ممر داود: الخطة التركية لاستبدال طريق التنمية وتوسيع النفوذ
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
18 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: في ظل التصريحات الحادة التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال المؤتمر الثامن لحزب العدالة والتنمية، حيث دافع عن التواجد التركي في سوريا وأعاد التذكير بادعاءات تاريخية حول حقه في ضم أراضيها، بدأت التحركات التركية تلفت الأنظار، خصوصًا بعد تقارير عن زيارة مرتقبة لأردوغان إلى سوريا.
تأتي هذه التطورات في أعقاب زيارة كل من وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس جهاز المخابرات إبراهيم كالين إلى سوريا، حيث التقيا أحمد الشرع (الجولاني) وناقشا، وفق المصادر، مستقبل سوريا الإقليمي والدولي. في مقابلة مع قناة “العربية”، أشار فيدان إلى رغبة تركيا في لعب دور الوسيط بين واشنطن والحكومة السورية الجديدة، مؤكدًا التنسيق الوثيق مع السعودية بشأن هذه الملفات.
ورغم الاعتقاد السائد بأن تركيا تتقدم لتأخذ مكان إيران كلاعب إقليمي في سوريا، إلا أن سفير إيران في سوريا حسين أكبري صرح مؤخرًا بوجود ترتيبات لإعادة فتح السفارة الإيرانية في دمشق، في خطوة تعكس تمسك طهران بموقعها في الملف السوري. بيد أن تحركات أنقرة المتسارعة تشير إلى أن دمشق في عهد ما بعد الأسد قد تشهد تراجعًا للدور الإيراني لصالح النفوذ التركي.
وفي تحليل لهذه المستجدات، أوضح إحسان موحديان، المحلل الإيراني المتخصص في الشؤون الدولية، أن أردوغان يسعى لتحقيق عدة أهداف استراتيجية في سوريا. على رأسها، السيطرة على مناطق غنية بالطاقة ومواقع حيوية لتعزيز الاقتصاد التركي. كما أشار إلى أن أردوغان يهدف إلى كبح أي تطلعات كردية من شأنها تهديد الأمن التركي، بالإضافة إلى بناء هيكل سياسي–إداري جديد يضع دمشق عمليًا تحت وصاية أنقرة.
يعتقد موحديان أن الخطة التركية هي جزء من سيناريو ثلاثي الأبعاد بريطاني-إسرائيلي-تركي، يهدف إلى تقليص نفوذ إيران في سوريا وقطع الطريق أمام طهران لتعزيز علاقاتها الإقليمية. لكنه حذر من أن سوريا قد تتحول في المستقبل إلى ساحة صراع جديد بين فصائل وجماعات متنافسة، مما قد يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن التركي.
بدوره، يرى فرشيد باقريان، الخبير في الشؤون التركية، أن زيارة أردوغان المحتملة إلى دمشق تهدف إلى تعزيز النفوذ التركي وإزاحة إيران من الساحة السورية. وفي مقابلة مع صحيفة “شرق”، أكد باقريان أن المخاطر تتجاوز الجانب السياسي إلى مشاريع اقتصادية كبرى، وعلى رأسها مشروع “ممر داود”، الذي يهدف إلى استبدال مشروع طريق التنمية الممتد من الخليج العربي عبر العراق إلى تركيا وأوروبا.
وأوضح باقريان أن المشروع الجديد سيمنح تركيا نفوذًا استراتيجيًا يمتد من البحر المتوسط إلى أوروبا وآسيا الوسطى، مع احتمال ربطه بممر زنغزور. وأشار إلى أن تركيا قد تسعى لتوسيع نفوذها عبر هذا الممر ليشمل نخجوان وأذربيجان وصولًا إلى بحر قزوين.
