جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-15@09:28:56 GMT

سوريا تتنفس الحرية

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

سوريا تتنفس الحرية

 

محمد بن رامس الرواس

لطالما كان الشعب السوري ينتظر هذه اللحظات التي يتنفس فيها الحرية وعودة حياة الكرامة التي يتطلع لها بعد حكم دكتاتوري جائر كان يرزح تحت وطأته، واليوم يلوح السوريون بعلم الثورة الجديد بكل فخر وسعادة وابتهاج، ولقد ظهر لنا جلياً هذا الفرح من خلال عودة مظاهر الحياة تدريجيا لدمشق وباقي المحافظات، ومنها عودة طلبة الجامعات لجامعاتهم وطلبة المدارس لحياتهم الدراسية وهم فرحون بما انتقلوا إليه من مرحلة جديدة في الحياة هذا بجانب فتح الأسواق وغيرها من مظاهر الحياة العامة.

بعد هذه العقود من السنين تنفس الشعب السوري وذاق طعم الحرية برغم ما لحق به من قتل وتشريد ودمار، كان النظام البائد وجيشه قد قام بها وأعمل بكل ما أوتي من قوة في هذا الشعب المسالم وشرد سكانه من خلال الكثير من الجرائم البشرية التي يندى لها الجبين وتفوق الوصف.

يحاول اليوم الشعب السوري بكل ما أوتي من قوة أن يحافظ على رياح الحرية التي تنفسها من خلال محافظته على الاستقرار والانضباط المجتمعي بالإضافة إلى الحفاظ على مكتسبات الدولة الموجودة كي تستطيع النهوض بسرعة، فأعد العدة لتشكيل اللجان، والمجالس البلدية وكافة مظاهر الحياة المدنية، والاستعداد لوضع دستور دولة جديدة وقيام انتخابات نزيهة.

لقد تنفس الشعب السوري، الحرية على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهو اليوم يشعر بوحدة سوريا كبلد واحد وتمثل ذلك من خلال معاونة المحافظات لبعضها البعض في توفير الأساسيات من الوقود، خاصة في هذه المرحلة الصعبة حيث تحركت القطارات، تحمل الشحنات من الوقود وتنقلها إلى محطات الكهرباء بالمحافظات التي تحتاجها.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أعلن البنك المركزي عودة العمل في البنوك، وبدأت الممارسات المالية تأخذ منحى في التعامل بكافة العملات وأولها الدولار والغريب أن الليرة السورية بدأت تتعافى وتتحسن، وهذا قد يكون مخالفا للمعتاد بعد سقوط حكومة ما، لكن يبدو أن هناك رجال أعمال واقتصاديون سوريون بالداخل والخارج لديهم تلك الخبرات التي تستطيع أن ترفد وضعهم الاقتصادي، ولقد استعد ميناء اللاذقية لاستقبال السفن من كافة أنحاء المعمورة، فلقد استطاع السوريون أن يعبروا بكل أوتوا من قوة عن حقيقة فرحتهم من خلال مسابقتهم للزمن للنهوض مجددا متعافين من جور لحق بهم لما يزيد عن خمسين عاما.

لقد عجبتُ كثيرًا لأولئك الذين كانوا بالأمس أصدقاء المرحلة البائدة من تاريخ سوريا يتدخلون اليوم في تقرير مصير الشعب السوري ويضعون له الخطط والمسارات والاجتماعات وغير ذلك، أليس هناك الشعب السوري يستطيع أن يقرر مصيره ويختار مرحلته؟ بل هؤلاء يفوضون أنفسهم بدلا عنه وهذا والله لشيء عجاب.

إنَّ الشعب السوري شعب حي يتوق للمستقبل والتغيير إلى الأفضل وهو أحرص على قيام دولته وقيام العدالة والقانون والمحاسبة بداخله، وهو أدرى بكافة شؤونه، ففي سوريا من الرجال والعلماء والساسة والمثقفين أناس لديهم الخبرات الكبيرة التي قد تفوق بعض أولئك الذين يقومون بتوجيهات لم تطلبها منهم سوريا، ويفوضون أنفسهم كمسؤولين عن التغيير السياسي.

