البابا فرنسيس: كدت أن أُغتال في عام 2021 لكن الاستخبارات البريطانية أحبطت المخطط
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
كشف البابا فرنسيس أنه نجا من محاولة اغتيال مزدوجة خلال زيارته إلى العراق في مارس 2021، وهي المحاولة التي أُحبطت بفضل معلومات استخباراتية قدمتها بريطانيا وتدخل الشرطة العراقية، وذلك في تقرير نشرته صحيفة الجارديان.
قال الصحيفة، هذا ما جاء في سيرته الذاتية الجديدة “سبيرا (الأمل)”، التي تم نشر مقتطفات منها في صحيفة “كورييري ديلا سيرا” أمس الثلاثاء، والذي صادف عيد ميلاد البابا الثامن والثمانين.
تقول الصحيفة، في تلك الفترة، كانت المخاطر الأمنية في العراق عالية، حيث كانت البلاد لا تزال تتعافى من آثار سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة منها، بالإضافة إلى استمرار انتشار جائحة كورونا، وأُبلغ البابا من قبل مستشاريه بضرورة إلغاء الرحلة، خاصة بسبب الأوضاع في الموصل، المدينة الشمالية التي دمرها التنظيم المتطرف، لكن البابا كان عازمًا على المضي قدمًا في زيارته التاريخية، التي كانت أول زيارة لبابا الفاتيكان إلى العراق.
وفي سردٍ لتفاصيل محاولة الاغتيال، أوضح البابا أن الاستخبارات البريطانية أبلغت الشرطة العراقية فور وصوله إلى بغداد عن مخطط تفجير مزدوج يستهدفه. وبدورها، قامت الشرطة العراقية بإبلاغ فريق أمن الفاتيكان.
قال البابا إن إحدى الانتحاريات كانت امرأة متوجهة إلى الموصل بقصد تفجير نفسها خلال زيارته، بينما كان هناك شاحنة أخرى تسير بسرعة نحو الموقع ذاته وبنية التفجير أيضًا. وأشار إلى أن المخطط كان سيُنفذ خلال إحدى محطات زيارته في المدينة.
في كتابه، الذي أعده بالتعاون مع الكاتب الإيطالي كارلو موسو والمقرر نشره في يناير، ذكر البابا أنه سأل فريق أمن الفاتيكان لاحقًا عن مصير منفذي العملية، فجاءه رد قائد الأمن بشكل مقتضب: “لم يعودوا هنا.” وأوضح البابا أن الشرطة العراقية اعترضتهم وأجبرتهم على تفجير أنفسهم. وأضاف بأسى: “حتى هذا يُعتبر من الثمار السامة للحرب.”
رحلة محفوفة بالمخاطر من أجل السلامرغم التهديدات، استمر البابا فرنسيس في رحلته التي استغرقت ثلاثة أيام وشملت 6 مدن عراقية، ووصف البابا زيارته بأنها “رحلة حج من أجل السلام”، حيث سعى إلى دعم الأقلية المسيحية التي عانت بشدة خلال فترة سيطرة تنظيم داعش بين عامي 2014 و2017. قُتل الآلاف من المسيحيين في شمال العراق، واضطر مئات الآلاف إلى الفرار من منازلهم بسبب العنف والاضطهاد.
في مشهد مؤثر، وقف البابا داخل كنيسة مدمرة في الموصل ودعا المسيحيين إلى التسامح وإعادة البناء رغم الظلم الذي تعرضوا له. وفي خضم هذه التحديات، انتشر حوالي 10000 شرطي عراقي لتأمين زيارته، وتم فرض حظر تجول للحد من تفشي فيروس كورونا.
نشر الكتاب وتوقيت إصدارهكان من المخطط في البداية نشر سيرة البابا الذاتية بعد وفاته، لكن تقرر إصدارها تزامنًا مع بدء احتفالات اليوبيل لعام 2025، وهو حدث يقام كل 25 عامًا ويهدف إلى إعادة ربط الكاثوليك حول العالم بإيمانهم. من المقرر أن يفتتح البابا هذه الاحتفالات رسميًا في 24 ديسمبر المقبل.
مسيرة حافلة بالزيارات الدوليةمنذ توليه منصب البابا في عام 2013، قام فرنسيس بأكثر من 40 رحلة خارجية، كانت أطول هذه الرحلات جولة في آسيا والمحيط الهادئ استمرت 12 يومًا في سبتمبر الماضي. ويواجه البابا تحديات صحية تتعلق بآلام العصب الوركي ومشاكل في الركبة، مما يجعله يستخدم كرسيًا متحركًا أو عصا للمشي خلال تنقلاته.
