محلل سياسي: معادلة الملف الأمني بالمنطقة تغيرت بعد الاتفاق بين الرياض وطهران
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
أكد المحلل السياسي منيف عماش الحربي، أن المعادلة تغيرت تمامًا في ملف الأمن بالمنطقة بعد توقيع الاتفاق الثلاثي بين طهران وبكين والرياض.
وأشار خلال مداخلة مع قناة «الحدث» إلى التطور الكبير في العلاقات بعد ذلك الاتفاق الثلاثي في 10 مارس الماضي.
ولفت الحربي إلى أن العلاقات مع إيران كانت تحكمها في السابق العلاقات الإيرانية الغربية، موضحا أنه عندما تقترب ايران من الغرب تخلق توترات في المنطقة كما حدث في 2001 و2003 و2015.
وأوضح المحلل السياسي إلى أن هذه العلاقة هذه المرة لم تعد العلاقة فقط بين الغرب والمنطقة، ولكن وجود الصين مع دعم روسي أدى إلى تغير المعادلة.
وأشار إلى أن العلاقة ستكون أكثر تجذرا، ولن تعود إلى حقبة 2016 من جديد، موضحا أن الامور تسير بشكل طبيعي، كما يجب الوصول إلى حلول للملفات شائكة.
المحلل السياسي منيف عماش الحربي: المعادلة تغيرت تمامًا في ملف الأمن بالمنطقة بعد توقيع الاتفاق الثلاثي بين طهران وبكين والرياض#الحدث pic.twitter.com/im6LCZrLa1
— ا لـحـدث (@AlHadath) August 18, 2023المصدر: صحيفة عاجل
إقرأ أيضاً:
تقارب الرياض مع طهران يفضح ازدواجية إعلام السعودية تجاه حماس
أثار الكاتب والباحث السعودي عبد الله بن بجاد العتيبي الجدل مؤخرًا بتصريحاته المتباينة حول العلاقات السعودية الإيرانية، حينما أشاد بالتقارب بين البلدين، واصفًا زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران بأنها "تأسيس لمرحلة جديدة من التعاون الإقليمي".
وأشاد العتيبي خلال لقاء على فضائية "العربية" بالزيارة المفاجأة، التي تأتي في سياق التقارب بين الطرفين والمستمر خلال السنوات الماضية، مؤكدا أن تلك الزيارات لم تكن بالجديدة، حيث سبق للأمير سلطان بن عبد العزيز زيارة طهران في التسعينات، كما قاد الملك عبد الله وقتما كان وليا للعهد تقارب مع الرئيس الإيراني.
وتابع العتيبي بأن السعودية وإيران دولتان كبيرتان في المنطقة ومؤثرتان، وهذه طبيعة السياسة؛ لذلك من الطبيعي أن تتواصل الدولتان بشكل تفصيلي وتكتيكي.
هذا الموقف يتناقض مع تصريحات سابقة للعتيبي، حيث انتقد بشدة علاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس بإيران، معتبرًا إياها "حماقة سياسية".
وأضاف في تصريحات سابقة أن قضية حماس الأساسية والكبرى هي أن تنتصر إيران ضد العرب، وأن يقوم النظام الإيراني بالاحتلال والاستيلاء على الدول العربية.
وهاجم العتيبي حركة حماس، زاعما أنها حركة ليس لها علاقة بالدين الإسلامي ولا بالقرآن ولا السنة، وما هذا إلا مظاهر لدعم إيران، ولو استطاعت قتل المصريين والعرب لفعلت.
يذكر أن العلاقات السعودية الإيرانية شهدت تحسنًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، مع زيارات متبادلة بين المسؤولين وتوقيع اتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي.
والتقى وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، الخميس، الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان وعددا من كبار المسؤولين في طهران، لمناقشة العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.
جاء ذلك خلال زيارة غير محددة المدة يجريها الوزير السعودي إلى طهران، التقى خلالها أيضا بجانب الرئيس، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي أكبر أحمديان.
وقال وزير الدفاع السعودي، في سلسلة منشورات عبر منصة إكس، إنه بتوجيه من قيادة المملكة التقى الرئيس الإيراني بزشكيان.
وأضاف: "استعرضنا العلاقات السعودية الإيرانية وسبل تعزيزها، وناقشنا تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها".
كما التقى رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري، وقال إنه بحث معه العلاقات بين البلدين والفرص المستقبلية للتعاون في المجالين العسكري والدفاعي.
كما سلم المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، رسالة خطية من الملك سلمان بن عبد العزيز، قائلا: "استعرضنا العلاقات الثنائية بين بلدينا، وناقشنا القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك".
وتعد زيارة ابن سلمان هي الثانية التي يجريها مسؤول دفاعي سعودي رفيع المستوى إلى إيران منذ استئناف البلدين علاقاتهما الدبلوماسية في سبتمبر/ أيلول 2023.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، أجرى رئيس الأركان السعودي فيّاض بن حامد الرويلي، زيارة إلى طهران بدعوة من نظيره الإيراني، وبحثا "فرص تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال العسكري والدفاعي، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة".
وفي أيلول/ سبتمبر 2023، عاد التمثيل الدبلوماسي بين السعودية وإيران، لأول مرة منذ قطع العلاقات بين الرياض وطهران في 2016، ثم تم الاتفاق على استئنافها خلال آذار / مارس من العام ذاته.
وفي 10 آذار/ مارس 2023، أعلنت السعودية وإيران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، عقب مباحثات برعاية صينية في العاصمة بكين.
وكانت السعودية قطعت علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرقا)، احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها "الإرهاب".