لذلك نقول.. دعوا سوريا للسوريين؛ فهُم أدرى بها وأحرص منكم على مصيرها، ولقد سرَّني قول المبعوث الأممي إلى سوريا جير بيدرسون عندما قال: إن التغيير القادم سيصنعه السوريون بأنفسهم.. خالص التهاني بالحرية أيها الشعب الحر الحي.

وللحديث بقية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء اللبناني يصل سوريا ويلتقي الشرع في قصر الشعب.. ما محاور المباحثات؟

وصل رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، الاثنين، على رأس وفد رفيع المستوى إلى العاصمة السورية دمشق، في أول زيارة من نوعها منذ تشكيل حكومته.

واستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع رئيس الوزراء اللبناني في قصر الشعب بدمشق، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين.

ويترأس سلام في زيارته إلى دمشق وفدا رفيع المستوى يضم وزراء الدفاع ميشال منسي والخارجية يوسف رجي والداخلية أحمد الحجار.


وهذه أول زيارة يجريها سلام إلى دمشق منذ تشكيل حكومته في 8 شباط/ فبراير الماضي، وهي ثاني زيارة يجريها رئيس وزراء لبنان منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر عام 2024.

ومن المتوقع أن يتطرق الوفد اللبناني إلى العديد من الملفات بما في ذلك المختفون اللبنانيون في السجون السورية خلال عهد النظام السابق، بالإضافة إلى تأمين الحدود بين الجانبين، والتي شهدت سلسلة من التوترات الأمنية والاشتباكات في أعقاب سقوط الأسد.

وفي آذار/ مارس، وقع وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة ونظيره اللبناني ميشال منسي على اتفاق بشأن ترسيم الحدود بين البلدين، عقب اجتماع استضافته مدينة جدة في المملكة العربية السعودية.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية "واس"، بأن المملكة استضافت اجتماعا بين وزيري الدفاع اللبناني والسوري بحضور نظيرهما السعودي خالد بن سلمان، بهدف تعزيز التعاون في القضايا الأمنية والعسكرية بين دمشق وبيروت.


وأكد الجانبان على "تفعيل آليات التنسيق بين الجانبين للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية وبخاصة في ما قد يطرأ على الحدود بينهما"، بالإضافة إلى الاتفاق على عقد اجتماع متابعة في السعودية خلال الفترة القادمة.

وتسعى الإدارة السورية إلى ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعزيز قبضتها على الحدود مع دول الجوار ومنها لبنان، بما يشمل ملاحقة مهربي المخدرات وفلول النظام السابق الذين يثيرون قلاقل أمنية، بحسب وكالة الأناضول.

وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، إذ إنها تتكون من جبال وأودية وسهول دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين، اللذين يرتبطان بـستة معابر حدودية برية على طول نحو 375 كلم.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام للأمم المتحدة: “إسرائيل” تحرم المدنيين في غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة
  • وزير العدل السوري يؤكد ضرورة محاسبة كل من أجرم بحق الشعب
  • بهتشلي يفتح النار على حزب الشعب الجمهوي: سياسة الوقاحة والجهل التي يقودها أوزغور أوزيل ستنهار قريباً
  • وزير العدل: ضرورة محاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري بمن فيهم ‏القضاة
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية تبحث مع وزيرة التنمية والأسرة القطرية تعزيز التعاون لدعم الشعب السوري
  • رئيس الوزراء اللبناني يصل سوريا ويلتقي الشرع في قصر الشعب.. ما محاور المباحثات؟
  • الرئيس الاماراتي محمد بن زايد يؤكد خلال استقباله أحمد الشرع دعم الإمارات كل ما يحقق تطلعات الشعب السوري
  • رئيس الدولة يؤكد خلال استقباله أحمد الشرع دعم الإمارات كل ما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الاستقرار والتنمية
  • محمد بن زايد خلال استقباله أحمد الشرع: ندعم كل ما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق
  • قطر تشدد على أهمية تحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار