من خلال متابعتي لكتابات العديد من الباحثين والكتاب من دول غربية ودول عربية، ممن أصبح لهم، ولكل ما يطرحه الغرب من انتقادات وأفكار، صدى ونتيجة من نتائج الغريب واختراقه، نجد أن الحديث لا يتوقف عن أهمية الانفتاح على الآخر، وقضية التسامح، وحقوق الإنسان. وقد حاولت مؤخرًا حكومات ومؤسسات وهيئات أن تتبنى الدول العربية قضايا وأفكارًا لا تمت لقيمها ولا حتى للأديان السماوية، مثل المثلية والنسوية وحريات لا تتقبلها الفطرة الإنسانية السوية.

هذه الأفكار مرفوضة أخلاقيًا من قِبل الإنسانية عامة، لكن الأكثر ظهورًا وبروزًا في أوساط بعض المؤسسات الإعلامية والفكرية في الغرب هي فكرة التسامح، التي يُفترض أن تكون في البلاد العربية والإسلامية، وكذلك الحديث عن الأقليات والإثنيات. يتم تناول هذه القضايا وكأن العرب والمسلمين لم يعرفوا التسامح تجاه الآخر المختلف، مع أن المسيحيين واليهود وأديانًا أخرى عاشوا في ظل الإسلام منذ العصر الإسلامي الأول وقبله، وبقيت لهم حقوقهم ومعابدهم حتى اليوم. إلى جانب ذلك، توجد مذاهب إسلامية وإثنيات متنوعة في دول عربية وإسلامية منذ قرون، وما زال معتنقوها حتى اليوم يتمتعون بكل حقوقهم كمواطنين، فالمسألة ورقة سياسية وفكرية لها ما لها من دوافع أخرى معروفة ومكشوفة، لكن ما يقال ليس له نصيب من الواقع الذي يطرحونه من غياب حقوقهم، وإذا أردنا أن نقول لبعض ممن يثير حقوق الإنسان المهدورة في العالم العربي، نقول لهم: أينكم من حقوق الإنسان الفلسطيني الذي يقتل يوميا في غزة، وفي مدن فلسطينية أخرى، دون أن يجف لبعضكم جفن لما يحدث؟ فلم نسمع رأيا قويا ونفاذا ضد هذه الممارسات الصهيونية اللاإنسانية من الدول الغربية ولوقفة جادة لوقف هذه المجازر، وللحقوق التي تهدر في ظل غياب الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني وفي التهجير اليومي لهم مع الضربات الجوية، مع تدمير المستشفيات في أغلب مناطق غزة، أين هو التسامح مع حقوق النساء والأطفال الذين يعيشون بلا أبسط مقومات الحياة الكريمة، وهم تحت الهجمات اليومية بالصواريخ، وشدة البرودة القاسية في هذا الفصل، إلى جانب المعاناة الكبيرة منذ أكثر من عام؟ فالإشكالية هي غياب المعايير العادلة والمنصفة، من هنا يجب أن تكون الرسائل واضحة، والحقائق قائمة على أسس لا تكون مجرد أحكام مسبقة طرحها الاستشراق قبل قرون مضت، وصار البعض يقولها دون أن يعيد القراءة المراجعة لأفكار الصراعات المتبادلة قبل قرون، مرت وانتهت ولم يعد لها نصيب من الصحة في الواقع المعاش.

