قال الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر،  ورئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، إن اللغة العربية هي أعرق لغات العالم وأكثرها مرونة وقدرة على استيعاب مظاهر التعبير المختلفة، مشيرًا إلى أن تاريخها المسجل يمتد لأكثر من ثمانية عشر قرنًا، متجاوزة بذلك العديد من اللغات الأخرى.

وأوضح الدكتور حسن الشافعي خلال كلمته في احتفالية الأزهر بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، التي ينظمها قطاع المعاهد الأزهريّة، تحت عنوان: "اللغة العربية أصالة وريادة"، أن اللغة العربية أثبتت كفاءتها في استيعاب مظاهر الحضارة وألوان الفكر المختلفة، سواء الشرقية منها كالصينية والفارسية، أو الغربية مثل اليونانية والرومانية، خاصة في حركة الترجمة الكبرى التي شهدها العالم الإسلامي بعد ظهور الإسلام.

وتحدث الدكتور الشافعي، عن ريادة اللغة العربية في المجالات العلمية منذ القدم، مستشهدًا بما قدمته من إنجازات فريدة في علوم النحو والصرف والبلاغة، وذكر أسماء مثل الخليل وسيبويه وابن منظور، الذين أسسوا قواعد هذه اللغة العظيمة، كما أشار إلى دور اللغة العربية في تطوير المعاجم والموسوعات العلمية والفلسفية والتقنية والدينية، التي أثرت في العالم أجمع، مؤكدًا أن الجهد العربي الأخير في إصدار “المعجم التاريخي للغة العربية” يعكس استمرار الريادة اللغوية، حيث وثق تطور مفردات العربية ومعانيها في 127 مجلدًا ضخمًا.

وفي ختام كلمته، أشار رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، أن التحدي الحقيقي للغة العربية اليوم يكمن في ضعف تداولها على ألسنة الأجيال الجديدة، داعيًا إلى تطوير أساليب التعليم وتبسيط قواعد اللغة لإعادة حب الشباب لهذه اللغة العريقة، كما أعرب عن فخره بالشباب الأزهري الذي أظهر براعة في مسابقة “رواد العربية في الإعراب”، مشيدًا بدور الأزهر الشريف على مر العصور  في حراسة اللغة العربية وصيانتها، واصفًا الأزهر بأنه موئل هذه اللغة الشريفة خاصة في وقت الأزمات،  وأضاف أن الأمل ما يزال معقودًا على الأجيال الأزهرية الجديدة، وفي مقدمتها حفظة القرآن الكريم أن يكونوا سدنة اللغة وحماة البيان.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الأزهر الدكتور حسن هيئة كبار العلماء بالأزهر الدكتور حسن الشافعي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر احتفالية الأزهر الازهري الرومانية الحضارات اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

تزامنا مع يومها العالمي.. فيلم عن جهود الأزهر في الحفاظ على اللغة العربية

أصدر المركز الإعلامي للأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، فيلمًا توثيقيًا قصيرًا، يستعرض جانب من جهود الأزهر في الحفاظ على اللغة العربية، وذلك خلال احتفالية قطاع المعاهد الأزهرية باليوم العالمي للغة العربية، والتي أقيمت تحت عنوان «اللغة العربية أصالة وريادة»، بحضور فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، والشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، ولفيف من علماء وقيادات الأزهر وطلابه.

"الأزهر" كلمة لا يقابلها في خيال الأمة المصرية إلا كلمة «الهرم»، موضحًا أن في كلتا اللفظتين يكمن سر خفي من أسرار التاريخ.

استهل المركز الإعلامي للأزهر فيلمه، الذي نُشر عبر منصات التواصل الاجتماعي للأزهر، بمقولة شهيرة للمفكر والأديب المصري مصطفى صادق الرافعي في كتابه «وحي القلم»، قال فيها إن "الأزهر" كلمة لا يقابلها في خيال الأمة المصرية إلا كلمة «الهرم»، موضحًا أن في كلتا اللفظتين يكمن سر خفي من أسرار التاريخ.

واستعرض الفيلم مشاهد لأروقة وأركان الجامع الأزهر، مؤكدًا أنه وقف على رأس ألف وأربعة وثمانين عامًا من عمره، حصنًا للغة العربية، يوطدها بين العرب وينشرها بين العجم، وكان سياجًا تحتمي فيه لغة القرآن الكريم من موجات الاستعمار والتغريب، فكان كالشمس والقمر في سماء الدنيا، ينطق بالعربية وينشرها بين العالمين، ويزرع بها الجمال في العيون والنفوس.


كما ألقى الأزهر بظلاله في ربوع مصر فأقام سبع كليات للغة العربية: بالقاهرة والمنصورة والمنوفية والزقازيق وجرجا وأسيوط وإيتاي البارود، وأنشأ أقسامًا للغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية في عشرات المدن المصرية، كما أنشأ مركزًا لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها يستقبل فيه أكثر من 40 ألف طالب وافد، كما فتح الجامع الأزهر أروقته، يحاضر فيها كبار علمائه يشرحون جواهر اللغة العربية؛ التي تسحرك بجمالها.

وأضاف الفيلم، أن الأزهر أرسل خيرة علمائه ومدرسيه وواعظيه لتعليم اللغة العربية في عشرات الدول حول العالم، كما افتتح فروعًا من مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية في إندونيسيا و«جامبيا» وزامبيا ونيجيريا وتشاد، موضحًا أن هناك  مشاورات تجري على قدم وساق لإنشاء مراكز أخرى في أوزبكستان والسنغال واليابان وسيراليون وكوت ديفوار وبيرو وماليزيا وكمبوديا والبوسنة وتايلاند والنيجر ورواندا وغينيا وغيرها الكثير.


واختتم الفيلم بمقولة شهيرة لفضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قال فيها «تمسكوا بلغتكم العربية، وحافظوا عليها، وعلموها أبناءكم، وازرعوا فيهم أن اللغة هوية، وأن الحفاظ على الهوية لا يتعارض مع الحداثة وركب التقدم، فلقد اختصت العربية دون بقية اللغات بفضائل عدة؛ فكانت وعاء لخاتم الرسالات، وشاهد عيان على تقدم المسلمين والعرب وتفوقهم في مختلف العلوم على مر العصور».

لينك الفيلم اضغط هنـــــــــــــــــــــــا

مقالات مشابهة

  • تزامنا مع يومها العالمي.. فيلم عن جهود الأزهر في الحفاظ على اللغة العربية
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: اللغة العربية وعاء الحضارات ومن أكثر اللغات ثراءً وعمقًا
  • حاكم الشارقة يتسلم شهادة موسوعة غينيس للمعجم التاريخي للغة العربية كأكبر وأضخم مشروع لغوي تاريخي على مستوى العالم
  • صديق: اللغة العربية وعاء الحضارات ومن أكثر اللغات ثراءً وعمقًا
  • حسن الشافعي: اللغة العربية خالدة تتحدى الزمن وتعبر الحضارات
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العربية وعاء الحضارات ومن أكثر اللغات ثراءً وعمقًا
  • الدكتور حسن الشافعي: اللغة العربية لغة خالدة تتحدى الزمن وتعبر الحضارات
  • تحديات اللغة العربية.. من الثنائية اللغوية إلى التقنيات الحديثة
  • أمين عام كبار العلماء بالأزهر: لن يستقيم الأمن الفكري إلا إذا انضبطت الفتوى