وصف الناشر الإيطالي “موندادوري” كتاب “الأمل” بأنه أول سيرة ذاتية تُنشر لبابا في تاريخ الكنيسة، رغم أن البابا فرنسيس أصدر عدة كتب أخرى ذات طابع مذكراتي
اقرأ أيضاًالبابا تواضروس الثاني يستقبل السفير الألماني بالقاهرة
رئيس مجلس الدولة يزور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية
البابا تواضروس يرقي 5 كهنة لرتبة القمصية خلال ترأسه القداس الإلهي بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: البابا البابا فرنسيس العراق المخابرات البريطانية الموصل بغداد تنظيم داعش الإرهابى الشرطة العراقیة البابا فرنسیس
إقرأ أيضاً:
البابا فرنسيس يكشف تفاصيل نجاته من هجوم انتحاري في العراق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، عن نجاته من هجوم انتحاري مزدوج خلال زيارته إلى العراق في مارس 2021، وذلك في كتابه الجديد بعنوان "ارْجُ"، الذي يصدر في 14 يناير المقبل، ويروي البابا تفاصيل تهديدات انتحارية كانت تستهدفه أثناء وجوده في مدينة الموصل، إحدى أبرز المدن العراقية.
بحسب ما ذكرته صحيفة كوريير ديلا سيرا الإيطالية، قال البابا إنه تلقى العديد من النصائح بعدم السفر إلى العراق، خاصةً في ظل الوضع الأمني المتوتر بسبب العنف والتطرف، وكذلك في ظل جائحة "كورونا" التي لم تكن قد انتهت بعد، ورغم هذه التحذيرات، أكد البابا فرنسيس أنه كان مصممًا على إتمام الزيارة: "لكنني أردتُ الذهاب حتى الأخير، شعرتُ بأنّ عليّ فعل ذلك"، مضيفًا أن زيارته كانت بمثابة خطوة للقاء "جدنا إبراهيم"، الذي يُعتبر رمزًا مشتركًا بين اليهود والمسيحيين والمسلمين.
وأكد البابا أنه لم يكن ليقبل بتخييب أمل العراقيين، مشيرًا إلى أن البابا يوحنا بولس الثاني لم يتمكن من زيارة العراق قبل 20 عامًا بسبب رفض الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، للزيارة، واصفًا الموصل بأنها "جرح في القلب"، مشيرًا إلى التأثير الكبير الذي تركته المدينة في نفسه بعد أن رآها من الطائرة الهليكوبتر، فقد تحولت المدينة القديمة، التي كانت مركزًا للتعايش بين الأديان والحضارات، إلى أنقاض نتيجة حكم تنظيم داعش لعدة سنوات، مضيفًا أن المدينة بدت وكأنها "صورة بالأشعة السينية لماهيّة الكره"، مؤكدًا أن هذا المنظر ترك فيه أثرًا مشابهًا "لتلقيه لكمة".
وكشف البابا أيضًا أن المخابرات البريطانية أبلغت الحرس الفاتيكاني قبل وصوله إلى بغداد بأن امرأة انتحارية كانت في طريقها إلى الموصل لتفجير نفسها خلال زيارة البابا، كما كانت هناك شاحنة تسير بسرعة متجهة إلى نفس الهدف، لكن الرحلة لم تتوقف بسبب هذه التهديدات، كما اشار إلى أنلقائه مع آية الله السيد علي الحسيني السيستاني كان "أسعد نفسه وشرّفه"، موضحًا أن استقبال السيستاني له في منزله كان أكثر تعبيرًا عن الصداقة والانتماء للعائلة الإنسانية من أي كلمات أو وثائق. كما حمل البابا معه "كنعمة ثمينة" قول السيستاني: "البشر إمّا إخوة في الدين أو متساوون في الخلق".
وفي اليوم التالي لزيارة السيستاني، سأل البابا الحرس الفاتيكاني عن الوضع الأمني فأجاب القائد باختصار: "الهجومان لم يعودا موجودين"، وقد أثر هذا الجواب في البابا، مؤكدًا أن هذين الهجومين كانا نتيجة الحرب المسمومة، لكنهما تلاشيَا في النهاية.