بكري: مصر نجت من التقسيم برعاية الله وحماية جيشنا العظيم وقيادتنا الرشيدة.. ولكن لا تستهينوا بالتحديات
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
أكد الإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أن مصر كانت الجائزة الكبرى من الفوضى الحادثة بالعراق، وهي الهدف الأساسي في المنطقة، ولكن صلابة جيش مصر جعلهم مذهولين، فالتساؤل الوحيد هو أن جيش العراق وسوريا والسودان واليمن قد انتهى فلماذا يقفون عند الجيش المصري؟ فمصر هي الدولة الوحيدة التي عادت مرة أخرى بفضل جيشها وشعبها وقيادتها الرشيدة، حيث منحها الله حاكم رزين وحكيم ولديه وعي في إدارة الأزمات وخاصة في فترة المحنة، ولا بد أن يتحدث كل فرد منا لمن حوله ليثبتهم أننا على الطريق الصحيح.
وتابع بكري، خلال الندوة التي عقدتها كلية الدراسات العليا للبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة، اليوم الأربعاء، بعنوان «التحديات الراهنة في المنطقة وتأثيرها على الأمن القومي المصري»، أنه لابد أن يكون كلا منا طرفا فاعلا في العملية السياسية، فلا تستهينوا بالتحديات التي نواجهها، وسنكون في رعاية الله ثم حماية جيشنا العظيم وقيادتنا الرشيدة، مؤكدا أن ما يواجه المنطقة من تحديات هو أخطر فترة نقف أمامها لنطرح تساؤلات عديدة حول الحاضر والمستقبل، ولا نظن أن الوطن مستبعد من هذا الذي تشهده المنطقة بسقوط سوريا.
وأضاف بكري: ما أتصوره في هذه المرحلة المهمة إن التحديات يمكن اختصارها في 4 تحديات تكمن في التهجير القصري، ذلك أن هناك تصميما من قبل المحتل الإسرائيلي لتهجير 2 أو 3 مليون فلسطيني»، مؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض فكرة التهجير لأنها تعني تصفية القضية الفلسطينية.
وقدم بكري الشكر لإدارة الكلية على إدارة اللقاء، الذي عقد برعاية الأستاذ الدكتور أحمد عصام عميد الكلية، والأستاذ الدكتور أحمد أمين الشيخ، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بقاعة الأستاذ الدكتور حسن حسين.
الإعلامي مصطفى بكريوتابع: أن تهجير الفلسطينيين باتجاه سيناء والضفة الأخرى من جانب الأردن سيؤكد أن القضية الفلسطينية تم تصفيتها بالكامل، ففي كتاب بنيامين نتنياهو «مكان تحت الشمس» ذكر أن «سيناء ستبقى عاصمة الدين اليهودي لأنها هي التي تكلم بها نبي الله موسى ربه، لذا لن نقبل بالتنازل عنها لأنها عاصمة الدين اليهودي»، أما القدس فهي عاصمة الدولة اليهودية لأنهم يريدون الدولة الدينية اليهودية التي تكون على جانبي النهر كي تكون دولة يهودية خالصة تمتد من النيل للفرات.
وواصل: خرج بنيامين بعد طوفان الأقصى قائلا «نحن أمام شرق أوسط جديد»، فالمخطط الذي يعملون على تحقيقه الآن في سوريا هو تقسيمها لجزء في الشمال الشرقي، والساحل المتوسط، وحلب، ودمشق، على أن يتم تقسيمها بذلك دينيًا، فبدأنا نرى الأكراد في منطقة الساحل تود أن تستقل وكذلك العلويين والسنة، لذا فالشعب السوري يمر بأزمة حقيقية وأوضاع اقتصادية غير مستقرة، وذلك عملا بالمخطط الذي طرحه برنارد لويس سابقًا وهو «تقسيم المقسم وتفتيت المفتت»، والهدف هو الوطن العربي واقترح وقتها، فخريطة تقسم الوطن العربي كان أساسها «الفوضى الخلاقة»، وهذا ما وجدناه في كل المناطق العربية في ثورات الربيع العربي، فما يحدث في الوطن العربي اليوم هو الفترة الثانية للربيع العربي».
وأوضح: أن مصر استطاعت تخطي فترة الربيع العربي بفضل حمى الجيش الوطني، فبعد 25 يناير ووقت اجتماعنا مع المشير طنطاوي وبالرغم من التعدي على قوات الأمن المصري كان دائما ما يقول لي لابد أن نصبر لأننا 100 مليون لا يجب أن ندخل في حرب، فمصر هي «قلب الخرشوفة» إذا سقطت سقطت المنطقة»، وأضاف: لذا فإسقاط سوريا هو أمن قومي لمصر، فما حدث في سوريا هو أمن قومي لمصر، وما يحدث في السودان هدفه إسقاط مصر، كذلك ما يحدث في مضيق باب المندب أيضا يستهدف مصر، فنحن بلد مستهدف، لذا لابد أن يوقن الشباب أن دوره الحقيقي يكمن في الدفاع عن وطنه ليس فقط بالسلاح بل بالكلمة.
