أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
الزمن وحده يجمع كل سقوط ويكشف حقيقة كل عزلة يكتب على جُدر الرحيل إن أول الميّتين هم الذين يحاولون قتل أوطانهم !!
وفي يونيو الماضي قالت صحيفة "غارديان" البريطانية إن الإتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات جديدة على مايقارب 6 شخصيات عسكرية سودانية قد تزيد او تقل حسب عملية جمع المعلومات حولها وذلك
بسبب أنهم يغذون الصراع الذي أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم وبعد مرور ستة أشهر على ماكشفته "غاردين"
فرض الإتحاد الأوروبي أمس عقوبات على قياديين في الجيش وقوات الدعم السريع
وشملت العقوبات مدير الإستخبارات في الجيش السوداني، محمد أحمد صبير، ومدير جهاز المخابرات الأسبق صلاح عبدالله “قوش”.
ورئيس دائرة العمليات بقوات الدعم السريع عثمان محمد حامد، ووالي غرب دارفور التجاني كرشوم جاءت حيثيات القررار باتهام “محمد علي صبير”، بمضايقة واعتقال واحتجاز أعضاء المجتمع المدني بشكل تعسفي
وقوش لكونه وراء العديد من الإجراءات التي إتخذتها القوات المسلحة السودانية وإدارة عمليات المخابرات.
فيما أتهم القرار “عثمان عمليات”، بأنه المسؤول عن انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني التي ترتكبها قوات الدعم السريع وقال القرار أن “التجاني كرشوم” المعين من قبل الدعم السريع والياً لغرب دارفور، قيام بتسهيل تجنيد الميليشيات للقتال إلى جانب الدعم السريع، وتورطه في التخطيط والتوجيه وأرتكاب إنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني في غرب دارفور
وبحث الإتحاد الاوربي لمدة ستة أشهر يعني أنه قام بجمع الأدلة الكافية والتمحيص في كل التقارير المقدمة حول من هم الذين يقفون خلف لهب النيران ويقتلون الشعب السوداني، و يعملون على إستمرارالحرب، فبالرغم من أن القرار تأخر كثيرا سيما في مايتعلق بمدير جهاز الأمن والمخابرات الأسبق صلاح عبد الله قوش لكنه يعتبر اول المفاتيح المستخدمة على الأبواب المغلقة التي تستهدف الغرف السرية لإدارة محرك الحرب، وقد يكون تأثير قرار العقوبات على قوش للحد من تمدد الصراع أقوى من تأثيرها على صبير القائد العسكري ومدير الإستخبارات العسكرية لأن قوش يعتبر العقل المدبر لحرب السودان وذلك بسبب غبنه على التغيير الذي كان ينتظر أن يكون جزءا من قيادته بعد أن غدر بإخوانه وكان يعتقد انه يشتري بذلك المستقبل في حكم مابعد الثورة، وعندما وجد نفسه خارج اللعبة كان اليد الباطشة التي خططت للحرب وفتنتها ودمارها عبر جهاز الأمن والمخابرات
فقوش هو رئيس مجلس سيادة الطرف الثالث في الحرب لأن الذين يديرونها الآن من ضباط جهاز الأمن والمخبارات هم ( اولاد قوش) الذين يعتبرون أن الرجل هو الرئيس الفعلي وهو الدولة التي يعلو قرارها على قرار حكومة البرهان
وجهاز الأمن والمخابرات الحقيقي هو الذي يقوده قوش وليس هو الجهاز الشكلي الذي يعمل مع حكومة البرهان حتى أن قوش هو كان صاحب قرار تمرد هيئة العمليات وتقع تحت سيطرته مجموعات كبيرة من الضباط داخل الخدمة وخارج الخدمة ، وقبل اربعة اشهر فقط كان آخر إجتماع للقيادات الإسلامية معه ، الإجتماع الذي حضره كرتي واسامة عبد الله كما أن قوش هو الذي يدير جميع الغرف الإعلامية الداعمة للحرب
لذلك أن خطوة الإتحاد الأوربي تعد من أهم الخطوات التي تتجاوز السطح وتدخل الي العمق فماوراء القيادة العسكرية تقف شخصيات لها القدرة والقبضة على القرار في وقف الحرب وإستمرارها مثل ماكان لها القدرة على إشعال نيرانها
وتعتبر الخطوة واحدة من الخطوات الجوهرية التي تضع اليد على الجرح بعد تشخيص طويل
وقيادات الدعم السريع تعتبر جرائمها هي الأفظع على مر الزمان والتاريخ وثقها العالم ورُفعت فيها عشرات التقارير وعثمان عمليات من الشخصيات الخطيرة التي ساهمت في إستمرار الحرب ويُعد العقلية المخططة التي تسببت في موت الآف المواطنين وارتكاب أبشع الجرائم وجرائم الحرب
كان ولازال الرجل الذي يستحق المحاسبة والعقاب دولياً
وللقرار مابعده فالأتحاد الأوربي أحد طرفي المعادلة الدولية للحل السلمي للأزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية العملية التي حاول عرقلتها جهاز الأمن برعاية واشراف قوش فمن الذي يقف خلف رفض البرهان ومن الذي يفرض حصارا على القرار العسكري، من الذي لايستطيع الجنرال تجاوزه بقبول التفاوض ومن هو "العقبة" على طريق الحوار!!
