افتتح الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، يرافقه الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والشيخ أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، وعدد من قيادات الأزهر، اليوم الأربعاء، معرضا للفنون التشكيلية والخط العربي، من تنفيذ طلاب قطاع المعاهد الأزهر، ونخبة من الخطاطين والفنانين التشكيليين، وذلك على هامش احتفالية قطاع المعاهد الأزهرية باليوم العالمي للغة العربية، والتي تقام اليوم بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.

رئيس جامعة الأزهر يطالب بسن تشريع يجرم وضع الأسماء الأجنبية على المحلات

وأوضح الدكتور الضويني، أن المعرض يعد أحد مبادرات الأزهر للاحتفاء بفن الخط العربي وإبراز مكانته كأحد أهم الفنون الإسلامية، إضافة إلى التوعية بأهمية اللغة العربية ومكانتها عالميا، وتحقيقا للأهداف الرامية إلى المحافظة على الهوية العربية والإسلامية، مؤكدا أن الأزهر الشريف كان ولايزال الحارس الأمين على اللغة العربية وعلومها.

وأكد الدكتور الضويني، أن الأزهر يعمل دائما على تنمية مواهب أبناءه وطلابه وتطوير قدراتهم، وتحفيزهم على الإبداع في جميع المجالات والأنشطة الفنية المختلفة؛ من أجل إعداد أجيال متميزة قادرة على فتح آفاق جديدة دينيا وعلميا، مقدما الشكر لكل المشاركين في تنظيم وإعداد المعرض.

يضم معرض الفنون التشكيلية والخط العربي باقة متميزة من نوادر المخطوطات الأثرية لمكتبة الأزهر

ويضم معرض الفنون التشكيلية والخط العربي، باقة متميزة من نوادر المخطوطات الأثرية لمكتبة الأزهر، والتي تتضمن مخطوطات لإعراب القرآن الكريم، ومصحف بالخط الكوفي، ومصحف مرسوم باليد، وفي أولى صفحاته توجد مجموعة من المآذن بنقش يمكن قراءته من اليمين ومن اليسار "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وقد رسم هذا المصحف الرسام على لطفي سنة 1313 هجرية، وأكثر ما يميز هذه المصحف أن راسمه جمع القرآن الكريم في

 19 صفحة فقط، بالإضافة إلى لوحات وورشة للخط العربي، ولوحات تتضمن مصطلحات وأحرف اللغة العربية.

وكيل الأزهر: العربية ليست مجرد لغة للتواصل والتفكير .. بل لغة العقيدة والشريعة


قال  الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن الحفاظ على اللغة والهوية العربية والإسلامية، مسؤولية دينية ووطنية ومجتمعية تقع على عاتق الجميع؛ كل في مكان عمله وتخصصه وحدود قدراته وإمكاناته، لنحافظ على ديننا وعقيدتنا وهويتنا، مؤكدا أننا ما أحوجنا إلى اليقظة والمقاومة لكل محاولات تذويب الهوية، والعمل الجاد على تقوية مناعتنا الحضارية، من خلال الاحتفاء بلغة القرآن والعناية بها، فهي مفتاح هويتنا، والاعتزاز بها اعتزاز بالهوية، وخدمتها خدمة للدين والوطن.


وأوضح وكيل الأزهر، خلال كلمته اليوم باحتفالية الأزهر باليوم العالمي للغة العربية، أن من فضل الله على الأمة أن ميزها بأجلى عقيدة، وأفصح لسان، وأعظم هوية، مؤكدا أن المحافظة على العقيدة واللسان والهوية مطلب شرعي، وواجب وطني، ومسؤولية مجتمعية، قائلا: "إذا كانت اللغة العربية أحد أركان هوية الأمة؛ فإن المحافظة عليها من الدين".


