سودانايل:
2025-03-25@13:47:27 GMT

في الذكرى السادسة للثورة والاستقلال معا لوقف الحرب

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

بقلم : تاج السر عثمان

1
تتزامن الذكرى السادسة لثورة ديسمبر مع الذكرى ٦٩ للاستقلال من داخل البرلمان في ١٩ ديسمبر ١٩٥٥، التي تتطلب تكثيف النضال الجماهيري لوقف الحرب واسترداد مسار الثورة، في ظروف تعاني فيها البلاد من ويلات الحرب التي شردت الملايين وأدت لمقتل وفقدان الآلاف ، وتدمير البنية التحتية، والابادة الجماعية ونهب الأراضي ومناجم الذهب وممتلكات المواطنين واحتلال منازلهم، وتوقف عجلة الاقتصاد، وتدهور مريع في الأوضاع الإنسانية والمعيشية، اضافة لخطر تقسيم البلاد وتمزيق وحدتها باطالة أمد الحرب، والاعلان عن تكوين إدارات محلية في مناطق سيطرة الدعم السريع موازية لحكومة الأمر الواقع في بورتسودان، والإعلان عن تكوين جكومة منفي، في غياب الجماهير ومؤسساتها الدستورية،، اضافة للخطر من إطالة أمد الحرب ، مما يهدد السيادة الوطنية، ويزيد من حمى التدخل الدولي للمحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، بهدف نهب ثروات البلاد ،هذا إضافة لخطر المجاعة التي تهدد حوالي ٢٦ مليون مواطن سوداني، فضلا عن مصادرة الحريات والحقوق الأساسية من طرفي الحرب، وحالات التعذيب للمعتقلين حتى الموت، وقصف الجيش والدعم السريع لمواقع المدنيين، مما يؤدي للزيادة المستمرة في ضحايا وجرحي الحرب، كما يحدث في الفاشر، الخرطوم وامدرمان وبحري، والجزيرة.

الخ..

2
كما اوضحنا سابقا لم تكن ثورة ديسمبر حدثا عفويا، بل كانت تحولا نوعيا لتراكم كمي طويل من المقاومة الباسلة لشعب السودان ضد نظام الانقاذ الفاشي الدموي لحوالي 30 عاما التي عبرت عنها الهبات والاضرابات والمظاهرات، والاعتصامات التي واجهها النظام باطلاق الرصاص الحي مما أدي إلي مئات الشهداء كما حدث وسط الطلاب وأبناء البجا وكجبار والمناصير وهبة سبتمبر 2013 ويناير 2018، وشهداء التعذيب الوحشي في سجون وبيوت أشباح النظام، والالاف المشردين من أعمالهم والمعتقلين، وضحايا التعذيب الوحشي في المعتقلات، والشهداء في حروب الابادة في الجنوب حتى تم انفصاله، اضافة لقمع المرأة التي لعبت دورا كبيرا في مقاومة نظام الانقاذ الذي استهدفها، وفي جرائم الابادة الجماعية في دار فور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان، وثورة ديسمبر التي استشهد فيها المئات من الشباب والكنداكات، كل ذلك لم يفت في عضد جماهير شعبنا، التي ما زالت تواصل نضالها لوقف الحرب واستكمال مهام الثورة.

٣
كما جاءت ثورة ديسمبر رغم خصوصيتها علي خطي تجربة الثورة المهدية وثورة اكتوبر 1964م وتجربة انتفاضة مارس- ابريل 1985 في السودان التي اوضحت أن الثورة تقوم عندما تتوفر ظروفها الموضوعية والذاتية التي تتلخص في:
– الأزمة العميقة التي تشمل المجتمع باسره، ووصول الجماهير لحالة من السخط بحيث لا تطيق العيش تحت ظل النظام القديم.
– تفاقم الصراع داخل النظام الحاكم الذي يشمل الطبقة أو الفئة الحاكمة والتي تؤدي الي الانقسام والصراع في صفوفها حول طريقة الخروج من الأزمة، وتشل اجهزة القمع عن أداء وظائفها في القهر، وأجهزة التضليل الأيديولوجي للجماهير.
– وأخيرا، وجود القيادة الثورية التي تلهم الجماهير وتقودها حتى النصر.