هو بلا شك جهاز أمن التنظيم الإخواني الذي يحركه صلاح قوش فخطاب الجنرال الذي سبق القرار أكد فيه أنه سيواصل في حربه مع الإسلامين لذلك أن القرارات الآنية والقادمة ستأتي ضد الإسلاميين الذين تحدى بهم البرهان العالم.
طيف أخير :
#لا_للحرب
يتحدث وزير إعلام حكومة بورتسودان أكثر مما يفعل وهذا يؤكد أن الإعيسرفشل في خلع جلباب المحلل المهووس بالظهور، ويؤكد أكثر من ذلك أن تعيينه فقط جاء للعب ذات الدور الذي كان يلعبه ولا أكثر!!
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع جهاز الأمن
إقرأ أيضاً:
"رايتس ووتش" تتّهم قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي في السودان
الخرطوم - اتّهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد التي تشهد حربا دامية منذ أكثر من عام ونصف العام.
وأكّدت المنظمة في تقرير نشرته الاثنين 16ديسمبر2024، أن عشرات النساء والفتيات، تراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرّضن للعنف الجنسي، بما في ذلك اغتصاب جماعي واستعباد جنسي في ولاية جنوب كردفان السودانية.
وتخضع ولاية جنوب كردفان بجزء كبير منها لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وهي مجموعة مسلحة عناصرها إلى حد كبير من الإثنية النوبية وغير ضالعة مباشرة في النزاع الحالي.
منذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسبّبت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
وتواجه قوات الدعم السريع أيضا الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال للسيطرة على المنطقة.
وبحسب "هيومن رايتس ووتش"، تعرّضت الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن وغالبا أمام عائلاتهن، بينما اختطفت بعضهن واستُعبدن.
وروت امرأة نوبية عمرها 35 عاما أن ستة مقاتلين من قوات الدعم السريع "يرتدون زيا باللون الكاكي اقتحموا مسكن" عائلتها، "وقال أحد الرجال: يا نوبية، اليوم يومك". ثم اغتصبها الرجال جماعيا. وأضافت "حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي الدعم السريع النار عليهما وقتلهما. ثم استمروا في اغتصابي، الستة جميعهم" بحسب التقرير.
وقالت امرأة ثانية عمرها 18 عاما إن "مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها في شباط/فبراير مع 17 امرأة وفتاة أخريات من فايو إلى قاعدة عسكرية، حيث احتُجزن مع مجموعة من 33 امرأة وفتاة كن هناك أصلا".
وتابع التقرير "تحت السيطرة الكاملة لخاطفيهن من قوات الدعم السريع، احتُجزت النساء والفتيات في ظروف استعباد، وفي بعض الأحيان رُبطن بالسلاسل"، وأضاف "كل يوم لثلاثة أشهر، اغتصب المقاتلون النساء والفتيات وضربوهن، ومن بينهن الضحية البالغة من العمر 18 عاما، وهي جرائم تشكل أيضا استعبادا جنسيا".
وروى التقرير كذلك قصة هبة (22 عاما) التي فرت من منزلها في كادقلي التي اجتاحها القتال أيضا أواخر العام 2023. وبينما كانت عائلتها تمر عبر ضواحي بلدة قريبة، "اقترب منهم أفراد قوات الدعم السريع بزيهم الرسمي وأجبروهم على الركوع على الأرض، ثم أمروا الأسرة باتباعهم. رفضت عائلة هبة، فبدأ المقاتلون إطلاق النار، فقتلوا والدها ووالدتها وزوجها".
وروت هبة "بعد ذلك قالوا +إلى أين أنت ذاهبة؟ سنستخدمك ثم نتخلص منك+ (...) اغتصبني الخمسة جميعهم، واحدا تلو الآخر. كان أطفالي بجواري مباشرة، يشاهدون ويبكون. قالوا لأطفالي أن يصمتوا ثم اغتصبوا أختي أيضا".
- "انتهاك للقانون الانساني" -
واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي هي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".
ولفتت إلى أن "أعمال العنف الجنسي هذه (...) تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة".
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر حذّر الشهر الماضي خلال زيارة للسودان من وباء عنف جنسي تتعرض له النساء في البلد الغارق في الحرب، محذّرا من أن نطاق هذه الاعتداءات الجنسية "غير مقبول".
وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر قالت الأمم المتحدة في تقرير إنّ جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة".
وأوضحت المنظمة الأممية أنّها أجرت تحقيقا أكّد أنّ معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.
وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان. إن وضع المدنييّن الأكثر حاجة، ولا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلّب معالجة عاجلة".
وقال عثمان الذي يرأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في نيسان/أبريل 2023، "لا يوجد مكان آمن في السودان الآن".
Your browser does not support the video tag.