مستقبل الحروب…دروس من الحرب على أوكرانيا
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022 بدء الحديث عن حروب المستقبل والطريقة التي ستدار بها تلك الحروب.
نشر معهد هدسون الأميركي تقريرا يتحدث عن الطريقة التي يمكن ان تدار بها الحروب في ظل الطفرة التنقية التي يشهدها العالم وخلص التقرير إلى أن نمط الحرب التقليدي سيبقى سائدا مع بعض التغييرات الطفيفة في الأسلحة والتعامل مع العدو.
وأوضح التقرير ان حرب القرن العشرين لن تختفي قريبا فقد عززت الحرب في أوكرانيا الدرس القديم بأن الجغرافيا هي واحدة من أهم المتغيرات في الحرب. وأن أي خطة حربيه ستضعها أوكرانيا أو روسيا لا بد ان تكون خاضعه لإملاءات الجغرافيا والتضاريس، كما هو الحال مع الحروب منذ قديم الأزل.
وأشار معهد هدسون في تقريره إلى أن الجبال والأنهار والمطر والطين والثلج ستبقى جزءا رئيسا في خوض الحروب.
كما أكد التقرير إلى أن الممارسات القديمة في الحروب ستبقى كما هي من حيث أهمية حفر الخنادق واستخدمها في الحروب. فقد أظهرت الحرب في أوكرانيا أ، جزءا كبيرا من المعارك البرية كانت عبارة عن مناوشات بين وحدات المشاة على طول الخنادق، حيث تقوم وحدات المشاة بالقتال بينما تقوم الوحدات الهندسية ببناء وصيانة مواقع محصنة بطول كيلومترات.
كما ستستمر أهمية سلاح المدفعية في خوض الحروب كما هو حاصل في الحرب على أوكرانيا، لكن عمليات المدفعية باتت أكثر تعقيدا من قبل بسبب الرادارات والمضادات الأرضية والطائرات المسيرة.
أسلحة متطورة
وعلى الرغم من ان ديناميكيات ساحة المعركة بقيت كما هي فإن التقنيات التي شهدتها صناعة الأسلحة أحدث تغييرا كبيرا في كيفية إدارة المعركة.
فالخنادق وجدت لتبقى ولكن الطائرات المسيرة تراقبها، وكان عبور الأنهار مهمة شاقة في الحروب السابقة لكن التطور التقني جعل من عبور الأنهار مهمة اقل تعقيدا اذ يمكن قصف الجهة المعادية من طرف النهر وتقدم القوات بعدها.
ووفقا للتقرير فان التغيير الأكثر وضوحا في ساحة المعركة الذي أحدثه عصر التقنية الجديدة هو تمكين المشاة على الأرض، فقد يشهد القرن الحادي والعشرون ثورة مشاة ثانية في طور التكوين.
فالأسلحة المضادة للدبابات ذات القدرة على الهجوم أعطت وحدات المشاة ميزة غير متماثلة ضد الدروع الثقيلة، خاصة في المناطق الحضرية والضواحي.
كما حولت منظومات الدفاع الجوي المحمولة أطقم الدفاع الجوي الأرضية إلى وحدات متنقلة وخطيرة.
وساهمت الطائرات المسيرة سواء المحملة بالصواريخ او الانتحارية في إعادة تشكيل ساحة لمعركة وهو ما شهدته ساحة المعركة في أوكرانيا.
لاعبون جدد
شهدت الحرب على أوكرانيا ظهور لاعبين جدد في ساحة المعركة تمكنوا من التأثير على مجريات الحرب ومسارها، وأشار تقرير معهد هدسون الى ان الفاعلون الجدد هي الشركات الأمنية مثل فاغنر الروسية وإيروروزفيدكا الأوكرانية.
كما توقعت التقرير أن تظهر المزيد من الكيانات الشبيهة بفاغنر في الفضاء السوفيتي السابق في محاولة للاستفادة من "تآكل قدرات الدولة الروسية".
