الصورة الأمريكية المنسوخة.. بقلم: منهل إبراهيم
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
صفحات تتكرر، وكأنها نسخت نسخاً من دفاتر التاريخ البعيد والقريب، تتغير الصفحات في الزمان والمكان، قالب الحدث يتغير مع ثبات الفكرة ومن يحرك هذه الأحداث أو يتحرك بها، لكن النتيجة واحدة والصورة المنسوخة هي صورة الحرب بغض النظر عن الزمان والمكان، فقط الغايات والأهداف والطموح الخبيث تشكل الصورة المنسوخة والممسوخة في فكر الولايات المتحدة.
ما أشبه اليوم بالأمس، ثبات في الوجه الأمريكي، استدامة لما تفعله واشنطن اليوم، واتصال الحلقات عبر التاريخ بما فعلته في مسودة دفاترها القديمة أو في أرشيفها القديم أو الحديث في منطقتنا والعالم، ولن يكون الظن خيراً بمن سيأتي ليحكم واشنطن ويتلقى أوامر الدولة العميقة فيها.
الإدارات الأمريكية مولعة بحروب استنزاف الخصوم، حدث ذلك مع إدارات أمريكية قديمة وحديثة ولا يكاد يخلو التاريخ الأمريكي من هذه الحروب العقيمة والعميقة عمق وعقم الدولة الأمريكية، وبصرف النظر عن إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، فقد تم الإعداد في الكواليس العميقة لسيناريو حرب استنزاف طويلة الأمد في أوكرانيا تتشابك خيوطها الغربية لإنهاك موسكو وإسقاط جدرانها التي ترتفع في وجه القطبية الواحدة الأمريكية.
اليقين موجود، ولا شك فيه، ومبني على الحدث والواقع والدلائل التي تثبت عرقلة أمريكا لأي صعود لهياكل الحل وحسم الصراع بمعركة سلمية، بعيداً عن قعقعة السلاح، وهدير الحديد، وانسلال المسيرات الغربية بين المدنيين، وهذا اليقين يدعمه شهود من داخل البيت الأمريكي.
وإلا ما معنى الإبقاء الأميركي على الإنفاق الهائل على الصبي المدلل، ودعم بيت النظام الأوكراني وقيادته نحو المزيد من الخراب، لاستمرار استنزاف روسيا، وأوكرانيا في نفس الوقت، والحفاظ على زيلينسكي ودعم صفاته المطلوبة غربياً بالمال والسلاح ووسائل الإعلام والمسيرات وجيوش المرتزقة، أليس هذا كل اليقين في أن واشنطن خربت كل خطوات السلام في مناطق النزاع والحروب، وإنه لضرب من الخيال أن نسمع ذات يوم أن أمريكا رأبت أي صدع، فهي متعهدة الصدوع ومشعلة الحروب والفتن بشهادة التاريخ.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
أمريكا تعتقل رئيس سجن عدرا سيء السمعة في سوريا.. هذه الأحكام التي تنتظره
وجهت السلطات الأمريكية، الخميس، تهما، إلى مشرف سجن عدرا سيئ السمعة في سوريا من عام 2005 إلى عام 2008 في عهد رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، سمير عثمان الشيخ، تخصّ: التعذيب والتآمر لارتكاب التعذيب.
وكان المسؤولون الفيدراليون قد اعتقلوا الشيخ، البالغ من العمر 72 عامًا في تموز/ يوليو في مطار لوس أنجلوس الدولي، بتهمة الاحتيال في مجال الهجرة، وتحديدا أنه نفى في طلبات الحصول على التأشيرة والجنسية الأمريكية، واضطهد أي شخص في سوريا، وفقا لشكوى جنائية.
وسبق أن اشترى تذكرة طائرة ذهابا وإيابا لمغادرة مطار لوس أنجلوس الدولي في 10 تموز/ يوليو، في طريقه إلى بيروت، لبنان. ومن خلال منصبه كرئيس لسجن عدرا، يقال إن الشيخ أمر مرؤوسيه بإلحاق الألم الجسدي والعقلي الشديد بالسجناء وشارك بشكل مباشر في إلحاق الألم الجسدي والعقلي الشديد بالسجناء.
وبحسب مسؤولين فيدراليين، فإنه: أمر السجناء بالذهاب إلى -جناح العقاب-، حيث تعرضوا للضرب وهم معلقون في السقف، وأذرعهم ممدودة، وتعرضوا إلى جهاز يطوي أجسادهم إلى نصفين عند الخصر، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى كسور في العمود الفقري.
وفي السياق نفسه، قالت محامية عثمان الشيخ، نينا مارينو، خلال بيان عبر البريد الإلكتروني: "ينفي موكلنا بشدة هذه الاتهامات الكاذبة ذات الدوافع السياسية"، فيما وصفت القضية بأنها "استخدام مضلل للموارد الحكومية من قبل وزارة العدل الأمريكية من أجل محاكمة مواطن أجنبي بسبب جرائم مزعومة وقعت في دولة أجنبية ضد مواطنين غير أمريكيين".
من جهتهم، قال عدد من المسؤولين إنّ: الشيخ بدأ حياته المهنية بالعمل في مناصب قيادية بالشرطة قبل أن ينتقل إلى جهاز أمن الدولة السوري، الذي ركز على مكافحة المعارضة السياسية. وأصبح فيما بعد رئيسا لسجن عدرا وعميدا في عام 2005.
وفي عام 2011، تم تعيين الشيخ محافظا لدير الزور، وهي منطقة شمال شرق العاصمة السورية دمشق، حيث كانت هناك حملات قمع عنيفة ضد المتظاهرين. فيما تشير لائحة الاتهام إلى أنّه قد هاجر نحو الولايات المتحدة في عام 2020 وتقدم بطلب للحصول على الجنسية في عام 2023.
كذلك، اتهمت السلطات الاميركية مسؤولين سوريين اثنين بإدارة سجن ومركز تعذيب في قاعدة المزة الجوية في العاصمة دمشق، وذلك خلال لائحة اتهام تم الكشف عنها، الاثنين، وكان من بين الضحايا سوريون وأمريكيون ومواطنون مزدوجون؛ بينهم عاملة الإغاثة الأمريكية، ليلى شويكاني، البالغة من العمر 26 عامًا، بحسب المدعين العامين وفرقة العمل الطارئة السورية.
وقال المدعون الفيدراليون إنهم قد أصدروا أوامر اعتقال بحق المسؤولين اللذين ما زالا مطلقي السراح. فيما قال المدير التنفيذي لفرقة العمل الطارئة السورية، معاذ مصطفى، ومقرها الولايات المتحدة: "إنها خطوة كبيرة نحو العدالة..".
وتابع: "محاكمة سمير عثمان الشيخ سوف تؤكد من جديد أن الولايات المتحدة لن تسمح لمجرمي الحرب بالقدوم والعيش في الولايات المتحدة دون محاسبة، حتى لو لم يكن ضحاياهم مواطنين أمريكيين".
تجدر الإشارة إلى أنه في حالة إدانة الشيخ، فإنه سيواجه عقوبة قصوى بالسجن 20 عاما بتهمة التآمر لارتكاب التعذيب بالإضافة إلى عقوبة قصوى تصل إلى 10 سنوات في السجن لكل من تهمتي الاحتيال في الهجرة.