معارك عنيفة بالخرطوم ومباحثات أممية لحل الأزمة السودانية
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
أفادت مصادر للجزيرة باندلاع معارك عنيفة في الخرطوم بحري شمال العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط مباحثات أممية لإيجاد حلول للأزمة الإنسانية والاقتتال في السودان.
وذكرت المصادر أن الجيش السوداني استخدم المدفعية الثقيلة والطيران الحربي خلال المعارك التي استمرّت عدة ساعات، وأكدت أن الجيش تمكن من السيطرة على أبراج السلطان التي كانت تتحصن بها قوات من الدعم السريع وتتخذ منها مكانا لقناصتها.
كما أكدت المصادر أن الجيش السوداني يسعى لفك حصار مفروض على سلاح الإشارة والقيادة العامة في الخرطوم عبر المعارك التي تشهدها العاصمة السودانية.
مباحثات أمميةسياسيا، بحث المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء أمس الثلاثاء، إيجاد حلول للأزمة في السودان.
وقالت الإذاعة الموريتانية الرسمية إن لقاء لعمامرة والغزواني تم بالقصر الرئاسي في نواكشوط، وناقش تطورات الوضع الراهن في السودان، خاصة ما يتعلق بالجانب الإنساني وآفاق البحث عن حلول مناسبة للأزمة السودانية.
وتستضيف نواكشوط اليوم الأربعاء اجتماعا للتشاور حول الوضع في السودان بطلب من الأمم المتحدة.
إعلانوقال وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك إن الاجتماع التشاوري ستحضره مختلف الدول والمنظمات التي لها مبادرات من أجل السلام في السودان، دون ذكر تفاصيل محددة بشأن هوية المشاركين.
وكان ولد مرزوك قد أشار الأسبوع الماضي إلى أن موريتانيا "ستقوم بدور تسهيلي قصد التوصل إلى حل ينهي الحرب القائمة في السودان".
واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وقد خلفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 11 مليون سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی السودان
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: المجتمع الدولي لا يدرك “خطورة” الأزمة في السودان
جنيف: أعرب المنسق الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مامادو ديان بالدي عن أسفه لعدم إدراك المجتمع الدولي مدى “خطورة” الأزمة في السودان الذي يشهد حربا أهلية منذ أكثر من سنة ونصف، وقال ديان بالدي في مقابلة مع وكالة فرانس برس في مقر المفوضية في جنيف إن الجهود الدبلوماسية “لا ترقى إلى مستوى الحاجات”. وشدد في عدة مناسبات على أنه “لا أعتقد أن العالم يدرك خطورة الأزمة السودانية وتداعياتها”.
ومع نهاية العام، لم تمول خطة التدخل الإقليمي للمفوضية والعشرات من شركائها، سوى بنسبة 30% للاجئين السودانيين من مبلغ إجمالي قدره 1,5 مليار دولار. ومع ذلك، فإن “الحاجات ضخمة”.
منذ نيسان/أبريل 2023، تشهد السودان حربا بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
ولا يبدو أن نهاية الحرب تلوح في الأفق، حيث كثف طرفا النزاع قصفهما للمناطق السكنية في الأسابيع الأخيرة.
وقال ديان بالدي “هناك مشكلة عالمية، اعتقد الجميع أنها أزمة إقليمية لكنها ليست كذلك” موضحا أن تدفق اللاجئين يؤثر أيضا على البلدان غير المجاورة للسودان “مع توجه 60 ألف شخص على وجه الخصوص إلى أوغندا”.
وأضاف “لذا يمكنكم أن تتخيلوا العدد الذي سيأتي إلى أوروبا إذا استمر الوضع على حاله”.
“مسألة سلام”
أودت الحرب بحياة الآلاف وشردت نحو 12 مليونا مما تسبب في ما تصفه الأمم المتحدة بواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.
ويتبادل الجانبان التهم باستخدام الجوع سلاح حرب ومنع وصول المساعدات الانسانية أو نهبها.
وقال ديان بالدي “خلال 20 شهرا، غادر 3,2 مليون شخص البلاد ونزح أكثر من 8,6 مليونا داخلها. ونحن نواجه أكبر أزمة تتطلب توفي الحماية” للسكان حاليا.
وأضاف “والأمور مستمرة على هذا المنوال”.
وتشعر المفوضية بالقلق إزاء تدفق حوالي 35 إلى 40 ألف سوداني إلى جنوب السودان خلال الأسبوعين الماضيين فارين من تجدد العنف في بلدهم، فيما كانت النسبة سابقا حوالي 800 شخص يوميا بحسب المتحدثة أولغا سارادو.
وحتى الآن وُضع السودانيون الفارون إلى جنوب السودان في مخيمات. لكن المفوضية ترغب في التوجه إلى استراتيجية “التحضر” من خلال شراكة مع وكالة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية. وأوضح بالدي “لا نريد إنشاء مخيمات جديدة لأنها غالبا ما تكون مكلفة وتصعب صيانتها”.
وأمام حجم الأزمة يناشد المسؤول الكبير في المفوضية مجلس الأمن والدول التي لها تأثير على طرفي النزاع و”الذين يغضون الطرف للمساعدة في وقف” الحرب.
وأضاف “ليست مسألة إنسانية فقط إنها مسألة سلام واستقرار وتنمية”.
(أ ف ب)