أجرى "معهد الدوحة الدولي للأسرة" دراسة بحثية بعنوان: "حالة الأسر القطرية: سمات القوة والتحديات"، استعرضت السمات المميزة للأسرة القطرية والتحديات التي تواجهها، مع التركيز على أفضل السبل لدعمها، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تعصف بمؤسسة الأسرة على مستوى العالم.

تسلط هذه دراسة معهد الدوحة الدولي للأسرة (DIFI) الضوء على أهمية تعزيز الروابط الأسرية، باعتبارها حجر الأساس لتحقيق التنمية الوطنية وضمان الاستدامة الاجتماعية، بما يتماشى مع رؤية قطر في بناء مجتمع قوي ومتماسك.

تمثل الأسرة القطرية دعامة رئيسية لبناء مجتمع مستقر ومتماسك، حيث تلعب دورا محوريا في تعزيز الهوية الوطنية وضمان استقرار الأفراد. ومع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها الدولة، أصبحت دراسة الأسرة وخصائصها وتحدياتها ضرورة لفهم التحولات الاجتماعية المتسارعة وتحديد السبل المناسبة لدعم الأسرة القطرية وتمكينها من أداء دورها الحيوي في التنمية الوطنية.

الأسرة القطرية تضطلع بدور محوري في تعزيز الهوية الوطنية وضمان استقرار الأفراد (الجزيرة) الاستقرار والتماسك

أكدت الدراسة أن الأسرة القطرية تمتلك خصائص فريدة تجعلها نموذجًا للاستقرار والتماسك، حيث يعتبر الالتزام والمسؤولية بين أفرادها من السمات الأساسية التي تعزز الروابط الأسرية.

وأوضحت الدراسة أن 90% من الأسر القطرية تعطي الأولوية لقيم الإخلاص والتفاني باعتبارها أساسية في حياتهم اليومية، بينما يلعب الدعم المتبادل دورًا محوريًّا في تقوية العلاقات الأسرية، حيث أشار 85% من الأسر إلى اعتمادهم على التشجيع والمساندة المتبادلة لتحقيق الأهداف المشتركة.

كما يمثل التواصل الفعّال دعامة أساسية للأسرة القطرية؛ فقد أكد 81% من المشاركين أهمية الحوار المفتوح كوسيلة للتفاهم وحل الخلافات داخل الأسرة. إلى جانب ذلك، شددت الدراسة على أن 88% من الأسر تسعى للحفاظ على التقاليد والقيم المتوارثة، مع التركيز على نقلها من جيل إلى آخر لضمان استمرارية الهوية الثقافية والإسلامية.

إعلان

وأظهرت النتائج أيضًا أن 76% من الأسر القطرية تمتلك القدرة على الصمود في مواجهة الأزمات والتحديات، مما يعكس مرونتها العالية في التعامل مع المشكلات وتعزيز استقرارها على المدى الطويل.

الأسرة القطرية تتمتع بخصائص تجعلها نموذجا للاستقرار والتماسك (الجزيرة) القيم والتقاليد

وفي هذا المجال، قالت المديرة التنفيذية لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، الدكتورة شريفة نعمان العمادي، "إن التماسك الأسري في قطر يُعد من الركائز الأساسية لبناء مجتمع مستقر ومزدهر، وهو انعكاس للقيم والتقاليد العريقة التي تميز هويتنا الوطنية".

وأضافت "في إطار احتفالاتنا باليوم الوطني، تبرز أهمية تعزيز الروابط الأسرية كمسؤولية مشتركة لضمان استدامة هذه القيم ودعم الأسرة باعتبارها حجر الزاوية في تحقيق التنمية الوطنية واستقرار المجتمع".

ورغم ما تتمتع به الأسرة القطرية من نقاط قوة، فإنها تواجه مع ذلك تحديات معقدة قد تؤثر على استقرارها. وتأتي التغيرات المجتمعية في مقدمة هذه التحديات، حيث أعرب المشاركون عن قلقهم من تأثير الفجوة بين الأجيال وتآكل بعض التقاليد الأسرية الأصيلة.

كما أن غياب الوالدين عن الأدوار التربوية نتيجة الانشغال بالعمل يشكل تحديا كبيرا، إذ أشاروا إلى أن هذا الغياب يضعف الروابط الأسرية ويؤثر سلبا على تنمية الأطفال.

التغيرات المجتمعية في مقدمة التحديات التي تواجه المجتمع القطري (الجزيرة) تعزيز الروابط الأسرية

استنادًا إلى ما ورد في الدراسة، يوصي معهد الدوحة الدولي للأسرة بتكثيف الجهود لتعزيز الروابط الأسرية ودعم استقرار الأسرة القطرية من خلال سياسات ومبادرات هادفة.

ومن بين هذه التوصيات، تشجيع الوالدين على تقديم دعم عاطفي أكبر لأبنائهم عبر برامج توعوية تسلط الضوء على أهمية التواصل الإيجابي داخل الأسرة. كما دعا المعهد إلى تعزيز دور الأسرة في الحفاظ على الهوية الثقافية من خلال مبادرات تهدف إلى غرس قيم المجتمع القطري المتجذرة في التقاليد والقيم العربية والإسلامية.

إعلان

وفي هذا السياق، قالت الشيخة جوهرة بنت محمد آل ثاني، مدير إدارة المناصرة والتوعية بمعهد الدوحة، "نركز جهودنا على تمكين الأسر من الحفاظ على التقاليد والقيم الثقافية الأصيلة في ظل التغيرات الحديثة. ويتم ذلك من خلال تنظيم حملات توعوية وفعاليات تفاعلية، إلى جانب التواصل مع صناع القرار لضمان استدامة هوية الأسرة وتعزيز قدرتها على التكيف والتواصل الفعّال".

