عربي21:
2024-12-18@16:01:13 GMT

خارطة طريق لتصفية حزب العمال الكردستاني

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

أحدث إسقاط النظام السوري من قبل الثوار زلزالا كبيرا في التوازنات الإقليمية تخشى كثير من الأنظمة من ارتداداته، وعزَّز النفوذ التركي في المنطقة، ومنح أنقرة فرصة لا تعوض للقضاء على خطر حزب العمال الكردستاني سواء داخل الأراضي التركية أو في شمال العراق وشمال سوريا. ومن المؤكد أن تركيا التي وقفت إلى جانب الشعب السوري ودعمت ثورته، مستعدة للتعامل مع هذه الفرصة التاريخية واغتنامها لطي صفحة الإرهاب الانفصالي الذي يهدد أمنها القومي.



تصريحات السياسيين والمسؤولين الأتراك تدل بوضوح على أن أنقرة لديها خطط تفصيلية لجميع خطوات معركة القضاء على حزب العمال الكردستاني. وأبرز تلك التصريحات هي التي دعا فيها رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، قبل حوالي شهرين، إلى إطلاق سراح مؤسس حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، لإلقاء كلمة أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب المساواة والديمقراطية للشعوب يعلن فيها حل التنظيم الإرهابي. وأكدت التطورات التي شهدتها الساحة السورية منذ انطلاق عملية ردع العدوان، أن تصريحات بهتشلي كانت موجهة بالدرجة الأولى إلى ما وراء الحدود، وكانت تشير إلى وجود تلك الخطط المبنية على دراسة الواقع واستشراف المستقبل، والاستعداد لتنفيذها.

هناك تطابق تام بين رؤى أنقرة والإدارة الجديدة في دمشق فيما يتعلق بحماية وحدة تراب سوريا ورفض مشاريع التقسيم ونظام الفيدرالية
رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، أكد في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الثلاثاء، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في المجمع الرئاسي بأنقرة، أنه "لا مكان لتنظيم داعش ولا لحزب العمال الكردستاني وامتداداته في مستقبل منطقتنا". كما رسم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خارطة طريق لإنهاء وجود الإرهاب الانفصالي في سوريا، وذكر أن الإرهابيين غير السوريين الذين يقاتلون في صفوف حزب العمال الكردستاني في سوريا وجميع قادة التنظيم الإرهابي يجب أن يغادروا الأراضي السورية، ويلقي الآخرون من عناصره سلاحهم ويعيشوا كمواطنين عاديين.

هناك تطابق تام بين رؤى أنقرة والإدارة الجديدة في دمشق فيما يتعلق بحماية وحدة تراب سوريا ورفض مشاريع التقسيم ونظام الفيدرالية. ويشدد القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، على ضرورة عدم وجود محاصصة في سوريا، كما يرفض انفصال أي جزء من أراضيها، ويتعهد بحل جميع الفصائل المسلحة، مؤكدا أنهم لن يسمحوا بوجود أي مجموعة في سوريا تستهدف تركيا. وتشير كل هذه التصريحات إلى الرغبة في إنهاء الحكم الذاتي الذي أعلنته قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل حزب العمال الكردستاني عمودها الفقري. وفي ظل هذه الرغبة، يطرح هذا السؤال نفسه: "لماذا لا تتحرك فصائل الثورة أو القوات التركية لتحرير مناطق شرق الفرات من عناصر حزب العمال الكردستاني؟".

وزير الخارجية التركي قال في مقابلة مع قناة "إن تي في" التركية إن أنقرة أقنعت روسيا وإيران بضرورة عدم التدخل عسكريا في سوريا خلال العملية العسكرية التي أطلقتها فصائل الثورة لإسقاط النظام، مضيفا أن بشار الأسد لو تلقى دعما عسكريا من روسيا وإيران لكان إسقاط النظام استغرق وقتا طويلا وكان انتصار الثوار سيكون دمويا. ومن ذات المنطلق، وبهدف الإقلال من الخسائر في الأرواح، تفضل تركيا التريث في إطلاق عملية عسكرية، وتختار أسلوب الضغط على قوات سوريا الديمقراطية لدفعها إلى الاستسلام للمعادلة الجديدة والانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها.

الظروف الراهنة في سوريا ليست لصالح حزب العمال الكردستاني، وفقد التنظيم الإرهابي بسقوط النظام أحد أكبر داعميه، كما أن خروج روسيا وإيران من الساحة ترك قوات سوريا الديمقراطية مكشوفة أمام فصائل الثورة والقوات التركية، بالإضافة إلى غضب الشعب السوري الرافض لوجودها في المناطق ذات الكثافة العربية. ولم يبق لحزب العمال الكردستاني غير دعم الولايات المتحدة التي قد تقرر سحب قواتها من سوريا في أي لحظة. كما أن تصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حول ما يجري في سوريا، مخيبة لآمال قادة التنظيم الإرهابي، وتعتبر ضوءا أخضر لتولي تركيا دورا فعالا في سوريا. وإضافة إلى ذلك، قال منسق السياسات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إنهم يتفهمون مخاوف تركيا المشروعة بشأن التهديدات الإرهابية الناجمة عن وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا.

