قال الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إن  الدولة المصرية نجحت باقتدار في إدارة علاقاتها الخارجية رغم التوترات والصراعات الإقليمية من خلال التركيز على بناء علاقات متوازنة ومستدامة، على المستويين الدولي أو الإقليمي، بما يحقق مصالح الشعب المصري، لافتا إلى أن مصر تحت قيادة الرئيس السيسي تعتمد على سياسات الاتزان الاستراتيجي رغم حالة الاستقطاب الدولي التي خلقت حالة من التجاذب والصراعات بين دول العالم.

وأضاف "محسب"، أن مصر تواجه التوترات الإقليمية الراهنة بخطة متعددة المحاور تشمل أدوات سياسية، اقتصادية، وأمنية تهدف إلى حماية مصالحها القومية وضمان استقرارها الداخلي والخارجي، من خلال التركيز على الأمن القومي حيث اعتمدت مصر على تعزيز القدرات العسكرية، وتطوير القوات المسلحة بتحديث المعدات والتدريبات لمواجهة التهديدات المحتملة، لا سيما على الحدود الشرقية والغربية، فضلا عن خوض حرب شرسة على الإرهاب في سيناء للقضاء على التنظيمات الإرهابية التي حاولت السيطرة على هذه المنطقة.

وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن الدبلوماسية المصرية تميزت بتعددية الأطراف، حيث سعت إلى بناء تحالفات إقليمية متنوعة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع الدول العربية والإفريقية لمواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب، الأزمات الاقتصادية، والتغير المناخي، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة، روسيا، والصين لضمان دعمها السياسي والاقتصادي، وتعزيز علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي غير التقليدية، وهو ما ساهم في فتح آفاق جديدة أمام الدولة المصرية.

وشدد النائب أيمن محسب، على الدور المصري الفاعل في حل قضايا المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية حيث كانت مصر وسيطا فاعلا من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، فضلا عن دورها في توصيل المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى جميع أنحاء القطاع، وخلق رأي عام عالمي داعم لضرورة بدء مساء سياسي لتنفيذ حل الدولتين وفقا لمقررات الأمم المتحدة وعلى الحدود المقررة عام 1967 ، باعتبار ذلك البوابة الأساسية لاستقرار الشرق الأوسط، مؤكدا أن الدولة المصرية نجحت في إدارة ملفاتها وعلاقاتها الخارجية بما يخدم المصالح الوطنية.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور أيمن محسب الدولة المصرية وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب مجلس النواب الدولة المصریة

إقرأ أيضاً:

هل هدأت التوترات الأمنية في صحنايا وجرمانا؟

قال مسؤول في العلاقات العامة التابعة لوزارة الإعلام السورية إن منطقة أشرفية صحنايا تشهد انتشارا "مسؤولا ومنظما" لوحدات الأمن العام وقوات من وزارة الدفاع، في ظل الجهود المبذولة لحفظ الاستقرار، بهدف تأمين الأهالي وتعزيز الشعور بالأمان بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخرا.

ولفت المسؤول في حديث للجزيرة نت، إلى أن الحياة بدأت بالعودة إلى طبيعتها تدريجيا، وسط تعاون كبير بين السكان والجهات المختصة، التي تعمل على تأمينهم والحفاظ على ممتلكاتهم، وتسيير حركة تنقلهم وإكمال أعمالهم وأشغالهم، وأكد في الوقت نفسه على أن وحدة الموقف وتكاتف جميع أبناء الوطن، مدنيين وعسكريين، هو السبيل الأوحد لحماية استقرار بلدنا ومجتمعنا.

وكانت العاصمة دمشق شهدت توترات أمنية في بلدة أشرفية صحنايا ومدينة جرمانا، بعد الاعتداء على حاجز للأمن العام عند أحد مداخل جرمانا، ما أدى لمقتل عنصرين وجرح آخرين، لتندلع بعدها اشتباكات أدت لمقتل 14 شخصا من الطرفين.

وجاءت هذه التوترات عقب انتشار رسالة صوتية تم التعرض فيها للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، نسبت إلى أحد مشايخ العقل من الطائفة الدرزية، الذي بدوره خرج بمقطع فيديو ونفى صلته بها.

إعلان

وعقب هذه التوترات أرسلت وزارة الداخلية قوة مدعومة من وزارة الدفاع لإعادة الأمن للمنطقة وفرض الحماية لتأمين المدنيين، وثم دخل وفد من محافظة دمشق والتقى الجهاتِ الدينية والمدنية في المنطقة للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين.

ما وراء الكواليس

ينحدر أغلبية سكان مدينة جرمانا وبلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا من الطائفة الدرزية، وتخضع لسيطرة الفصائل العسكرية التابعة للسويداء، والتي لم تنضوِ تحت سلطة سوريا الجديدة حتى الآن، وتشهد العلاقة بينهم وبين الدولة توترات من الناحية التنظيمية والعسكرية والأمنية.

