من موتور الثلاجة إلى مأساة عائلة.. حريق المنيل يروي حكاية وجع
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
في شارع المنيل بحي مصر القديمة، كتب الحريق فصلًا مأساويًا لعائلةٍ كانت تمثل الرحمة عنوانًا لحياتها، النيران التي بدأت من موتور الثلاجة، حولت شقة صغيرة إلى مسرحٍ للألم، حيث فقدت نهير السباعي (52 عامًا) حياتها مع زوجها وأمها القعيدة، بينما خرج طفلها أحمد وحيدًا يحمل نجاةً أثقلتها الفقد.
لم يكن الموت قدر نهير في البداية، فقد استطاعت الهروب، لكن قلبها الذي لا يعرف إلا العطاء أبى أن يترك أمها، تلك السيدة العجوز التي نالت من جسدها السرطان ومنعت عنها الحركة.
عادت نهير مهرولة وسط النيران لتنقذ من حملتها في بطنها يومًا، ولكن شجاعة الحنين أطفأتها النيران.
الحريق الذي شبّ فجأة خلف الثلاجة كان أشبه بوحشٍ جائع، انطلقت ألسنته تلتهم الأرواح والأشياء، حاول أحمد، الطفل ذو الأعوام العشرة، أن يبحث عن طفاية حريق لدى الجيران، لكن القدر لم يمنح العائلة فرصة النجاة.
انفجار غاز الفريون في الثلاجة أشعل النيران بسرعة، لتنتقل كاللهب بين الستائر والسجاد، محاصرة من في الداخل، ومعلنة النهاية.
نهير، تلك السيدة التي كانت تُطعم الطيور والحيوانات الضالة، وتحنو على قلوب البشر والحيوان، رحلت في ثوب البطولة.
جارتها تحدثت عنها قائلة: "كانت مدرسة أدبٍ وحياة، لم تتأخر يومًا عن مساعدة محتاج، وكانت يدها ممدودة دائمًا بالعطاء."
أما أحمد، فهو الناجي الوحيد من الحريق، حملته العناية الإلهية خارج الشقة في اللحظة التي انفجرت فيها النيران، لكنه خرج يحمل وجعًا أكبر من عمره، طفل فقد أمه وأباه وجدته في لحظة واحدة، وترك قلبه الصغير يئن بين ذكريات الأمس وألم الفقد.
حريق المنيل لم يأخذ الأرواح فحسب، بل أطفأ شعلة الرحمة التي كانت توقدها نهير أينما حلت، وبينما تطوي الحياة صفحة جديدة من مآسيها، يبقى السؤال معلقًا في الهواء الملوث برائحة الدخان: هل كانت هذه النهاية قدرًا حتميًا، أم أن إهمالًا صغيرًا كان يمكنه أن يُبقي النهار حيًا في حياة عائلةٍ كاملة؟!
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: حريق حريق المنيل الحرائق اسباب الحريق
إقرأ أيضاً:
اشتعال النيران فى سيارة ميكروباص بطريق الفيوم القاهرة
اشتعلت النيران في سيارة ميكروباص، اليوم، أثناء سيرها بطريق الفيوم القاهرة عند بوابات محافظة الفيوم، مما تسبب في تلفيات بها وارتباك مرورى.
وقال شهود عيان، إنه أثناء سير الميكروباص بطريق الفيوم القاهرة الصحراوى بحدوث نشوب حريق بسيارة ميكروباص عند بوابات الفيوم، وحجب الرؤية بالطريق بسبب الدخان الكيثف وعدم السيطرة على الحريق ،فيما أبلغ المارة شرطة النجدة وقوات الحماية المدنية والإسعاف إلى موقع البلاغ.
وأضافوا أنه لم يتعرف على وجود أشخاص بداخل السيارة أو من عدمه، ولم يتبين سبب الحريق حتى الآن أو السيطرة عليه بسبب تصاعد الدخان وارتباك حركة المرور.
وتم انتقال قوات الحماية المدنية وقوات الإنقاذ السريع للسيطرة على النيران بطفايات الحريق وكذلك رفع السيارة بونش المرور لإعادة تسيير حركة المرور بالطريق المشار إليه وفحص ما إذا كان بداخلها من أشخاص أم لا.
مشاركة