ملتقى «مهارات الغد» يعزز الموهبة والابتكار لدى الطلبة
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
دبي - «الخليج»
أشاد حميد محمد القطامي رئيس مجلس أمناء مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية بالمشاركة الفاعلة للطلبة في ملتقى «مهارات الغد» الذي نظمته المؤسسة في الفترة من 15 ديسمبر، ويختتم الخميس بمقر المؤسسة في دبي.
وتفقد القطامي الأنشطة التي يتلقى فيها الطلبة مختلف المعارف والمهارات، وأبدى إعجابه بمستوى المشاركة من مختلف إمارات الدولة والذي تجاوز 50 طالباً وطالبة مما يعكس وعي وحرص أولياء الأمور والإدارات المدرسية على إثراء العملية التعليمية وتعزيز الفكر الابتكاري لدى أبنائنا الطلبة.
وقال: إن الملتقى يرتقي ليكون منصة شاملة لتعزيز الابتكار والموهبة حيث يشرف على فعالياته نخبة من المدربين والخبراء المتخصصين في مجالات الابتكار والتعليم والإرشاد النفسي وبرامج تعليمية تُواكب أحدث التطورات التقنية والعلمية وتوفير تدريب عملي وتفاعلي يُعزِّز من تجربة المشاركين، ويدعم تنمية مهاراتهم الإبداعية والتطبيقية.
من جانبها، قالت الدكتورة مريم الغاوي، مديرة مركز حمدان بن راشد للموهبة والابتكار: إن ملتقى «مهارات الغد» يعكس رؤية المؤسسة ورسالتها في تمكين الطلبة الموهوبين وتعزيز قدراتهم الإبداعية بما يتماشى مع احتياجات العصر.
برامج متنوعة
ويقدِّم ملتقى «مهارات الغد» برامج تدريبية متميزة، صُمِّمت خصيصاً لتلبية احتياجات الطلبة الموهوبين بمختلف أعمارهم، حيث تُسهم هذه البرامج في تطوير مهاراتهم التقنية والإبداعية وتمكينهم من مواجهة التحديات المستقبلية.
ويشمل ذلك برنامج «فن الخشب الرقمي» الذي يُوفِّر للفئة العمرية+16 عاماً فرصة استكشاف أحدث تقنيات التصميم والتصنيع الرقمي، مما يُمكِّن المشاركين من تصميم وتصنيع أثاث مبتكر يُبرز مواهبهم الإبداعية، كما يُقدَّم برنامج «AI Life Hacks» للفئة العمرية 10-13 عاماً، حيث يُعَلِّم الطلبة كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية في حياتهم اليومية، مما يُمهِّد لهم الطريق لتبني التقنيات الحديثة مبكراً. بالإضافة إلى ذلك، يُشجِّع برنامج «الحفاظ على الطاقة وتوليدها» الطلبة على الابتكار في مجال الاستدامة، من خلال تصميم أنظمة لتوليد الطاقة باستخدام تقنيات متقدمة مثل Arduino وPictoBlox.
أما برنامج «تطوير لعبة تعتمد على الذكاء الاصطناعي»، فيُركِّز على تدريب الطلبة الذين تتراوح أعمارهم بين 13-17 عاماً على تصميم ألعاب ثلاثية الأبعاد باستخدام محرك Unreal، مما يُعزِّز التفكير النقدي والعمل الجماعي لديهم. ويُطوِّر برنامج «مهارات العرض والتواصل» قدرات الطلبة (14-17 عاماً) في الإلقاء والتواصل الفعّال، مما يُمكِّنهم من التأثير في الجمهور بثقة واحترافية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية الإمارات
إقرأ أيضاً:
مقدمة كتاب “كتابات وقصص قصيرة” للروائية ليلى أبو العلا
بدر الدين حامد الهاشمي
تقديم: هذه مقدمة بقلم الأستاذ السفير / جمال محمد إبراهيم لمجموعة من القصص القصيرة والكتابات الأخرى للروائية ليلى أبو العلا، قمت بترجمتها وجمعها في كتاب سيصدر بإذن الله عن دار نشر المصورات بالقاهرة.