وفي الختام، تبرز الأسرة القطرية كركيزة أساسية لاستقرار المجتمع وترسيخ الهوية الوطنية. وفي إطار احتفالات قطر باليوم الوطني، الذي يعكس قيم الوحدة والتماسك، تتزايد أهمية دعم الأسرة باعتبارها محورًا رئيسيًّا للتنمية الاجتماعية المستدامة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الدوحة الدولی للأسرة من الأسر

إقرأ أيضاً:

مهرجان الهجن بشرم الشيخ يحتفي بالتراث العربي ويوثق الروابط الثقافية

أكد وزير الشباب والرياضة، أن مهرجان الهجن العربي يمثل نموذجاً للرياضات التراثية التي تعكس الأصالة والتاريخ الثقافي لمصر، مشيراً إلى أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تعزيز الهوية الثقافية والرياضية، إلى جانب دورها الكبير في دعم السياحة الرياضية. وأضاف الوزير خلال زيارته لمحافظة جنوب سيناء لحضور ختام المهرجان العربي للهجن، أن الوزارة تسعى باستمرار لتطوير الرياضات التراثية وجعلها جزءاً من المنظومة الرياضية الوطنية، مؤكداً أن الحدث يُعد أحد أهم الفعاليات التي تجمع بين الرياضة والتراث في المنطقة.

وصل وزير الشباب والرياضة إلى مطار شرم الشيخ أمس، وكان في استقباله اللواء الدكتور خالد مبارك بكر، محافظ جنوب سيناء، وعدد من قيادات المحافظة. توجه الوزير مباشرة إلى مضمار الهجن بمدينة شرم الشيخ، حيث تفقد الاستعدادات النهائية للاطمئنان على جاهزيته قبل ختام البطولة المقرر إقامته غداً الخميس.

التراث البدوي 

استقبلت القبائل العربية المشاركة في المهرجان الوزير والمحافظ بحفاوة كبيرة، وعبروا عن امتنانهم لدعم الوزارة والمحافظة لرياضة الهجن التي تمثل جزءاً من التراث البدوي الأصيل. كما شارك الجميع في أمسية احتفالية تخللتها عروض تراثية تعكس ثقافة القبائل العربية وروح التآخي التي يجسدها المهرجان.

من جانبه، أعرب اللواء الدكتور خالد مبارك بكر عن فخره باستضافة محافظة جنوب سيناء لهذا الحدث المميز، مشيراً إلى أن المهرجان يعزز مكانة شرم الشيخ كمركز رياضي وثقافي على مستوى الوطن العربي. وأضاف المحافظ أن الفعاليات تسهم في تعزيز الروابط بين القبائل العربية وتقديم صورة مشرفة عن التراث المصري. كما أشار إلى دور المهرجان في جذب المزيد من السياح إلى المحافظة، ما يعكس أهمية الرياضات التراثية في دعم الاقتصاد المحلي.

شهد المهرجان العربي للهجن مشاركة أكثر من 12 دولة عربية، ونحو 300 مشارك، ما يعكس حجم الإقبال الكبير على هذه الرياضة التراثية. ويعتبر مضمار شرم الشيخ أحد أحدث الميادين المجهزة لرياضة الهجن في الشرق الأوسط، بمواصفات عالمية تلبي احتياجات المتسابقين والجماهير.

استراتيجية لتنمية الرياضات التراثية

تأتي هذه الفعالية ضمن خطة وزارة الشباب والرياضة لتعزيز الأنشطة الرياضية والثقافية التي تعكس الهوية المصرية، مع التركيز على تنمية المناطق السياحية مثل جنوب سيناء. وأكد الوزير أن الوزارة تعمل على توفير الدعم اللازم لتنظيم المزيد من الفعاليات المماثلة في مختلف المحافظات، لتشجيع الشباب على ممارسة الرياضات التراثية والمساهمة في الحفاظ عليها.

يختتم المهرجان اليوم بحفل كبير يضم عروضاً رياضية وتراثية، بمشاركة الوفود العربية والقبائل البدوية، ومن المتوقع أن يكون حدثاً مبهراً يعكس مكانة مصر كوجهة للرياضات التراثية الكبرى.

مقالات مشابهة

  • منصور بن زايد: الإمارات ستبقى حصناً منيعاً ورمزاً للبناء والتنمية والازدهار
  • أضرار نفسية واجتماعية.. مخاطر اضطراب العلاقات الأسرية
  • دماء داخل البيوت.. الجرائم الأسرية عرض مستمر.. خبراء: من أخطر الظواهر التي تهدد المجتمعات الحديثة وغياب الأدوار الثقافية والتربوية سبب رئيسي
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: الملائكة ليسوا وصمة عار
  • الحكومة تعلن تشكيل لجنة صياغة مدونة الأسرة وتنصت لردود الفعل في المجتمع
  • مهرجان الهجن بشرم الشيخ يحتفي بالتراث العربي ويوثق الروابط الثقافية
  • دعامة شرق النيل وبحري جهزوا روحكم فالجحيم بانتظاركم
  • "خطورة الشائعات على الأمن القومى" .. ندوة لإعلام طنطا
  • تحالف نسائي ينتقد اقتصار تعديلات مدونة الأسرة على مفهوم واحد للأسرة مكونة من زوج وزوجة وأبناء
  • «التنشئة الأسرية وأهميتها فى مواجهة الشائعات».. ندوة توعوية لمركز إعلام طنطا