محتوى فاضح وتشهير.. كيف انتقمت البلوجر هبة السيد من ابنها بعد وقف أرباحها؟
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
ساعات وتمثل البلوجر الشهيرة هبة السيد أمام الدائرة الأولى جنايات الإرهاب والاتجار بالبشر استئناف طنطا المنعقدة بمجمع محاكم وادي النطرون لمحاكمتها بتهمة الاتجار بالبشر عقب بثها مقطع فيديو ادعت فيها اكتشافها علاقة محرمة بين ابنها وابنتها، مدعية ضبطهما في وضع مخل بغرفة نومهما، مستغلة أطفالها الصغار لكسب المال وزيادة أرباحها من المشاهدات المرتفعة.
كما يحاكم زوجها وابنها بتهمة الاشتراك معها في تصوير ونشر مقاطع فيديو خادشة تستغل الأطفال الصغر لتحقيق الأرباح وعرضوا أخلاقهم للخطر.
انتقام الأم
التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة في القضية رقم 7944 لسنة 2023 مركز الخصوص فجرت مفاجآت من اعترافات المتهمين حيث أقرت البلوجر هبة السيد أنها فضحت علاقة آثمة جمعت بين ابنها وابنتها بسبب غضبها من ابنها الذي كان متحكما في كافة حساباتها الالكترونية ومسئولا عن النشر وجمع الأرباح و فوجئت بقيامه بإغلاق حسابها البنكي ومنعها من الحصول على أرباحها من قناة اليوتيوب، بينما برر ابنها فعلتها بفضح علاقته بشقيقته التي حدثت بينهما قبل سنتين انتقاما منه لأنه أغلق حسابها البنكي بعدما طردته وشقيقته من المنزل بسبب قضائهما إجازة العيد لدى والدهما "طليق المتهمة" وعدم تصوير "فيديو العيد" معها ما اثار غضبها وقامت بطردهما من المنزل.
وقالت هبة السيد في التحقيقات: "من حوالي سنة ونص أو سنتين قبل ما اتطلق لما كنا عايشين في البيت القديم اللي فشارع عمر ابن الخطاب كنت نايمة على السرير وطليقي حمدي كان نايم في نفس الأوضة وقمت اشرب وأبص على العيال ودخلت الأوضة بتاعتهم لقيت بنتي كانت نايمة على السرير ومحمد ابني في وضع مخل.
ابن المتهمة قال في التحقيقات: أمي كان قصدها تشهر بيا أنا وأختي علشان في بيننا خلافات لأن الكلام اللي في الفيديو يفضحني أنا وأختي وأمي كانت قاعدة معايا، واتكلمت معايا على المواقف اللي حكتها في الفيديو كانت وعداني إنها نسيت اللي أنا عملته مع أختي واتخانقت معايا لأننا يوم الوقفة روحنا أنا وإخواتي قعدنا عند أبويا وفضلنا بايتين معاه التلات أيام بتوع العيد، وأمي كانت عايزاني أصور فيديو العيد وأنا كنت عند أبويا وهيا اتضايقت من كدا.
محتوى فاضح
أوضحت الدكتورة نهى الجندي المحامية أنها كانت أول من بادر بتقديم بلاغ إلكتروني عبر صفحة النيابة العامة وللمجلس القومي لحقوق المرأة والطفل فور انتشار مقطع الفيديو العقوبات التي تواجه المتهمة باعتبارها بثت فيديو ينتهك براءة أبنائها، كما أنها استغلت طفليها الصغيرين في الظهور معها بالفيديو كشاهدين على ما تقوله.
وقالت الدكتورة نهى الجندي إنها لفت انتباهها مقطع فيديو متداول بكثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، خاصة أن عنوانه كان غريبا للغاية حيث حمل عنوان "ابني وبنتي في وضع غريب على سرير واحد" وعندما شاهدته كان محتواه مريب ويحمل الكثير من الإيحاءات الجنسية واستغلال الأطفال لتحقيق الربح من خلال المشاهدات.
