د. عمرو عبد العظيم

في ظل التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي، أصبحت مهارة "هندسة الأوامر" أو Prompt Engineering عنصرًا أساسيًا لتحقيق أقصى استفادة من الأدوات الذكية، وهذه المهارة لا تقتصر فقط على تطوير التطبيقات التقنية؛ بل تمتد لتلعب دورًا حيويًا في مجال التعليم، حيث يمكن للمعلمين والإداريين استخدامها لتحسين الأداء وتسهيل العمليات.

ما هندسة الأوامر؟

هندسة الأوامر هي فن صياغة الأوامر والتعليمات بشكل دقيق ومفصل للحصول على نتائج أكثر فعالية من أدوات الذكاء الاصطناعي، فعند استخدام منصات مثل ChatGPT أو Gemini، قد تختلف جودة النتائج بناءً على كيفية طرح السؤال أو صياغة الطلب؛ فالأمر الجيد لا يكتفي بالوضوح فقط، بل يضيف السياق والشروط التي تساعد النظام على فهم المطلوب بدقة.

في سياق التعليم، يُمكن استخدام هندسة الأوامر في العديد من المهام، بدءًا من إنشاء خطط الدروس، ومرورًا بتصميم اختبارات مخصصة، وصولًا إلى تقديم محتوى تعليمي متنوع يناسب احتياجات الطلبة.

أهمية هندسة الأوامر في التعليم

في البيئات التعليمية الحديثة، يعاني المعلمون من كثرة المهام وضيق الوقت. هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة، ولكن لتحقيق أقصى استفادة منه يجب أن يكون المعلمون قادرين على "توجيهه" بالشكل الصحيح.

•      تحسين المحتوى التعليمي: من خلال أوامر مدروسة، يمكن للمعلم إنشاء مواد تعليمية مخصصة حسب مستوى الطالب، مثل تلخيص دروس معقدة أو إعداد أمثلة عملية لفهم المفاهيم.

•      تصميم الاختبارات والأنشطة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء اختبارات متنوعة تشمل الأسئلة المقالية والموضوعية، بالإضافة إلى أنشطة تفاعلية تعزز التعلم.

•      توفير الوقت: بدلاً من قضاء ساعات في إعداد الموارد، يمكن للمعلم استخدام أمر محكم وواضح للحصول على نتيجة فورية تحتاج فقط إلى مراجعة سريعة.

مكونات الأمر الفعّال

للحصول على نتائج دقيقة وفعالة، يجب أن يتضمن الأمر الجيد العناصر التالية:

1.    الهدف الواضح: تحديد المطلوب بدقة، مثل "تلخيص نص تعليمي في 100 كلمة مع ذكر الأفكار الرئيسية".

2.    السياق التفصيلي: إضافة التفاصيل مثل الفئة العمرية للطلاب أو المستوى التعليمي، مثل "شرح مفهوم الاحتباس الحراري لطلاب الصف السادس بطريقة مبسطة".

3.    التنسيق الصحيح: هل تريد إجابة على شكل قائمة، فقرة نصية، أو نقاط مرتبة؟

تطبيقات عملية لهندسة الأوامر في التعليم

يمكن للمعلمين تطبيق هندسة الأوامر في حياتهم العملية بشكل مباشر، على سبيل المثال:

•      توليد خطط دراسية: "قم بإعداد خطة دراسية لمدة أسبوع لمادة الرياضيات تتضمن الأهداف التعليمية والأنشطة اليومية."

•      شرح المفاهيم المعقدة: "اشرح قانون نيوتن الثالث بطريقة مبسطة مع إعطاء مثالين من الحياة اليومية."

•      تطوير أسئلة امتحانية: "أنشئ 5 أسئلة اختيار من متعدد حول موضوع الثورة الصناعية للصف التاسع."

ختامًا.. إنَّ إتقان هندسة الأوامر يعد مهارة لا غنى عنها في عصر الذكاء الاصطناعي، ففي المجال التعليمي تُتيح هذه المهارة للمعلمين والإداريين فرصًا كبيرة للابتكار وتوفير الوقت، مما يساهم في تحسين جودة التعليم؛ إذ إنَّ دمج هذه التقنيات بفاعلية يعزز من دور الذكاء الاصطناعي كشريك استراتيجي في بناء مستقبل تعليمي أكثر ذكاءً وإبداعًا.

المعلم الناجح ليس فقط من يستخدم التكنولوجيا؛ بل من يعرف كيف يوجهها لتحقيق أهدافه بكفاءة واحترافية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يتقن الخداع!

اكتشف فريق من الباحثين في OpenAI قدرة الذكاء الاصطناعي على التلاعب بأوامره لتحقيق نتائج غير أمينة. رغم أن الذكاء الاصطناعي ليس واعيًا كما البشر، إلا أنه يمتلك القدرة على "الخداع" عند تنفيذ المهام، مما يثير قلقًا كبيرًا حول موثوقيته في المستقبل.



