خارطة طريق لتصفية حزب العمال الكردستاني
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
أحدث إسقاط النظام السوري من قبل الثوار زلزالا كبيرا في التوازنات الإقليمية تخشى كثير من الأنظمة من ارتداداته، وعزَّز النفوذ التركي في المنطقة، ومنح أنقرة فرصة لا تعوض للقضاء على خطر حزب العمال الكردستاني سواء داخل الأراضي التركية أو في شمال العراق وشمال سوريا. ومن المؤكد أن تركيا التي وقفت إلى جانب الشعب السوري ودعمت ثورته، مستعدة للتعامل مع هذه الفرصة التاريخية واغتنامها لطي صفحة الإرهاب الانفصالي الذي يهدد أمنها القومي.
تصريحات السياسيين والمسؤولين الأتراك تدل بوضوح على أن أنقرة لديها خطط تفصيلية لجميع خطوات معركة القضاء على حزب العمال الكردستاني. وأبرز تلك التصريحات هي التي دعا فيها رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، قبل حوالي شهرين، إلى إطلاق سراح مؤسس حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، لإلقاء كلمة أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزب المساواة والديمقراطية للشعوب يعلن فيها حل التنظيم الإرهابي. وأكدت التطورات التي شهدتها الساحة السورية منذ انطلاق عملية ردع العدوان، أن تصريحات بهتشلي كانت موجهة بالدرجة الأولى إلى ما وراء الحدود، وكانت تشير إلى وجود تلك الخطط المبنية على دراسة الواقع واستشراف المستقبل، والاستعداد لتنفيذها.
هناك تطابق تام بين رؤى أنقرة والإدارة الجديدة في دمشق فيما يتعلق بحماية وحدة تراب سوريا ورفض مشاريع التقسيم ونظام الفيدرالية
رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، أكد في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الثلاثاء، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في المجمع الرئاسي بأنقرة، أنه "لا مكان لتنظيم داعش ولا لحزب العمال الكردستاني وامتداداته في مستقبل منطقتنا". كما رسم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خارطة طريق لإنهاء وجود الإرهاب الانفصالي في سوريا، وذكر أن الإرهابيين غير السوريين الذين يقاتلون في صفوف حزب العمال الكردستاني في سوريا وجميع قادة التنظيم الإرهابي يجب أن يغادروا الأراضي السورية، ويلقي الآخرون من عناصره سلاحهم ويعيشوا كمواطنين عاديين.
هناك تطابق تام بين رؤى أنقرة والإدارة الجديدة في دمشق فيما يتعلق بحماية وحدة تراب سوريا ورفض مشاريع التقسيم ونظام الفيدرالية. ويشدد القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، على ضرورة عدم وجود محاصصة في سوريا، كما يرفض انفصال أي جزء من أراضيها، ويتعهد بحل جميع الفصائل المسلحة، مؤكدا أنهم لن يسمحوا بوجود أي مجموعة في سوريا تستهدف تركيا. وتشير كل هذه التصريحات إلى الرغبة في إنهاء الحكم الذاتي الذي أعلنته قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل حزب العمال الكردستاني عمودها الفقري. وفي ظل هذه الرغبة، يطرح هذا السؤال نفسه: "لماذا لا تتحرك فصائل الثورة أو القوات التركية لتحرير مناطق شرق الفرات من عناصر حزب العمال الكردستاني؟".
وزير الخارجية التركي قال في مقابلة مع قناة "إن تي في" التركية إن أنقرة أقنعت روسيا وإيران بضرورة عدم التدخل عسكريا في سوريا خلال العملية العسكرية التي أطلقتها فصائل الثورة لإسقاط النظام، مضيفا أن بشار الأسد لو تلقى دعما عسكريا من روسيا وإيران لكان إسقاط النظام استغرق وقتا طويلا وكان انتصار الثوار سيكون دمويا. ومن ذات المنطلق، وبهدف الإقلال من الخسائر في الأرواح، تفضل تركيا التريث في إطلاق عملية عسكرية، وتختار أسلوب الضغط على قوات سوريا الديمقراطية لدفعها إلى الاستسلام للمعادلة الجديدة والانسحاب من المناطق التي تسيطر عليها.