٤
طرحت ثورة ديسمبر شعارات الحركة الوطنية و الجماهيرية التي رفعتها بعد انفجارها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية فى معركة الاستقلال ١٩٥٦، وثورة اكتوبر ١٩٦٤ كما في :
- الحرية والديمقراطية والحياة المعيشة الكريمة، وتوفير حق العمل للعاطلين.
- العدالة والسلام ووقف الحرب والسيادة الوطنية.
- استعادة أموال وممتلكات شعب السودان المنهوبة.
- محاسبة الفاسدين الذين دمروا البلاد ومشاريعها الصناعية والزراعية والخدمية.
- قومية الخدمة المدنية والنظامية، وعودة المفصولين من الخدمة المدنية والنظامية.
- حل المليشيات (الكيزان والجنجويد، وجيوش الحركات)، وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية.
وغير ذلك من الأهداف التي تم التوقيع عليها في ميثاق قوي الحرية والتغيير الموقع عليه في يناير ٢٠١٩ الذي تم الانقلاب علية بالتوقيع على" الوثيقة الدستورية" المعيبة التي كرست الشراكة مع العسكر وقننت الجنجويد دستوريا، وحتى" الوثيقة الدستورية" كما أوضحنا سابقا تم الانقلاب عليها، كما في التوقيع على اتفاق جوبا الذي تحول لمحاصصات ومناصب، وأخيرا تم إطلاق رصاصة الرحمة عليها بتدبير انقلاب ٢٥ أكتوبر 2021 الذي وجد مقاومة جماهيرية كبيرة، وفشل حتى في تشكيل حكومة، وجاء الاتفاق الإطارى بتدخل إقليمي و دولي، الذي أدي للصراع بين الجيش والدعم السريع حول مدة دمجه في الجيش، واشعل نيران الحرب الجارية حاليا، التي تتطلب مواصلة المقاومة الجماهيرية لوقفها ومنع تمددها واطالة أمدها، واسترداد الثورة في ذكراها السادسة وذكرى الاستقلال من داخل البرلمان. .

٥
في ذكرى الاستقلال من داخل البرلمان وثورة ديسمبر نستلهم تجربتها في عدم تكرار انتكاسة ثورة اكتوبر 1964، وانتفاضة مارس - أبريل ١٩٨٥، مهم مواصلة الثورة في أوسع حراك جماهيري حتي تحقيق أهدافها في الآتي
المحاسبة وعدم الافلات من العقاب في جرائم الحرب، ومجزرة فض الاعتصام وبقية الجرائم ضد الإنسانية.
تفكيك التمكين واستعادة أموال الشعب المنهوبة
- _ أن تضع الدولة يدها علي كل الشركات العاملة في الذهب والبترول ة، وتخصيص جزء من عائداته لتنمية مناطق الانتاج والمحافظة علي البيئة، ومراجعة كل الاتفاقات حول تأجير الأراضي الزراعية التي تصل الي 99 عاما، لمصلحة شعب السودان والمناطق المحلية.
- رفض سياسة التحرير الاقتصادي، وتحسين الأوضاع المعيشية وتركيز الأسعار ودعم السلع الأساسية، ومجانية خدمات التعليم والصحة وتوفير خدمات المياه والكهرباء، وإعادة تأهيل المشاريع الزراعية والصناعية والخدمية لدعم الإنتاج وتقوية الصادر والعملة المحلية وتوفير العمل للعاطلين ،الخ. وتقليل الصرف علي جهاز الدولة وميزانية الأمن والدفاع التي تصل 76 % ، وزيادة ميزانية التعليم والصحة والتنمية، ووقف الحرب التي اورث شعبنا الفاقة والمسغبة .
- تحقيق السلام والحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشكلة بالأتي :-
* الديمقراطية وإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات.
* رفع حالة الطوارىء ، واطلاق سراح كل المحكومين.
*الترتيبات الأمنية بحل كل المليشيات " دعم سريع ، جيوش الحركات..الخ" ، وقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية. .
* تسليم البشيروالمطلوبين في جرائم الابادة الجماعية للجنايات الدولية.
* عودة النازحين لمنازلهم وقراهم ، وإعاد تأهيل واعمار مناطقهم وتعمير ما دمرته الحرب ، وعودة المستوطنين لمناطقهم ، والتنمية المتوازنة.
* قيام الدولة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو العرق أو اللغة أو الثقافة، وحماية ثقافة ولغات المجموعات المحلية.
* قيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية ، الذي يقرر كيف تحكم البلاد؟ ، ويضع الإطار لدستور ديمقراطي بمشاركة الجميع ، وقانون انتخابات ديمقراطي ولجنة مستقلة تضمن قيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.
- الغاء كل الاتفاقيات العسكرية التي تفرط في سيادتنا الوطنية، والخروج من محور حرب اليمن وعودة قواتنا منها ، وقيام علاقاتنا الخارجية علي أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخري، التفاوض لعودة كل الاراضي السودانية المحتلة. وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة.

alsirbabo@yahoo.co.uk  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ثورة دیسمبر

إقرأ أيضاً:

خبيران: إسرائيل تريد استسلام العرب وهذا المطلوب لوقف تمددها

تواصل إسرائيل مجازرها الدموية بحق سكان قطاع غزة، منذ استئنافها الحرب فجر الـ18 من الشهر الجاري، وسط تساؤلات بشأن المطلوب عربيا وإسلاميا لوقف خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوسعية في المنطقة.

وحسب الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، فإن إسرائيل تريد فرض الاستسلام على العرب، في حين أن الأمن القومي العربي مهدد بقوة في ظل أطماع نتنياهو.

ولكن المرزوقي أبدى قناعته، خلال حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"، بأن لدى الزعماء العرب -في حال اتحدوا- القدرة على وقف إسرائيل ولجم تغولها على الدم الفلسطيني، مرجحا أن "تطول الحرب ما لم تستيقظ الشعوب ويتحرك القادة العرب في ظل مرحلة تاريخية".