ولا شك أن فكرة التسامح، تعتبر من القيم العظيمة في الفكر الإنساني قديما وحديثا، ولا تزال هذه الفكرة الإنسانية، تلقى القبول من كل الأديان والثقافات والفلسفات، لكن تبقى الإشكالية في التطبيق العملي والواقعي لقيمة التسامح، باعتبارها تسهم في الإخاء الإنساني، والوئام، والسلام الاجتماعي، وهي في الأساس استعداد بأن نسامح بعضنا بعضا، مع اختلافنا في أفكارنا، ورؤانا، ولذلك يتطلب أن يتم التعايش على مبدأ التسامح، في أي قضية من القضايا التي تناقش، سواء كانت فكرية، أو دينية، أو سياسية، أو غيرها من القضايا التي تعد من البديهيات الإنسانية في الاختلاف والتعدد والتنوع، وقد قضت مشيئة الله سبحانه وتعالى، أن خلق البشر مختلفين، وهذا الاختلاف سنة كونية بشرية، وفق ما ذكره القرآن الكريم، بأن جعل الناس مختلفين.. قال تعالى: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ)، ولذلك فإن المقتضى أن تتقبل النفس الإنسانية هذا الاختلاف وأن تتسامح فيه، هذه المشيئة الإلهية في الاختلاف، وأن يتسامح الناس فيما بينهم في حياتهم وفي رؤيتهم ونظرتهم تجاه الحياة والكون والقيم، فيما هو مشترك إنساني في الحياة الاجتماعية والفكرية، وهذا المبدأ الذي يجمعهم على التعايش، يدفعهم إلى قبول بعضهم البعض، رغم الاختلاف والتعدد في الرؤى الفكرية وغيرها، وفق ما أشارت إليه آيات في القرآن الكريم، وجاء في العديد من الأحاديث النبوية، وشدد عليه الكثير من العلماء والمفكرين المسلمين، قديمًا وحديثًا.

وقد أرسى الإسلام في العصر الأول، مبدأ التسامح رغم الاختلاف الديني، وهذا ما تحقق فعليًا في صحيفة المدينة التي أبرمها الرسول صلى الله عليه وسلم، مع سكان المدينة (يثرب). وهذه المواد الدستورية بالصحيفة، تنبثق من عدل الإسلام تجاه الآخر، والاعتراف به، وقبوله، رغم اختلاف الدين بينهم، ما دام وفيًا بالعهد وملتزمًا بما تم الاتفاق عليه في هذه الوثيقة، وهذه ظاهرة غير مسبوقة في الأديان والأمم والحضارات الأخرى، وهي كذلك جاءت «مبنية على نصوص قرآنية، هي ما يسمى بآيات الإسماح، ومنها ما ورد في سورة الكهف والغاشية والمائدة والحج، وهذه الآيات تشير إلى مبادئ أساسية في الإسلام، وهي مبادئ إنسانية عامة كالحرية، التي هي هاجس فطري لبني البشر، الذين يولدون وهم مجبولون على الحرية، وهو ما دعا إليه الخليفة الثاني الفاروق عمر بن الخطاب حين أطلق مقولته الشهيرة (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟)، أو ما قاله الإمام علي مخاطبا عامله في مصر مالك بن الأشتر النخعي: (لا تكونن عليهم (أي على الناس) سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق..) والذي لقي صداه في الإعلان العالمي بعد نحو 14 قرنًا، حيث ورد في المادة الأولى: (يولد جميع الناس أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلًا وضميرًا، وعليهم أن يعالج بعضهم بعضًا بروح الإخاء). ولهذا فإن الكثير من الباحثين والمؤرخين الذين ناقشوا هذه الصحيفة وبنودها الدستورية، أكدوا ـ كما قال د. عبدالحسين شعبان أنها: «أول تجربة قانونية ودستورية لتأسيس المجتمع الإسلامي الجديد، الذي كاد الرسول أن يضحّي بحياته من أجله. وتؤكد الصحيفة أن المجتمع الإسلامي الذي خاطبه الرسول كان تعدديًا». ومن هذه الأسس العظيمة للصحيفة النبوية، نجد أن الإسلام ومبادئه السمحة العادلة قد أرسى مضامين غير مسبوقة من حيث القبول بالآخر المختلف دينيًا وإثنيًا.

