3 أعلام في دولة واحدة (1- 2)
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
جمال بن ماجد الكندي
أحدَثَ "الربيع العربي" عام 2011 بيئة اجتماعية وسياسية وعسكرية مختلفة تمامًا في مكونات الشارع العربي، لم تكن معهودة قبل هذا التاريخ؛ فهي لأول مرة أوجدت كيانات سياسية وعسكرية خارج نطاق الدولة المركزية المُتعارف عليها بالدولة المُسيطِّرة على كامل ترابها الوطني.
كان هذا الربيع في شكله العام مطلبًا شعبيًا لمُحاربة الفساد وإقامة الحرية والمساواة، وهذا كان أجمل ما فيه وتحقق في بعض بلدان الربيع العربي ولو بشكل نسبي.
هذه الكيانات السياسية والعسكرية الجديدة التي ظهرت خلال ثورات الربيع العربي أوجدت شرخًا في بيئة الدولة المركزية التقليدية. هذا الشرخ كان عبر الأجندات المختلفة التي كانت تُسيِّر هذه الكيانات عبر دول باتت معروفة. فقد رأينا بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا انقسام هذا المُكوِّن الذي كان يعادي الدولة في ليبيا وهدفه إسقاطها إلى شقين في الشرق والغرب، وكل منهما له جيش يحميه ودول تقف معه لتحقيق مصالحها في المنطقة، وهذا كان حال اليمن وسوريا كذلك. ونستثني الدول التي أصابها التغيير، والتغيير المضاد سلميًا عبر التظاهرات الشعبية المُحِقَّة المُطالِبة بالتغيير السلمي مثل مصر وتونس.
سوريا من بين دول الربيع العربي التي شهدت تحولًا كبيرًا على المستويين السياسي والعسكري، مما أحدث تغييرًا عميقًا في بنية الدولة. ففي بداية أحداث ثورتها كان الطابع السلمي هو السائد فيها، وعبّر عن مطالب مشروعة لمن خرجوا ينادون بالتغيير. ونحن هنا لسنا جهة حكم على هذه الأحداث، فالكل كان له روايته الخاصة؛ سواء من الحكومة أو المعارضة، وتدعم هذه الروايات آلة إعلامية تقليدية حكومية، وآلة إعلامية أخرى ضخمة ومنظمة تخص المعارضة.
المهم أنَّ هذه التظاهرات الشعبية كانت بالفعل سلمية ومشروعة في بدايتها، وحظيت بتأييد واسع، إلّا أن التحول العسكري المُسلَّح الذي طرأ على هذه المظاهرات غيّر واقعها السلمي بظهور أجندات سياسية وعسكرية، ارتبطت-للأسف- بجهات خارجية أثَّرت عليها وغيرت من سلميتها. وهذا ما ذكره تقرير الفريق محمد مصطفى الدابي مبعوث الجامعة العربية لتقصي الحقائق في سوريا، الذي أشار إلى وجود جسم عسكري مُنظَّم ومُمَوَّل يُقاتل الدولة، وهو ما كانت الحكومة السورية السابقة تؤكد عليه في ذلك الوقت، فقوبل تقرير الدابي باستهجان كبير من أولئك الذين أرادوا رواية تتماشى مع خطابهم حول سلمية الأحداث في سوريا.
هذه الوقائع أردتُ أن أسردها لنصل إلى مغزى عنوان المقال "3 أعلام في دولة واحدة"، وهو الأمر الذي حصل في سوريا قبل الإطاحة بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد؛ إذ بعد أن بسط الجيش السوري النظامي السيطرة على أجزاء كبيرة من الأراضي السورية، بمساعدة الحلفاء، بقيت منطقتان خارج نطاق سيطرة الحكومة السورية، وهما:
شمال شرق الفرات تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي هي تحت الحماية والرعاية الأمريكية، ولها أجنداتها الانفصالية عن الدولة المركزية وتُسيطِر على منابع الطاقة في سوريا. شمال غرب الفرات تحت سيطرة الجماعات المسلحة، وهي تنظيمات مختلفة قاعدية وإخوانية عاصمتها محافظة إدلب وتحت رعاية تركية، وبينها وبين الحكومة السورية السابقة اتفاقات تهدئة عبر الثلاثي الروسي والإيراني والتركي، والمعروفة سياسيًا باتفاقات "أستانة وسوتشي".هذا الواقع السياسي والعسكري كان قائمًا في سوريا حتى قبل الحديث عن الإطاحة بنظام بشار الأسد؛ فقد باتت الجغرافيا السورية تشهد رفع علمين غير العلم الرسمي للدولة، وكلاهما يُمثِّل أجندات مختلفة تقف وراءها قوى إقليمية وعالمية. ومن أبرز هذه الأجندات: السعي للتخلي عن دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وتجريد سوريا من دورها كدولة حاضنة وممر استراتيجي لهذه لحركات المقاومة.
