العُمانية : في مشهد يعكس علاقة الصياد وارتباطه بالبحر، يبدأ خلال الفترة من شهر أكتوبر، وحتى أبريل من كل عام موسم صيد السردين المعروف محليّا بـ "الضواغي"، إذ يجتمع الصيادون على الشواطئ مرددين الأهازيج والفنون التقليدية مستبشرين بموسم صيد وفير على امتداد سواحل المحافظة المطلة على بحر العرب.

ويستخدم الصيادون في محافظة ظفار الطرق التقليدية لاصطياد السردين منها شباك الصيد المعروفة بـ"الجريف"، حيث يُقسَّمُ الصيادون إلى مجموعات تعرف الواحدة منها بـ"الضاغية" وغالبًا ما يكون رئيسهم هو مالكها الذي يقود عملية صيد السردين.

ويروي سالم بن سعيد البراكة من قدامى الصيادين بمحافظة ظفار عن ماضي مهنة صيد السردين بالمحافظة فقال إنه قبل عقود خلت كان الصيادون يستخدمون في الصيد الحبال التي يطلقون عليها اسم "السيفة"، في حين أصبحوا اليوم يستخدمون الشباك التي تسمى بالـ"جريف"، وهو نوع من الشباك مخصص لصيد سمك السردين، وتتم حياكتها في فترة الخريف استعدادًا للموسم، ويبلغ طولها نحو 100 متر وعرضها 50 مترًا.

وأضاف: إن الموسم يسبقه استعداد الصيادين لاستقباله من خلال تجميع عُدّة الصيد وإصلاح الشباك، ويجب على مالكها توفير جميع المستلزمات للصيادين، وله النسبة الأكبر من أسهم الإنتاج، لافتًا إلى أنّ عدد العاملين في "الضاغية" كان لا يتجاوز الـ(20) فردًا، أما الآن وبعد استخدام شباك "الجريف" فإنه يتطلب عددًا أكبر يصل إلى (40) فردًا، بسبب كثرة الأعمال فيها.

وبيّن أنّ سواحل محافظة ظفار تشهد قُبيل موسم الخريف وصول نوع من أسماك السردين، يُطلق عليها محليًّا "عيد العلا" كونها تكون قادمة من أعالي البحر من ناحية الشرق وتتجه إلى الجنوب مرورًا بالمناطق الساحلية في المحافظة من الشويمية إلى ضلكوت.

وحول أهمية الموسم قال هاني بن سالم باتميرة أحد الشباب العاملين في مهنة الصيد بمحافظة ظفار: يُعد هذا الموسم من أهم المواسم بالنسبة للصيادين لوفرة الصيد الذي يشكل رافدًا اقتصاديًّا مهمًّا لهم، مبيّنًا أنّ هناك تحديات كبيرة تواجه الصيادين أبرزها الأمواج العالية، خاصةً وأنّ الموسم يأتي مباشرةً بعد موسم الخريف.

وأضاف أن كميات السردين تُنقل إلى أسواق بيع الأسماك المحلية أو تُصدر للخارج، كما تُجفف في الأماكن المخصصة لها في المحافظة لتكون علفًا للحيوانات أو سمادًا عضويًّا للمحاصيل الزراعية حسب الاتفاق المسبق بين الصيادين والتجار.

يذكر أنّ كميات إنتاج السردين في محافظة ظفار بلغت في عام 2023م بحسب بيانات المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالمحافظة "49651" طنًّا مقارنة بـ"21290" طنًّا في العام الذي قبله، بزيادة تقدر بنحو 133 بالمائة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

سيدات «عزبة البرج» بدمياط يبدعن في غزل شباك الصيادين والديكورات

حرفة يدوية تراثية، تميزت بها عزبة البرج بدمياط، بأيدي سيدات المدينة، نظراً لعمل الرجال في حرفة الصيد بمختلف أنواعه، والحاجة بشكل مستمر إلى توفير شباك الصيد، لتتعلمها الفتيات من أمهاتهن، وتتوارثها الأجيال منذ مئات السنوات.