--------------------
مُـقـــدِمَــــة
لِلكـتابـةِ الإبْـداعـيـة مَداخِــل. .
أنْ تنالَ عـضوية في الجمعية الملكية للأدب في المملكة المتحدة، لهو شرف لا يتاح إلا لمن نالت أعماله الإبداعية في لغتها الإنجليزية الرصينة، قبولاً مستحقاً من قبل مجلس تلك الجمعية، ووفـق معايير للترشّح والاعتماد تلامس المحتوى كما المضمون. في عالم تلاقت أطرافه بفضل ثورة الاتصالات والتواصل الالكتروني باتت التحديات التي تواجه المجتمع الانساني متماثلة في طبيعتها واهتماماتها، وصار للإبداع والمبدعين دور بما يحمل من رسـائل تلامس القضايا الانسـانية والحضارية. نالتْ الـروائيـة ليـلى أبوالعـلا هـذا التشريف بزمالتها لهذه الجمعية وهي محفل يضمّ المبدعين من مختلف القارات ممن يبدعون باللغة الإنجليزية أول شـخصية سـودانية تكتب الروايـة بلغة انجليزية رصينة ومميـزة، أجلستها في ذلـك العرين اللغوي للأدب الإنجليزي.
لقد تركت أعمالها الروائيـة العظيمة صدىً واســعا وحظيت رواياتها وأعمالها النثرية شــهرة مرموقة عكسـتها الجوائز التي نالتها على المستوى العالمي بعد ترجمة أعمالها من الإنجليزية إلى العـديد من اللغات الحية، وأول لغة كانت بالطبع إلى اللغة العربية.
أما الذي جلس إلى مكتبته وقواميسه ليترجم أكثر أعمالها وحرّر هذا الكتاب الذي بين يديك، فهـو الأستاذ الدكتور بدر الدين الهاشمي، ذلك الذي تخصّصَ في علمي الأدوية والسموم كما برع في الأدب والترجمة. عـرف تاريخ العربيّ الشيخ الرئيس ابن سينا، عالماً لم تمنعه الكتابة في الطب عن الكتابة في الموسيقى، مثلما عـرف أدبنا العربي الكثير من الأُطباء والعلماء الذين كتبوا في الشعر والنثر فأبدعوا. ولقـد نظر الهاشــمي- وهو الذي ترجم لليلى عدداً من أعمالها الروائيـة - في كتابات أخرى، بعضها قصصٌ قصيرة وبعضها مقالات نثرية، ألقتْ ليلى فيها إضـاءات على أسـلوب ســـردياتها في كتابة الرواية المُستوحاة من التاريخ، أو ما يعــرف عـند النقــاد بـ "التخيّل التاريخي".
ذلك إبداع يدخل في التاريخ ثم يخرج منه إلى مساحات مفتوحة يلعب فيها الكاتب بخيالٍ خصبٍ بشخوص القصّة، يدخل في أنفاسهم ويسبر أغوارهم ويؤانس أرواحهم، استكمالاً وتلويناً للسرد. غير أنّ ذلك الدخول وذلك الخروج، هــو ما يعطي العمل الرّوائــي تميّـزهُ وإبهاره. لكن تحدثك الروائية ليلى أبو العلا عن التنقيب عن حقائق التاريخ، والذي لا يقلَّ رهقا عن البحث والتقصّي لإعداد رسالة جامعية. بالطبع فإن ذلك البحث والتقصّي المضني، هو ما يشكل الأرضية التي يبدأ بعدها الروائي تجهيز "مكوّنات الطبخـة"، ثم يدفـع بها إلى الطنجرة، حيث تظلّ لبرهة قد تطــول وقد تقصر، والأنسب أن تبقَى على نارٍ هادئة لأطول مدة. الروائي الماهر هو من يضبط خلط المكوّنات بذكاء يحفظ التوازن فـلا يكثر من الماء والزيت وهو التاريخ، ولا يقلل من البَهار وهو الخيال، فتفسـد الطبخة في الحالين. ثمّـة من كـتبَ روايـة في التخيل التاريخي ـ فانتهى عمله- أو قلْ طبخته- الروائيـة، إلى كتابٍ في التاريخ، تجاوزت صفحاته الأربعـمائة مـن الحجم الكبيـر. .! ما أتعس قراؤه فقد أتعبهم بتلـبُّـك ثقافي البـرءُ مِنه مُكلـف إن لم يكن مستحيلا. لـم تكـن تلـك سُـــبُـل تتبعها ليلى في استنطاق تاريخ تُمازج وقائعه بما يُحيـك خيالها الخصب في ملاعـب رواياتها البديعـة.
