرة، وتم نقله لمستشفى العودة.

آلة القتل الإسرائيلية تستهدف الأطفال

عدد من الأطفال المختبئين من القصف في مبنى سكني في شارع الجرو بحي التفاح شمال شرق مدينة غزة، تعرفت عليهم طائرات الاحتلال الإسرائيلي فضربتهم بالصواريخ، فمات الأطفال وجرح عدد من المواطنين.

ولقيت أم وابنتها حتفهما وأصيب آخرون، إثر قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منزلا يلجؤون إليه قرب معصرة بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب القطاع، وفق «وفا».

كما أصيب عدد من المواطنين بجروح، بينهم خطيرة، إثر استهداف إسرائيل لمجموعة من المواطنين شمال المغراقة بصاروخ من طائرة استطلاع، نقلوا على إثرها إلى مستشفى العودة وسط قطاع غزة، حسب الوكالة.

اقرأ أيضاًاستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي شمال قطاع غزة

باحث أمريكي يكشف لـ «الأسبوع» مصير المفاوضات القادمة بعد استئناف العملية البرية الإسرائيلية في غزة

عاجل.. مصر تنفي مزاعم نقل نصف مليون فلسطيني من قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • شهيد و9 جرحى في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان والبقاع
  • الخطاب الوحيد الذي يمكن يطرق أذن العالم
  • لا فرق بين قتلة السلطة والقتلة الإرهابيين
  • قناص الاحتلال لا يرحم أطفالا أو ذوي إعاقة.. استشهاد 6 أطفال ومواطنين
  • حماس تنتقد: التصريحات الأميركية تساوي بين الجلاد والضحية
  • انطلاق تدريبات عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري المحتل
  • موقع إيطالي: حكم ترامب يكشف أن منطق القوة هو الذي يحكم العالم
  • 591 شهيدًا في غزة منذ استئاف الاحتلال عدوانه على القطاع
  • حمـ.ـاس: غــ.ـزة تنزف وتستغيث.. لا تتركوها تواجه هذه المجـ.ـازر وحدها
  • مناورة عسكرية للجيش الاسرائيلي في الجولان المحتل