على هامش احتفال الأزهر بيوم اللغة العربية.. الضويني يفتتح معرضا للفنون التشكيلية والخط العربي
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
افتتح فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، يرافقه فضيلة أ.د سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، وعدد من قيادات الأزهر، اليوم الأربعاء، معرضا للفنون التشكيلية والخط العربي، من تنفيذ طلاب قطاع المعاهد الأزهر، ونخبة من الخطاطين والفنانين التشكيليين، وذلك على هامش احتفالية قطاع المعاهد الأزهرية باليوم العالمي للغة العربية، والتي تقام اليوم بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.
وأوضح الدكتور الضويني، أن المعرض يعد أحد مبادرات الأزهر للاحتفاء بفن الخط العربي وإبراز مكانته كأحد أهم الفنون الإسلامية، إضافة إلى التوعية بأهمية اللغة العربية ومكانتها عالميا، وتحقيقا للأهداف الرامية إلى المحافظة على الهوية العربية والإسلامية، مؤكدا أن الأزهر الشريف كان ولايزال الحارس الأمين على اللغة العربية وعلومها.
وأكد الدكتور الضويني، أن الأزهر يعمل دائما على تنمية مواهب أبناءه وطلابه وتطوير قدراتهم، وتحفيزهم على الإبداع في جميع المجالات والأنشطة الفنية المختلفة؛ من أجل إعداد أجيال متميزة قادرة على فتح آفاق جديدة دينيا وعلميا، مقدما الشكر لكل المشاركين في تنظيم وإعداد المعرض.
ويضم معرض الفنون التشكيلية والخط العربي، باقة متميزة من نوادر المخطوطات الأثرية لمكتبة الأزهر، والتي تتضمن مخطوطات لإعراب القرآن الكريم، ومصحف بالخط الكوفي، ومصحف مرسوم باليد، وفي أولى صفحاته توجد مجموعة من المآذن بنقش يمكن قراءته من اليمين ومن اليسار "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وقد رسم هذا المصحف الرسام على لطفي سنة 1313 هجرية، وأكثر ما يميز هذه المصحف أن راسمه جمع القرآن الكريم في 19 صفحة فقط، بالإضافة إلى لوحات وورشة للخط العربي، ولوحات تتضمن مصطلحات وأحرف اللغة العربية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الشيخ ايمن عبد الغني الفنانين التشكيليين الفنون التشكيلية الفنون الإسلامية اللغة العربية اليوم العالمي للغة العربية اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
العربية في إيران.. لغة أم حية بين الذاكرة والتحديات
في زوايا الأسواق الشعبية وبين جدران البيوت، تتردد كلمات عربية ممزوجة بنكهة محلية خاصة، تعكس تاريخا ممتدا وحاضرا يواجه تحديات متجددة. في الأهواز، ليست العربية مجرد لغة، بل هي ذاكرة ثقافية وامتداد لهوية تحاول أن تجد لنفسها موطئ قدم في ظل التحولات اللغوية والتعليمية في إيران.
يأتي اليوم العالمي للغة الأم في 21 فبراير/شباط ليعيد تسليط الضوء على قضايا التنوع اللغوي في المجتمعات متعددة القوميات، ومنها إيران، حيث تُعد العربية واحدة من أبرز اللغات المحلية التي تمتد جذورها في هذه الأرض، لكنها تواجه تحديات في إطارها الأكاديمي والتعليمي، رغم حضورها القوي في الحياة اليومية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"الهجرة" قديما وحديثا.. هكذا تشهد البحار على الأحلام الغارقةlist 2 of 2معالم سورية في عهد الحرية بعد الاستبدادend of listوالمفارقة أن المادة 15 من الدستور الإيراني تنص على إمكانية استخدام اللغات المحلية، ومنها العربية، في الإعلام والتعليم إلى جانب الفارسية، لكن التطبيق الفعلي يظل محل نقاش. فبينما تتردد العربية في الأحاديث اليومية، لا تزال غائبة عن المناهج الدراسية الرسمية، مما يجعل تعلمها تحديا يتطلب جهودا فردية ومجتمعية أكثر من كونه حقا تعليميا مضمونا.
بين الوجود والتحدياتلا تزال العربية اللغة الأم لعرب الأهواز، تُنطق في البيوت والأسواق والمجالس، لكنها في الوقت ذاته لا تحظى بحضور رسمي في المؤسسات التعليمية، مما يؤدي إلى فجوة لغوية بين الأجيال الجديدة التي تتحدثها بطلاقة لكنها تواجه صعوبة في قراءتها وكتابتها.
إعلانيقول باحث أهوازي في قضايا الهوية اللغوية للجزيرة نت إن القضية ليست فقط في غياب مناهج دراسية، بل في غياب منظومة متكاملة لحماية اللغة. ويضيف أنه حين لا يتم تدريس لغة ما، فإنها تتحول تدريجيا من أداة معرفة إلى مجرد لغة شفوية، وهو ما يشكل تحديا لاستدامتها.
