آلة الحرب الروسية تواجه تحديات اقتصادية متزايدة
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
يواجه الاقتصاد الروسي سلسلة تحديات، من بينها التضخم وتكاليف الاقتراض الباهظة ومخاطر الإفلاس وتباطؤ النمو، مع ارتفاع تكاليف حرب أوكرانيا والعقوبات الغربية.
ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل متكرر عن "فشل" العقوبات، وأشاد بالنمو القوي في مواجهة حالة عدم اليقين غير المسبوقة.
Russia counts the cost of war.
Stubborn inflation, exorbitant borrowing costs, bankruptcy risks and a growth slowdown: the Russian economy is facing a slew of negative headlines, as the costs of the Ukraine war and Western sanctions mounthttps://t.co/F1ytr3iwwv pic.twitter.com/0MGf5ebvRF
وجاءت أحدث انتكاسة للكرملين الأسبوع الماضي، مع بقاء التضخم عند مستوى مرتفع (8.5%)، وعلى خلفية تباطؤ متوقع في العام 2025. وارتفعت الأسعار رغم رفع البنك المركزي الروسي أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ عقدين لتصل إلى 21%.
وتقوم وسائل الإعلام الروسية التي تتجنب عادة التحدث عن أي علامة على السخط الاجتماعي، بالتركيز بشكل متزايد على الأسر التي تعاني ضائقة مالية، وأصبح سعر الزبدة الذي ارتفع بمقدار الثلث منذ مطلع العام، رمزياً، مع سلسلة من التقارير حول ارتفاع حالات السرقة من المتاجر.
السبب الأساسيويرى محللون مستقلون أن الحرب في أوكرانيا هي السبب، ويقول أنطون تاباخ، كبير الاقتصاديين في وكالة إكسبرت للتصنيف الائتماني الروسية "السبب الجذري لمشاكل الاقتصاد هو نقص العمالة والعقوبات، والأعراض هي ارتفاع التضخم".
وهذان العاملان مرتبطان بشكل مباشر بالحرب. ويجعل نقص العمالة الذي يضغط بسبب التركيبة السكانية في روسيا، الاقتصاد أكثر تضرراً.
ويقول الخبير الاقتصادي يفغيني نادورشين، المستشار السابق لوزارة التنمية الاقتصادية، "هذا يعيق نمو الناتج المحلي الإجمالي". ويقدر أن روسيا تفتقر إلى حوالي مليون عامل. وساهم ذلك في ارتفاع الأجور، ما دفع الأسعار التي تحددها الشركات إلى الارتفاع. كما فعلت الزيادة الهائلة في الإنفاق العسكري للكرملين.
ومن المقرر أن يكون الإنفاق الحكومي أعلى بنسبة 67.5% في العام 2025، مقارنة بعام 2021، قبل العملية العسكرية الروسية. وفي مواجهة هذه المبالغ الضخمة، لم يكن لارتفاع أسعار الفائدة حتى الآن سوى تأثير محدود.
وأشارت محافظة البنك المركزي إلفيرا نابيولينا، التي أكدت الحاجة إلى وقف "مرض التضخم المزمن"، إلى أنها سترفع أسعار الفائدة مرة أخرى، يوم بعد غد الجمعة. وأثارت أسعار الفائدة المرتفعة احتجاجات من جانب أرباب العمل، بما في ذلك في الشركات التابعة للدولة، مع بلوغ تكاليف الاقتراض في السوق ما بين 25 و30%.
وقال جيرمان غريف، الرئيس التنفيذي لأكبر بنك مقرض في روسيا، وهو بنك سبيربنك التابع للدولة، هذا الشهر "لا يمكن للاقتصاد أن يستمر على هذا النحو لفترة طويلة". وبينما أعلنت السكك الحديدية الروسية أنها ستخفض الاستثمار بنسبة 40% العام المقبل.
واشتكى حتى أقرب حلفاء الزعيم الروسي بوتين. ووصف سيرغي تشيميزوف، رئيس تكتل روستيك الصناعي العسكري والصديق المقرب للرئيس، أسعار الفائدة التي تزيد عن 20% بأنها "جنون".
ويتوقع المحللون إفلاس العديد من الشركات غير القادرة على إعادة التمويل. وأوضح نادورشين "عدد حالات الإفلاس على وشك الارتفاع بشكل حاد، خصوصاً بين الشركات الصغيرة والمتوسطة. لكن سيكون هناك بعض حالات الإفلاس بين الشركات الكبيرة أيضاً".
تباطؤ النموويتوقع البنك المركزي تباطؤاً حاداً في النمو العام المقبل، إلى أقل من 1.5%، من أكثر من 3.5% هذا العام. واستبعد احتمال الركود التضخمي، انخفاض النمو وارتفاع التضخم، ومع ذلك، تثار هذه المسألة بشكل متزايد في موسكو.
ويضيف تراجع الروبل إلى أدنى مستوياته، مقابل الدولار واليورو منذ مارس (أذار) 2022، إلى هذه المخاوف. وتراجعت العملة الروسية التي تشهد تقلّبات كبيرة منذ 3 سنوات، تحت تأثير عقوبات أمريكية جديدة تستهدف خصوصاً "غازبروم بنك"، الذراع المالية لشركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم".
ولكن هناك بعض الجوانب الإيجابية بالنسبة إلى الكرملين. وملأت الشركات الصينية العديد من الفجوات التي خلفتها الشركات الغربية التي فرت من السوق، وحصلت موسكو على السلع الخاضعة للعقوبات باستخدام وسطاء ودودين.
كما أن العجز في الميزانية منخفض وفقاً للمعايير الدولية، كما ترتفع العائدات الضريبية من مصادر أخرى غير صادرات الطاقة، وقال بوتين الشهر الماضي وسط أزمة العملة "لا يوجد بالتأكيد أي سبب للذعر".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية للكرملين الحرب في أوكرانيا الحرب الأوكرانية روسيا أسعار الفائدة
إقرأ أيضاً:
الذهب يتراجع قبل اجتماع المركزي الأميركي
(رويترز)
أخبار ذات صلة ارتفاع أسعار الذهب تراجع أسعار الذهبتراجعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء بضغط من ارتفاع الدولار وعائدات سندات الخزانة الأميركية مع ترقب المستثمرين لقرار مجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن أسعار الفائدة وسط توقعات بتبنيه نهجا حذرا بشأن تيسير السياسة النقدية العام المقبل.
وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 2642.72 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 1228 بتوقيت جرينتش، كما تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5% عند 2658 دولارا.
وصعد الدولار وعائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات قبل الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) هذا العام والذي يبدأ في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخفض المركزي الأميركي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية غدا الأربعاء، لكن المتداولين يعتقدون بشكل متزايد أنه سيتبنى مسارا تدريجيا في خفض أسعار الاقتراض خلال العام المقبل.
ووفقاً لأداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي، تتوقع الأسواق بنسبة 97% خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في الاجتماع، لكنها تتوقع بنسبة 17% فقط خفضاً مماثلاً في يناير.
وعادة ما ترتفع أسعار الذهب الذي لا يدر عوائد مع انخفاض أسعار الفائدة وأثناء الاضطرابات الاقتصادية أو الجيوسياسية.
ويترقب المستثمرون أيضاً بيانات الناتج المحلي الإجمالي والتضخم في الولايات المتحدة المقرر صدورها في وقت لاحق من الأسبوع، والتي قد تؤثر على معنويات السوق.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.7% إلى 30.31 دولار للأوقية. وهبط البلاتين 0.3% إلى 932.78 دولار والبلاديوم 1.3% إلى 935.03 دولار.