الظروف الراهنة في سوريا ليست لصالح حزب العمال الكردستاني، وفقد التنظيم الإرهابي بسقوط النظام أحد أكبر داعميه، كما أن خروج روسيا وإيران من الساحة ترك قوات سوريا الديمقراطية مكشوفة أمام فصائل الثورة والقوات التركية، بالإضافة إلى غضب الشعب السوري الرافض لوجودها في المناطق ذات الكثافة العربية. ولم يبق لحزب العمال الكردستاني غير دعم الولايات المتحدة التي قد تقرر سحب قواتها من سوريا في أي لحظة. كما أن تصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حول ما يجري في سوريا، مخيبة لآمال قادة التنظيم الإرهابي، وتعتبر ضوءا أخضر لتولي تركيا دورا فعالا في سوريا. وإضافة إلى ذلك، قال منسق السياسات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إنهم يتفهمون مخاوف تركيا المشروعة بشأن التهديدات الإرهابية الناجمة عن وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا.
تصريحات قادة حزب العمال الكردستاني ليست إلا مناورة لإنقاذ مشروع الحكم الذاتي في سوريا لحماية حلم الانفصال في المستقبل، ولو عن طريق وضع جزء من الأراضي السورية تحت الوصاية الأمريكية
قوات سوريا الديمقراطية التي يتحرك حزب العمال الكردستاني تحت مظلتها، تعاني من انشقاقات بدأت تعصف بها على وقع سقوط نظام الأسد. وكانت وحدات حماية الشعب الكردي التابعة للتنظيم الإرهابي سيطرت على مناطق واسعة في سوريا بفضل الدعم الأمريكي وتحالفها مع نظام الأسد وعشائر عربية، إلا أن الأغلبية الساحقة في معظم تلك المناطق ليست كردية، كما أن حزب العمال الكردستاني لا يمثل جميع أكراد سوريا، بل هناك نسبة كبيرة من الأكراد موالية لعائلة بارزاني وعلى خلاف مع التنظيم الإرهابي، ونسبة أخرى تمثل الأكراد الإسلاميين الموالين للثورة السورية.
القيادي في حزب العمال الكردستاني مراد قارايلان، قال إنهم يعلنون بشكل رسمي عدم وجود حزب العمال الكردستاني في سوريا، كما صرح قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أكثر من مرة، إن قواته لا تشكل تهديدا لتركيا، في محاولة لطمأنة أنقرة والحيلولة دون تدخل الجيش التركي، واقترح، الثلاثاء، إقامة منطقة منزوعة السلاح في مدينة عين العرب تحت حماية القوات الأمريكية.
تصريحات قادة حزب العمال الكردستاني ليست إلا مناورة لإنقاذ مشروع الحكم الذاتي في سوريا لحماية حلم الانفصال في المستقبل، ولو عن طريق وضع جزء من الأراضي السورية تحت الوصاية الأمريكية. ومن المؤكد أن الشعب السوري الذي أسقط نظام الأسد رغم دمويته وكل الدعم الذي تلقاه، لن يستسلم لمناورات حزب العمال الكردستاني ولن يقبل بقاء جزء من أراضي سوريا تحت سيطرة تنظيم إرهابي ارتكب مجازر مروعة وساعد النظام في قمع المظاهرات السلمية بالنار والحديد.
x.com/ismail_yasa
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العمال الكردستاني سوريا تركيا سوريا تركيا العمال الكردستاني مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات سوریا الدیمقراطیة حزب العمال الکردستانی التنظیم الإرهابی فی سوریا جزء من
إقرأ أيضاً:
اعتقال الإرهابي المصري أحمد منصور في سوريا
أعلنت مصادر أمنية سورية القبض على الإرهابي المصري أحمد منصور من قبل أجهزة الأمن، بعد بثه مقاطع فيديو، هدد فيها الدولة المصرية.
ومن جانبها أعلنت منصة تطلق على نفسها "ثوار 25 يناير"، والتابعة للإرهابي أحمد منصور، اختفاءه في دمشق، مع بعض رفاقه، منذ أمس الثلاثاء.
وقال الإعلامي المصري مصطفى بكري، عبر حسابه على موقع "إكس"، :"وقف الإرهابي أحمد منصور، أو بقاؤه مفرجاً عنه، لن يغير من الأمر شيئاً.. مصر لديها شعب واع، وأقوي جيش في المنطقة، ورجال شرفاء في جهاز الشرطة.. الشعب وحده كفيل بسحق كل من يظن أنه قادر علي زعزعة أمن واستقرار البلاد، ولن يسمح بعودة الفوضي والخراب على أرضه لصالح تنظيم داعش الإخواني".