وقال مصدر أمني خاص للجزيرة نت إن "ما حدث ليس وليد اللحظة، إنما هو مخطط بدأ العمل عليه قبل 10 أيام بإشراف الشيخ حكمت الهجري والمجلس العسكري في السويداء، وفي حال نجاحه كان سيتبع بتحركات من مكونات أخرى داخل الحدود وأخرى من خارجها، حيث كان من هدفهم الأول قطع الطريق بين العاصمة دمشق ومطار دمشق الدولي".

وأضاف أن هذه التراكمات والتوترات تسببها عدة جهات من الفصائل في السويداء، وبدأ العمل عليها منذ اليوم الأول لـ"تحرير" سوريا، وتنقسم إلى 3 فئات:

الأولى: مرتبطة بالنظام البائد، وبينهم جنود وعناصر وبقايا فلول وعناصر وضباط أمنيين، وهم مجموعات امتهنت تجارة المخدرات بأنواعها، بالإضافة للسلب والنهب. الثانية: مرتبطة بشكل عضوي بإسرائيل وتأخذهم كشعار للتهديد، وحقق ذلك التواصل بينهم تصريحات إسرائيلية مستمرة بالتهديد لمن يعتدي عليهم. الثالثة: مرتبطة بالمليشيات الشيعية، وتتلقى أوامرها منهم، ويحاولون إثارة القلائل بشكل دائم.

وأشار إلى أن الشيخ حكمت الهجري يخضع لقرارات أحد أبنائه، وهو سلمان، الذي يتخذ القرارات ويكتب البيانات التي تصدر عن الشيخ، وكان هو المتسبب بتوتر العلاقة بين الهجري وطارق الشوفي رئيس المجلس العسكري الذي تم تشكيله بالسويداء، عقب طلب سلمان من أبيه أن يكون هو قائد المجلس العسكري العام، والشوفي قائدا عسكريا، بينما رفض الأخير ذلك فتوترت العلاقة بينهما.

البعض يتهم الشيخ حكمت الهجري والمجلس العسكري في السويداء بالوقوف وراء الأحداث الأخيرة والتخطيط لها (مواقع التواصل) تياران

من جهة أخرى، قال الراصد العسكري أحمد خطاب للجزيرة نت إنه خلال الوقت الذي كانت عمليات ردع العدوان قد سيطرت على محافظة حمص وقطعت الطريق إلى الساحل السوري، لجأ كبار الضباط والمجرمين التابعين للنظام البائد إلى الشيخ حكمت الهجري، الذي كان معروفا بمواقفه المؤيدة للأسد.

إعلان

وأضاف أن الضباط من قيادات الصف الأول، الذين كانوا موجودين بقطعهم العسكرية في مطار خلخلة ومطار الثعلة، وقيادة الفيلق الأول الواقعة بريف السويداء، فروا باتجاه الهجري بعد دخول إدارة العمليات العسكرية للمنطقة في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، وما زالوا للآن بحمايته.

كما أشار خطاب إلى أن المخدرات التي كان يجري تهريبها باتجاه الأردن كانت تتم من خلال الفصائل العسكرية التي تأتمر بأمر الشيخ حكمت الهجري.

لكنه بالمقابل لفت إلى أن القسم الأكبر من أبناء السويداء يتبنون موقفا معارضا لأي صدام مع الدولة، ولا يأخذون موقف العداء من أي طرف موجود في سوريا، وهم مؤيدون للحكم الجديد، ويعتبرون أنفسهم من التيار الوطني والذين ينتمون للوطن الأم سوريا.

وأضاف أن عددا من قادة الفصائل العسكرية ومشايخ العقل هم مع الدولة السورية، وضد الانفصال والانقسام أو التوجه نحو إسرائيل، وخص بالذكر:

الشيخ حمود الحناوي: الذي يحمل الموقف الوطني منذ القدم، ولم يذهب باتجاه طلب الدعم أو الحماية من إسرائيل، وهو قريب من الدولة السورية الجديدة. ليث البلعوس: المعروف بمعارضته للنظام السابق، وكان والده من المعارضين أيضا، وساعد خلال الثورة السورية بمنع الشباب في السويداء من الالتحاق بقوات النظام السابق وقتال الشعب السوري. الشيخ يوسف جربوع: الذي يعتبر إسرائيل عدوا ولا يجب الاقتراب منها. سليمان عبد الباقي: الذي وقف لجانب الدولة وحاول بشكل مستمر -منذ تحرير سوريا- المساهمة في إدخال مؤسسات الدولة إلى السويداء. الأمير حسن الأطرش: الذي رغم تحالفه خلال الفترة الأخيرة مع المجلس العسكري إلا أنه يتمتع بالحس الوطني وموقفه معروف بمعارضة النظام السابق. مبرر الحزم العسكري

يقول الكاتب والباحث السياسي بسام سليمان للجزيرة نت إن "الحزم من قبل الدولة السورية جاء لكي لا تستساغ فكرة الاعتداء على الأمن، والوقف بحزم ضد أي اعتداء على قوات الأمنية، كما حدث في صحنايا".