الحكومة السورية السابقة كانت ترفض هذا العرض، ولو قبلته عندما زارها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول عقب احتلال العراق، لكان المشهد السياسي والعسكري في سوريا مختلفًا تمامًا عمَّا آَلَ إليه لاحقًا. قد يتفق معي البعض ويخالفني آخرون، وهذا حق مشروع؛ إذ إنَّ قراءة الأحداث في سوريا تختلف باختلاف الرؤية السياسية والخلفيات الفكرية. لكن ما يجمعنا جميعًا هو الإيمان بمطالب الشارع السوري في الإصلاح وتحقيق الرفاه الاقتصادي، فهذا الشعب يستحق أن ينعم بالاستقرار بعيدًا عن صراعات الأجندات السياسية المختلفة.
غير أنَّ لعنة الموقع الجغرافي– كما يصفها علماء الجغرافيا– تنطبق على سوريا بوضوح؛ إذ إنها تُواجه عدوًا مُحتلًا في الجولان، وآخر يسعى لتحقيق أطماعه في الشمال. لذلك تحوَّل ربيع سوريا إلى أداة عسكرية موجّهة من الخارج لتحقيق أجندات سياسية وعسكرية باتت معروفة للجميع.
قد تبدو هذه مقدمة مطوَّلة للأحداث التي شهدتها سوريا، لكنها تسلط الضوء على التحول الكبير الذي أعقب سقوط نظام الحكم الذي استمر لأكثر من خمسين عامًا. فقد أدى هذا التغيير إلى سقوط أحد الأعلام الثلاثة، الذي حمل أجندة سياسية خاضت- لعقد من الزمن- حربًا سياسية وعسكرية واقتصادية انتهت في نهاية المطاف إلى انهيار هذا النظام.
في هذا السياق، يقول المُفكر والفقيه ابن خلدون في مقدمته الشهيرة: "إن سقوط الدول والحضارات يكمُن في عدة أسباب، منها السياسية والاجتماعية والاقتصادية". ويركز ابن خلدون على "ضعف العصبية"، وهذا ما تجلّى بوضوح في الحالة السورية؛ حيث اجتمعت هذه الأسباب داخل سوريا؛ فعلى الصعيد السياسي، أدّى الصراع الداخلي دورًا محوريًا، خاصة مع الرايتين اللتين ارتفعتا ضد الدولة المركزية. أما على الصعيد الاقتصادي، فقد تسبب الحصار الاقتصادي وتدهور الليرة السورية- خصوصًا بفعل "قانون قيصر" الأمريكي- في تعميق الأزمة وتسريع الانهيار. أما ضعف العصبية، فيقصد بها إبن خلدون القوة التي تحيط بالحاكم وتحميه من السقوط، ولو أسقطنا هذا الأمر يكون الجيش السوري، والجيش استسلم، وكانت صفقة سياسية أو سمِّه اختراق لكبار جنرالات الجيش السوري السابق، فضعُفت العصبية التي كانت تحمي النظام، ليقع هذا السقوط السريع.
ربما يكون النظام السابق غير مثالي في الداخل السوري، وله أسبابه في ذلك، ولكنه كان مثاليًا في السياسة الخارجية، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية واللبنانية؛ فهو ينطلق من مُنطلقات قومية عروبية، وما قدمه النظام السابق من دعم مادي ومعنوي لكل من يحارب إسرائيل واضح ولا أحد ينكره. وربما كان هذا من أسباب سقوطه، وإيجاد نظام بديل يجعل القضية الفلسطينية ثانوية، وما تفعله إسرائيل في المنطقة لا يتعدى دائرة "نشجب ونستنكر" فقط.
أما الخاسر والرابح من سقوط النظام السوري، فسيكون موضوع حديثنا في الجزء الثاني من هذا المقال.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ماذا يريد العرب والغرب من سوريا الجديدة؟
تقاطرت الوفود العربية والغربية إلى سوريا، من كل حدب وصوب في الآونة الأخيرة، وكأن دمشق أصبحت مزارا سياسيا يؤمّه كل ساعٍ ليس للاطمئنان على أمن واستقرار سوريا، بل للاطمئنان على ما يتناسب وسياساتهم وأهدافهم، فماذا يريد هؤلاء من الإدارة الجديدة؟
الكل يبدي اهتمامه وحرصه، وعقب الزيارة تخرج تصاريح عديدة، منها ما يتحدث عن ارتياح مشوب بالحذر، ومنها ما يعبر عن قلقه، والبعض الآخر يعبر عن خشيتهم من ضياع حقوق الأقليات والمكونات المختلفة للشعب السوري، وبعضهم الآخر يشجع الإدارة الجديدة على ما أنجزته حتى الآن، ولكن يريدون ربط الأقوال بالأفعال. وبدا أولئك القلقون كأنهم حافظون لحقوق الأقليات في بلدانهم وكأن شعوبهم تعيش في أجواء من الحرية والأمن والاستقرار في بلدانهم، ولا يعانون من الاستبداد والقمع، وكمّ الأفواه والتمييز العنصري، وكأن فيض العدالة والمساواة وتمكين المرأة وحقوق الإنسان تعمُّ هذه الفئات هناك في تلك البلدان.