وقد شهد لسماحة الإسلام وما كفله لغير المسلمين من حرية في الاعتقاد وغيره من الحقوق العديد من المستشرقين والباحثين الغربيين، بما وضعه الإسلام من تسامح تجاه الآخر المختلف، فكريًا ودينيًا، ويقول المستشرق البريطاني (السير ارنولد) في هذا الصدد المتعلق بقضية التسامح: «إننا إذا نظرنا إلى التسامح الذي امتد إلى رعايا المسلمين من المسيحيين في صدر الحكم الإسلامي ظهر أن الفكرة التي شاعت بأن السيف كان العامل في تحويل الناس إلى الإسلام، بعيدة عن التصديق، كما أنه يذكر العديد من الشواهد التي تشهد بأن المسيحيين الذي كانوا تحت الحكم الإسلامي إنما اعتنقوا الإسلام عن حرية كاملة، فالفتح الإسلامي قد جلب إلى القبط -كما يقول- حياة تقوم على الحرية الدينية التي لم ينعموا بها قبل ذلك بقرن من الزمان، وقد تركهم عمرو بن العاص (والي مصر) أحرارا على أن يدفعوا الجزية، وكفل لهم الحرية في إقامة شعائرهم الدينية وخلصهم بذلك من هذا التدخل المستمر الذي أنوا من عبئه الثقيل في ظل الحكم الروماني. كما يذكر لنا عن الفتح العربي لإسبانيا أن المذهب الكاثوليكي كان هو السائد في تلك البلاد، وأن القساوسة الكاثوليك كان قد أصبح لهم نفوذ كبير في الدولة وأنهم قد «اتخذوا من وراء هذه القوة التي وصلوا إليها سبيلا لاضطهاد اليهود، وكان من أثر هذه الاضطهادات أن رحب اليهود بالعرب الغزاة وعدوهم منقذين لهم مما حل بهم من المظالم، فساعدوهم على فتح أبواب المدن، كما استعان بهم الفاتحون في حماية المدن التي وقعت في أيديهم، كما اعتنق هذا الدين الجديد كثير من أشراف المسيحيين عن عقيدة راسخة أو عن بواعث أخرى».

وفي العصور الإسلامية التالية -سيما في العصر العباسي- فإن التعايش والتعدد ازدهر بصورة ملفتة ربما يفوق الديمقراطيات الحديثة، من حيث القبول بالتعايش الديني والمذهبي رغم مظاهر أن العديد من المستشرقين لم يعطوا هذا الموقف (الليبرالي)، وفق المفهوم حقه من الكتابة الأمينة البعيدة عن الغرض الإيديولوجي، بالقياس لما جرى في محاكم التفتيش في أسبانيا، فقد كان يجتمع في مجالس العلم -آنذاك- كل أطياف الفكر والمذهب والدين والطائفة في مجلس واحد. إن المبدأ الأول في الفكر الإسلامي هو مبدأ اختلاف الاعتقاد الذي يريده الله تعالى. ومن بين الآيات القرآنية الكريمة التي تعبر عن هذا هي الآية رقم 99 من سورة يونس: «ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين». هذا ما كان عليه الإسلام من قبول بالاختلاف والتسامح مع الآخر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العدید من

إقرأ أيضاً:

إبراهيم الحجاج يبحث عن نصفه الآخر.. “يوميات رجل عانس”

متابعة بتجــرد: قصة شاب في منتصف الثلاثينات يجد نفسه مضطراً للبحث عن نصفه الآخر، بسبب ضغوط عائلية في الكوميديا الاجتماعية السعودية “يوميات رجل عانس” المأخوذ عن رواية بعنوان “مذكرات رجل عانس”، وهو من تأليف ورشة من الكتاب تحت إدارة الكاتب نواف المهنا، وإخراج عبد الرحمن السلمان، وبطولة النجم إبراهيم الحجاج، ويُعرض على MBC1 وشاهد في رمضان.

يأتي العمل بدعم من هيئة الأفلام السعودية عبر برنامج حوافز الاسترداد المالي لدعم الإنتاج السينمائي السعودي والعالمي؛ بهدف تشكيل وتعزيز مستقبل الصناعة في المملكة العربية السعودية، وتحفيز وتمكين المواهب السعودية محليًا وعالميًا.

