خبراء يوضحون لـ "اليوم" دور الذكاء الاصطناعي في تمكين وانتشار اللغة العربية
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
أكد مختصون بأن اللغة العربية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والحضارية للعالم العربي والإسلامي، والاحتفاء بها فرصة للتأكيد على مكانة اللغة العربية كلغة حية، قادرة على التفاعل مع التحديات والمتغيرات الحديثة.
وأوضحوا في حديثهم لـ "اليوم" بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، بأنها جسر يربط بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، وأثبتت على مر العصور قدرتها على التأقلم والتطور لمواكبة مستجدات العصر، خاصة في ظل الثورة التكنولوجية وتطور الذكاء الاصطناعي.
أخبار متعلقة القيادة تهنئ رئيس المجلس الوطني في النيجر بذكرى يوم الجمهورية لبلادهالقيادة تهنئ أمير دولة قطر بذكرى اليوم الوطني لبلادهوتابع: "ويسعى هذا الشعار إلى استثمار التقنية وتطويعها لخدمة اللغة العربية، مع التأكيد على قدرتها على التكيف مع متغيرات العصر الرقمي، والاستجابة لمجالات عدة تشمل البحث العلمي، المناهج التعليمية، وتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها".
وأكمل: "إن لغتنا العربية تتميز بمرونتها وثرائها اللغوي، ما يجعلها قادرة على التفاعل مع التطورات الرقمية المتسارعة في شتى المجالات".التجديد مع حفظ الهويةوأضاف السلمي أن شعار هذا العام يُبرز أهمية التحديث والتجديد مع الحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي للغة العربية، باعتبارها واحدة من أعرق اللغات وأكثرها تأثيراً، حيث تُمثل رمزًا للهوية الثقافية والحضارية للأمة العربية والإسلامية.
وأوضح أن اتساع نطاق استخدام اللغة العربية، سواءً في أوساط العرب أو المسلمين الذين تعلموها من أجل العبادة وقراءة القرآن، قد ساهم في تعزيز مكانتها كلغة غنية بالتعبيرات والتراكيب التي تتيح لها مواجهة التحديات التكنولوجية الحديثة.مواكبة اللغة العربية للتطورمن جهتها، قالت الأكاديمية أ. د. مليحة محمد القحطاني: "إن اللغة العربية، بمكانتها التاريخية وأهميتها الثقافية، ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي مرآة لحضارة عريقة تمتد لقرون طويلة".
وأضافت: "مع التطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي، يبرز دور جديد للغة العربية يتمثل في المزاوجة بين أصالتها وقدرتها على مواكبة التطور التكنولوجي، حيث تتيح هذه التقنيات فرصًا عظيمة لخدمة اللغة العربية ونشرها عالميًا".د. مليحة القحطاني
وتابعت: "وتشمل هذه الفرص تطوير أدوات تقنية مثل الترجمة الآلية، تطبيقات التعرف على الأصوات، وأنظمة تحليل النصوص. إلا أن هذه التقنيات تواجه تحديات تتعلق بخصائص اللغة، مثل الإعراب وغناها بالمفردات وتعدد معانيها ودلالاتها، مما دفع المطورين إلى إنشاء خوارزميات أكثر تعقيدًا لاستيعاب عمق اللغة ودقتها".
وأشارت القحطاني إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر دوره على تعزيز انتشار اللغة العربية، بل يسهم أيضًا في الحفاظ على التراث الثقافي العربي من خلال رقمنة المخطوطات القديمة وتحليل النصوص الأدبية التراثية.
وأكدت أن هذا التكامل بين التكنولوجيا واللغة يضمن استمرار التراث العربي نابضًا بالحياة ومتجددًا للأجيال القادمة.اللغة العربية والتكيف مع المتغيراتمن جهتها، قالت د. البندري سعيد الغامدي، عضو هيئة التدريس في تخصص اللغويات والنحو والصرف بجامعة الباحة: "تُعد اللغة العربية من أقدم وأغنى اللغات الإنسانية في التعبير والبيان، حيث تجمع بعبقرية بين موردين ثريين: تراث حضاري عريق وتطور معرفي متسارع".