صناعة نسيج البادية وشباك الصيد

صناعة نسيج البادية وشباك الصيد بمثابة الكنز الذي يحافظ عليه أهالي عزبة البرج، وفقاً لحديث هنادي رشدي، ابنة مدينة عزبة البرج لـ«الوطن»، التي أجادت صناعة نسيج البادية، وأصبح مصدر دخلها منذ نعومة أظافرها وحتى اللحظة وهي في الأربعينات من عمرها: «اتعلمت نسيج البادية من والدتي وجدتي، وكان عمري وقتها 11 سنة، ولما اتعلمت أول مرة نسجت 10 كيلو، وكسبت عشرة جنيهات، وقتها كان مبلغ يشتري حاجات كتير، فرحت وقررت إنها تكون حرفتي في الإجازة، لأني كنت بدرس في الابتدائية».

هواية وتسلية في وقت الفراغ

واصلت «هنادي» حديثها: ليس بدافع الاحتياج، إنما كهواية وتسلية في وقت الفراغ، «أتذكر أفضل وقت كان بيمر علينا واحنا متجمعين وبننسج، رغم أن نسيج البادية ليس بهين، لكن بكون سعيدة لما أخلص شبكة صيد كبيرة، وبتكون كل غرزة شاهدة على ذكريات الطفولة».

أنواع شباك الصيد 

أنواع مختلفة لشباك الصيد تصنعها سيدات عزبة البرج، كل نوع يناسب طريقة صيد أنواع معينة من الأسماك، بحسب «هنادي»، فالبادية البلاستيك الملونة تكون غرزها ضيقة، وتُستخدم لصيد الأسماك بطريقة الجر، والأسماك التي تكون في أعماق البحر المتوسط مثل الجمبري والكابوريا وغطا موسى والبربوني الأحمر.

أما الخيط الحرير الرفيع، ويسمى «الكنف»، فيستخدم للصيد في بحيرة المنزلة، وليس لمراكب الصيد، فهو من أنواع الصيد اليدوية، وهناك شباك صيد بالخيط الحرير الواسع، الذي يستخدم في مراكب الشانشيلا، ويصطاد هذا النوع الأسماك التي تطفو على سطح الماء، مثل أسماك السردين والدراك والدنيس والبوري.

الشباك اليدوية تتميز بأنها قابلة للتصليح

على الرغم من تطور الآلات، واستيراد الشباك من خارج مصر، ما زالت «هنادي» تعمل بهذه الحرفة حتى الآن، وتؤمن أن الشباك اليدوية تتميز بأنها قابلة للتصليح وإعادة التدوير بعد تعرضها للأحجار والأسماك في البحر، على عكس الأنواع المستوردة لا يمكن تصليحها وتُبلى سريعاً.

وتبرز «هنادي» في حديثها لـ«الوطن» أن تلك الحرفة لم تقتصر على تصنيع شباك الصيد المعتادة، وإنما تبدع السيدات في عمل مشغولات يدوية أخرى: «استخدمنا الشباك في الزينة والديكورات، وزينا بها الشنط وديكورات المنازل، وطورنا الحرفة لتكون متعددة الاستخدامات، وابتكرنا طرقاً جديدة لاستخدام شباك الصيد مع الحرف اليدوية المختلفة».

نسيج البادية في الطريق إلى اليونيسكو

من جانب آخر، سعت المهندسة شيماء الصديق، نائب محافظ دمياط، لتسجيل محافظة دمياط ضمن شبكة المدن الإبداعية التي تديرها منظمة الأمم المتحدة «اليونيسكو»، بهدف إبراز التراث الثقافي والإبداعي الفريد لدمياط، وتعزيز مكانتها على الخريطة العالمية للمدن الإبداعية.

مقالات مشابهة

  • مسيرة بحرية تجسد حب الوطن بمحافظة مسقط
  • عجائب موسم الصيد.. الفحار والشفاط أغرب أسماك البحر المتوسط (صور)
  • أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 17-1-2025 بمحافظة البحيرة
  • زلزال عنيف بقوة 4.7 درجة يضرب محافظة بوشهر الإيرانية
  • سيدات «عزبة البرج» بدمياط يبدعن في غزل شباك الصيادين والديكورات
  • افتتاح مستشفى مقشن بمحافظة ظفار بتكلفة مليوني ريال
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 16 يناير
  • تعرف على الوسائل الرئيسية والأساسية لتلقي الشكاوي والبلاغات بمحافظة الجيزة
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 15 يناير
  • السلام يعزز صفوفه استعدادا للقاء مسقط في دوري الأولى