“المسؤولية بين وهم المديح وواقع التحديات”
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
بقلم : سمير السعد ..
في كثير من الأحيان، يكون المسؤول أسيرًا لصورة وردية مزيفة يصنعها المحيطون به، حيث يتعمد البعض تقديم الواقع بصورة خالية من المشكلات، متجنبين النقد البنّاء، ومبالغين في التطبيل والتودد. هذه الممارسات لا تؤدي إلا إلى وضع المسؤول في مأزق حقيقي، حيث يبتعد تدريجيًا عن الواقع ويتجاهل احتياجات المجتمع، مما يسرّع من إخفاقه.
الإعلام الحكومي، في جوهره، ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل هو فن يتطلب مهارة في بناء العلاقات، صدقًا في التعامل، وحرصًا على تقديم حلول واقعية لقضايا المجتمع. لكنه، للأسف، أصبح في كثير من الأحيان أداة للتضليل والتزييف، مستغلًا صفحات وهمية وشعارات زائفة تخدم مصالح ضيقة على حساب الصالح العام.
على المسؤولين، إذا أرادوا النجاح، اختيار الكفاءات المهنية والمخلصين للعمل، لأن الفشل غالبًا ما يبدأ من الواجهة التي يقدمها المسؤول نفسه. فكلما زادت الفجوة بين المسؤول والمجتمع، كلما تعمقت مشكلات الدائرة التي يديرها، سواء كانت كبيرة أم صغيرة.
عندما يعزل المقربون المسؤول عن الرأي العام ويغرقونه بمديح مبالغ فيه، يكون ذلك مؤشرًا خطيرًا على ابتعاده عن مهامه الجوهرية. المسؤولية ليست مجرد منصب، بل هي أمانة تتطلب شجاعة لمواجهة النقد، والانفتاح على الواقع كما هو، لا كما يصوره المحيطون.
النجاح الحقيقي للمسؤول يكمن في القدرة على الاستماع إلى النقد البنّاء، ومواجهة التحديات بشفافية، واختيار فريق عمل يتمتع بالكفاءة والإخلاص. أما تجاهل الحقيقة والانغماس في دوامة التزييف والتطبيل، فلن يؤدي إلا إلى سقوط مدوٍ خارج دائرة المسؤولية.
عندما يتوقف المسؤول عن الاستماع إلى صوت المجتمع الحقيقي وينغمس في دائرة المديح الزائف، يصبح عاجزًا عن رؤية التحديات الفعلية أو اتخاذ القرارات الصائبة. وهنا يبدأ الفشل في الظهور بوضوح، سواء كان ذلك في الأداء العام أو في مستوى الثقة الشعبية به وبمنظومته.
المجتمعات الحديثة بحاجة إلى مسؤولين يتسمون بالشجاعة والمسؤولية الحقيقية، مسؤولين لا يختبئون خلف جدران الوهم ولا ينغلقون على أنفسهم وسط دوائر المديح. هؤلاء هم القادرون على اتخاذ قرارات تصب في مصلحة الجميع، حتى وإن كانت هذه القرارات غير شعبية في البداية.
كما ان الإعلام الحكومي، إذا تم توظيفه بشكل صادق ومهني، بالإمكان أن يكون أداة فعّالة لتعزيز الثقة بين المسؤولين والمجتمع. فبدلاً من التركيز على تلميع الصورة، يجب أن يكون التركيز على طرح القضايا بموضوعية، وتقديم الحلول الواقعية، وتقبل الانتقادات البناءة التي تهدف إلى تحسين الأداء.
رسالة إلى المسؤولين ، تذكروا أن مناصبكم ليست امتيازًا شخصيًا، بل مسؤولية كبيرة تتطلب منكم النزاهة، الشفافية، والانفتاح على مختلف الآراء. المجتمع بحاجة إلى أفعالكم أكثر من شعاراتكم، وإلى حلولكم أكثر من وعودكم.
وفي النهاية، النجاح ليس في الحفاظ على الصورة الوردية، بل في تحقيق نتائج ملموسة يشعر بها الناس، والابتعاد عن دائرة الفشل التي تبدأ من المحيطين بالمكتب وتنتهي بفقدان الثقة الشعبية تمامًا. سمير السعد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
تصاعد الأوضاع في غزة | مواقف دولية وواقع مأساوي .. تفاصيل
تستمر معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 47.417 شهيدا و 111.571 مصابا.