الإعلامي مصطفى بكريوأردف: سوريا منذ 2011 واجهت مظاهرات ما سمي بالربيع العربي إلى أن خرجت لنا المليشيات المسلحة فتعامل معها النظام بالقوة، وتنتمي هذه المليشيات لما يسمى بتيار الإسلامي السياسي، فأبو أحمد الجولاني كانت بدايته مع تنظيم القاعدة ثم انضم لجماعة أبو مسعد الزرقاوي ثم سجن فترة من الوقت ثم انتقل إلى داعش تحت إشراف أبو بكر البغدادي ثم إلى تنظيم القاعدة ثم أعلن البيعة للإرهابي أيمن الظواهري.
وفي سياق متصل، أكد بكري: أن ما حدث في سوريا أن جسدت الميليشيات تحت مسمى هيئة تحرير الشام، فهجم أكثر من 60 ألف شخص خرجوا من إدلب إلى حلب، فانسحب الجيش السوري وقبل أنهم يتجمعون عند حمص لأنها خط الدفاع الأساسي وفجأة وجدنا الجيش السوري انسحب إلى دمشق، وعندها جرت مفاوضات مع الرئيس السوري بشار الأسد أن ينسحب ووقتها تخلى عنه الروس والإيرانيون، ذهب بمساعدة الروس إلى اللاذقية وبعد محاولة استهدافه ذهب إلى روسيا ولم يكلف أحدا من بعده ليحكم، فسلمت البلاد بخيانة إلى أبو محمد الجولاني وعصابته المسلحة وأصبحنا نتساءل ماذا حدث؟ فأبو محمد الجولاني مطلوب من أمريكا لتورطه في قضايا إرهابية، لنستوعب حجم المؤامرة الكبيرة ضد الوطن العربي.
الإعلامي مصطفى بكريوأكمل قائلا: وأدى مخطط التقسيم السوري إلى فتح الطريق أمام إسرائيل لتدمير الجيش السوري من طيارات ومطارات وبينة الجيش الأساسية، وحل الجيش السوري وإلغاء التجنيد الإجباري في الجيش لتحل محله المليشيات السورية، وهذا ما كانت جماعة الإخوان أن تحدثه في مصر إلا أن المؤسسة العسكرية واعية وعلى دراية حقيقية، فجيشنا العظيم لم يسمح بهذا الأمر بأي شكل من الأشكال، بالإضافة إلى نشر الشائعات بالصور والفيديوهات المصنعة بواسطة الذكاء الاصطناعي لسجناء مزيفين محررين من سجن صيدنايا لإثارة الهول والفزع في القلوب، وهذا تمامًا ما حدث وقت أحداث ثورة 25 يناير وأيضا وقت صدام حسين عندما أثاروا الشائعات بشأن المقابر الجماعية التي ارتكبها والتي ما كانت إلا زيف من أجل إسقاطه.
واستطرد: استطاعت إسرائيل أن تحتل 235 كيلومترا من الأراضي السورية، فعندما كانت تحتل كيلو مترا واحدا من الأراضي المصرية في طابا دافعنا عنه بشرف ولم نتركه وتقدمنا لمحكمة العدل الدولة لنثبت ملكية الأرض لنا.
واستكمل: «إحنا عايشين في مشاكل وعندنا أوضاع اقتصادية صعبة وشروط صندوق النقد الدولي إلا إننا بلد آمن ومستقر فيه أزمات اقتصادية ومعدلات نمو إلا أننا أيضا شهدنا طفرة في الكثير من الجواب حيث أضفنا 4.5 مليون فدان من الأراضي الزراعية في العشر سنين الماضية وأصبحنا أقوى جيش في المنطقة»، متابعا: «يمكن الناس مش لامسة دا لأن كل أهدافهم سد مصاريفهم الشخصية ودا حقهم لكن لولا الإصلاح الاقتصادي دا مكنش هيبقى فيه دولة».
وفي نهاية الندوة تم فتح باب الأسئلة والنقاش جاوب من خلالها عضو مجلس النواب على تساؤلات الحاضرين، ثم تم تكريمه بشهادة ودرع كهدية رمزية من الكلية.