وأضافت الجندي أنها فور مشاهدتها الفيديو تقدمت بعريضة بلاغ إلكتروني إلى النيابة العامة وتم تحرير محضر من المجلس القومي للأمومة والطفولة وأمر النائب العام بفحص البلاغ والفيديو وبناء عليه قررت النيابة العامة بضبط وإحضار المتهمة، موضحة أن الفيديو أثار حفيظتها وغضبها خاصة لما تتلفظ به من ألفاظ خادشة للحياء بجوارها طفليها على الرغم العنوان الذي اعتلى الفيديو و يعرضها للمساءلة القانونية.
الاتجار بالبشر
وعن العقوبات التي تواجهها المتهمة، قالت نهى الجندي إنها تواجه تهمة الاتجار بالبشر طبقا للقانون 64 لسنة 2010 بشأن مكافحة الاتجار بالبشر وإساءة استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي، كما أن تحدثها عن هتك العرض وزنا المحارم بحضور طفليها يوقعها تحت نص المادة 291 من قانون العقوبات والتي تنص على: أنه "يحظر كل مساس بحق الطفل فى الحماية من الاتجار به أو الاستغلال الجنسي أو التجارى أو الاقتصادى، أو استخدامه فى الأبحاث والتجارب العلمية ويكون للطفل الحق فى توعيته وتمكينه من مجابهة هذه المخاطر
وتواجه المتهمة عقوبة السجن من 3 الى 7 سنوات حسب رؤية المحكمة التي تمثل أمامها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السجن الاتجار بالبشر النيابة العامة النیابة العامة الاتجار بالبشر
إقرأ أيضاً:
ظاهرة المؤثرين: بين التغيير الثقافي وهدم الهوية الوطنية .
#ظاهرة_المؤثرين: بين #التغيير_الثقافي وهدم #الهوية_الوطنية .
#أحمد_طناش_شطناوي
رئيس رابطة الكتاب الأردنيين – إربد
في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي قوة رئيسية في تشكيل وعي الأفراد، خاصة النشء الجديد، الذين باتوا أكثر ارتباطًا بالشاشات والمنصات الرقمية من أي وقت مضى، ومع بروز ظاهرة المؤثرين كقادة للرأي العام الافتراضي، أصبح تأثيرهم يتجاوز الإعلام التقليدي، مستغلين قدرتهم على التواصل المباشر والتفاعل اللحظي مع المتابعين، ورغم أن بعضهم يقدم محتوىً هادفًا ومفيدًا، فإن نسبة كبيرة منهم تروج لأنماط ثقافية دخيلة، ما يؤدي إلى تغييرات جوهرية في الفكر والسلوك والقيم، ويؤثر سلبًا على الهوية الوطنية والمجتمعية.
واليوم بات الشباب أكثر عرضة لاستهلاك المحتوى السطحي الذي يكرس مفاهيم خاطئة عن النجاح، حيث يتم ربطه بعدد المتابعين بدلاً من الإنجاز الحقيقي، مما أدى إلى تراجع قيم العمل الجاد والإنتاجية والطموح العلمي والمجتمعي، إن هذا التحول في الأولويات الفكرية للنشء الجديد أوجد جيلاً يسعى إلى الشهرة السريعة عبر التقليد الأعمى، متأثرًا بمؤثرين يروجون للاستهلاك والترف على حساب قيم الانتماء والمسؤولية المجتمعية، وبذلك، أصبح المجتمع يواجه تحديًا جديدًا يتمثل في سيطرة الثقافة الاستهلاكية والبحث عن الإثارة والمتعة السريعة، بدلاً من التفاعل مع القضايا الحقيقية التي تهم الوطن والمجتمع.