تطور الأوضاع في غزة اليوموفي ظل هذه الأوضاع، تتزايد الزيارات الدولية لمحاولة التوسط في الأزمة، حيث يواصل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، جولاته للمنطقة في محاولة لإرساء وقف إطلاق النار.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إنه بالنسبة لوقف إطلاق النار، تسير الأمور بشكل منتظم ومرض، حيث سيتم تسليم المجندة "أربيل يهودا" التي طلبت إسرائيل الإفراج عنها.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد" : "كانت هناك بعض الصعوبات في التوصل إلى اتفاق بشأن عدد الأفراد الذين سيتم تسليمهم والمهام المتعلقة بذلك، حيث يركز الجانب الإسرائيلي بشكل أكبر على تسليم المجندات والعسكريين مقارنة بالمدنيين".
وأشار فهمي، إلى أنه من المقرر تسليمها فجر الخميس، مما يعني أن الأمور تسير في هذا الاتجاه بشكل جيد، ونجاح الأسابيع الأولى من الاتفاق يعتمد بشكل كبير على السلوك الإسرائيلي، حيث شهدت الساعات الأخيرة حالة من القلق في المجتمع الإسرائيلي بعد عودة الفلسطينيين إلى مناطق شمال قطاع غزة.
و في الوقت نفسه، تتواصل الجهود الفلسطينية والمصرية لدعم الحكومة الفلسطينية وتمكينها سياسيا واقتصاديا، وسط تحديات كبيرة تهدد استقرار المنطقة.
دعم الخطط الإصلاحية للحكومة الفلسطينيةوصرحت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الضحايا نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفع إلى 47.417 شهيدا و 111.571 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023، في وقت تشهد فيه المنطقة تدهورا حادا في الوضع الإنساني.
وفي سياق متصل، شدد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة المصري، على أهمية دعم الخطط الإصلاحية للحكومة الفلسطينية وضرورة تمكين السلطة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا، موكدا خلال لقاؤه مع وفد منظمة التحرير الفلسطينية، أن مصر ستظل داعمة بقوة لوحدة الضفة الغربية وقطاع غزة.
ومن جانب آخر تستمر الزيارات الأمريكية إلى قطاع غزة، حيث وصل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يوم الأربعاء إلى إسرائيل على متن طائرته الخاصة، قبل أن يتوجه إلى غزة في زيارة غير تقليدية.
ويتوقع أن يلتقي ويتكوف بعدد من المسؤولين الإسرائيليين، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، لبحث سبل تنفيذ وقف إطلاق النار الميداني.
وقد أشارت تقارير إعلامية إلى أن ويتكوف سيحمل رسالة من الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تدعو إلى تنفيذ كامل صفقة الأسرى، وتحفيز إسرائيل على حل خلافاتها الداخلية الأمنية والسياسية.
وفي السياق نفسه، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بعودة نحو نصف مليون نازح فلسطيني إلى مناطقهم في شمال قطاع غزة بعد 72 ساعة من التنقل بين المحافظات، عقب 470 يوما من التهجير القسري.
وأكد الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن عودة النازحين لم تكن سهلة بسبب مماطلة الاحتلال في تنفيذ بنود وقف إطلاق النار.
63 شهيدا و8 مصابين بمستشفيات غزةوفي ظل هذه الظروف، دعا قاسم المجتمع الدولي إلى سرعة تقديم المساعدات للنازحين، مشيرا إلى التحديات المقبلة في مفاوضات وقف إطلاق النار، ولفت إلى أن حركة حماس تمثل تطلعات الشعب الفلسطيني ولن تختفي مهما كانت الضغوط.
صحافة العالم.. نتنياهو يريد استكمال الإبادة وترامب يريد غزة خالية من الفلسطينيينوزير التعليم العالي ومحافظ القليوبية يزوران مصابي غزة بمستشفى الناس الخيري.. صوروفي نفس الوقت، أبدت إسرائيل قلقها من تأثير المبعوث الأمريكي على مسار الحرب، حيث يخشى المسؤولون الإسرائيليون من أن يشجع موقفه على تجنب العودة إلى القتال، في وقت تكثف فيه جهود الوساطة الدولية لإرساء السلام في المنطقة.
والجدير بالذكر، أن صرحت الصحة الفلسطينية أن مستشفيات قطاع غزة شهدت وصول 63 شهيدا و8 مصابين خلال 24 ساعة.
وصرحت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بأن تطبيق الحظر عليها خلال الأيام المقبلة سيشكل تحديا خطيرا أمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات المنقذة للحياة.
دخول 193 شاحنة مساعدات في غزة خلال معبري العوجة وكرم أبو سالم اليومستيف ويتكوف يصل إلى تل أبيب ويخطط لزيارة قطاع غزة