وقف الإرهابي أحمد المنصور ، أو بقائه مفرجا عنه ، لن يغير من الأمر شيئا ، مصر ليست من جزر الموز . مصر لديها شعب واع ، وأقوي جيش في المنطقه . ورجال شرفاء في جهاز الشرطه . الشعب وحده كفيل بسحق كل من يظن أنه قادر علي زعزعة أمن واستقرار البلاد ، ولن يسمح بعودة الفوضي والخراب علي أرضه…
— مصطفى بكري (@BakryMP) January 15, 2025 ما القصة ؟بدأ الإرهابي المصري أحمد منصور هجومه المتكرر على الدولة المصرية، عبر عدة فيديوهات، بعد سيطرة هيئة تحرير الشام، بقيادة أحمد الشرع، على الحكم في سوريا، والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وحرّض منصور في مقاطع الفيديو على ممارسة العنف والإرهاب في ذكرى 25 يناير (كانون الثاني)، مطالباً المصريين بما أسماه "إسقاط النظام".
???? #احمد_منصور_ارهابي_مآجور انتهت مهمته وإرضاء مصر ???????? مطلب عظيم لا يفهمه المشرد ولا المرتزقة، #احمد_منصور الإرهابي و نطفة الاخونحي #عبدالرحمن_يوسف_القرضاوى هم مجرد شباشب وقيم صفرية ، نوع من العبيد باعت وطنها وشرفها للخارج ، والخارج باعها في سوق النخاسة
???? اكثروا من اللطم على… pic.twitter.com/oHIuyL08gx
ولد الإرهابي أحمد منصور في محافظة الإسكندرية، لكنه ينحدر في الأصل من محافظة سوهاج، من قبيلة السادة العواضية، وهي إحدى القبائل المعروفة في الصعيد.
عقب انتهائه من دراسته في المعهد الأزهرى الثانوي، تابع منصور تعليمه في معهد إعداد الدعاة، ثم التحق بالأكاديمية البحرية في الإسكندرية بعد تخرجه، وذلك في فترة ما قبل 25 يناير (كانون الثاني) 2011.
وانخرط أحمد المنصور في التنظيمات المتطرفة في مصر، حيث انضم إلى "حركة حازمون"، التي كانت تمثل أحد التنظيمات الإرهابية.
وبعد فض اعتصام تنظيم الإخوان الإرهابي في أغسطس (آب) 2013، غادر أحمد المنصور إلى سوريا، حيث انضم إلى "جيش الفتح" الذي كان يشكل تحالفاً من الجماعات الإرهابية المسلحة ضد نظام بشار الأسد.
وفي الآونة الأخيرة، أصبح اسم أحمد المنصور مرتبطاً بتصعيد التهديدات ضد مصر، حيث ظهر في فيديوهات دعائية جديدة يهاجم فيها الحكومة المصرية، مهددًا بـ "تصعيد عسكري" انطلاقاً من سوريا.
وخلال ظهوره الأخير في دمشق، أعلن أحمد منصور تأسيسه جماعة مسلحة، قال إن هدفها "إسقاط الدولة المصرية".
والده يتبرأ منهوعبر مقطع فيديو نشره على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أعلن عاطف منصور، والد الإرهابي الهارب أحمد منصور، التبرؤ من نجله، وقال "أنا عاطف والد أحمد منصور في سوريا، والذي ينشر فيديوهات تسيء لسمعة الدولة، ويقول إن أنا وأمه وأخواته وأهله محبوسين، ولم يحدث ذلك إطلاقاً.
انا(عاطف)والد احمد المنصور اللي هربان لسوريا وينزل فيديوهات تسئ سمعة البلد ويقول أنه أناوأمه وأخواته وأهله محبوسين الكلام دماحصلش احمد عاوز يعمل نفسه زعيم وانا[برئ منه و من تصرفاته الي يوم الدين] البلد دي خيرها عليك وعلينا صرفت مليون جنيه على اخوك للحصول علىالماجستير من ايطاليا pic.twitter.com/Vih8njWYpl
— السامري الصالح (@HanaRomil53448) January 15, 2025وأضاف والد منصور "أنا بريء من أحمد ومن تصرفاته، مصر خيرها على الجميع، والحكومة إذا كانت مضطهدة أخواتك، لم ينفقوا على شقيقك مليون جنيه مصري للحصول على الماجستير، أنا غضبان عليك وبريء منك إلى يوم القيامة”.