بجانب هذا، أكد باقريان على الأهمية الأمنية للمشروع، حيث تسعى تركيا لتشكيل حزام أمني يقلل من نفوذ الأكراد في المناطق الحدودية مع سوريا وإيران، مما يعزز وضع أنقرة في معادلات الأمن الإقليمي. لكنه حذر من أن هذه الخطط الطموحة قد تزيد من تعقيد الوضع السوري وتفتح الباب لصراعات جديدة تهدد الاستقرار في المنطقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
تقارير إعلامية: بحث إعادة النظر في خارطة طريق مجلس الأمن بشأن سوريا
كشفت إدارة العمليات العسكرية في سوريا أن أحمد الشرع بحث مع مبعوث الأمم المتحدة الحاجة لإعادة النظر في خارطة طريق وضعها مجلس الأمن في 2015، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.
نقابة الموسيقيين تنعى نبيل الحلفاوي.. فقدنا قامة فنية صاحب تاريخ طويلأعلنت وزارة الخارجية القطرية عن استئناف عمل سفارتها في سوريا اعتبارا من الثلاثاء، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية.
وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، اليوم الأحد، إن لندن أجرت اتصالات دبلوماسية مع "هيئة تحرير الشام" في سوريا، التي قادت هجوم الفصائل المعارضة وتمكنت من السيطرة على معظم المحافظات السورية ومغادرة الرئيس بشار الأسد إلى روسيا.
وأضاف لامي، في تصريحات للصحفيين، أن "هيئة تحرير الشام" لا تزال منظمة محظورة لكن يمكننا إجراء "اتصالات دبلوماسية".
وتابع : "بالتالي لدينا اتصالات دبلوماسية مثلما تتوقعون".
وأكد أن لندن تستخدم جميع القنوات المتاحة لديها وهي القنوات الدبلوماسية وبالطبع قنوات الاستخبارات.
وأفاد أنهم يسعون للتعامل مع "هيئة تحرير الشام" حيثما يتعين عليهم ذلك.
وكان وزير الدفاع البريطاني جون هيلي قد أعلن أن سلطات بلاده لا ترى أي عوائق أمام المفاوضات مع "هيئة تحرير الشام" في سوريا رغم وجودها على قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة.
وجاء ذلك بعدما أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يوم السبت، أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مباشرة مع "هيئة تحرير الشام".
أعلنت قطر، اليوم الأحد، أن وفدا دبلوماسيا وصل إلى سوريا والتقى بمسؤولين في الحكومة الانتقالية في البلاد.
ووفقا لوكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا"، قال مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في بيان إن الوفد الدبلوماسي “وصل إلى دمشق لاستكمال الإجراءات اللازمة لافتتاح سفارة دولة قطر في الجمهورية العربية السورية".
وأضاف المتحدث "أكد الوفد خلال اجتماعاته مع الحكومة الانتقالية في سوريا التزام دولة قطر الكامل بدعم الشعب السوري... بعد نجاح ثورته".
أوضح الأنصاري أن الوفد القطري "ناقش مع الجانب السوري سبل تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية القطرية، وقام بتقييم احتياجات الأشقاء السوريين خلال هذه المرحلة المهمة".
وأغلقت الدوحة سفارتها في دمشق واستدعت سفيرها في يوليو 2011.
لم تستعد قطر أبدًا العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في عهد الأسد، الذي غادر إلى روسيا بعد تقدم المعارضة الذي استمر 11 يومًا والذي اجتاح المدن الكبرى ثم العاصمة دمشق.
وقال مسؤول مطلع على التطورات هذا الأسبوع إن قطر "أنشأت قناة الاتصال الأولى" مع جماعة "هيئة تحرير الشام".
وأضاف المسئول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المناقشات، أن 'الاتصالات تركزت مع هيئة تحرير الشام وغيرها على ضرورة الحفاظ على الهدوء والحفاظ على المؤسسات العامة السورية خلال الفترة الانتقالية".
وأعلنت قطر، الأربعاء، أنها ستعيد قريباً إعادة فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق “بعد استكمال الترتيبات اللازمة”.