سيعود الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى المكتب البيضاوي في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، تحت شعار التغيير الجذري، واعدا بفرض رسوم جمركية غير مسبوقة، وأكبر عملية ترحيل في تاريخ البلاد وسياسة انعزالية، وذلك بعد حملة انتخابية مليئة بالمفاجآت.

واكتسح ترامب انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بفوزه في جميع الولايات الـ 7 الرئيسية في المجمع الانتخابي: (جورجيا وكارولينا الشمالية وميشيان وبنسلفانيا وويسكونسن ونيفادا وأريزونا)، وفوزه في التصويت الشعبي بدعم 77 مليون شخص.

BREAKING: In a stunning announcement, Donald Trump admits he’ll implement Project 2025’s plan to gut the civil service and create a more politically driven government. It’s one of the ways Trump plans to abuse his power. Retweet so all Americans see this.pic.twitter.com/jvYiJgcwfd

— Democratic Wins Media (@DemocraticWins) September 16, 2024

وبالإضافة إلى ذلك، منح الأمريكيون الجمهوريين السيطرة على مجلسي الكونغرس، الأمر الذي سيسمح لترامب بالمضي قدماً في تنفيذ أجندته "أمريكا أولًا" دون معارضة تقريباً.

وهكذا، حقق ترامب عودة سياسية تاريخية: فقد نجا من محاولتي اغتيال، وتجنب التكلفة السياسية لكونه أول رئيس سابق يُدان في محاكمة جنائية، واجتاز تبعات الاعتداء على مبنى الكابيتول في عام 2021، وهي أقرب ما يكون إلى انقلاب في تاريخ البلاد الحديث. وسيستأنف الرئاسة في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، في حفل سيتضمن الخطاب التقليدي على سلالم مبنى الكابيتول وموكباً إلى البيت الأبيض.

إنفوغراف24| ترامب يشكل حكومته الجديدة - موقع 24بدأ الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في ملء المناصب الرئيسية في إدارته الثانية، مع التركيز حتى الآن على المساعدين والحلفاء، الذين كانوا أقوى داعميه خلال حملته الانتخابية لعام 2024. بدء تنفيذ الخطط

غير أن ترامب لم ينتظر التنصيب رسمياً للعمل: فقد قام بالفعل بتعيين جميع أعضاء حكومته، ولم يخف أي تهديدات للتفاوض بشأن بعض أولوياته، فضلاً عن بدء اتصالاته مع قادة دوليين.

ومن بين الذين تم اختيارهم لحكومته شخصيات تقليدية، مثل السيناتور ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية، وكذلك تعيينات مثيرة للجدل مثل الناشط المناهض للقاحات، روبرت كينيدي الابن، المقترح لرئاسة وزارة الصحة.

وبعض هذه الترشيحات مثيرة للجدل لدرجة أنها قد تواجه عقبات أمام مصادقة مجلس الشيوخ عليها. وهذا هو الحال بالنسبة لبيت هيغسيث، المرشح لمنصب وزير الدفاع، الذي يواجه اتهامات بإدمان الكحول والاعتداء الجنسي. على أي حال، تعكس اختيارات ترامب بوضوح الأجندة التي يسعى إلى تنفيذها خلال أول 100 يوم له في منصبه، وهي الفترة التي عادة ما يكون للرؤساء فيها أكبر قدر من رأس المال السياسي.

ضربة لحكومة ترودو.. وزيرة المالية تستقيل بعد خلاف بشأن رسوم ترامب - موقع 24استقالت وزيرة المالية الكندية كريستيا فريلاند، بعد خلاف مع رئيس الوزراء جاستن ترودو، بشأن قضايا منها كيفية التعامل مع الرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة، مما وجه ضربة غير متوقعة لحكومة لا تحظى بشعبية بالفعل. إجراءات أولية

وفي أول يوم له في المكتب البيضاوي، وعد ترامب بتوقيع أمر تنفيذي لإطلاق أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، بالإضافة إلى العفو عن المدانين باقتحام مبنى الكابيتول وإلغاء سياسات التغير المناخي مثل حوافز السيارات الكهربائية، كما توعد بالانتقام من خصومه السياسيين وتقليص كبير في البيروقراطية الفيدرالية، أو ما يعتبره "الدولة العميقة"، لعدم دعمهم لأفكاره.