إعلان

وأضاف أن "التدخل الإسرائيلي كان هو السبب الأهم الذي جعل الحسم العسكري حتميا، لقطع الطريق على إسرائيل حتى لا تتدخل بالشأن السوري، لأن السكوت عن ذلك التجاوز سيجعلها تتدخل في كل أمر صغير أو كبير".

ولفت إلى أن هذه المنطقة تشكل حزاما حول العاصمة دمشق، حيث تربط جرمانا بين دمشق ومحافظة السويداء، أما أشرفية صحنايا فتقع على طريق مطار دمشق، وقد تشكل جماعات مسلحة فاصلا بين العاصمة والمطار، وهذا لا يمكن السكوت أو غض الطرف عنه.

وأشار إلى من حق أي دولة -كانت ناشئة أو جديدة أو غير ذلك- أن تقتلع أي قوة خارجة عن القانون وتحمل السلاح، وخاصة تلك التي توجد قرب نقاط حساسة ومهمة بالقرب من العاصمة، وعلى طريق حيوي مثل مطار دمشق الدولي.

تشكل كل من جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا حزاما حول العاصمة دمشق (الجزيرة) صفيح ساخن

بعد ساعات من التوتر في مدينة جرمانا، عادت الحركة الطبيعية للسكان القاطنين فيها، بعد تأمين مدخل المدينة للداخلين والخارجين إليها من قبل الأمن العام الداخلي والشرطة التابعين لوزارة الداخلية السورية.

لكن الوضع في المدينة مستمر على صفيح ساخن، في ظل وجود فصائل عسكرية تتبع للسويداء وتملك أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة، في الوقت الذي تطالب فيه الدولة السورية بنزع السلاح بشكل كامل وحصره بيد الدولة فقط.

وفي لقاء مع محلل عسكري -فضل عدم الكشف عن اسمه- قال للجزيرة نت إن "جرمانا منطقة حساسة جدا أمنيا، فهي تقع في خاصرة دمشق الجنوبية الشرقية، وتضم تركيبة سكانية متنوعة، درزية ومسيحية وسنية، وشهدت في السنوات الماضية توترات أمنية متقطعة".

ولفت إلى أن المدينة تعاني في الوقت الراهن من وضع أمني هش، وحالة من الاحتقان الشعبي نتيجة غياب الدولة الاجتماعية وتغوّل المليشيات المحلية، بالإضافة لانتشار السلاح والفوضى الأمنية، وهذا يدفع القوى الأمنية الحكومية لتكثيف تدخلها تحت ذريعة "فرض النظام ونزع السلاح".

إعلان

كما تنتشر في جرمانا مخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة مع مجموعات محلية مسلحة، بعضها مرتبط بعصابات تهريب ومخدرات، وبعضها الآخر ذو طابع أهلي أو مناطقي.

وأشار إلى أن السيناريوهات المحتملة في جرمانا تنحصر بين تصعيد أمني محدود عبر مداهمات واعتقالات مركزة، أو احتمال الدخول في صدامات مسلحة حال وجود رفض لنزع السلاح أو دخول القوات الأمنية، أو عقد تفاهم محلي برعاية الوجهاء والمسؤولين الحكوميين لتجنب التصعيد، خاصة أن النظام يسعى لتجنب جبهات داخلية مفتوحة وهو مشغول في الشأن الخارجي.

وأضاف أن ما جرى في أشرفية صحنايا يمكن اعتباره اختبار للجميع، وله عدة دلالات كإنهاء ظاهرة السلاح المنفلت والعصابات، وإعادة هيبة السلطة في محيط العاصمة خاصة بعد ازدياد جرائم القتل والخطف، كما قد تتابع قوات الأمن والجيش التحرك نحو جرمانا وغيرها، لكن بوتيرة محسوبة، كي لا تفتح مواجهة شاملة.

واعتبر المحلل أن "بقاء الوضع كما هو في جرمانا والسويداء سيكون بمثابة تشجيع لمناطق أخرى على إبداء قدر من التمرد أو الاستقلال، والحكومة تخشى انتقال العدوى" حسب قوله.

مقالات مشابهة

  • هل هدأت التوترات الأمنية في صحنايا وجرمانا؟
  • بدر بن حمد يبحث مع وزير الخارجية العراقي التطورات الإقليمية والدولية
  • الخارجية التركية تعلق على التوترات في ريف دمشق.. وجهت رسالة للاحتلال
  • وزير الخارجية ونظيره الأردني يبحثان المستجدات الإقليمية والدولية
  • وزير الخارجية ووزيرة خارجية فنلندا يبحثان هاتفيًا المستجدات الإقليمية والدولية
  • وزير الخارجية ونظيرته الفنلندية يبحثان هاتفيًا المستجدات الإقليمية والدولية
  • الدولار.. في حالة إرتفاع وسط التوترات
  • باكستان تسقط طائرة استطلاع هندية في كشمير وسط تصاعد التوترات الإقليمية
  • الوليلي والمسلماني يبحثان استعادة القوة الإعلامية المصرية في إفريقيا
  • برلماني: قناة السويس خط أحمر ولن نقبل المساس بالسيادة المصرية