توقع المفكر السياسي الدكتور، أحمد الصاوي، أن تظل القواعد الروسية موجودة في سوريا رغم سقوط نظام بشار الأسد، وذلك حال بقيت تركيا المسيطرة على السلطة الجديدة في دمشق بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، فضلا عن أنقرة ترغب في استمرار علاقتها بموسكو كورقة ضغط أمام الإدارة الأمريكية التي ترغب بإنشاء دويلات كردية يترتب عليها تهديد الأمن التركي.

وقال الصاوي، في مقال له بعنوان «هل ستحتفظ روسيا بقواعدها في سوريا؟» نشره عبر حسابه على فيسبوك: إن الإجابة على هذا السؤال لن تتأخر كثيرا عن مطلع العام القادم وستكون عظيمة الدلالة على الطرف الأكثر تأثيرا على الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني سابقا).

وأضاف: في تقديري أنه إذا استمرت تركيا ممسكة بزمام الفصائل المسلحة التي تولت تدريبها وتمويلها بتفاهمات مع واشنطن وتل أبيب فإنها لن تمانع في الإبقاء على القواعد العسكرية الروسية في سوريا، مع تخفيض لفاعليتها ومستوى تسليحها لأسباب عدة، أهمها الحفاظ على درجة من الدفء مع موسكو بحكم المصالح المشتركة التي تشمل حركة السياحة الروسية الكثيفة في تركيا، وبناء روسيا لمفاعلات نووية فضلا عن تزويد روسيا تركيا بمنظومة s400 وتبادل تجاري مزدهر يشمل سلعا غذائية وحبوب ومصنوعات والنفط والغاز.

وتابع: قد تشترط تركيا فقط أن تسقط روسيا تصنيفها لهيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية وذلك لتحقيق انتقال سهل وسلس لحكم سوريا إلى الهيئة المحسوبة حتى اللحظة على تركيا.

وواصل: وليس ذلك فحسب فهناك أيضا حاجة تركية لوجود روسي ما في سوريا وهو تواجد لن يخشى بأسه بعد السقوط التام لنظام بشار الأسد، ولكنه يدعم خطة أردوغان في التلويح بعلاقات أكثر قوة مع روسيا في وجه الولايات المتحدة الأمريكية التي ما زالت تصر على تنفيذ خططها بإنشاء دويلات كردية مستقلة في كل من العراق وسوريا، وهو ما ترفضه أنقرة كليا وتعتبره خطا أحمر يهدد سلامة ووحدة الجمهورية التركية، لأنه سينعش آمال الأكراد في تركيا بالانفصال عن الجمهورية التركية.

وأردف: عمليا تحتاج أنقرة لروسيا كورقة ضغط توسع عبرها هامش استقلال قرارها عن سطوة الناتو، لاسيما وأن أمريكا والكيان معا لا يرغبان في أن تؤدي عملية إعادة هندسة الخرائط الجغرافية للمنطقة إلى تضخم أي قوة إقليمية ذات أهداف خاصة، ومن ثم سيعارضان مستقبلا أي مساع تركية لضم أجزاء من الشمال السوري.

واختتم: أما إذا تقرر أن تحل القواعد العسكرية الروسية وتغادر القوات الروسية سوريا نهائيا، فإن ذلك سيعني أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي تسيطر على الحكم الجديد في سوريا، وأنها ستمضي قدما في خططها لتقسيم كل من سوريا والعراق وغيرهما من دول المنطقة.

اقرأ أيضاًبكري: قاتل الشهيد هشام بركات ورفاقه في ضيافة الجولاني.. وسوريا ستصبح قندهار العرب

أردوغان: سوريا بحاجة للدعم من الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية

أمين عام الأمم المتحدة يرحب بالتزام الحكومة في سوريا بحماية المدنيين

القاهرة الإخبارية: اقتصاد سوريا المحاصر يعاني من تضخم مستعر وفقر مدقع |فيديو

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: روسيا سوريا القواعد الروسية في سوريا فی سوریا

إقرأ أيضاً:

روسيا تدعم “سوريا الجديدة” بالنفط

أنقرة (زمان التركية) – استقبلت الموانئ السورية عدة ناقلات نفط روسية، منذ الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، مما يشير إلى دعم روسي غير معلن للطاقة في سوريا، في ظل العقوبات الدولية المفروضة على البلدين.

