"روح الروح".. ملحمة خالد نبهان تذكرنا بغزة
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
بين أروقة السياسة وأصوات القضايا العالمية، انشغل العالم برحيل بشار الأسد عن السلطة في سوريا وظهور اسم أحمد الجولاني، المطلوب دوليًا بتهم الإرهاب، كبديل مؤقت. وسط هذه الزحمة الإعلامية، انطفأت الأضواء عن غزة حيث تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في حصد أرواح الأبرياء. إلا أن قصة الشيخ الفلسطيني خالد نبهان جاءت كجرس إنذار، كأنها رسالة عابرة للحدود، لتعيد العالم العربي إلى قلب المأساة الفلسطينية، حيث لا تزال جرائم الاحتلال تُكتب بدماء الأطفال والشيوخ.
خالد نبهان... الجد الذي لم يكن عادياً
لم يكن خالد نبهان مجرد جد محب أو مواطن فلسطيني عادي. كان قصة متجسدة من الأحزان والأشواق، تحمل ملامح شعب يُذبح يومياً بصمت العالم. أصبح خالد بصوته وابتسامته المغمسة بالوجع أيقونة تحكي للعالم قصة غزة المحترقة.
رحل خالد شهيداً كما عاش مُحباً، بعد أن سبقته حفيدته "ريم"، التي كانت "روح الروح" كما وصفها. مشهد خالد وهو يحمل جسد ريم الصغير من تحت الأنقاض، يعانقها كأن الحياة ستعود إليها، كان صورة تلخص مأساة غزة وتعيد للأذهان المعاناة اليومية التي يتجرعها هذا الشعب الصامد.
قبل عام واحد فقط، كانت ريم، الطفلة ذات الثلاث سنوات، تملأ البيت ضحكاً وفرحاً. لكن صواريخ الاحتلال الإسرائيلي اختارت أن تجعلها رمزاً آخر للمجازر. جسدها الصغير، المغطى بالدماء، كان شاهداً على حرب لا تفرق بين طفل وشاب، شيخ أو امرأة.
في تلك اللحظة، خسر خالد قطعة من روحه. كان حضنه الذي احتوى حفيدته الأخيرة هو نفسه حضن الصمود، يضمها وهو يدرك أن العدوان يستهدف كل ما ينبض بالحياة في غزة.
شاءت الأقدار أن يولد خالد وحفيدته في الشهر ذاته، ديسمبر، وأن يكون هذا الشهر شاهداً على وداعهما للحياة بفارق عام واحد. بعد استشهاد ريم، جاءت حفيدة جديدة أطلق عليها خالد اسم "روجاد"، وهي كلمة تعني وقت صلاة الفجر، في إشارة إلى النور الذي ينبعث من بين ظلمات الاحتلال.
لكن خالد لم يعش طويلاً ليحتضن نور "روجاد"، فقد كان ينتظر بفارغ الصبر اللحاق بروح حفيدته الأولى. رحل شهيداً، تاركاً وراءه رسالة حب، صمود، وإيمان بقدسية الحياة رغم وحشية الموت.
قبل استشهاده بأيام، نشر خالد تغريدة يقول فيها: "هل نلتقي؟ فالبُعد مزّق خافقي. هل نلتقي من بعد شوق مُحرق؟". كانت كلماته اختصاراً لكل مشاعر الفقد التي عاشها منذ أن فارقت حفيدته الحياة. كان يعلم أن رحيله قريب، لكنه لم يخشَ الموت، فقد كان يرى فيه لقاءً طال انتظاره.
خالد نبهان... صوت غزة الذي لن ينطفئ
لم يكن استشهاد خالد نبهان مجرد إضافة إلى قائمة ضحايا الاحتلال، بل كان تذكيراً صارخاً بحقيقة المأساة الفلسطينية. رحيله، كما رحيل ريم، هو ملحمة إنسانية تصفع وجه التجاهل العالمي.