وأكد الدكتور الضويني، أن الواجب على كل مسلم أن يذود عن اللغة بقلبه حبا لها، وبلسانه تعلما ونطقا بحروفها وبلاغتها، وأن يزود نفسه ما استطاع من الثقافة العربية والإسلامية، وأن يكون على وعي بما تتعرض له اللغة والدين والهوية من هجمات شرسة، وأن يتنبه لصراع قديم متجدد، صراع خفية أدواته، خطيرة آثاره! وهو «صراع الألسنة واللغات»، مشددا على أن اللغة هي أحد أهم مكونات الهوية، ومن أهم عوامل البناء في مختلف الحضارات والثقافات، ومن أول ما يعنى الغزاة المحتلون بمحوه، ومن ثم فإن الصراع اللغوي صراع وجود وهوية.


واستنكر وكيل الأزهر، غياب الفصاحة العربية عن ألسنة كثير من أبنائنا الذين شغلوا عنها برطانات ولغات أعجمية، وأصبحوا يعمدون إلى بضع كلمات أجنبية يقحمونها بين الحين والآخر في حديثهم بلا داع أو مبرر، وكأنما اعوجاج اللسان العربي غاية التحضر والرقي، فضلا عن لافتات الشوارع وواجهات المؤسسات، التي تخلت عن اللغة العربية الفصحى، موضحا أن المشكلة ليست في استعارة بعض ألفاظ من لغات أخر، وإنما الأسى من أن يدور في فم المتكلم العربي لسان غيره، وأن يسكن دماغه عقل غيره!


وقال وكيل الأزهر، إن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية يذكرنا بالحال الذي تحياه هذه اللغة، فالواقع يعلن أن بعض أبناء الأمة العربية قد هجر اللغة الفصحى إلى اللهجة العامية بدعوى التسهيل والتيسير، وأن بعضهم يقدم اللغات الأجنبية عن لغته الأم، أو يرتضي اختراع خليط لغوي عجيب لا نسب له، وكأنهم يظنون بهذا أن التقدم لا يكون إلا بالانسلاخ من اللغة العربية، وكأن اللغة العربية هي المسئولة عن مشكلات حياتنا!، مؤكدا أن هذا الواقع اللغوي يفرض على الأمة العربية أن توجد طرائق متنوعة لتجذير اللغة العربية في نفوس أجيال المستقبل؛ لتبقى حية متوقدة في ألسنتهم وفي أفكارهم، بدءا من المدارس والمؤسسات التربوية، ومرورا بوسائل الإعلام المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي المحدثة التي تأتي بالعجائب وغيرها من أدوات معاصرة.


وشدد وكيل الأزهر على أن اللغة العربية ليست مجرد لغة للتواصل والتفكير فقط، وإنما هي لغة العقيدة والشريعة التي ارتضاها الله رب العالمين لغة لكتابه وسنة نبيه –صلى الله عليه وسلم، كما أنها مفتاح علوم التراث، ولا غنى لعلم من علوم الشريعة عنها، مبينا أنه إذا استعجمت الألسنة صارت العلوم غريبة عن أهلها، وإذا فرق بين العلوم وأهلها صاروا على موائد الأمم العلمية أضيافا إن أحسن إليهم؛ ولذلك كان إكرام اللغة واللسان من إكرام الأمة، وضعف اللغة واللسان من ضعف الأمة.


وفي ختام كلمته، قال وكيل الأزهر، إن لغتنا العربية من أمضى أسلحة بقاء الأمة، وأننا بقدر مسئوليتنا عن الأمة سنحاسب على مكونات هويتها إن فرطنا فيها، داعيا إلى ضرورة تفعيل التشريعات الخاصة بحماية اللغة العربية والنهوض بها، بما يجعلها حاضرة في مختلف ميادين المعرفة والثقافة، والحياة العامة، والأنشطة الفنية والإعلامية، وأن تعمل الدوائر التربوية على إيجاد صيغ وبدائل مرغبة للنشء في دراستها والتكلم بها، مع ضرورة توفر إرادة حقيقية وقرار بآليات تنفيذية يعنى بتعريب العلوم المعاصرة، وأن تصطبغ الرسالة الإعلامية بالصبغة اللغوية الفصيحة، كما دعا فضيلته الدبلوماسيين العرب أن يحرصوا على النطق باللسان العربي في المحافل الدولية، والأوساط السياسية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر وكيل الأزهر محمد الضويني جامعة الأزهر الشيخ أيمن عبد الغني رئيس قطاع المعاهد قيادات الأزهر اللغة العربیة وکیل الأزهر مؤکدا أن