فيما تعمل مجموعة إيروروزفيدكا على تطوير طائرات بدون طيار وحلول شبكات للقوات المسلحة الأوكرانية. وبعد الحرب الروسية، قامت مجموعة التكنولوجيا الفائقة بتطوير ونشر طائرة آر-18 أوكتوكوبتر، التي تحمل قنابل آر كي جي-1600 المضادة للدبابات، لتدمر الدبابات الروسية قبل أن تصل إلى منطقة القتال.
يوضح صعود فاغنر وإيروروزفيدكا كيف أن مستقبل الحرب لا يقتصر على القوات المسلحة النظامية والجماعات المسلحة التقليدية غير الحكومية.
كما أشار الى التقرير الى ان الطائرات المسيرة الانتحارية قلية لتكلفة التي يستخدمنها الروسي والمركبات البحرية الصغيرة المسيرة عن بعد التي تستخدمه أوكرانيا ستصبح منتشرة في كل مكان ويصعب القضاء، مما يشكل تهديدا متزايدا للنموذج الدفاعي الصناعي الحالي في زوايا مختلفة من العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على أوکرانیا ساحة المعرکة
إقرأ أيضاً:
روسيا تحذر من التصعيد في أوكرانيا.. ما قصة صواريخ "تاوروس"؟
حذّرت روسيا من خطر التصعيد في النزاع في أوكرانيا إذا ما قرّرت ألمانيا تزويد كييف بصواريخ "تاوروس".
يأتي ذلك بعدما أعرب المستشار الألماني، فريدريش ميرتس عن انفتاحه على الفكرة في حال موافقة الاتحاد الأوروبي عليها.تداعيات الحرب الروسية الأوكرانيةوقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، خلال الإحاطة الدورية إن ميرتس "يؤيّد تدابير مختلفة ستؤدّي على الأرجح أو حتما إلى تصعيد جديد في الوضع في أوكرانيا".
أخبار متعلقة إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربيةترامب: بايدن وزيلينسكي السبب في اندلاع الحرب بأوكرانياوندّد بيسكوف بتأييد ميرتس "اشتداد النزاع" في موقف "سُجّل أيضا في عواصم أوروبية أخرى".
وهو قال "من المؤسف فعلا أن عواصم أوروبية لا تسعى إلى إيجاد سبل للتوصّل إلى محادثات سلام، لكنها تميل بالأحرى إلى الدفع باتجاه استمرار الحرب".
وقد أعرب فريدريش ميرتس الذي فاز حزبه المحافظ بالانتخابات التشريعية المبكرة في ألمانيا في أواخر فبراير عن عزم راسخ على مواصلة الدعم العسكري لأوكرانيا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } صواريخ "تاوروس" - موقع dwمساعدات ألمانيا العسكرية لأوكرانياوفي حين رفض المستشار الألماني المنتهية ولايته أولاف شولتس تزويد كييف بصواريخ "تاوروس" القادرة على استهداف العمق الروسي، خشية تصعيد النزاع، أعرب ميرتس الأحد مجددًا عن انفتاحه على هذه الفكرة لكن بشروط.
وقال مساء الأحد ردّا على سؤال في هذا الخصوص: "لطالما قلت إنني لن أقوم بذلك إلا بالاتفاق مع الشركاء الأوروبيين"، وأضاف "لا بدّ من أن يجري التنسيق وإذا ما حصل ذلك، فإن ألمانيا ستشارك".
وتعدّ ألمانيا ثاني أكبر مزوّد عسكري بعد الولايات المتحدة لأوكرانيا في حربها على روسيا منذ فبراير 2022.
وأدلى ميرتس بتصريحاته بعد بضع ساعات من هجوم روسي مزدوج على مدينة سومي الأوكرانية يعدّ من الأعنف منذ اندلاع الحرب وقد أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا.