رامي بن سالم البوسعيدي

العقود المؤقتة هي نوع من أنواع التوظيف الذي يتم فيه الاتفاق على فترة زمنية محددة للعمل، ولا تشمل الاستمرارية أو التعيين الدائم، وعلى سياق الوظائف المؤقتة التي تعمل عليها وزارة العمل في المؤسسات الحكومية مثل عقود ساهم وعقود ساعات العمل، تهدف هذه المبادرة إلى توفير فرص عمل للمواطنين خاصة الشباب والطلاب والخريجين الجدد.

وقد تكون الفكرة من وراء هذه العقود هي تسريع عملية التوظيف وتوسيع دائرة المشاركين في سوق العمل، إضافة إلى خلق مرونة في توفير الأيدي العاملة للوظائف التي قد لا تتطلب مهارات عالية أو التي لا تتوفر بشكل دائم، وهي قد تبدو إيجابية من منظور اقتصادي، ولكن تطرح هذه العقود تحديات عديدة قد تجعلها غير مناسبة في المدى الطويل، ويمكننا استعراض تجارب عالمية مشابهة وكيفية تأثير العقود المؤقتة على الأسواق المحلية، فضلًا عن ربط ذلك بالواقع العُماني.

العقود المؤقتة ليست فكرة حديثة فقد اتبعت العديد من الدول مثل الولايات المتحدة وكندا والدول الأوروبية هذا النموذج بشكل جزئي أو كلي، وتختلف التجارب العالمية في هذا الشأن، في بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا تُستخدم العقود المؤقتة بشكل متزايد في القطاع العام لمواجهة الأزمات الاقتصادية، أو خلال فترات الانتعاش عندما يحتاج الاقتصاد إلى استثمارات جديدة، ورغم أن هذه العقود توفر بعض المرونة، إلا أن العديد من الخبراء أشاروا إلى سلبياتها، مثل عدم استقرار الوظائف وضعف تأمين حقوق الموظفين، وفي الولايات المتحدة يعتبر العمل المؤقت جزءًا من هيكل سوق العمل، حيث تمثل الوظائف المؤقتة 3-4% من إجمالي الوظائف، لكن هناك العديد من الانتقادات لهذا النظام، أبرزها تدني الأجور وغياب الاستقرار الوظيفي وصعوبة بناء مسار مهني ثابت، كما إن العائلات التي تعتمد على العقود المؤقتة تواجه صعوبة في التخطيط المستقبلي.

هل العقود المؤقتة مناسبة لتركيبة المجتمع العُماني؟

على الرغم من أن العقود المؤقتة قد تقدم حلًا سريعًا في حالات معينة، فإنها تطرح مجموعة من التحديات الخاصة للمجتمع العُماني والتي تجعلها غير متوافقة تمامًا مع طبيعته الاجتماعية والاقتصادية، حيث يتمتع المجتمع العُماني بتركيبة ثقافية واجتماعية تفضل الاستقرار الوظيفي والأمان الوظيفي وتركز على العلاقات الطويلة الأمد وتضع ضغطًاعلى فكرة العقود المؤقتة، وفي مجتمعنا يعد الحصول على وظيفة دائمة لا سيما في القطاع الحكومي حلمًا كبيرًا للكثيرين، وبالتالي قد تؤدي العقود المؤقتة إلى الإحباط الاجتماعي وعدم الرضا بين المواطنين، خاصة عندما يرى الشباب فرص العمل المؤقتة كبديل غير كافٍ للوظائف الدائمة.

من جانب آخر وفي وقت تتزايد فيه تكاليف المعيشة في عُمان المتأثرة بعوامل اقتصادية عالمية ومحلية وتأثر القوة الشرائية، فإن الرواتب المرتبطة بالعقود المؤقتة قد لا تكون كافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وهذه العقود تفتقر إلى الاستقرار والحقوق الاجتماعية الكافية، وقد تؤدي إلى زيادة في مشاعر عدم الأمان الاقتصادي، وهو ما قد يعكس صورة سلبية عن التوظيف في القطاع الحكومي، ولا ننسى بأن السلطنة تعتمد بشكل كبير على العمالة الأجنبية، وهو ما يزيد من تحديات تأمين فرص عمل دائمة للمواطنين، على الرغم من أن العقود المؤقتة قد تُستخدم لتقليل معدلات الباحثين عن العمل، إلا أن المنافسة مع العمالة الأجنبية قد تظل عائقًا أمام تحقيق النجاح الكامل لهذه المبادرات.

