استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، رئيس جمهورية إندونيسيا برابوو سوبيانتو، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى مصر، حيث عقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية اعقبها جلسة موسعة حضرها من الجانب المصري الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.

وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس رحب بضيف مصر الكبير، مؤكداً على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الصديقين، مشيداً بتطلعات مصر نحو تعزيز الشراكة الثنائية مع إندونيسيا في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف التعاون والتنسيق السياسي إزاء القضايا والأزمات الإقليمية والدولية.

,أعلن السفير محمد الشناوي المتحدث السمى باسم رئاسة الجمهورية، أنه صدر بيان مشترك صادر عن رئيسي جمهورية مصر العربية وجمهورية إندونيسيا خلال الزيارة الرسمية لرئيس جمهورية إندونيسيا إلى القاهرة  اليوم ١٨ ديسمبر ٢٠٢٤.

جاء نصه كالتالي:

استقبل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، فخامة السيد برابوو سوبيانتو"، رئيس جمهورية إندونيسيا خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها فخامته إلى القاهرة اليوم ١٨ ديسمبر ٢٠٢٤، وقد عقد الرئيسان محادثات رسمية مثمرة، هدفت إلى تعزيز علاقات التعاون والصداقة التاريخية بين البلدين.

خلال اللقاء، أعاد الرئيسان التأكيد على التزامهما بتعميق التعاون الثنائي في مجالات عديدة بما فيها التجارة وأمن الغذاء والطاقة والدفاع والتعليم والثقافة والسلم الإقليمي.

وثمن الرئيسان إمكانات اقتصاد البلدين، وأكدا ثقتهما في استمرار نمو حجم التجارة والاستثمار بين البلدين، واتفقا على المضي قدما في تعزيز أنشطة التجارة والاستثمار في مجالات زيت النخيل والأسمدة والطاقة المتجددة والسلع الزراعية والاقتصاد الرقمي والبنية الأساسية والنقل، باعتبار مصر بوابة للمنتجات الإندونيسية إلى كل من الأسواق الأورومتوسطية والإفريقية، واعتبار إندونيسيا مركزاً لنفاذ المنتجات المصرية إلى أسواق منطقة الآسيان.

وثمن الجانبان الانعقاد الناجح للجنة المصرية الإندونيسية للتجارة في يوليو ٢٠٢٤ كخطوة رئيسية نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وأكد الرئيسان أهمية التعاون القائم في مجال الدفاع والأمن بين البلدين، واتفق الجانبان على الحاجة لاتخاذ الإجراءات الضرورية لتعزيز وتوسيع هذه المجالات.

وأبرز الرئيسان أهمية الاستمرار في التعاون في مجال التعليم بين البلدين، وأعرب الرئيس "برابوو" عن الامتنان للدعم المستمر الذي تقدمه مصر في استضافة نحو 15 ألف طالب إندونيسي وبخاصة أولئك الدارسين في جامعة الأزهر.

وأكد الرئيسان فوائد التبادل الثقافي بين بلديهما في تعزيز الصداقة وتقوية علاقات الشعبين واقترح الرئيس "برابوو" اعتماد رياضة البينشاك سيلات، وهي رياضة إندونيسية تقليدية كرياضة رسمية في مصر وتأسيس اتحاد مصري لهذه الرياضة.

وأعربت إندونيسيا عن اهتمامها بتعزيز التعاون مع مصر وجامعة الأزهر لتطوير التعليم الديني وتعزيز الوئام الإقليمي، بين الشعبين.

ورحب الرئيسان باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين في نوفمبر ۲۰۲۳ وبحثا كيفية اتخاذ المزيد من الإجراءات لتوطيد التواصل بين البلدين.

وأعرب البلدان عن تطلعهما لعقد اجتماع اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين في القاهرة في عام ۲۰۲٥ والانتهاء من التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقات الجاري التفاوض بشأنها سعياً لوضع إطار فعال لدفع سبل التعاون بين البلدين.