اقرأ أيضاًمصطفى بكري: إلغاء التجنيد الإجباري في سوريا يكشف زيف شعارات الميليشيات الإرهابية
مصطفى بكري: «نبيل الحلفاوي» كان إنسانا بمعنى الكلمة وقيمة إبداعية ووطنية عظيمة
«القادم أخطر وأفظع».. مصطفى بكري: «انتظروا زيارة أيمن الظواهري لـ دمشق قريبا»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أبو محمد الجولاني إسرائيل الأمن القومي المصري الإعلامي مصطفى بكري السودان العراق سقوط سوريا سوريا فلسطين مصر مصطفى بكري الإعلامی مصطفى بکری الوطن العربی الجیش السوری فی سوریا حدث فی
إقرأ أيضاً:
سوريا من الحضن العربي إلى الأحضان التركية والصهيونية
القاضي/ علي يحيى عبدالمغني
أنفقت السعوديّة ودول الخليج خلال عقد من الزمن عشرات ومئات المليارات من الدولارات لتدمير سورية، ونقل إليها الأتراك والأمريكيون الجماعات والعناصر التكفيرية من كافة دول العالم لإسقاط النظام السوري، إلا أنه صمد في وجه هذه المؤامرة الدولية، وتمكّنت سوريا بمساعدة الحلفاء من جُلِّ المحافظات السورية التي وصلت إليها هذه الجماعاتُ التكفيرية.
دفعت إيران وحزب الله أثمانًا باهظة في هذه الحرب الكونية، التي استمرت عشر سنوات تقريبًا، إلا أن النظامَ السوريَّ للأسف لم يستغل هذا النصر الذي تحقّق، ويثبت وجوده ووجود حلفائه على الأرض، ويعيد إعمار ما دمّـرته الحرب، وظن أنه في مأمنٍ من عودتها مجدّدًا.
بتخطيطٍ أمريكي وصهيوني مع النظام التركي، غيَّرت السعوديّة ودول الخليج طريقة تعاملها مع النظام السوري، وبدأ “ابن زايد وابن سلمان” يغازلان “بشار الأسد” باستضافته في الرياض وأبو ظبي، وفتح سفارتيهما في دمشق، وإعادة سورية إلى الجامعة العربية، وإقناعه بضرورة تخليه عن حلفائه، لإعادته إلى الحضن العربي، مقابل إعادة إعمار سوريا وفك الحصار المفروض عليها، وكذلك فعل النظام التركي عن طريق روسيا، وانخدع بهذه الوعود الكاذبة.
وقع الأسد في المصيدة، فبدأ يضايق حلفاءه الذين حافظوا على بقائه، ويقلص وجودهم في سوريا، فأخرج سفير صنعاء من السفارة اليمنية وسلّمها للأطراف الموالية للإمارات والسعوديّة، وزوّدهما بمعلوماتٍ دقيقة ومفصلة عن تواجد إيران وحزب الله وبعض القيادات الفلسطينية في سوريا ولبنان.
وحتى تعود سوريا إلى الحضن العربي وَكما كانت دولةً مدنية علمانية بعيدة عن الصراعات الإقليمية والدولية خالية من وجود محور المقاومة؛ قدمت السعوديّة والإمارات والأتراك المعلوماتِ التي وصلتها من المخابرات السورية عن تواجد إيران وحزب الله وبعضِ القيادات الفلسطينية في كافة المحافظات السورية للإدارة الأمريكية وحكومة الكيان اللتين تكفلتا بإخراج سوريا من محور المقاومة وإعادتها إلى الحضن العربي.
خلال العدوان “الصهيوأمريكي” على قطاع غزة ولبنان تلقت إيرانُ وحزبُ الله ضرباتٍ موجعةً في سوريا، كشفت ظهر الأسد وأظهرت عورته وقلّمت مخالبَه، وما أن توقف العدوان الصهيوني على لبنان حتى بدأ الإرهاب التركي الخليجي يجتاح المدن والبلدات السورية التي تساقطت كالفراش، واحدةً تلو الأُخرى حتى وصلت الجماعات المسلحة إلى العاصمة دمشق خلال أَيَّـام معدودة دون أن يطلق الجيش السوري طلقة واحدة لإيقاف هذا الاجتياح المدروس والمعد مسبقًا.
وجد الأسد نفسه وحيدًا في ميدان المعركة، وفريسة سهلة للحيوانات التركية والأمريكية، ولم يكن أمامه سوى اللجوء إلى الدب الروسي الذي أخذ نصيبَه من الكعكة، وأثبت حُسن نواياه للأمريكي في سوريا ليعوِّضَه عنها في أوكرانيا، وبذلك خسر الدبُّ والأسدُ وجودَهما في دمشق واللاذقية وغيرهما.
سقطت سوريا من الأحضان العربية إلى الأحضان الصهيونية والتركية، التي باتت اللاعب الوحيد فيها، والمستفيد الأول من تدميرها، وبات الأسد جثةً هامدةً في المتحف الروسي، والقطط والفئران تنبش ضريحَ والده، والعصابات الصهيونية على بُعد عشرين كم من دمشق العاصمة، وفي الختام الأسد استسلم للقطط، والعرب سلّموا سوريا لأيادٍ أمينةٍ تركية وصهيونية.
* أمين عام مجلس الشورى