توقعت مجلة أمريكية أن الهدف التالي بعد نظام بشار الأسد في سوريا جماعة الحوثي في اليمن، ضمن استهداف الفصائل التابعة لإيران.

 

وقالت مجلة "The Maritime Executive" في تحليل ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن فشل وكلاء إيران في محور المقاومة في بلاد الشام، في غزة ولبنان وسوريا، له بالطبع تداعيات محلية. ولكنه له أيضاً آثار هائلة على طول عمر الحكم الديني في إيران.

 

وأكد أن إيران تترنح على شفا ثورة بطيئة ولكن سلمية. وهذه وجهة نظر أقلية، ولكنها مع ذلك وجهة نظر مشتركة بين أولئك الذين لديهم اتصالات نشطة داخل إيران، وليس بين المجتمع الأكاديمي أو التحليلي الذي ينظر إلى الوضع من بعيد.

 

وحسب التحليل فقد تم تدمير مصداقية الحكم الديني في إيران إلى حد كبير، مع تفكيك عملاء الحرس الثوري الإيراني في غزة ولبنان وسوريا، ومع اعتبار النظام في إيران غير قادر على حماية القادة الرئيسيين والبنية الأساسية من الهجوم الإسرائيلي.

 

وفق التحليل فإن "من بين جميع البلدان داخل محور المقاومة الذي تضاءل كثيرًا، لم تعاني اليمن حتى الآن من التراجع. واصل الحوثيون هجماتهم على الشحن، وقطعوا حركة المرور عبر البحر الأحمر، مع انخفاض صادرات النفط العابرة بنسبة 50٪ هذا العام. لقد واصل الحوثيون ضرب أهداف في إسرائيل بالصواريخ والطائرات بدون طيار.

 

وقالت المجلة الأمريكية "لم تنجح الهجمات المضادة التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على البنية التحتية للصواريخ والطائرات بدون طيار في اليمن في كبح جماح الحوثيين. ولا يمكن لإسرائيل ــ والآن دول الخليج التي تعاني من ارتفاع الأسعار بسبب الحاجة إلى الشحن حول رأس الرجاء الصالح، فضلاً عن مصر التي تعاني من خسارة عائدات قناة السويس ــ أن تتسامح مع مثل هذا الوضع إلى أجل غير مسمى.

 

تضيف "إن لم يدرك الحوثيون الخطر الداهم الذي يعيشون فيه ويتراجعوا، فقد تتحقق عاقبتان. فقد تتوسع الهجمات الجوية على اليمن وتكثف؛ ويشعر قادة الحوثيين بالفعل بالقلق من استهدافهم بشكل فردي". أو قد تستأنف الفصائل داخل اليمن، مثل قوات المقاومة الوطنية المدعومة من الإمارات العربية المتحدة بقيادة طارق صالح، الحرب الأهلية، كما هي حريصة على القيام بذلك - حيث أصبح الحوثيون الآن أقل ثقة في الدعم الذي سيتمتعون به من إيران".

 

وذكرت أن ما سيحدث في اليمن في عام 2025 غير مؤكد - ولكن من الواضح أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر لمدة عام آخر. إما أن يتم تقسيم اليمن بين الفصائل الحالية، كل منها مدفوعًا براعيها الأجنبي، أو سيحدد اليمنيون مستقبلهم السياسي من خلال حل خلافاتهم فيما بينهم - الحل المفضل لدى عُمان".

 

وأشارت إلى أن هناك مصدر قلق كبير آخر يخيم على المنطقة بأكملها. هناك دعم شعبي ساحق لحماس، التي ينظر إليها المواطنون في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي والأردن على أنها "المقاومة" وتجسيد للقضية الفلسطينية. ولقلق البعض، ولكن ربما ليس بدرجة كافية بالنسبة لجميع حكام الخليج، فإن التعاطف مع حماس يجلب معه أساساً إيديولوجياً للإسلاموية، وتطبيعاً لنوع من الإسلام المعادي للاستقرار وطول عمر معظم حكام الخليج".

 

وأوضحت أن "هذا الانقسام بين الشارع العربي وحكام الخليج مخفي في معظمه، لأنه لا يمكن أن يكون إلا تحت ضوابط الدولة الفعالة والاستبدادية. لكن الخلاف حقيقي، وواضح وجهاً لوجه أو حيث لا يمكن كبح جماح وسائل التواصل الاجتماعي، وهو يهدد بربيع عربي ثانٍ - ليس الأسبوع المقبل، ولكن في وقت قريب إذا سادت الظروف الحالية".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا إيران سوريا الحوثي

إقرأ أيضاً:

خلافات أمريكية - سعودية محتدمة حول اليمن: سلام أم حرب؟

صورة تعبيرية (وكالات)

في تطور دبلوماسي مثير، كشفت مصادر دبلوماسية أمريكية، اليوم الخميس، عن وجود خلافات عميقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بشأن الملف اليمني، وذلك في أعقاب زيارة وفد سعودي رفيع إلى واشنطن الأسبوع الماضي.