وثمن الرئيس الإندونيسي دور مصر المحوري في الشرق الأوسط كقائد للسلام والاستقرار في المنطقة، وأعربت إندونيسيا عن تقديرها العميق للجهود المصرية الحثيثة للتوصل للسلام في نزاعات مثل العدوان الإسرائيلي على غزة، وأكد الرئيس "برابوو" دعم بلاده الكامل للدور القيادي لمصر وأعرب عن رغبة إندونيسيا في تعزيز العلاقات والتعاون الثنائي في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية خاصة في دعم استقلال فلسطين، والحفاظ على الاستقرار في المنطقة بما فيها لبنان وسوريا.

وفيما يتصل بالوضع في فلسطين، استعرض الرئيسان سبل دعم الجهود للتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان النفاذ الآمن والمستمر دون عوائق للمساعدات الإنسانية، فضلا عن تقدير إندونيسيا  لدور مصر الرائد في هذا الشأن للفلسطينيين في غزة.

ويؤكد البلدان على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في الرابع من يونيو ١٩٦٧، ووقف كافة الإجراءات أحادية الجانب، والالتزام بقواعد القانون الدولي، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وخاصة القرارات ٢٤٢ و ٢٥٣ و ٢٦٧ و ٤٤٦ و ٢٣٣٤، لاسيما وأن الممارسات الإسرائيلية أحادية الجانب، خلقت واقعا جديدا على الأرض، فضلاً عن كونها انتهاكا الالتزامات إسرائيل الدولية - تقوض حل الدولتين، والذي لا يزال تعتبره الدول المحبة للسلام الحل الوحيد لإنهاء الصراع، واتفق الزعيمان على حتمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ومتصلة الأراضي وقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأدان الرئيسان تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ورفضهما الممارسات الإسرائيلية التي ترمي لتحقيق هذا الهدف سواء التهجير من غزة أو الضفة الغربية أو القدس الشرقية، كما أدانا الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية والعنف الذي يمارسه المستوطنون وهدم بيوت الفلسطينيين والإرث التاريخي للأماكن المقدسة في مدينة القدس، والاقتحامات العسكرية في المدن الفلسطينية والممارسات التي تهدد الوضع القانوني.

ورحب الرئيسان باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي دخل حيز التنفيذ في ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ ودعيا إسرائيل إلى الالتزام باتفاق مجلس الأمن رقم 1.

وفي هذا الصدد أكدا أهمية التنفيذ الكامل للقرار ۱۷۰۱ (۲۰۰۱) وتمكين نشر الجيش اللبناني وفرض سيطرته على كافة أنحاء البلاد بما فيها جنوب لبنان، كما أكدا أهمية دعم المؤسسات اللبنانية.

وفيما يخص الوضع في سوريا، فقد أكد الرئيسان على أن الحل الوحيد المستدام للوضع يأتي من خلال إطلاق عملية سياسية سلمية شاملة وديمقراطية وفقا لقرارمجلس الأمن رقم ٢٢٥٤- في سوريا،  وتعطى الأولوية لتحقيق تطلعات ومصالح الشعب السوري وتضمن سيادة ووحدة أراضي سوريا، كما أدان الرئيسان آية محاولات للمساس بسيادة سوريا وسلامة أراضيها، خاصة العدوان الإسرائيلي على هضبة الجولان والذي يمثل انتهاكا لاتفاق فك الاشتباك عام ١٩٧٤، ولقرارات الأمم المتحدة المتعددة، ودعا الرئيسان إسرائيل لإنهاء احتلالها هضبة الجولان.

وأعاد الرئيسان التأكيد على أهمية الحفاظ على الأمن المائي والغذائي لكلتا الدولتين من خلال تعزيز التعاون العابر للحدود وفقا للقانون الدولي، لضمان استدامة إمدادات المياه اللازمة للحياة والزراعة وإنتاج الغذاء وخدمات النظم البيئية.

وأكدت الزيارة الرسمية للرئيس "برابوو" إلى جمهورية مصر العربية على التعاون الإستراتيجي الوثيق بين الدولتين القائم على الاحترام المتبادل والتطلعات المشتركة السلام والرخاء، وأعرب الرئيسان عن تفاؤلهما بشأن مستقبل العلاقات الثنائية بين الدولتين والتزامهما بالعمل على الوصول لمخرجات تحقق صالح الشعبين.