يدور مسلسل “يوميات رجل عانس”، حول شاب بلغ منتصف العقد الثالث من عمره وهو عازب، وما يزال يحاول اكتشاف نفسه، لكنه يضطر تحت ضغوط شخصية واجتماعية وعائلية وخاصة من والدته التي استغلت مرضها للضغط عليه، إلى البحث بجدية عن شريكة حياته ودخول قفص الزوجية، بالرغم من جهله وقلة معرفته بعالم المرأة، لتبدأ بذلك رحلة عبد الله في التعرف على نفسه ومعرفة مواصفات الزوجة المناسبة له.

إبراهيم الحجاج

للسنة الرابعة على التوالي، يطلّ إبراهيم الحجاج على MBC1، ويسعى إلى تقديم شيئًا مختلفاً في السباق الرمضاني، ويتوجه بالشكر إلى مجموعة  MBC”التي اعتبرها بيتي، على دعمها الذي تقدمه ليس لي فقط بل للعديد من النجوم على امتداد تاريخ الدراما السعودية، انطلاقاً من فكرة تحفيز الموهبة وصقلها بكل أشكالها”.

ويشير الحجاج إلى أن “العمل مأخوذ عن رواية، الأمر الذي يعطيه بعداً وعمقاً للشخصيات”، ثم يتوقف عند شخصية عبد الله التي يقدمها في العمل قائلاً: “أنه يشبه شباناً كثر في العالم العربي؛ هو شخص أنهى المهام الأولية من الثانوية والجامعة، ودخل في مرحلة العمل، وبقي عليه أن يُكمل نصف دينه كما يقال، والمتمثل في الزواج، وهذا ما أعيشه اليوم أنا كإبراهيم، وربما حان الوقت لأن أتزوج”. ويردف بالقول: “انطلاقًا من هنا، يعيش عبد الله رحلة عواطف طويلة في عدة أماكن، رحلة بحثه تتسم بالتقلبات الشديدة والتغيرات المفاجئة في الأحداث والمشاعر”.

يصف الكوميديا الخاصة بعبد الله بالرصينة، فهو متردّد خجول وحقيقي، أهله يضغطون عليه، وهو يشعر أن عليه كي يبهر بنتًا بشخصيته، أن يكون صاحب موهبة معينة كأن يعزف على أي آلة موسيقية”.

ويشير الحجاج إلى أن “عبد الله في الدوام مثله مثل أي موظف، لكن الفرق أنه مُعدٌّ ومنتج، ويتنافس مع أروى لإبهار المدير، لذا العلاقة معها متذبذبة وليست مثالية. يشيد الحجاج بالممثلين المشاركين في العمل ومنهم سعيد صالح، فيصل الدوخي، حكيم جمعة، نواف الشبيلي، ثم في البيت فاطمة الشريف بدور الأم، ثم فتون الجارلله، وريم صفية بدور الأخت الصغرى، ثم آيدا التي تشاركنا تقديم مسلسل قبل بضع سنوات، وكنت متحمساً للعمل معها مجدداً. ويثني على العمل المخرج عبد الرحمن السلمان، المتمكن من صورته وعمله، بقصة لها طبيعتها الخاصة في الكوميديا، مواقفها وحزنها وعفويتها وغضبها”.

آيدا

ترى آيدا بأن “الكوميديا رائعة إذا أخرجناها بطريقة واقعية، وهذا ما يقوم به المخرج عبد الرحمن السلمان من خلال تقديم كوميديا موقف، من واقع ما نراه في حياتنا اليومية، لذا الكوميديا هنا لها طعم مختلف”، مبدية سعادتها بالتعاون للمرة الثانية مع إبراهيم الحجاج. تشير آيدا أن “ما بين عبد الله وأروى، توتر وعلاقة تنافسية، وأروى شخصية عملية، ليس مهتمة بأن تصادق أحداً، بل تريد أن تكون الأفضل في العمل، وهي فضولية جداً”. تتحدث آيدا عن تطور الموهبة وصقلها لديها ولدى إبراهيم بين لقائهما الأول واليوم، وستكون نكهة اللقاء الحالي مختلفة. وتشيد بالممثلين الموجودين في العمل وكل منهم بشخصية مختلفة”.