الزيارة التي ضمت وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، أثارت العديد من التساؤلات حول التوجهات المستقبلية للرياض في تعاملها مع الأزمة اليمنية.

اقرأ أيضاً أمريكا تدفع السعودية للتصعيد العسكري في اليمن.. هذا ما قامت به اليوم 27 فبراير، 2025 السعودية تفتح باب الحوار مع الحوثيين: خطوة نحو ضم اليمن لمجلس لتعاون الخليجي؟ 27 فبراير، 2025

وفقًا للمصادر، فإن الوفد السعودي رفض المقترحات الأمريكية التي تتضمن تصعيدًا عسكريًا واقتصاديًا في اليمن، وهو ما شكل صدمة دبلوماسية في واشنطن، حيث كانت هناك آمال أمريكية في دعم الرياض لخطط تصعيدية جديدة تهدف إلى الضغط على الحوثيين وزيادة الضغوط على صنعاء.

إلا أن السعودية تمسكت بموقفها الرافض لتلك الإجراءات، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على الهدنة في اليمن والتمسك بمسار الحل السلمي.

وبالرغم من التوترات التي تسببت بها هذه الخلافات، أبدت السعودية تمسكًا قويًا باتفاق التعاون الدفاعي المشترك مع واشنطن، معتبرة أن هذا الاتفاق يمثل ضمانة لأمنها القومي في مواجهة التحديات الإقليمية.

ولكن، في الوقت نفسه، كانت السعودية حريصة على الحفاظ على استقرار الوضع في اليمن وعدم الانجرار إلى مزيد من التصعيد العسكري الذي قد يؤثر على الأمن الإقليمي.

الخلافات بين الرياض وواشنطن تأتي في وقت حساس، حيث تلعب كل من السعودية وأمريكا دورًا مهمًا في محاولات إنهاء النزاع المستمر في اليمن، والذي دخل عامه العاشر.

وفي الوقت الذي تبدي فيه الرياض مرونة في دعم الهدنة، تواجه ضغوطًا من عدة أطراف، بما في ذلك إيران وحلفاؤها الحوثيون، الذين يسعون لتحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية على الأرض.

زيارة الوفد السعودي إلى واشنطن، والتي كانت تهدف إلى تعزيز التعاون بين الجانبين، أسفرت عن توتر جديد مع صنعاء، حيث وجهت القيادات الحوثية رسائل تهديد مباشرة إلى الرياض، على رأسهم محمد الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى، مما يزيد من تعقيد الموقف السياسي في المنطقة.

كما أن السعودية، التي تخشى تصعيدًا جديدًا في اليمن قد يطال أراضيها، قد تجد نفسها في موقف صعب بين حليفها الأمريكي وأهدافها الخاصة في اليمن.

وفي سياق متصل، يذكر أن الرياض كانت قد رفضت في وقت سابق الانخراط في أي تحالفات مناهضة، بما في ذلك التحالف الأمريكي-البريطاني الذي يهدف إلى حماية الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يعكس تباينًا في المواقف السعودية تجاه القضايا الإقليمية والدولية.

هذه الخلافات السياسية والميدانية قد تؤدي إلى مرحلة جديدة من التوتر في العلاقات الأمريكية-السعودية، مما قد يؤثر بشكل كبير على تطورات الأحداث في اليمن والمنطقة بشكل عام.

مقالات مشابهة

  • الجارديان توثق شهادات لحرس الحدود السعودي بقتل مئات المهاجرين الإثيوبيين واغتصاب نساء (ترجمة خاصة)
  • لاستكشاف القمر.. شركة أمريكية خاصة تطلق مسبارا إلى الفضاء
  • كيف وصل هذا العدد الكبير من اليمنيين إلى كاليفورنيا وكيف أصبحت مدنها مراكز مزدهرة للثقافة اليمنية؟ (ترجمة خاصة)
  • خلافات أمريكية - سعودية محتدمة حول اليمن: سلام أم حرب؟
  • عقوبات أمريكية على شركات بالصين وهونج كونج لدور مزعوم يتعلق بمسيرات إيران
  • تورطت في دعم إيران..عقوبات أمريكية على شركات في الصين وهونغ كونغ
  • عن اليوم التالي للحرب على غزة
  • المؤلفة الإسرائيلية الكندية تتحدث عن روايتها بشأن "أغاني يهود اليمن" والتي تسعى لأن تكون شهيرة (ترجمة خاصة)
  • عقوبات أمريكية جديدة على إيران تستهدف 6 كيانات
  • نيمار.. الأمير الذي رفض أن يصبح ملكاً