ولتحقيق هذه الغاية، قام بتعيين المليارديرين إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي على رأس إدارة الكفاءة الحكومية (DOGE)، بهدف طموح يتمثل في خفض تريليوني دولار من الميزانية الفيدرالية، وهو هدف يعتبره الخبراء شبه مستحيل.

Breaking news: Donald Trump says he plans to impose tariffs on all US imports from China, Canada and Mexico in retaliation for illegal immigration and drug trafficking https://t.co/ZS5j0qluhe pic.twitter.com/qrA09ZuTCm

— Financial Times (@FT) November 26, 2024

وستكون الأولوية الأخرى هي فرض الرسوم الجمركية. وقد هدد ترامب بالفعل بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك إذا لم تكبحا الاتجار بالمخدرات والهجرة غير الشرعية، وحذر من أن السلع الصينية قد تواجه رسوماً جمركية تصل إلى 60%.

وقد كان لهذه التهديدات، التي يمكن أن تكون تكتيكات تفاوضية، تأثير بالفعل: فقد زار رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو مؤخراً ترامب في قصره في فلوريدا.

زيارات دبلوماسية 

واستضاف مقر إقامة ترامب في فلوريدا، الذي أصبح مركزاً للزيارات الدبلوماسية، مؤخراً الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي وسارة نتانياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، برفقة ابنهما يائير. بالإضافة إلى ذلك، سافر ترامب مؤخراً إلى باريس لحضور إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام، حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمير ويليام، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وخلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة، دون أن يوضح كيف، لذا أثار فوزه قلقاً في كييف من أن الحكومة الأوكرانية قد تضطر إلى التنازل عن الأراضي المحتلة لروسيا.

وأما بالنسبة للصراع في غزة، فقد كثف ترامب ضغوطه على حركة حماس، محذراً من أنه سيجعل الحركة تدفع ثمناً كبيراً، إذا لم تفرج عن الرهائن الإسرائيليين في القطاع قبل توليه منصبه. وبالإضافة إلى ذلك، فقد أرسل بالفعل مبعوثه للمنطقة، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل وقطر، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار، حتى قبل توليه منصبه.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب أوكرانيا غزة عودة ترامب غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

عودة ترامب: قلق في الأمم المتحدة من انقطاع التمويل.. والعراق يترقب المتغيرات 

16 يناير، 2025

بغداد/المسلة: عودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض تثير قلقًا عميقًا لدى الأمم المتحدة ووكالاتها، إذ قد تسفر عن زعزعة منظومة دولية متآكلة أصلًا.

التجربة السابقة خلال رئاسة ترامب (2017-2021) عززت هذا القلق، حيث خفضت إدارته المساهمات الأميركية المالية وقطعت علاقات مع هيئات مثل مجلس حقوق الإنسان واليونسكو، وانسحبت من اتفاق باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية.

الخبراء يتوقعون أن تكون الموجة الثانية أكثر سرعة وجرأة. يقول ريتشارد غوان من “International Crisis Group” إن ترامب قد يتخلى عن الاتفاقيات الدولية والوكالات الأممية بلا تردد. كما قد تواجه الأمم المتحدة خفضًا كبيرًا في التمويل الأميركي، إذ إن الولايات المتحدة هي المساهم الأكبر في ميزانية المنظمة.

في المقابل، يواصل مسؤولو الأمم المتحدة التأكيد على أهمية الشراكة الأميركية، حيث وصف المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك التعاون بين الطرفين بأنه “ركيزة أساسية للعلاقات الدولية”. لكن إدارة ترامب الجديدة قد لا تشارك هذا الرأي، خصوصًا أن سفيرته المحتملة لدى الأمم المتحدة، إليز ستيفانيك، وصفت المنظمة بأنها “فاسدة ومشلولة”.