ويبالغ البعض برؤيته للأوضاع؛ فيبدأون بإملاء الشروط وكأن البلاد أصبحت تحت وصايتهم فيرون وجوب إقامة دولة مدنية لا إسلامية، وكأن الإسلام والإسلام السياسي أضحى خطرا على المنطقة والبشرية جمعاء، وأصبحت الداعشية التي ابتدعوها وخلقوها وجلبوها إلى منطقتنا وكأنها الممثل الوحيد والشرعي للإسلام، وهي كمن أوجد "بعبعا" وصار يخافه وأخاف الآخرين منه ومن خطر امتداده، ونسوا أن الإسلام هو دين التسامح وإخاء وعدل ومساواة، ونسوا أو تناسوا أنه لم يُسجّل عبر التاريخ على الإسلام وقادته عارا أو إجراما مثلما سُجّل على طغاةٍ وغزاةٍ تنتمي إلى أعراق وأمم وإثنيات أخرى.
لم تكن الأقليات -في دولة الإسلام وعبر التاريخ- إلا عزيزة كريمة محمية؛ لها من الحقوق كما هي الواجبات. وعلى سبيل المثال وليس الحصر، لم يُسجّل في تاريخ الإسلام أن أبادوا شعبا بأكمله كما حدث للهنود الحمر السكان الأصليين في أمريكا، ولم يقتلوا الأطفال والنساء حرقا أو بدمٍ باردٍ مثلما فعل الإسرائيليون في غزة، ولم يبد المسلمون الآلاف من المدنيين البريئين بالسلاح الكيماوي أو البراميل المتفجرة أو في المعتقلات مثلما قام به جلادوا نظام بشار الأسد البائد وحلفائه. في واقع الأمر، إن من يشكلون حكوماتهم بأحزابٍ يمينيةٍ ذات مسمّياتٍ دينيةٍ متطرفة، والسكوت عن إبادة مسلمي الروهينغا، وكذلك ذاك الذي يرى "إسرائيل" دولة دينية لليهود فقط لا يحق له الحديث عن دولة مدنية لا دينية.
إن قراءة موضوعية لما يحدث، أو لما يصدر عن هذه الوفود لا نراه قلقا على سوريا وشعب سوريا ومستقبلها، بل نراه سعيا لتكريس الانقسام المناطقي والطائفي في المجتمع السوري؛ لأننا لا نعتبر أن هناك أقليات، بل هناك فسيفساء مجتمعي يشكل شعبا واحدا، ولطالما هتف له السوريون "الشعب السوري واحد".
من جانب آخر، إن الالتفاف الشعبي الواسع الذي عبرت عنه مختلف فئات ومكونات الشعب السوري عقب إسقاط نظام الإجرام الأسدي من خلال المظاهرات والاحتفالات يؤكد هذه اللحمة والتضافر والتماسك للدفاع عن الثورة، والابتهاج بنيل الحرية. لقد مضى نحو الشهر وبضعة أيام على ولادة سوريا الجديدة بقيادتها الجديدة، وسقوط نظام الإبادة والقتل ولم نر إلا وعودا، بل شروطا يجب تنفيذها قبل تقديم الدعم لهذه الدولة، وكأننا أمام سياسة "العصا والجزرة" من جديد، ولعبة إملاء الشروط لاستغلال سعي الإدارة الجديدة لرفع العقوبات عن الشعب السوري ورفع صفة الإرهاب عن مكونات ثورته، كما تفتقت وزيرة خارجية ألمانيا بيربوك المستفزة لباسا وتصاريحا برفقة وزير خارجية فرنسا المستفز أيضا في المؤتمر الصحفي الذي أعقب لقاء أحمد الشرع عندما قالت: "لن تقدم أوروبا أموالا للهياكل الإسلامية الجديدة".
لقد ذكَّرت هذه التصريحات بالوصاية التي تحاول الدول الاستعمارية عادة فرضها على الشعوب من خلال فرض شكل الحكم والنظام ونمط الحياة عليها، فهذه الدول وغيرها تضغط بنبرة فوقية دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا، وترهن الاعتراف بالوضع الجديد بمدى استجابة الإدارة الجديدة لشروط هيمنتها وضمان مصالحها.