تصريحات قادة حزب العمال الكردستاني ليست إلا مناورة لإنقاذ مشروع الحكم الذاتي في سوريا لحماية حلم الانفصال في المستقبل، ولو عن طريق وضع جزء من الأراضي السورية تحت الوصاية الأمريكية
قوات سوريا الديمقراطية التي يتحرك حزب العمال الكردستاني تحت مظلتها، تعاني من انشقاقات بدأت تعصف بها على وقع سقوط نظام الأسد. وكانت وحدات حماية الشعب الكردي التابعة للتنظيم الإرهابي سيطرت على مناطق واسعة في سوريا بفضل الدعم الأمريكي وتحالفها مع نظام الأسد وعشائر عربية، إلا أن الأغلبية الساحقة في معظم تلك المناطق ليست كردية، كما أن حزب العمال الكردستاني لا يمثل جميع أكراد سوريا، بل هناك نسبة كبيرة من الأكراد موالية لعائلة بارزاني وعلى خلاف مع التنظيم الإرهابي، ونسبة أخرى تمثل الأكراد الإسلاميين الموالين للثورة السورية.

القيادي في حزب العمال الكردستاني مراد قارايلان، قال إنهم يعلنون بشكل رسمي عدم وجود حزب العمال الكردستاني في سوريا، كما صرح قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أكثر من مرة، إن قواته لا تشكل تهديدا لتركيا، في محاولة لطمأنة أنقرة والحيلولة دون تدخل الجيش التركي، واقترح، الثلاثاء، إقامة منطقة منزوعة السلاح في مدينة عين العرب تحت حماية القوات الأمريكية.

تصريحات قادة حزب العمال الكردستاني ليست إلا مناورة لإنقاذ مشروع الحكم الذاتي في سوريا لحماية حلم الانفصال في المستقبل، ولو عن طريق وضع جزء من الأراضي السورية تحت الوصاية الأمريكية. ومن المؤكد أن الشعب السوري الذي أسقط نظام الأسد رغم دمويته وكل الدعم الذي تلقاه، لن يستسلم لمناورات حزب العمال الكردستاني ولن يقبل بقاء جزء من أراضي سوريا تحت سيطرة تنظيم إرهابي ارتكب مجازر مروعة وساعد النظام في قمع المظاهرات السلمية بالنار والحديد.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العمال الكردستاني سوريا تركيا سوريا تركيا العمال الكردستاني مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات سوریا الدیمقراطیة حزب العمال الکردستانی التنظیم الإرهابی فی سوریا جزء من

إقرأ أيضاً:

الجهاني:خوري لم تشرح بشكل دقيق المعوقات والإشكاليات لرسم خارطة طريق حقيقية

ليبيا – اعتبر عضو مجلس النواب عصام الجهاني أن إحاطة المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني خوري أمام مجلس الأمن لم تأتِ بجديد، واصفًا إياها بأنها غير مكتملة وغير فاعلة، مرجعًا ذلك لعدة أسباب، أبرزها تجنبها ردود الفعل من بعض أعضاء مجلس الأمن، وعلى رأسهم روسيا.

الجهاني أوضح، في تصريحات خاصة لمنصة “فواصل“، أن خوري لم تُحدد تواريخ أو فواصل زمنية واضحة في مبادرتها السياسية، واكتفت بالحديث عن “الملكية الليبية للعملية السياسية”، مع اقتراح تشكيل لجنة من الخبراء لمعالجة الاختلافات المتعلقة بالقوانين الدستورية الصادرة عن لجنة 6+6.

وأشار الجهاني إلى أن إحاطة خوري افتقرت لشرح دقيق للمعوقات والإشكاليات التي تعترض رسم خارطة طريق حقيقية، قائلًا:

“كلامها كان مسترسلًا، يفتقر للوضوح أو الإطار الزمني المطلوب لمعالجة الأزمة”.

مقالات مشابهة

  • عمرو فاروق يفسر لـ «الأسبوع» سبب ظهور الإرهابي محمود فتحي في سوريا
  • الجهاني:خوري لم تشرح بشكل دقيق المعوقات والإشكاليات لرسم خارطة طريق حقيقية
  • بعد ظهوره في سوريا.. ننشر السجل الإجرامي لـ الإرهابي محمود فتحي
  • الجهاني: كلام خوري مرسل ولم يوضح معوقات رسم خارطة طريق حقيقية
  • اجتماع وزاري لمجلس الوحدة الاقتصادية لرسم خارطة طريق للاستثمار والتكامل العربي
  • مفاوضات صعبة بين تركيا والولايات المتحدة حول مستقبل حزب العمال الكردستاني في سوريا
  • خطاب السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي.. خارطة طريق للأمة
  • النص الكامل لتصريحات ستيفاني خوري: خارطة طريق جديدة لدعم ليبيا
  • تقارير إعلامية: بحث إعادة النظر في خارطة طريق مجلس الأمن بشأن سوريا