بعض المحللين يعتقدون أن إدارة ترامب قد تسعى لاعتماد قوانين تؤدي إلى انسحاب الولايات المتحدة من الأمم المتحدة. إلا أن جوسي هانهيماكي، أستاذ التاريخ الدولي، يرى أن الانسحاب الكامل غير مرجح، إذ لا ترغب واشنطن في منح الصين نفوذًا أكبر داخل الهيئات الدولية.

الأوضاع قد تزداد صعوبة مع احتمالية اتخاذ ترامب خطوات عدائية تجاه منظمة التجارة العالمية وقطع التمويل عن برامج تعنى بالحقوق الإنجابية.

في ولايته الأولى، ألغت إدارته تمويل صندوق الأمم المتحدة للسكان، متهمةً إياه بالتورط في ممارسات قسرية. وفي حين ترى بعض الوكالات الأممية أنها قادرة على التكيف، فإن أخرى قد تكون أقل استعدادًا لتحمل الضغوط.

الخطر الأكبر قد يتمثل في انسحاب الولايات المتحدة مجددًا من منظمة الصحة العالمية. هذه الخطوة، إن حدثت، قد تشكل “ضربة موجعة”، وفق سوري مون من مركز الصحة العامة في جنيف. ورغم الجهود الدولية لتعويض التمويل الأميركي، إلا أن المصادر البديلة تبدو شحيحة، خصوصًا مع تردد الدول الأوروبية في تقديم موارد إضافية.

في ظل هذه التحديات، بدأت بعض وكالات الأمم المتحدة التفكير في تخفيض النفقات والبحث عن ممولين جدد. الخبراء يحذرون من الاعتماد على دولة واحدة غير مستقرة سياسيًا كمصدر رئيسي للتمويل، مشيرين إلى أن تقلبات السياسة الأميركية تجعل النظام الأممي هشًا أمام الأزمات المقبلة.

ترامب والشرق الاوسط والعراق

عودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض قد تفرض تحديات جديدة على العراق وتؤثر بشكل كبير على مستقبل علاقاته الإقليمية والدولية. فالسياسة الخارجية المتوقعة لترامب، وخاصة موقفه المتشدد تجاه إيران، قد تضع العراق في موقف حرج بين حليفين استراتيجيين: واشنطن وطهران.

قد يعيد ترامب تفعيل سياسة “الضغط الأقصى” على إيران، مما قد يؤدي إلى توترات إقليمية تنعكس مباشرة على الساحة العراقية. كما أن طبيعة الوجود العسكري الأمريكي في العراق قد تشهد تحولات جوهرية، مما قد يؤثر على المشهد الأمني الداخلي واستراتيجيات مكافحة الإرهاب.

من الناحية الاقتصادية، قد يشهد العراق تغيرات في مستوى الدعم الأمريكي والمساعدات التنموية. كما أن سياسات ترامب قد تؤثر على مستقبل الاستثمارات الأمريكية في العراق وعلاقاته التجارية مع الولايات المتحدة.

في السياق الإقليمي، قد تتغير ديناميكيات العلاقات العراقية مع دول الخليج، في ظل التوجهات المتوقعة لإدارة ترامب. هذا قد يؤثر على دور العراق كوسيط إقليمي وقدرته على الحفاظ على توازن في علاقاته مع مختلف الأطراف.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • نائب الرئيس الصيني يحضر حفل تنصيب ترامب في أول حضور لسياسي صيني كبير لحفل تنصيب رئيس أمريكي
  • وعود نتنياهو الكبرى
  • عودة نجومية الباكستاني شبيه ترامب بعد اقتراب تولي الأخير للسلطة .. فيديو
  • قلق في الأمم المتحدة من عودة ترامب إلى البيت الأبيض.. اعرف الأسباب
  • عودة ترامب: قلق في الأمم المتحدة من انقطاع التمويل.. والعراق يترقب المتغيرات 
  • عواقب كارثية.. هل يستطيع ترامب أن يغزو كندا بالفعل؟
  • عودة ترامب .. تثير القلق في أوساط الأمم الممتحدة
  • منظمة حقوقية تحذر: عودة ترامب تهدد الحريات
  • بوكروشة: “نطالب بتغييرات جذرية في إدارة شباب بلوزداد”
  • مستقبل العلاقات الإيرانية الأميركية مع عودة ترامب