شخصيًا.. أرى بأنه من المفترض أن تتوجه وزارة العمل بمبادرتها نحو الطلاب والمتدربين، وتقدم هذه الفرص عبر عقود مؤقتة لهذه الفئة؛ وهي خطوة مفيدة لهم على مستوى التوظيف المؤقت، وأن تقدم هذه الفرص للطلاب والخريجين الجدد وليس للباحثين عن عمل الذين يستحقون فرص عمل ثابته، كما إنها لو منحت لفئة الطلاب والمتدربين ستساهم في تنمية مهارات عملية ومعرفة لهم، وستكون أداة للانخراط في سوق العمل بشكل مباشر، ومن الممكن أن يعمل الطلاب المتدربون في الوزارات والمؤسسات الحكومية.

ما سبق يجعلنا نؤمن بأن العقود المؤقتة قد تمثل حلًا مؤقتًا لتوفير وظائف في الوقت الحالي، إلّا أنها لا تناسب تركيبة المجتمع العُماني، وتفتقر إلى الاستقرار المالي والاجتماعي الذي يحتاجه المواطن، وهو ما يجعلها غير ملائمة في المدى الطويل، لذلك يجب أن تكون السياسات المستقبلية أكثر تركيزًا على توفير فرص عمل دائمة ومستدامة، تعزز من استقرار الشباب العُماني في سوق العمل وتؤمن لهم فرصًا حقيقية للنمو والتطور المهني.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

انتبه .. 10 أسباب تؤدي إلى عدم وصول الوقود إلى محرك السيارة

يُعد عدم وصول الوقود إلى المحرك من أبرز المشكلات التي قد تواجه السائقين، حيث يؤدي ذلك إلى صعوبة تشغيل السيارة أو توقفها المفاجئ أثناء القيادة. 

يعتمد تشغيل المحرك على نظام توصيل الوقود بشكل دقيق ومنتظم. وفي هذا المقال، نستعرض أبرز الأسباب التي تؤدي إلى هذه المشكلة وكيفية حلها.

- انسداد فلتر الوقود

فلتر الوقود هو العنصر المسؤول عن تنقية الوقود من الشوائب قبل وصوله إلى المحرك. مع مرور الوقت، قد يتعرض الفلتر للانسداد بسبب تراكم الأوساخ.

الأعراض: ضعف أداء السيارة، صعوبة في تشغيل المحرك، أو توقفه المفاجئ.

الحل: استبدال فلتر الوقود بانتظام، كل 20,000 إلى 40,000 كم، حسب توصيات الشركة المصنعة.

- تلف مضخة الوقود

مضخة الوقود هي المسؤولة عن ضخ الوقود من الخزان إلى المحرك. إذا تعرضت للتلف، سيقل ضغط الوقود أو يتوقف بالكامل.

الأعراض: توقف المحرك أثناء القيادة أو عدم استجابته للتشغيل.

الحل: فحص المضخة واستبدالها إذا لزم الأمر.

- انسداد بخاخات الوقود

البخاخات (Injectors) تعمل على رش الوقود داخل غرفة الاحتراق بمعدل دقيق. تراكم الرواسب عليها يسبب انسدادها ويؤثر على أداء المحرك.

الأعراض: اهتزاز المحرك، ضعف التسارع، وزيادة استهلاك الوقود.

الحل: تنظيف البخاخات دوريًا باستخدام مواد تنظيف متخصصة أو استبدالها إذا لزم الأمر.

- خلل في ضغط الوقود

يتطلب نظام الوقود ضغطًا معينًا لتدفقه بشكل صحيح. أي خلل في منظم الضغط أو تسرب في الأنابيب يؤدي إلى انخفاض كمية الوقود الواصلة إلى المحرك.