فيصل الدوخي

يشير فيصل الدوخي إلى حرصه على “المشاركة في أعمال صديقي إبراهيم الحجاج، وهو من الناس الذين يضيفون لكل عمل فني يشاركون فيه”، لافتاً إلى حرصه أيضاً على التنوع في اختيار أعماله، “حيث أنه كلما كانت الشخصية فيها تعقيد، كلما استمتعت بها أكثر”. ويلفت إلى أن “ما من شخصية قدمتها تشبه فيصل، ولعل فهد في هذا المسلسل أكثر من يشبهني بين جميع الأعمال التي قدمتها، وهو شخص تقليدي وإداري جيد، يفصل بين الإدارة والعمل، خفيف الظل مع جديته، وهو رجل مزواج وكثيراً ما يكون له تطلعات مادية ومعنوية، وهو بالمناسبة مدير تحرير البرنامج في القناة وهو المسؤول عن عبد الله، ماجد، عصام، وكذلك أروى المنافسة الأولى لعبد الله”. ويردف بالقول: “أن فهد يحب ابن خالته عبد الله وهما صديقان منذ الطفولة، يعطيه توجيهات ونصائح، غالباً ما لا تكون في مكانها”.

حكيم جمعة

يشرح حكيم جمعة عن الدور الذي يقدمه في “يوميات رجل عانس”، ويقول “عصام هو القلب المدبر للشلة، هو من تورطه أفكاره وآراءه بالمشاكل، عاطفي يتمنى الخير للجميع، وبالتالي هو شخصية محببة وطيبة، وأكثر الأصدقاء قرباً له هو عبد الله”. ويضيف أن “عصام هو محرّر في القناة، وقد استوحيتُ الشخصية من كل المحررين الذين أعرفهم في جدة شكلاً وأسلوباً، وعلى المستوى الشخصي يحاول أن يحب لكنه فاشل في هذا الأمر، وعلاقاته مكتوب عليها الفشل من البداية، وهو يعتقد أنه أذكى شخص بين أفراد الشلة عاطفياً، وأكثرهم خبرة في الحياة وهذا طبعاً ليس صحيحاً، وهو بالتالي يلعب دوراً أساسياً في مساعدة عبد الله في إيجاد فتاة أحلامه”.

نواف الشبيلي

من جانبه، يلخص نواف الشبيلي قصة العمل بالقول “أنها قضية العمل هي قصة شاب محتار في حياته، والشخصيات المحيطة به من أصدقاء وعائلة هم الذين يحركون الأحداث والشخصية”. يضيف أن “إبراهيم صديقي في الحياة، وفي المسلسل ماجد هو أحد أفراد الشلّة القريبة من عبد الله، الذي يتأثر بآرائهم. ويشير إلى أن “ماجد مراسل في القناة، يعتبر أن التقرير الذي يقدمه هو الأهم، مع أن كل ما يهمه هو أن يبرز إكسسواراته الثمينة، وكيف يظهر على الشاشة وليس المحتوى الذي يقدمه، وهي شخصية متنافرة مع بقية الأصدقاء كل منهم له لون وشكل”.

سعيد صالح

من جهته، يشير سعيد صالح إلى أنه يقدم دور حمد وهو رجل متقاعد، بدأت حياته في هذه المرحلة العمرية، ليحاول تحقيق بعد سن التقاعد ما لم يتمكن من تحقيقه في شبابه”. يقول: “هو والد عبد الله ولك أن تتخيل كمية المعاناة التي يواجهها هو وزوجته، في هذه المهمة التي وضعها على عاتقه، وهي تزويج ابنه، وأصبح هذا الأمر هو هاجس الأم، فأهملت بالتالي أمور عائلتها”. يشيد صالح بالأجواء الإيجابية السائدة في كواليس التصوير، متمنياً أن يصل إلى الجمهور”، كما يثني على العمل مع المخرج عبد الرحمن السلمان.

