#العربية في عيدها!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
لغتنا: فكرنا، وحضارتنا، وثقافتنا؛ هي كل أدواتنا في التواصل، والحوار، والتفكير، والنقد ! حتى في النفاق، والمدح!
لغتنا حققت إنجازات باهرة؛ فهى لغة عالمية تقف بجانب ست لغات عالمية! حيث يستطيع أي عربي أن يكون سفيرًا في مختلف منظمات العالم، ودولها، من دون أن يتقن لغة غيرها! هذا تطلب نضالًا سياسيّا ونضالًا ثقافيّا.
في الأدب العالمي يقولون:
سخّر الله لك من يعلم أبناءك اللغة! أو لا حرمك الله من معلم
لغة!
فاللغة حياة! (١)
لغتنا: لغة التخاطب والعمل!
حتى هذه المقولة لم تعد صالحة، فنحن نتحدث بِ:
Good morning
Bonjour
ولم يعد أيّ منا يقول:
عمت صباحًا! حتى صباح الخير صارت قليلة الاستخدام.
وفي العمل، صار إتقان اللغة العربية ليس متطلبا، بل المطلوب هو إتقان اللغة الإنجليزية حتى لو كنت معلّمًا للغة العربية، فكيف بالشركات الأجنبية!!
(٢)
أخطاؤنا
لا أتحدث عن لغة بعض النواب، ولغة الإعلام، ولغة الإعلان، فإعلاناتنا مليئة بالأخطاء؛ مثل:
أراضي للبيع.
الخيار لكي.
صلي عليه
صلو عليه.
مساء ًا.
وتكاد ترى مصائب حين تدخل
مؤسسة حكومية لترى أخطاءً
في كتابة رؤية المؤسسة ورسالتها!!حيث يصدمك تكاثر الأخطاء، وانتقال عدوى انتقالها
بسرعة تفوق انتقال الإنفلونزا، أو التثاؤب:
تثاءب عمروٌ إذ تثاءب خالد
بعدوى ، فما أعدتنيَ الثؤباء!
بل إنّ شخصًا حكوميّا كتب يهجوني بمقالة شملت سبعة وعشرين خطأً.
(٢)
أعداء اللغة العربية
من حيث المبدأ، عدو اللغة العربية هو كل من لا يتقنها!
لعل في هذا بعض الظلم؛
فمختصو اللغة هم أعداء بدرجة مصارع! ومعلمو اللغة أعداء بدرجة أقل. والأبرياء الوحيدون هم الضحايا
من طلاب اللغة، الذين حرمهم الله ممن يعلمهم اللغة!!
بعض أعداء اللغة مغفور لهم
ما تقدم من ذنبهم وربما ما تأخر!
ولكن مختصي اللغة ممن لا يتقنونها يجب إلقاء القبض عليهم فورًا، وحرمانهم من المشاركة في عمليات الإشراف، والتدريس، وتأليف كتب اللغة العربية!!!
تخيلوا! هذا المطلب ملِحّ بقوة!
نعم! يجب منعهم من التدريس
ومن التأليف، ومن إدارة الندوات،
وما يعادلها!!
خطأ في كتاب
يمكن توقع الخطأ في أيّ مجال، وفي أيّ نصّ، وقالوا: ليس على المطرب أن يعرِب! فالمطربون: جزموا الفعل الماضي: لم شفتكم! والشعراء قالوا:
يحق للشاعر ما لا يحق لغيره!!
وهذا ليس صحيحًا، فالمتنبي
لم يخطىء، وحتى عرار، ونزار، وغيرهم كثير لم يلحنوا! فلا أحد معصومٌ ، ولكن لا مؤلف مسموح له بخطأ! ولا مختص لغة مأذون له بخطأ! ولا معلم لغة أيضًا! هؤلاء هم المحصنون غير الغافلين! والمحصنات غير الغافلات!!
شكرًا للمعلمة إيمان شحادة!
فقد ساعدتني في اكتشاف خطأ
لغويّ غير قابل للغفران، خطأ أشبه
بمرتكب الكبيرة! خطأ مرّ عليه
مؤلفون، ومشرفون، ومراجعون، وشخصيات وَقورة، ومجالس منظورة، ونمارق مبهورة!
خطأٍ مرّ به عشرة آلاف مختص،
درّسوه كما هو..
وما زال ذلك الخطأ اللعين ماثلًا للعيان!!
(٤)
وأخيرًا!! فأعداء اللغة هم بعض مختصيها، أو بلغة الطب: “اخصائيوها”!!
فهمت عليّ جنابك؟!!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
ترجمة مجموعة ليل قصير لإسحاق العجمي إلى اللغة الفارسية في إيران
طهران "العُمانية": صدرت عن دار "عبارت" للطباعة والنشر بالعاصمة الإيرانية طهران الترجمة الفارسية لمجموعة "ليل قصير" الشعرية للشاعر العُماني إسحاق العجمي تحت عنوان "شبی کوتاه".
وترجمت المجموعة الشعرية من نسختها العربية إلى اللغة الفارسية الكاتبة والروائية الإيرانية معصومة تميمي في 118 صفحة، وهو رابع إصدار من الأدب العُماني تقوم بترجمته إلى اللغة الفارسية.
وقالت الكاتبة والروائية الإيرانية معصومة تميمي، في حوار مع وكالة الأنباء العُمانية: إن مجموعة "ليل قصير" لفتت انتباهها منذ القراءة الأولى لما تحمله من عمق شعري ورمزية غنية حيث إن الشاعر إسحاق العجمي يستخدم الليل كرمز للتأملات الوجودية والتقلبات النفسية، ويغوص من خلاله في موضوعات الحب والنوستالجيا والعلاقات الإنسانية بطريقة تمس الروح.
وأضافت أن هذا البعد الإنساني والعالمي في القصائد هو ما دفعها لاختيارها الترجمة إلى الفارسية، حيث إن هذه التجربة الشعرية يمكن أن تلامس القارئ الفارسي أيضاً، وهناك جسراً مشتركاً من الأحاسيس والمعاني بين الثقافتين.
وأكدت على أن الشاعر يتميز في أعماله الأدبية برؤيةٍ فريدةٍ في الكتابة، حيث يعتبرها امتدادًا للماضي وجسرًا يربط الأزمنة، ما يجعلها بلا بداية أو نهاية محددة، كما تعكس كتاباته اهتمامًا بالقضايا الإنسانية المعاصرة، حيث يعبّر عن قلقه تجاه الأحداث العالمية ويطرح تساؤلات حول مفاهيم وقيم العصر الحديث وهذا التوجه يظهر جليًّا في مجموعاته الشعرية مثل "ليل قصير".
وأوضحت أن الفعاليات الثقافية الحديثة في ترجمة الأعمال العُمانية إلى الفارسية تظهر تزايدًا في اهتمام الجمهور الإيراني بالأدب العُماني، بما في ذلك الروايات والشعر، ما يسهم في توسيع دائرة قرّاء الأدب العُماني في إيران ويعزز التفاهم الثقافي بين الشعبين.
جديرٌ بالذكر أن الكاتبة والروائية الإيرانية معصومة تميمي هي أستاذة في جامعة الزهراء بالعاصمة الإيرانية طهران، وقامت بترجمة العديد من أعمال الروائيين العرب إلى اللغة الفارسية، كما قامت بترجمة رواية "تغريبة القافر" لزهران القاسمي و"انعكاس" لشريفة التوبية من الأدب العُماني، وأكدت أنها تعمل على ترجمة رواية "دفاتر فارهو" للكاتبة العُمانية ليلى عبدالله البلوشي.