قصة خالد نبهان هي قصة الشعب الفلسطيني بأسره؛ شعب يُقاتل على جبهة الحياة، رغم آلة الحرب التي لا تفرق بين طفل وشجرة، شيخ وزهرة. إنها حكاية لا تزال تُكتب بالدم والأمل، صرخة تتحدى الصمت، ورسالة تقول: "غزة ستظل حية في أرواحنا جميعاً".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمجد مصطفى ملحمة خالد روح الروح سوريا الحرب الإسرائيلية خالد نبهان
إقرأ أيضاً:
صاحب مقولة «روح الروح» يلحق بحفيدته في قصف إسرائيلي (شاهد)
عرضت قناة القاهرة الإخبارية، تقريرا تليفزيونيا بعنوان «صاحب مقولة «روح الروح» يلحق بحفيدته في قصف إسرائيلي»، والذي سلط الضوء على استشهاد خالد نبهان الفلسطيني الذي اشتهر بفيديو توديعه لحفيدته التي استشهد جراء العملات العسكرية الإسرائيلية منذ عدة شهور.
ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 45,059 شخصا منذ بدء العدوان جيش الاحتلال يُعلن مقتل جنديان في معارك جنوب غزة خالد نبهانوأفاد التقرير: «ذهبت روحه إلى «روح روحه»، خالد نبهان هذا الرجل المُسن من سكان قطاع غزة الذي اشتهر بعد وداع حفيدته الصغيرة ريم بكلمات زلزلت أسماع العالم، «روح الروح» بعدما استشهدت جراء قصف إسرائيلي ليرى العالم حينها بشاعة الاحتلال الذي لم يرحم حتى الأطفال فأمطرهم بقنابله وصواريخه مواصلا قتل البراءة بدم بارد».
وأضاف: «استشهد خالد نبهان إثر قصف للاحتلال الإسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليلقى الرجل ربه شهيدا بعد عاما من استشهاد حفيدته ريم أو «روح الروح» كما أطلق عليها نبهان خلال الوداع الأشهر والذي صار رمزا لصبر سُكان قطاع غزة على أهوال الحرب الإسرائيلية».
سكان غزةوتابع التقرير: «عام كامل جسد فيه خالد نبهان صبر سكان غزة ومعاناتهم أمام جبروت الاحتلال ووحشيته، عام عمل خلاله الجد نبهان على إغاثة سُكان القطاع وتقديم الطعام لأطفال غزة الذين انهكهم الجوع والحصار».
الآليات الإسرائيلية تطلق النار تجاه خيام النازحين بالمواصيوكان مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس، قال إن الآليات الإسرائيلية تطلق النار تجاه خيام النازحين بالمواصي في قطاع غزة بشكل كثيف ومفاجئ، ما جعل الكثير من العوائل في هذا التوقيت تعيش حصارا وطوقا عسكريا بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل على تلك المنطقة.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن 4 مصابين جرى نقلهم إلى المستشفى البريطاني الميداني بالمنطقة الجنوبية الغربية من مدينة خان يونس، وكثيرا من المناشدات التي تصل من هناك تفيد بالحاجة الملحة إلى وصول سيارات الإسعاف، ولكن لا يوجد تنسيق بين وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصليب الأحمر من أجل السماح بمرور هذه السيارات لانتشال المصابين من تلك المنطقة التي تقدمت بها الأليات العسكرية الإسرائيلية.
وتابع: «تعد هذه المرة الثانية التي تتعرض بها هذه المنطقة للتوغل في غضون 72 ساعة»، موضحا أنه بمجرد تراجع الآليات العسكرية الإسرائيلية سوف تتضح الأضرار والدمار الذي يخلفه الاحتلال الإسرائيلي، إذ يعمد في كل مرة إلى تدمير ما تبقى من مبان سكينة قرب منطقة المواصي غرب مدينة رفح.