في خاطراتها حول ما أبدعــتْ ليلى من روايات أذهلـتْ نقـاداً يدبّجـــون مقـالاتهم ومقـالاتهـن، في صفـحـات أدبيـة في صحـفٍ مثـل الـ"جـارديان" في بريطـانيـا، أو الـ "نيويورك تايمز" الأمريكية ، تقـدّم الروائية تجربتها قي سطور مُختزلة، لا تشبع ولا تغني، وإني لأحثها لأن توسـع في الذي اختزلته،ْ فالكـثيـر الكثير في تجــربتها الإبداعـية ما قد يحتاج لإفصـاح أكـثر تفصيـلا من جـانبها . في هــذا العالــم الـذي صــار "معولماً" بأكثر ممّا كنا نظن، نوَّعّـْت لـيلى تجــربتها الحياتـيــة بتطـوافٍ جغــرافي لامست خلاله مجتمعات وثقافات وألسُـن، فكانت بقلمها سـفيرة لوطنها الســـودان، لثـقـافـاتـه وأدابه وفـنونـه. ونحـن نعرف عـن أســوار الغـرب الأوروبي والأمـريكي العصيّة على العبور. عـبرتْ ليـلى بقـــدرات وبذكاء وبحصافة، إلـى أبعـد من الإقليم الذي انتمت إليـه، فأوحـى لها ما أوحى مـن إبداع، فـثبتـت صــورتها راســخة قوية، حتى جاءها التشريف يسعى بما كسـبت وكتـبت يداهــا بزمـالة الجمعية الملكية للأدب الانجليــزي. وإنْ بلغ البروفسور الرّاحـل عبد الـله الطيّـــب عضــوية مُسـتحـقـة بمجمع اللغـة العـربيـة في القـاهـــرة، فـقـد ارتـقـتْ ليـلـى أبو العــلا درجــات إلـى العُــلا، بـنـيـلـها زمــالة تلـك الجمعـية الملكـيــة في لــنـدن، عَـريــن الأدب المكــتـوب بالإنجليـزية.
شــاركتُ مرّة في مسابقة في كتابة القصة القصيرة نظمها مركز عبد الكريم ميرغـني الثقافي للشباب فراعني استخفافُ بعض المتنافسين في تقـديم ما حسـبوه مـوادَ في الإبـداع تستحق أن تنافس للجائزة. حمدتُ لهؤلاء الشباب إقدامهم للمشاركة والتنافـس، لكنّي نصحتُ بأمرين: أولهما المزيـد من الإطلاع على المنشور والمتاح في أدب القـصص القصيـرة، وثانيهما السعي لاكتساب قدرات في الكتابة الإبداعية، مضامينها وأساليبها، خاصة تجويد اللغة وجمالياتها.
أحسب أن ما جاء في هذا الكتاب من نصائح تقدمها كاتبة مرموقة وما حـوَى كتابها مـن نماذج لبعض قصصها القصيرة، يفيد كثيراً جيلاً ناهضاً من شـبابٍ يتطلع ليكتب في الآدب. ولعلّي تعمدت ألا أثير موضوع غياب الموهبة عند بعضهم. غير أنْ أهمَّ ما حملـتْ مقـالات ليلى وأقاصيصها، هو أن تتقـدم الموهبة كلّ أمرٍ في شأن الكتابة الإبداعـية. تلك من الدروس القيمة التي يعـزّزها لـنا كلُّ من الأديبـة الروائية ليلى أبو العـلا والمترجم بدر الدين الهاشــمي. الروائيـة جاءت بها الموهبة من علم الاحصاء إلى الأدب، والمترجم جاءت به الموهبة من علمي الأدوية والسموم إلى الترجمة الأدبية.
جمال محمد ابراهيم
alibadreldin@hotmail.com