في هذا السياق، يشير بعض المختصين إلى أن مسألة تدريس اللغات المحلية، بما فيها العربية، لا تتعلق بالتمييز بقدر ما ترتبط بالأولويات التعليمية والسياسات العامة. فمع وجود لغات متعددة في إيران، يصبح تنفيذ برامج تعليمية لكل هذه اللغات تحديا يتطلب تنسيقا واسعا وموارد كبيرة، وهو ما قد يفسر عدم تطبيق المادة الدستورية بشكل كامل حتى الآن.
في ظل هذا الغياب، تعتمد العائلات على مبادرات غير رسمية لنقل اللغة إلى أبنائها، بدءا من الدروس المنزلية وحتى الاستعانة بوسائل التكنولوجيا الحديثة.
ويقول أبو حسن (40 عاما)، وهو معلم غير رسمي للغة العربية، إن التحدي ليس في التحدث بالعربية، فالأطفال يتعلمونها بشكل طبيعي في المنزل، لكن دون إطار أكاديمي، ستظل الكتابة والقراءة ضعيفتين، وهو ما يهدد قدرة الجيل القادم على استخدامها كلغة إنتاج معرفي وثقافي.
أما سعاد (32 عاما)، وهي أم لطفلين، فترى أن التكنولوجيا أصبحت الملاذ الوحيد، إذ تقول إنني أستخدم تطبيقات تعليمية عربية، لكنها ليست بديلا عن مدرسة تعلم الأطفال لغتهم بشكل متكامل.
ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن التكنولوجيا قد توفر حلا مقبولا، إذ يمكن تصميم برامج تعليمية إلكترونية تساعد على تعويض النقص في التدريس الرسمي، مما قد يكون خيارا عمليا في المستقبل.
الإعلام الرقميفي غياب التعليم الرسمي، أصبح الإعلام الرقمي إحدى الأدوات المهمة لتعزيز حضور العربية في الأهواز. فقد نشأت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تقدم محتوى عربيا للشباب، في محاولة لإعادة ربط الجيل الجديد بلغته الأم.
إعلانيقول صحفي أهوازي متخصص في قضايا الهوية اللغوية للجزيرة نت إن وسائل التواصل الاجتماعي أعطت للعربية في الأهواز مساحة جديدة، لكن هذه ليست بيئة تعليمية منظمة، بل فضاء غير رسمي قد يساعد لكنه لا يكفي، إذ إن اللغة تحتاج إلى إطار تعليمي وإنتاج ثقافي يضمن استمراريتها.
إلى جانب الإعلام الرقمي، هناك مبادرات ثقافية وأدبية فردية تسعى للحفاظ على العربية من خلال الشعر والكتابة، وهو ما يعكس رغبة المجتمع المحلي في حماية لغته الأم دون أي طابع سياسي أو صدامي، وإنما كجزء من التنوع الثقافي الطبيعي في إيران.
قضية مشتركةما تواجهه العربية في الأهواز ليس استثناء، إذ تمر لغات أخرى مثل الكردية والبلوشية والأذرية والتركمانية بتحديات مشابهة، حيث يبقى تعلمها معتمدا على المبادرات الفردية والمجتمعية.
وأفاد أستاذ علم الاجتماع اللغوي للجزيرة نت بأن إيران بلد متعدد القوميات، والمادة 15 من الدستور تعترف بهذا التنوع، لكن دون سياسات واضحة، يظل بقاء هذه اللغات رهينا بالجهود الذاتية.
لكن في الوقت ذاته، يرى بعض الخبراء أن التحدي ليس في الاعتراف باللغات المحلية، بل في إيجاد آليات عملية لتنفيذ ذلك دون الإضرار بالوحدة الوطنية. فاللغة الفارسية تظل العامل المشترك بين جميع القوميات في إيران، مما يجعل سياسات التعليم اللغوي تحتاج إلى توازن دقيق بين حماية اللغات المحلية وتعزيز اللغة الرسمية للدولة.
تتجاوز قضية اللغة في الأهواز مجرد البعد التعليمي، فهي امتداد لهوية تعيش تحديات متواصلة. وبينما تظل العربية حاضرة في الحياة اليومية، فإن مستقبلها مرهون بمدى قدرتها على التأقلم مع الواقع الجديد دون أن تفقد جوهرها.
وفي ظل الاحتفاء باليوم العالمي للغة الأم، يبقى السؤال مفتوحا: هل يمكن لجهود المجتمع أن تحمي اللغة من التراجع، أم أن غياب التعليم الرسمي سيجعلها مع الوقت لغة للتواصل فقط دون امتداد ثقافي ومعرفي؟
إعلانوفي النهاية، يظل الحفاظ على التنوع اللغوي في أي مجتمع عامل قوة وغنى ثقافيا، وهو ما يجعل النقاش حول تدريس العربية، إلى جانب اللغات المحلية الأخرى، جزءا من حوار أوسع حول التعددية اللغوية كجسر لتعزيز التفاهم بين القوميات المختلفة داخل إيران.