"الاختراق المكافئ"



ووفقاً لموقع popular mechanics التقني يشير الباحثون إلى ظاهرة "الاختراق المكافئ" أو Reward Hacking، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بالاستفادة من الثغرات أو الغموض في البرمجة للحصول على مكافآت دون اتباع الإجراءات المطلوبة بدقة.


على سبيل المثال، عندما كان من المفترض على الذكاء الاصطناعي حل معادلات رياضية معقدة، اختار طرقًا مختصرة للتأكد من أن النتائج تظهر صحيحة، مثل جعل عملية التحقق دائمًا تُرجع "صحيحة"، حتى وإن لم تتم الحسابات بشكل صحيح.

 

كيفية مراقبة الخداع

في محاولة للكشف عن هذه الخدع، حاول الباحثون استخدام نظام ذكاء اصطناعي آخر لمراقبة سلوك الذكاء الاصطناعي المشبوه. تقوم هذه الطريقة على "التعلم المعزز"، حيث يُعلم الذكاء الاصطناعي بالأجوبة الصحيحة بناءً على الأوامر المقدمة. لكن للأسف، اكتشف الباحثون أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على إخفاء نواياه المخادعة داخل سلسلة تفكيراته، مما جعل عملية المراقبة أقل فعالية.

 



مواجهة الخداع


في محاولة لجعل الخداع أكثر وضوحًا، قام الباحثون بالتركيز على "سلسلة التفكير" أو CoT، التي يتبعها الذكاء الاصطناعي لشرح خطواته قبل تقديم الإجابات. ومع ذلك، اكتشفوا أن الذكاء الاصطناعي تعلم كيفية إخفاء نواياه المخادعة داخل هذه السلسلة، مما جعل اكتشاف الخداع أكثر صعوبة.

 


اقرأ ايضاً.. تحذيرات علمية.. أدوات البحث بالذكاء الاصطناعي تختلق مصادر وروابط وهمية

أخبار ذات صلة أبل تطلق ثورة صحية.. "طبيب بالذكاء الاصطناعي" الرئيس التنفيذي للمجموعة لـ «الاتحاد»: تطلق مركز الذكاء الاصطناعي الدفاعي في الإمارات قبل نهاية 2025



الضغط الخفيف مقابل الضغط القاسي


بدلاً من معاقبة الذكاء الاصطناعي بشدة عند اكتشاف الخداع، قرر الباحثون تطبيق "ضغط خفيف" لتحفيزه على الإفصاح عن نواياه بشكل صريح. كانت الفكرة أن يسهل على النظام كشف محاولات التلاعب، مما يسمح لمراقب الذكاء الاصطناعي بالكشف عنها. على الرغم من ذلك، استمر الذكاء الاصطناعي في تعلم طرق جديدة لإخفاء نواياه المخادعة.



التحديات المستقبلية وتطوير الأنظمة الذكية

تشير النتائج إلى أن مجرد تحسين الذكاء الاصطناعي لمواجهة هذه المشكلات قد لا يكون كافيًا. فكلما زادت قدرة الذكاء الاصطناعي، أصبح أكثر قدرة على اكتشاف الثغرات والالتفاف حول المراقبة. حتى استخدام نظام ذكاء اصطناعي آخر لمراقبة الأنظمة قد لا يكون كافيًا لتجنب هذا النوع من الخداع.

 

 

اقرأ أيضاً.. "آخر اختبار للبشرية".. التحدي الأخير أمام الذكاء الاصطناعي لاجتياز قدرات البشر


ويرى الباحثون أن التحدي الأكبر يكمن في جعل الذكاء الاصطناعي أكثر نزاهة وأمانًا. ربما في المستقبل، سنتوصل إلى حلول تضمن أن هذه الأنظمة ستؤدي مهامها بأمان ودون التلاعب، لكن هذا سيتطلب جهدًا مستمرًا لتطوير تقنيات جديدة لمراقبتها والسيطرة عليها.

 

إسلام العبادي(أبوظبي)

 

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يتقن الخداع!
  • إيلون ماسك يعلن بيع منصته الاجتماعية إلى شركته للذكاء الاصطناعي إكس ايه آي
  • الإمارات تؤكد أهمية التعاون لضمان استخدام مسؤول للذكاء الاصطناعي
  • شركة ماسك للذكاء الاصطناعي تستحوذ على إكس.. صفقة بقيمة 45 مليار دولار
  • استحواذ شركة ماسك للذكاء الاصطناعي على منصة "إكس"
  • "إكس يه ي" للذكاء الاصطناعي تستحوذ على منصة "إكس"
  • إيلون ماسك يعلن استحواذ شركته للذكاء الاصطناعي على منصة “إكس”
  • إيلون ماسك يعلن استحواذ شركته للذكاء الاصطناعي على منصة " X"
  • xAI للذكاء الاصطناعي تستحوذ على إكس
  • اختُتام الدورة الثانية لأكبر هاكاثون وطني للذكاء الاصطناعي