فاطمة الشريف

أما فاطمة الشريف فتقول بـ”أنني أقدم دور لطيفة، وهي امرأة كأي أم سعودية وغير سعودية، اهتمامها الأول هو بالابن الأكبر وهاجسها أن يتزوج، تريد أن تجد له الفتاة المناسبة التي يكمل معها مستقبله، في ظل مفارقات كوميدية جميلة، وقد استغلت مرضها من أجل الضغط على ابنها”. وتشير إلى أن “المرأة أهملت بناتها، لمصلحة ابنها والبحث عن نصفه الآخر، ولم توفر مكاناً يمكن أن يخطر في بال إلاّ وقصدته لإيجاد هذه العروس.

المخرج عبد الرحمن السلمان

من جانبه، يقول المخرج عبد الرحمن “أننا أمام كوميديا اجتماعية لا تنتمي إلى كوميديا الموقف ولا التهريج، بل يمكن اعتبارها كوميديا اجتماعية ساخرة، وأعتقد أن الجمهور سيحبه ويتفاعل معه”. ويردف بالقول: “أنني قبل البدء بتحضير العمل أجريت بحثاً عن الكوميديا السعودية الموجودة، وأردت المحافظة على طبيعة ما اعتاده الجمهور، مع إضافة نكهة جديدة. يضيف أن: “المسلسل له قصه، بداية ووسط ونهاية، وهو ليس قائماً على المواقف والإفيهات”. ويعتبر أن المسلسل كونه مأخوذ عن رواية، فهذا يعطيه قيمة فنية أكبر، ويترافق مع تعليق صوتي للشخصية تشكل ضمير عبد الله وهو يخدمنا في القصة، مترافقاً مع رؤية بصرية جميلة”. ويشير إلى أن “مواقع التصوير الرئيسية ثلاثة، وهي البيت حيث الصراع مع الأم على موضوع الزواج، موقع العمل أي مكتب القناة حيث يظهر عبد الله على طبيعته، ثم الاستراحة والوقت الذي يمضيه مع الشلة”.

يضم مسلسل “يوميات رجل عانس” كوكبة من الممثلين السعوديين منهم إبراهيم الحجاج، آيدا، فيصل الزهراني، سعيد صالح، فاطمة الشريف، حكيم جمعة، نواف الشبيلي، فتون الجار الله، ريم صفية، محمد القحطاني، وآخرين.

تُعرض الكوميديا السعودية “يوميات رجل عانس” على MBC1 وشاهد في رمضان.

main 2025-02-20Bitajarod

مقالات مشابهة

  • رباح المهدي: آخر كلام في مسألة عبد الرحمن
  • خبير أمني: ظهور الجيل الرابع لداعش مسألة وقت ومخيم الهول يشكّل الخطر الأكبر - عاجل
  • إبراهيم الحجاج يبحث عن نصفه الآخر.. “يوميات رجل عانس”
  • د. محمد بشاري يكتب: هل التعددية الثقافية والمذهبية عامل استقرار أم فتيل صراعات؟
  • هذه العبادة تتفوّق على الصيام والصدقة .. حاول أن تفعلها
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: الأفضل أن تكون العقيقة في المكان الذي يعيش به صاحبها
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: الربح من التطبيقات التي تعتمد على التفاعل الوهمي حرام
  • أمين الفتوى: الربح من التطبيقات التي تعتمد على التفاعل الوهمي حرام (فيديو)
  • النصف الآخر.. حينما نرى العالم بعينٍ أخرى
  • داعية إسلامي: إطعام الطعام أحب الأعمال إلى الله.. وله أهمية خاصة في الإسلام