الأسباب: تلف منظم الضغط أو تسرب الوقود من الخطوط.

الحل: فحص النظام وإصلاح أي أعطال أو تسريبات.

- انسداد أو تسرب في خطوط الوقود

قد تتعرض خطوط الوقود التي تنقل الوقود من الخزان إلى المحرك للانسداد بسبب الأوساخ أو للتسرب نتيجة التشققات.

الأعراض: انخفاض ملحوظ في كفاءة السيارة، أو وجود رائحة وقود قوية.

الحل: تنظيف أو استبدال الأنابيب التالفة.

- عطل في نظام التحكم الإلكتروني

السيارات الحديثة تعتمد على وحدة التحكم الإلكتروني (ECU) لإدارة تدفق الوقود. أي خلل في هذه الوحدة أو الحساسات المرتبطة بها مثل حساس تدفق الهواء أو ضغط الوقود، قد يعيق وصول الوقود إلى المحرك.

الأعراض: ظهور لمبة المحرك على لوحة العدادات أو أداء غير مستقر للمحرك.

الحل: فحص النظام باستخدام جهاز OBD II لإصلاح الأعطال.

- انسداد فتحة تهوية خزان الوقود

تساعد فتحة التهوية في خزان الوقود على معادلة الضغط. عند انسدادها، يعيق ذلك تدفق الوقود إلى المحرك.

الأعراض: سماع صوت طقطقة عند فتح غطاء خزان الوقود أو صعوبة تشغيل المحرك.

الحل: تنظيف فتحة التهوية أو استبدالها عند الحاجة.

- استخدام وقود ملوث أو غير مناسب

الوقود الذي يحتوي على شوائب أو غير مناسب للمحرك يؤدي إلى انسداد النظام أو تلف مكوناته.

الأعراض: ضعف أداء السيارة وزيادة استهلاك الوقود.

الحل: استخدام الوقود الموصى به وتنظيف النظام في حال التلوث.

- خلل في صمام التحكم في الوقود

صمام التحكم ينظم تدفق الوقود إلى المحرك. عند تلفه، قد يحدث انقطاع أو تذبذب في الإمداد.

الأعراض: ضعف استجابة المحرك أو انخفاض ملحوظ في الأداء.

الحل: فحص الصمام واستبداله إذا كان تالفًا.

- نقص الوقود في الخزان

أحيانًا، يكون السبب بسيطًا وهو نقص الوقود في الخزان نتيجة نسيان التزود به.

الأعراض: توقف المحرك المفاجئ دون سبب واضح.

الحل: التأكد من مستوى الوقود وتعبئة الخزان بانتظام.

نصائح لتجنب المشكلةقم بصيانة دورية لنظام الوقود والفلاتر والبخاخات.استخدم الوقود الموصى به من الشركة المصنعة.راقب عداد الوقود باستمرار لتجنب نفاده.افحص نظام التحكم الإلكتروني بشكل دوري لضمان عمله بكفاءة.

التأكد من وصول الوقود إلى المحرك أمر ضروري لضمان أداء السيارة المثالي. 

باتباع الصيانة الدورية والتعامل مع الأعطال فور ظهورها، يمكنك تجنب الكثير من المشكلات وضمان تشغيل سلس للمحرك.

مقالات مشابهة

  • انتبه .. 10 أسباب تؤدي إلى عدم وصول الوقود إلى محرك السيارة
  • وصول السيسي إلى الإمارات
  • كيف تتعاملين مع طفلك العنيد؟.. نصائح بسيطة تقدم لك الحل
  • محمد بن زايد والسيسي: العمل من أجل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة لمصلحة شعوبها
  • دلمون تلتقي مجان.. والخنجر العُماني يصافح شقيقه البحريني
  • مصر والبعثة الأممية تناقشان دعم الحل الليبي بملكية محلية
  • لست من محبي ممارسة الرياضة؟ تدريب الفارتليك هو الحل!
  • خلاف بري وجنبلاط نحو الحل؟
  • الحلّ معلّق على زيارة ماكرون؟
  • 225.58 مليون ريال عُماني أرباح بنك مسقط في 2024