إقرأ أيضاً:

حول "العنف ضد المرأة".. وكيل  أوقاف الإسكندرية يفتتح ورشة عمل تثقيفية للواعظات

افتتح فضيلة الدكتور نجاح عبد الرحمن راجح، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، اليوم السبت ورشة عمل تثقيفية للواعظات تحت عنوان "العنف ضد المرأة... المنظور الديني والاجتماعي"، وذلك بقاعة مسجد سيدي جابر، بالتنسيق والتعاون مع مؤسسة 'كاريتاس" مصر.

وجاء ذلك بحضور  هاني موريس مدير كاريتاس مصر بالإسكندرية، وفضيلة الشيخ وسام علي كاسب مدير المتابعة، وفضيلة الشيخ علي كمال بدير مسئول شئون المساجد، نبيل حسنين مسئول التدريب بديوان عام المديرية.

وفي كلمته، وجّه الدكتور راجح الشكر والتقدير لمعالي  الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، على دعمه الدائم للأنشطة التوعوية، كما أعرب عن امتنانه لمؤسسة كاريتاس مصر وللواعظات المشاركات على جهودهن البارزة في خدمة المجتمع. 

وأكد وكيل الوزارة  أن مديرية أوقاف الإسكندرية تتبنى نهج التعاون مع كافة المؤسسات الوطنية بالمحافظة تحقيقًا لرسالتها في خدمة الدين والوطن والمجتمع، مشددًا على 

 أن الإسلام أولى المرأة مكانة رفيعة، وضمن لها حقوقها كاملة منذ الطفولة وحتى الكبر، مبينًا أن الشريعة الإسلامية ساوت بين الرجل والمرأة في التكليف والمسؤولية والجزاء، استنادًا إلى قوله تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".

 واستشهد وكيل الوزارة   بأحاديث نبوية شريفة تؤكد على مكانة المرأة وضرورة الإحسان إليها في جميع مراحل حياتها، سواء كانت بنتًا، أختًا، زوجةً، أمًّا، أو جدة، مشيرًا إلى أن رعاية المرأة وبرّها يعدان من أعظم القربات إلى الله عز وجل.

واختتم الدكتور راجح كلمته مؤكدًا أن قضايا المرأة تحظى باهتمام كبير من وزارة الأوقاف، من خلال برامج التوعية والتثقيف الديني والاجتماعي، تأكيدًا لدور المرأة المحوري في بناء الأسرة والمجتمع.

IMG-20250426-WA0086 IMG-20250426-WA0078 IMG-20250426-WA0079

مقالات مشابهة

  • ‏وكيل الأزهر: بناء الإنسان مسؤولية دينية ووطنية تتطلب رؤية نقدية وتوازنًا بين الروح والعقل والجسد
  • وكيل الأزهر: عقول الشباب وأجسادهم مستهدفة
  • حول "العنف ضد المرأة".. وكيل  أوقاف الإسكندرية يفتتح ورشة عمل تثقيفية للواعظات
  • وكيل الأزهر: ذكرى تحرير سيناء تحيي آمال النصر وكسر القيود والأوهام
  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُشارك في معرض تونس الدولي للكتاب
  • خطيب مسجد النادي الأهلي.. من هو الدكتور عاصم قبيصي وكيل وزارة أوقاف بني سويف الجديد؟
  • افتتاح معرض "إبداعات التصميم" بالمعهد العالي للفنون التطبيقية
  • السيسي وجيله يرحبان بمبادرة افتتاح مركز الأزهر الشريف لتعليم اللغة العربية في جيبوتي
  • وكيل الأزهر يستقبل رئيس المجلس الفقهي الأسترالي لبحث سبل التعاون المشترك
  • على هامش مؤتمر دولي..رئيس جامعة الأزهر يزور السفارة المصرية في الكويت