ومن جهة ثانية، تضغط دولة الكيان المحتل عسكريا من خلال احتلال المزيد من الأراضي السورية واستمرار توسيع ضرباتها العسكرية على ما تبقى من قدرات الجيش السوري تحت ذرائع واهية؛ تدفع الحكام الجدد إلى التسليم بالأمر الواقع، وبدء عجلة التطبيع، وبالتالي إحراج هذه الإدارة أمام شعبها وأمام المكونات السياسية الأخرى، وأمام الشعب الفلسطيني وقواه التي تعول آمالا كثيرة طموحة في مؤازرة ومشاركة سوريا بنظامها الجديد لإنهاء الاحتلال "الإسرائيلي" لفلسطين ونيل الحرية، وهذا يعني خروج سوريا كدولة مواجهة كما خرجت من قبل مصر والأردن ولبنان من حلقات الصراع "العربي/ الإسرائيلي".
وعلى الضفة الأخرى، إن ما لا يراه الغرب والأنظمة العربية الساعية إلى تطويع الإدارة السورية الجديدة تماهيا مع سياساتها؛ نراه يسير بخطى بطيئة، لكنه يتم بالاتجاه الصحيح ويربط الأقوال بالأفعال. فها هي عوامل الأمن والاستقرار تأخذ حيزا هاما من جهد هذه الإدارة لبسط الأمن والسلامة على كافة الأراضي السورية، وملاحقة فلول النظام الساقط درءا للفتنة. وها هو مؤتمر الحوار الوطني على الأبواب بعد قرار تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد الجيد له، وها هي أيضا مراحل تسوية أوضاع من كانوا منضوين تحت عباءة النظام البائد تسير على ما يرام، وها هي القرارات الإدارية والتنظيمية تخط طريقها نحو اقتصاد السوق الحر وباتجاه تأمين الخدمات والحاجات اليومية للمواطن السوري الذي عانى مطولا من فقدها لأكثر من 13 عاما، وكذلك عمليات إصلاح البنى التحتية التي تجري على قدمٍ وساق، أيضا هناك إجراءات فتح المطارات أمام الرحلات الدولية والمعابر مع الدول الشقيقة المجاورة.
وفي منحى هام آخر، تجري عمليات دمج الفصائل المسلحة الثورية تحت مسمى وزارة الدفاع. أما على الصعيد الخارجي فهناك تحرك واسع تقوم به الإدارة الجديدة نحو الدول العربية الشقيقة والصديقة لطمأنة الجميع بأنها ستفي بالتزاماتها الداخلية والخارجية.
بناء على ما سبق، المطلوب إذا أن نعطي فرصة كافية من الوقت لنهوض هذه الدولة من جديد بعد هذا الدمار والانهيار التام لكل المناحي الاقتصادية والخدمية والتعليمية والاجتماعية حتى العسكرية والأمنية منها. والمطلوب من هذه الدول أن لا تغفل إنسانيتها عما يعانيه الشعب السوري من عوز وحاجة، وأن تبادر إلى رفع العقوبات والحصار. إن هذا الانهيار الكبير الذي تسبب به النظام السابق يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد والإمكانات، فإذا كانت الولايات المتحدة تحتاج إلى أكثر من سنة لانتخابات الرئاسة فيها وهي دولة عظمى ومستقرة على جميع الصعد، فكم تحتاج هذه الدولة السورية الجديدة الناهضة من بين الركام والدمار من وقت؟
نعم، إن الشعب السوري يحتاج إلى دولة مدنية ديمقراطية؛ يعيش فيها كل أفرادها ومكوناتها المجتمعية ونخبها السياسية بعيدا عن الطائفية والمذهبية، دولة يسودها حكم القانون وينعم شعبها بالعدل والمساواة في الحقوق والواجبات، دولة تضمن حرية التعبير والتفكير، دولة ذات مجتمع يحترم المرأة ويمكنها من لعب دورها في بنائه وقيادته، دولة تضمن العيش الكريم لأبنائها بما يحقق طموحاتهم وآمالهم.
إن كل ما سبق يتطلب جهودا جبارة ووقتا كافٍ وثقة بالإدارة الجديدة، ناهيك عن الإمكانات والخبرات غير المتاحة، ويتطلب بالمقام الأول وعيا مجتمعيا للأخطار والدسائس الخارجية التي تتربص بالثورة الفتية والبلد.
إن أية مخاوف شعبية داخلية هي مشروعة ومحقه؛ لأنها ناتجة عن حقبة مظلمة لنظامٍ مجرمٍ لم يترك للحياة من بصيص أمل.
[email protected]