إلى جانب ذلك، أدى انتشار المحتوى الذي يعكس ثقافات غربية دون تمحيص إلى تراجع الاهتمام باللغة العربية لصالح استخدام مفرط للغات الأجنبية أو اللهجات الممزوجة، ما ساهم في تآكل الهوية اللغوية، باعتبارها أحد أبرز عناصر الانتماء الثقافي، مما أدى إلى انعكاس هذا التأثير على العادات والتقاليد الأردنية، حيث أصبحت بعض الفئات، خاصة الشباب، تتبنى أنماط حياة بعيدة عن الموروث الثقافي والمجتمعي، ما أدى إلى تغييرات جوهرية في طريقة التفكير والتعاملات الاجتماعية وحتى في القيم الأسرية، التي باتت تواجه تحديات بسبب الانفتاح غير المنضبط على العوالم الافتراضية.
مقالات ذات صلةومع تعاظم هذا التأثير، أصبح من الضروري أن تتدخل الدولة لدعم وإنتاج مؤثرين قادرين على تقديم محتوى متوازن، يعزز الهوية الوطنية ويحافظ على القيم المجتمعية، دون أن يكون ذلك على حساب الانفتاح والتطور.
ولتحقيق ذلك، يمكن تبني عدة استراتيجيات، أبرزها إطلاق منصات وطنية لدعم المبدعين الشباب في مجالات الإعلام الرقمي، وتوفير برامج تدريبية تمكنهم من إنتاج محتوى يجمع بين الإبداع والهوية الوطنية.، كما يمكن تقديم حوافز مالية ومعنوية للمؤثرين الذين يروجون للمحتوى الثقافي والتعليمي والإبداعي، بحيث يتم تحفيزهم على المنافسة الإيجابية بدلاً من الانجراف نحو المحتوى السطحي أو المستورد.
إضافة إلى ذلك، يمكن دمج الإعلام التقليدي مع الرقمي من خلال الشراكات مع المؤثرين الوطنيين، وتوجيههم نحو تقديم محتوى هادف، بحيث يتم تقديم المحتوى الإعلامي بأسلوب يتناسب مع طبيعة المنصات الرقمية الحديثة، مما يسهم في تعزيز الوعي الوطني بأسلوب جذاب ومؤثر.
وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون هناك تنظيم واضح للمحتوى دون فرض قيود صارمة، وذلك بوضع سياسات تشجع على إنتاج محتوى مسؤول ومهني، مع العمل على تعزيز الوعي الإعلامي والتربية الرقمية لدى الشباب، لتمكينهم من التعامل النقدي مع المحتوى الذي يستهلكونه، بدلاً من تلقيه دون تفكير أو تحليل.
وفي السياق نفسه، فإن المناهج الدراسية تلعب دورًا محوريًا في بناء وعي رقمي لدى الأجيال الجديدة، من خلال إدخال التربية الإعلامية ضمن المناهج، بحيث يتعلم الطلاب مهارات تحليل المحتوى الرقمي، والتمييز بين المعلومات الصحيحة والمضللة، وفهم أساليب التأثير الرقمي، مما يعزز قدرتهم على حماية هويتهم الثقافية والوطنية من التأثيرات السلبية.
وبينما يُنظر إلى المؤثرين على أنهم مجرد ناقلين للمحتوى، فإن الواقع يؤكد أنهم أصبحوا أدوات قوية في إعادة تشكيل وعي المجتمعات، سواء بوعي منهم أو بدونه، ولهذا فإن مواجهة التأثير السلبي لهذه الظاهرة تستدعي جهودًا متكاملة من الدولة والمؤسسات التعليمية والإعلامية، لدعم صناع المحتوى الهادف، وتحفيز الشباب على الانخراط في مجالات تعزز هويتهم وتبني وعيهم النقدي، فالرهان الحقيقي اليوم لا يقتصر على ضبط المحتوى الرقمي، بل على بناء أجيال قادرة على التفاعل الواعي مع العالم الرقمي، منفتحة على الثقافات الأخرى، ولكن دون أن يكون ذلك على حساب ثقافتها وهويتها الوطنية.