ومؤخرًا أبحرت ناقلة النفط سابينا من روسيا إلى الموانئ السورية محملة بمليون برميل من النفط الخام، ووفقا للنظام الدولي لتتبع السفن Tanker Trackers، أبحرت الناقلة التي ترفع علم بربادوس من ميناء مورمانسك الروسي إلى ميناء بانياس السوري الغربي وسرعان ما غيرت مسارها. وأوضح الموقع أن التسليم عبر الناقلة التي تزن 158.574 طن كان الجزء الأول من الدفعة التي تم دفعها للسلطات الروسية.

وقبل سابينا، وصلت ناقلة تحمل أكثر من 30 ألف طن من وقود الديزل إلى محطة نفط تابعة لشركة سورية في بانياس بريف طرطوس، كما جلبت ناقلة نفط تحمل اسم بروسبيريتي حوالي 30 ألف طن من وقود الديزل إلى الميناء نفسه.

صفحة جديدة في العلاقات بين سوريا وروسيا

وبعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قدمت روسيا شحنة نفط جديدة إلى سوريا. واستمرت المفاوضات الروسية السورية المشتركة على القواعد العسكرية الروسية التي يثير وجودها استياء الأهالي لكونها نقطة انطلاق جميع الهجمات التي شُنت على المناطق بشمال سوريا.

ذكر الكاتب والمحلل السياسي الروسي، رولاند بيغاموف، أن هذه الناقلة لم تكن أول ناقلة تبحر إلى سوريا بعد سقوط النظام السوري السابق وأنه مع وصول الحكومة الجديدة إلى السلطة، أرادت روسيا الحفاظ على القواعد العسكرية في سوريا بناء على اقتراح من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وخاصة ميناء طرطوس من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

وأضاف بيغاموف أن القاسم المشترك بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس السوري أحمد الشرع هو البراجماتية، مفيدا أن الهدف الرئيسي للروس هو ضمان الاستقرار السياسي والسلامة الإقليمية في سوريا بجانب السماح للشركات الروسية بالعمل في هذه المنطقة وإجراء دراسات استراتيجية للوجود العسكري الروسي في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وذكر الكرملين في بيانه أن بوتين بعث برسالة إلى الشرع يؤكد فيها استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الإدارة السورية الجديدة في مختلف المجالات ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في سوريا في أقرب وقت ممكن.

ووصلت العديد من شحنات النفط إلى سوريا وفقا لنظام تتبع السفن Tanker Trackers، لكن دمشق لم تكشف عنها رسميا، ووصلت أول ناقلة نفط محملة بنحو 29 طنا من المازوت منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد إلى سوريا في 28 فبراير/شباط، بينما وصلت ناقلة أخرى محملة بالغاز الطبيعي المحلي في 12 يناير/كانون الثاني.

العقوبات على سوريا وروسيا

انطلقت ثلاث ناقلات نفط من روسيا التي تخضع للعقوبات بسبب الحرب على أوكرانيا، للتوجه إلى سوريا هذا الشهر، من ثم قامت بتغيير مسارها بعد فترة وجيزة.

وأفادت وكالة بلومبرج بناء على بيانات تتبع السفن أن الناقلة “أكواتيكا” غادرت ميناء مورمانسك في 1 مارس/ آذار الجاري وعلى متنها 680 ألف برميل من النفط الخام، لكن تم تغيير مسارها، الذي يُظهر سوريا وجهة لها، إلى الصين.

وينطبق الشيء نفسه على ناقلة “سكينة”، التي غادرت ميناء مورمانسك بعد أسبوع من إبحار أكواتيكا وعلى متنها مليون برميل من النفط الخام، من ثم غيرت وجهتها إلى مدينة بورسعيد المصرية.

وأفاد موقع Tanker Trackers أن ناقلة سابينا غادرت الميناء نفسه هذا الأسبوع وكانت وجهتها سوريا، لكنها غيرت مسارها إلى بورسعيد، مصر.