وأكملت: "اليوم العالمي للغة العربية يمثل فرصة ذهبية لإبراز دورها في الحفاظ على الهوية الثقافية للأمة، مع التركيز على التحديات التي تواجهها في ظل التحولات التكنولوجية المعاصرة".د. البندري الغامدي
وأوضحت الغامدي أن ارتباط اللغة العربية بموروثها الثقافي والديني جعلها قادرة على الصمود والتكيف مع التغيرات، حيث أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي اليوم تُوظف بفعالية في مجالات مثل معالجة اللغة الطبيعية، التعليم الإلكتروني، وتطوير المحتوى الرقمي العربي.
كما دعت إلى دعم الأبحاث اللغوية التي تسهم في تطوير أدوات ذكاء اصطناعي تدعم اللغة العربية، وتعزز استخدامها بين الأجيال الجديدة وفي مختلف المجالات.رؤية المملكة في تعزيز مكانة اللغةوأكدت أن جامعة الباحة تعمل جاهدة لتحقيق رؤية المملكة في تمكين اللغة العربية وتعزيز مكانتها عالميًا، عبر دعم المبادرات البحثية التي تجمع بين التراث والحداثة، تحت قيادة حكيمة تولي أهمية بالغة لهذه اللغة باعتبارها جسرًا يربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية يعكس مكانة هذه اللغة كرمز للهوية والأصالة، ويؤكد على أهمية تضافر الجهود بين المؤسسات التعليمية والثقافية والتكنولوجية لضمان حضورها القوي في عصر الذكاء الاصطناعي.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اللغة العربية اليوم العالمي للغة العربية مختصون الهوية الثقافية العالم العربي والإسلامي مواجهة التحديات الماضي العريق المستقبل الواعد الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا التطور مستجدات العصر متغيرات العصر القرآن الكريم المناهج التعليمية التطورات الرقمية الإرث الثقافي الیوم العالمی للغة العربیة الذکاء الاصطناعی اللغة العربیة الحفاظ على
إقرأ أيضاً:
ترامب يروّج لمستقبل غزة بفيديو استفزازي عبر الذكاء الاصطناعي
في مشهد تقني حوّل قطاع غزة المدمّر جراء الحرب الإسرائيلية إلى منتجع سياحي عالمي، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته الخاصة "تروث سوشيال" فيديو تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، يظهر فيه الشكل الذي يأمل أن تبدو عليه غزة في عام 2025.
وحمل الفيديو عنوان "غزة 2025 - ما هو التالي؟"، حيث أظهر الفيديو صوراً تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لسكان غزة النازحين، وهم يسيرون بين الأنقاض، قبل الانتقال إلى مدينة تشبه نيويورك.
في خلفية الفيديو المزعج، كما وصفته صحيفة "مترو" البريطانية، يتم تشغيل أغنية تقول "ترامب، غزة هنا أخيراً، مستقبل ذهبي، حياة جديدة تماماً".
ويعرض الفيديو مستقبلًا افتراضياً للقطاع، إذ ظهرت فيه أبراج تحمل اسم "ترامب غزة"، كما شوهد ترامب بجانب امرأة تمارس الرقص الشرقي، بينما كان الملياردير إيلون ماسك يرمي الأموال في الهواء، والأطفال الصغار يقفزون لالتقاطها.
وعرضت إحدى مشاهد الفيديو أطفالاً يلهون ويركضون على الساحل، بجانب الفنادق التي تم بناؤها على الأنقاض.
JUST IN: President Trump shares a video of an AI vision for the Gaza Strip, ends with Trump having drinks at a pool with Benjamin Netanyahu.
The video also features bearded men in bikini tops.
Nothing could have prepared me for this. pic.twitter.com/1tO19aFN2t
واحتوى الفيديو، الذي لا يتجاوز 35 ثانية، مشاهد لناطحات سحاب تحيط بالساحل مع المياه الزرقاء وأشجار النخيل، إلى جانب ماسك وهو يتناول وجبة خفيفة تحت ظل الشمس.
واختتم الفيديو بتمثال ذهبي كبير لترامب في وسط ساحة المدينة، ومقطع آخر يضم ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو وهما يستجمان تحت أشعة الشمس.
ويتجاهل الفيديو حقيقة ما يعانيه قطاع غزة بعد 15 شهراً من الحرب الإسرائيلية التي دمّرت القطاع تماماً، وشرّدت ما يقرب من مليوني فلسطيني، وأسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف.