جهازُ الاستثمار العُماني يستحوذ على حصة في شركة أمريكية.. عاجل
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
مسقط - العُمانية
استحوذ جهازُ الاستثمار العُماني على حصة في شركة "أكس أيه آي" الأمريكية المختصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ ترجمةً لتوجهاته للاستثمار في التقنيات المتقدمة ضمن القطاعات الاستثمارية المتنوعة.
وتعد هذه الشركة إحدى شركات رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، وواحدة من أفضل خمس شركات في هذا المجال، حيث تمكنت من تحقيق إنجازين يتمثلان في إنشاء مركز ضخم للبيانات في الولايات المتحدة الأمريكية، وإطلاق النسخة المطورة من المنصة "جروك 2".
وقال معالي عبد السّلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني إن هذا الاستثمار يعد أحد الممكنات لدى سلطنة عُمان للاستفادة من التقنيات الرائدة عالميًّا في مجالات مختلفة.
من جانبه وضح إيلون ماسك: "أن الشراكة العُمانية في منصة "أكس أيه آي" ستؤتي ثمارها عندما نبني معًا ذكاء اصطناعيّا فائقًا يمكّننا من حل العديد من المشكلات"، مشيرًا إلى أن الشركة ستنتهي قريبًا من تدريب النموذج "جروك 3" الذي سيكون أذكى نموذج للذكاء الاصطناعي في العالم.
وتعد منصة "أكس أيه آي" منظومة تسعى إلى ريادة تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل قادر على فهم وتحليل المعلومات وقواعد البيانات اللحظية والمباشرة وهو ما يفتقر إليه العديد من النماذج المنافسة.
كما توفر هذه المنظومة أدوات تقنية متقدمة وتحليلات شاملة لتمكين المستخدمين من استكشاف التعليمات وتحسينها لنماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة ومعالجة مجموعة واسعة من البيانات البصرية، بما في ذلك الوثائق والمخططات والرسوم البيانية والصور الفوتوغرافية.
يذكر أن جهاز الاستثمار العُماني يعد أيضا أحد المساهمين في شركة "سبيس أكس" المختصة في تقنيات الفضاء التي أسسها إيلون ماسك، وتمتلك منظومة الاتصالات القائمة على الأقمار الصناعية "ستارلينك"، وقد حقق الجهاز حتى الآن معدل عائد داخليًّا على الاستثمار في هذه الشركة يبلغ أكثر من 37 بالمائة بالتوازي مع توسع عمليات الشركة وإطلاق خدمات الاتصالات الفضائية في مختلف دول العالم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الاستثمار الع مانی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟
في إحدى المناسبات الاجتماعية، وجدت نفسي طرفاً في نقاش محتدم حول الذكاء الإصطناعي. كان بعض الحاضرين يرونه المستقبل الحتمي، الذي لا مهرب منه، وأنه سيُحدث نقلة نوعية في حياتنا، جاعلاً إياها أكثر يسرًا وإنتاجًا. وعلى الضفة الأخرى، وقف من يراه تهديدًا داهمًا، وكابوسًا مقبلًا قد يعصف بوظائف البشر، وربما يُفضي إلى نهايات مأساوية لا تختلف كثيرًا عمّا تُصوّره أفلام الخيال العلمي. وبين هذين الرأيين، جلست متأملاً، أتساءل: ما الذي يدعو بعض الناس إلى هذا الخوف العميق من الذكاء الإصطناعي؟
طالعتُ مؤخرًا مقالًا تناول هذه المسألة بشيء من التحليل، وبيّن أن رفض الذكاء الإصطناعي لا يعود إلى الخشية من فقدان الوظائف فحسب، بل يمتد إلى أسباب نفسية أعمق وأبعد غورًا. ومن أبرز هذه الأسباب، أن الذكاء الإصطناعي بالنسبة للكثيرين لا يزال بمنزلة “الصندوق الأسود”؛ يُنجز أعمالًا مبهرة دون أن يُفصح عن كيفية اتخاذه لتلك القرارات أو الأسباب الكامنة خلفها. والبشر بطبيعتهم يميلون إلى الفهم والإدراك، فإذا واجهوا أنظمة تتخذ قرارات غامضة، دون تفسير بيّن، نشأ لديهم شعور بالتهديد. ولذا، فإن الثقة بتقنيات الذكاء الإصطناعي تزداد حين تكون قراراتها مفسّرة ومعلّلة، سيما إذا اقترنت بشروحات مقنعة تبيّن لماذا اختارت هذه النتيجة دون غيرها.
ثم أن ثمة عقبة أخرى، وهي أن الذكاء الإصطناعي يفتقر إلى المشاعر والعواطف. والناس بطبعهم يفضّلون التفاعل مع من يُظهر تعاطفًا وتفهّمًا لحالاتهم النفسية والانفعالية. من هنا، يبدو الرفض واضحًا لاستخدام هذه التقنيات في مجالات تتطلب لمسة إنسانية، كالعلاج النفسي أو تقديم المشورة في العلاقات الشخصية. إلا أن بعض الشركات تسعى لتجاوز هذه المعضلة، بمحاولة إضفاء مسحة إنسانية على الذكاء الإصطناعي، وذلك بمنحه أسماء مألوفة وأصواتًا ودودة، كما هو الحال مع “أليكسا” و”سيري”، مما يُسهّل على المستخدمين التفاعل معه وقبوله.
ومن بين الأسباب التي تُثير حفيظة البعض تجاه هذه التقنية، اعتقادهم بأنها جامدة لا تتغير، ولا تملك مرونة البشر في التعلّم من الأخطاء. فالإنسان، وإن أخطأ، يتعلّم ويطوّر أداءه، بينما يُنظر إلى الذكاء الإصطناعي على أنه آلة صمّاء، لا تعرف التراجع ولا التصحيح. غير أن الحقيقة أن كثيرًا من الأنظمة الذكية مصمّمة لتتعلّم وتتطور مع مرور الوقت، كما نرى في خوارزميات التوصيات لدى “نتفليكس”، التي تتحسّن كلما زاد تفاعل المستخدم معها.
أما أكثر ما يُثير الهلع، فهو الخوف من أن يبلغ الذكاء الإصطناعي حدّ الاستقلال التام، فيتّخذ قرارات دون تدخل بشري، مما يولّد شعورًا بفقدان السيطرة. لذا، ليس من الغريب أن نرى الكثير من الناس يتحفّظون على السيارات ذاتية القيادة، خشية أن تنقلب إلى “آلات مجنونة” تتحكّم في مصائرهم. والحل يكمن في إيجاد توازن دقيق، يُبقي الإنسان داخل دائرة القرار، ويمنحه شعورًا بأنه ما زال ممسكًا بزمام الأمور.
ومهما بلغ الذكاء الإصطناعي من تطوّر وتقدّم، فلن يكون بديلاً عن الإنسان، بل أداة في خدمته، تُعينه على تحسين حياته وتيسيرها. فالرهان الحقيقي لا يكمن في مقاومته أو رفضه، بل في إدراك كيفية التعامل معه بحكمة، بحيث يتحوّل إلى حليف لا خصم، وشريك لا خصيم.
jebadr@