وقال أيضا إن إسرائيل وحلفاءها الغربيين يريدون من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الانتحار والتي ترفض ذلك وتفضل القتال حتى آخر نفس على الاستسلام.

وجدد المرزوقي التأكيد على ضرورة أخذ موقف عربي موحد وصلب ومتين، مشددا على أن تحرك الشعوب العربية والإسلامية بعد صلوات الجمعة يعتبر "نقطة فارقة لوقف الحرب" ومن شأنه أن يوصل رسالة للغزيين بأن محيطهم العربي والإسلامي لن يتركهم وحيدين بمواجهة آلة الحرب الوحشية الإسرائيلية.

إعلان

وفي سياق تعداده لما يمكن للعرب أن يقوموا به لنصرة غزة، طالب المرزوقي بطرد سفراء إسرائيل في الدول العربية والإسلامية وقطع العلاقات معها، إضافة إلى وضع الجيوش العربية في حالة استنفار، خاصة مع عزم نتنياهو الذهاب إلى ما هو أبعد من غزة والضفة الغربية.

وحسب آخر بيانات وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تجاوز حاجز 50 ألفا -ثلثهم من الأطفال- في حين تخطى عدد الإصابات 113 ألفا.

وأعرب المرزوقي عن قناعته بأن نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يعطيان أي قيمة للقمم العربية التي عقدت على مدار فترة الحرب، إذ أن "الشرعية في العالم حاليا للقوة السياسية والاقتصادية والعسكرية".

وأكد الرئيس التونسي السابق أن إسرائيل كشفت عن حقيقة نواياها تجاه المنطقة، وأنها لم تعد تخفي نيتها التوسعية في عدة دول عربية، مشددا على أن انضمام مزيد من الدول العربية لما يسمى اتفاقيات أبراهام "لن يحمي أي دولة عربية مما يخطط لها إسرائيليا وأميركيا على حساب سيادتها ووجودها واستقرارها".

"وضع مترهل"

من جانبه، طالب أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي الدول العربية بتوجيه رسائل واضحة للبيت الأبيض تؤكد رفضها التام لـ"تصفية شعب وقضية عادلة، وتغيير ديمغرافيا سكانية عبر تطهير عرقي في غزة والضفة".

ووصف الشايجي اشتراط وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر وقف الحرب إذا أطلقت حماس سراح الأسرى وألقت سلاحها بأنه "هروب إلى الأمام" متسائلا عن اليوم التالي للحرب وعشرات الأسئلة التي تحتاج إجابة.

وأبدى أسفه لصمت العالم خاصة المسلمين والعرب، إزاء مشاهد أول حرب إبادة وتطهير عرقي على الهواء مباشرة، مؤكدا أن عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي للحرب لا مبرر لها، ولفت إلى عدم اهتمام نتنياهو وإدارتي بايدن وترامب لما خرج عن القمم العربية بشأن الحرب على غزة.

إعلان

وقد دخل قطاع غزة -حسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة- مرحلة خطيرة نتيجة الحصار وإغلاق المعابر، خاصة مع تعمّد جيش الاحتلال منع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية وقطع الغيار للمولدات الكهربائية الخاصة بالمستشفيات، ومئات الجراحين والوفود الطبية.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن الاحتلال يُمعن في فرض سياسة التجويع القسري والتعطيش، مما تسبّب في انتشار سوء التغذية، خاصة بين الأطفال، وتدمير أكثر من 700 بئر.

وبينما أقر أن النظام العالمي لا يرتقي للمأساة في ظل ما سماه النفاق الأوروبي، قال الشايجي إن النظام العربي بوضع مترهل، مؤكدا أن ما يجري في غزة وما يخطط له القادة الإسرائيليون يهدد الأمن القومي المصري واللبناني والسوري.

وبشأن "طوفان الأقصى" قال الأكاديمي الكويتي إنه عطل أجندة التطبيع مع إسرائيل في المنطقة، وكذلك نسف صورة الديمقراطية الإسرائيلية المزعومة.

مقالات مشابهة

  • اتفاق تاريخي بين الحكومة والمعارضة لوقف العنف بموزمبيق
  • عبد الله حمدوك.. المدني الذي آثر السلامة فدفعه الجيش إلى الهامش
  • الجيش السوداني: تحرير مجمع العافية الطبى وتطهير أحياء مكركا والكفاح وقشلاق
  • طالبة كورية داعمة لفلسطين تقاضي إدارة ترامب لوقف ترحيلها
  • خبيران: إسرائيل تريد استسلام العرب وهذا المطلوب لوقف تمددها
  • جنوب السودان على صفيح ساخن: هل تندلع حرب ثالثة؟
  • الجيش السوداني يكشف عن تدمير عربات قتالية وجرارين يقلان عناصر من الدعم السريع 
  • تعرف على نوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأميركي في ضرباته ضد الحوثيين في اليمن؟
  • أبرز المواقع التي سيطر عليها الجيش السوداني في الخرطوم
  • وزير الخارجية الإيراني: خيار الحرب ضد صنعاء محكوم عليه بالفشل