في نهاية اللقاء، دعا الرئيس "برابوو" فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لزيارة إندونيسيا، حيث ستمثل هذه الزيارة محطة هامة على صعيد التعاون بين مصر وإندونيسيا، وستكون فرصة لتحقيق المزيد من السلام والرخاء والتقدم لكلا البلدين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي عبد الفتاح السيسي جمهورية إندونيسيا المزيد جمهوریة إندونیسیا بین البلدین

إقرأ أيضاً:

قيادي بمستقبل وطن: زيارة الشيخ محمد بن زايد لمصر تعكس قوة وعمق العلاقات بين البلدين

أكد المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن الزيارة التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مصر، تعكس قوة وعمق العلاقات بين البلدين، والتي تمتد لعقود طويلة من التعاون الاستراتيجي والشراكة في مختلف المجالات.

وأشار "الحفناوي" في بيان له ، إلى أن هذه الزيارة تأتي في ظل تحديات إقليمية ودولية كبيرة، ما يجعل التنسيق المصري الإماراتي أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة فيما يتعلق بملفات الأمن الإقليمي، ودعم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى الجهود المشتركة في القضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة ولبنان والسودان.

الرئيس السيسي: بحثت ورئيس الإمارات تعزيز العلاقات الراسخة بين البلدينزيارة في إطار أخوي.. الرئيس السيسي يستقبل رئيس الإمارات محمد بن زايد

وأضاف "الحفناوي"، أن اللقاءات المستمرة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد تؤكد أن العلاقة بين البلدين تجاوزت الأطر الدبلوماسية التقليدية، وأصبحت نموذجا للتحالف الاستراتيجي المتكامل، حيث تستند إلى التعاون الاقتصادي والاستثماري العميق، والتفاهم السياسي المشترك تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وأشار القيادي بحزب مستقبل وطن، إلى أن الإمارات تلعب دورا محوريا في دعم الاقتصاد المصري، حيث تُعد من أكبر الشركاء الاستثماريين لمصر، موضحا أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يشمل قطاعات متنوعة مثل الطاقة، والصناعة، والعقارات، والبنية التحتية، والتكنولوجيا، حيث تسهم هذه الشراكة في تعزيز الاستثمارات وتحقيق التنمية المستدامة، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي يشهدها العالم.

وأكد "الحفناوي"، أن الإمارات ومصر تجمعهما رؤية موحدة تجاه القضايا الإقليمية، حيث يعملان معًا للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن التنسيق السياسي المستمر بين البلدين ساعد في التصدي للعديد من التحديات، سواء فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أو دعم الدول الشقيقة التي تواجه أزمات داخلية، مشددا على أهمية التعاون بين القاهرة وأبوظبي في دعم العمل العربي المشترك، خاصة في ظل التحديات التي تواجه المنطقة.

وجدد "الحفناوي" تأكيده على أن قوة العلاقة بين البلدين تساهم في تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن العلاقات بين مصر والإمارات تسير بخطى ثابتة نحو مزيد من التكامل والتعاون، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، ويعزز مكانة البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية.

مقالات مشابهة

  • قنصل الصين بالإسكندرية: صداقتنا مع مصر تمثل نموذجا للتعاون المشترك
  • عرقاب يحل بإثيوبيا لبحث تعزيز تعاون البلدين في مجالات المحروقات
  • وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يجتمعان لبحث مستقبل التعاون المشترك
  • السيسي يستقبل وزير الخارجية الإريتري ويؤكد على عمق علاقات البلدين والحرص على تعزيزها
  • السيسي وبن زايد يبحثان سبل تعزيز التعاون بين مصر والإمارات
  • قيادي بمستقبل وطن: زيارة الشيخ محمد بن زايد لمصر تعكس قوة وعمق العلاقات بين البلدين
  • الرئيس السيسي: بحثت ورئيس الإمارات تعزيز العلاقات الراسخة بين البلدين
  • السيسي وبن زايد يبحثان تعزيز التعاون في مختلف المجالات
  • السيسي وبن زايد يؤكدان قوة العلاقات المتميزة بين البلدين
  • بحضور الرئيس السيسي.. ننشر نص كلمة وزيرة التخطيط في حفل المرأة المصرية