وأكد الموقع أن سوريا لا تريد المخاطرة بشراء مليون برميل من النفط الخاضع للعقوبات الدولية وأن طريقة سوريا للوصول إلى النفط الخام ستكون مناقصة شراء النفط الخام التي أعلنتها الوزارة.

وصرّح أحمد سليمان، مدير العلاقات العامة في وزارة النفط السورية، في بيان خاص أن الناقلات التي تصل إلى سوريا تنتمي إلى الشركات التي فازت بالمناقصة.

وأوضح وزير النفط والثروة المعدنية السوري، جياس دياب، أن بلاده تواجه صعوبات في تأمين المشتقات النفطية لأن بعض الآبار النفطية لا تزال خارج سيطرة الدولة.

وشدد الوزير السوري على أن العقوبات، التي قال إنها “لا معنى لها بعد الإطاحة بالنظام”، تُضاف إلى العراقيل التي تواجههم.

وفي أعقاب اندماج قوات سوريا الديمقراطية (SDF) مع الحكومة، أثيرت أحاديث عن انفراجات في قطاع الطاقة ونقل حقول وآبار النفط إلى الحكومة وإنشاء لجان خبراء لمراقبة جاهزية إنتاجها وشروطها الفنية.

ويوضح الروسي بيغاموف أن دعم روسيا يرتكز على أساس “براجماتي إلى حد ما”. وشدد بيغاموف على حاجة سوريا إلى دعم نفطي قائلا: “كانت سوريا تنتج حوالي 350 ألف برميل من النفط يوميا قبل عام 2013. لذلك لم يكن بحاجة إلى استيراد النفط “.

وأشار بيغاموف إلى أن الإنتاج الآن أقل من 40 ألف برميل يوميا وأن معظمه يقع في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، مفيدا أن معظم هذا النفط والغاز الطبيعي يهدر لأنه يستخرج بطرق بدائية للغاية وأنه توجد مشاكل في محطات الطاقة ومحطات الطاقة الكهرومائية والسدود التي بنيت خلال فترة الاتحاد السوفيتي.

وأوضح بيغاموف أنه من المتوقع حدوث تطور في المفاوضات بين دمشق وموسكو قائلا: “يبدو أن هناك بعض الاتفاقات، لكن يجب سحب جميع مطالب تسليم الرئيس السابق بشار الأسد. سوريا بحاجة إلى روسيا في العديد من المجالات وأحدها هو الاقتصاد. ويرافق ذلك الدعم السياسي لروسيا لأنها عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. نحن بحاجة إلى النظر إلى القضية في سياق دولي، فبعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة في واشنطن، أصبحت بعض السيناريوهات أكثر احتمالا كتكهنات الخبراء واستمرار وجود قواعد عسكرية روسية على الأراضي السورية”.

 

Tags: التطورات في سورياالدعم النفطي لسورياالنفط السوريسوريا وروسيا

مقالات مشابهة

  • ماذا قال حزب الإصلاح في ذكرى تأسيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية وماهي الرسائل السياسية التي بعثها إليهم ؟
  • تصريح مفاجئ..ترامب يتحدث عن تركيا وأردوغان
  • لو موند: تركيا تتجه صوب نظام حكم يشبه روسيا وأذربيجان
  • تركيا.. تمديد حظر التظاهرات في أنقرة حتى 1 أبريل
  • روسيا تدعم “سوريا الجديدة” بالنفط
  • رئيس بلدية أنقرة يفاجئ تركيا بقرار غير متوقع
  • تصاعد “احتجاجات أوغلو” وتوقيف صحافيين ومتظاهرين.. تظاهرات إسطنبول تعمق الانقسام السياسي في تركيا
  • تركيا تطلق تحقيقا في بلدية أنقرة بشبهة الفساد
  • حوارات ثقافية| الروائى الفلسطينى نافذ الرفاعى يجيب عن السؤال فى حوار لـ«البوابة نيوز» هل يتغير مستقبل الرواية العربية بعد حرب غزة؟
  • اجتماع أمني في إسرائيل بسبب “مخاوف من نفوذ تركيا في سوريا”