روسيا بين جبهتين.. انسحاب من سوريا وهجوم في أوكرانيا
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
في الوقت الذي تسحب فيه روسيا قواتها ومعداتها من سوريا، يشير هجومها الصاروخي يوم الجمعة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا إلى أن الكرملين عازم على إظهار قوته العسكرية بعد تراجعه في سوريا.
وتقول الكاتبة إيمي نوز في مقالها بصحيفة "وول ستريت جورنال" إن انهيار حكومة بشار الأسد، التي تدعمها موسكو عسكريًا منذ ما يقرب من عقد من الزمان، والخسارة المحتملة للقاعدة البحرية الروسية الرئيسية في طرطوس، إلى جانب قاعدتها الجوية في اللاذقية، بمثابة ضربة مدمرة لصورة روسيا كلاعب رئيسي على الساحة العالمية".
وترى الكاتبة أن الاضطرابات في سوريا تهدد أيضًا مكانة فلاديمير بوتين في الداخل. مرارًا وتكرارًا، تعهد بوتين بحماية نظام الأسد. في يوليو(تموز)، رحب الأسد في الكرملين لإجراء محادثات فردية. وفي الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، في مكالمة هاتفية مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أعرب بوتين عن دعمه غير المشروط للرئيس السوري، لكنه كان قد قرر بالفعل التخلص منه.
"The swift fall of Assad's regime is likely to embarrass Putin and his ex-KGB cohort at home. Russian hardliners have been critical of Putin for the…war in Ukraine. They and other Russian elites may now also blame him for 'losing Syria.'" — @courtneywmh https://t.co/uV5J7Uz1ed
— RAND (@RANDCorporation) December 17, 2024وتشير التقارير إلى أن الرئيس السوري السابق زار الكرملين في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) للتوسل من أجل التدخل العسكري الروسي ضد فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، وتلقى ردًا سلبيًا.
وترى الكاتبة أن محاولات الكرملين للسيطرة على الأضرار تسلط الضوء فقط على فشله في سوريا. ففي حديثه بالدوحة في 7 ديسمبر (كانون الأول)، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى هيئة تحرير الشام، باعتبارها منظمة إرهابية. ولكن بحلول اليوم التالي، كانت وزارة الخارجية تطلق عليها اسم "جماعة معارضة مسلحة".
كما وكتب المحلل السياسي مكسيم كاتز، أن "الطيران الروسي في سوريا كان يقصف بشكل مكثف القوات المتقدمة لأكثر الناس فظاعة على وجه الأرض.. ولكن فجأة.. تحول هؤلاء من إرهابيين إلى معارضة.. في الشرق الأقصى كانوا لا يزالون إرهابيين، وفي موسكو كانوا بالفعل معارضة مسلحة".
Opinion | Putin’s Humiliation in Syria Reverberates in Russia https://t.co/6BSpcuLHDJ
— Levan Ramishvili (@levanrami) December 18, 2024وفقا لمصدر مقرب من الكرملين، طالب بوتين بتفسير لماذا فشلت أجهزة الاستخبارات الروسية في اكتشاف التهديد المتزايد لنظام الأسد قبل فوات الأوان. لكن المسؤولية تقع على عاتق الرئيس الروسي.
في حين لم يجرؤ أعضاء النخبة العليا على انتقاد استراتيجية روسيا في سوريا، فإن خبراء السياسة الخارجية المقربين من الكرملين يناقشون علانية التداعيات السلبية.
وقال بيوتر أكوبوف، وهو محلل في وكالة الأنباء المملوكة للدولة ريا نوفوستي: "الآن في الغرب، تقول الأصوات المنتصرة إن إيران وروسيا خسرتا، وحتى أن هذه الهزيمة التاريخية يجب أن تصبح حافزًا إضافيًا لزيادة الدعم لأوكرانيا.. يمكن أن تكون مثل هذه التصريحات ببساطة جزءاً من حرب دعائية، لكن بعض النخب الغربية تصدقها".
ولكن في الوقت نفسه، لم يعد هناك أي أمل في أن تنجح روسيا في تحقيق أهدافها. فقد غير رسلان بوخوف، المحلل العسكري الروسي الذي أشاد في السابق بالتدخل العسكري الروسي في سوريا باعتباره نجاحاً كبيراً، موقفه. وفي مقال كتبه في صحيفة "كومرسانت" الروسية اليومية، انتقد بوخوف موسكو "لحماية نظام الأسد المتدهور والمنزوع الشرعية"، وخلص إلى أن المغامرة السورية أظهرت "القيود الكبيرة التي تفرضها "القوة العظمى" الروسية وسياستها التدخلية في الخارج. فموسكو لا تملك قوات عسكرية كافية، وموارد، ونفوذا، وسلطة للتدخل الفعال بالقوة خارج الاتحاد السوفييتي السابق".
وقبل بضع سنوات، كتب فيودور لوكيانوف، الذي يرأس مجلساً استشاريا للسياسة الخارجية في الكرملين، مقالاً (مع صورة لبوتين وهو يعانق الأسد) أشاد فيه بالتدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015 لدعم نظام الأسد، قائلاً: "لقد أثبتت روسيا نفسها بالفعل باعتبارها اللاعب الأكثر نفوذا في المنطقة. ولا يتم إنجاز أي شيء تقريبا في سوريا دون موافقة موسكو ومشاركتها.. بفضل أنشطتها في الشرق الأوسط، ارتفعت مكانة روسيا في التسلسل الهرمي الدولي بشكل كبير". في الأسبوع الماضي، قال لوكيانوف في مقالة لشبكة "روسيا اليوم"، وهي شبكة إخبارية يسيطر عليها الكرملين، إن "المسعى الرمزي لاستعادة مكانة روسيا كقوة عظمى - وهو الدافع الرئيسي للعملية السورية في عام 2015 - أصبح الآن قديماً".
ولفتت الكاتبة إلى أن المشكلة الأخرى التي تواجه بوتين هي أنه منح الأسد حق اللجوء السياسي في روسيا. ولا يمكن تجاهل وجود الأسد في موسكو، إلى جانب عائلته الممتدة. وقد أصدر بياناً من موسكو يوم الاثنين، دافع فيه عن قراره بمغادرة بلاده.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد العسکری الروسی الروسی فی فی سوریا إلى أن
إقرأ أيضاً:
"الكرملين": بوتين يصدر تعليمات بتشكيل مجموعة عمل للتعامل مع جنوح ناقلتي نفط بمضيق "كيرتش"
أكدت الرئاسة الروسية “الكرملين”، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصدر تعليمات بتنظيم عمليات إنقاذ وتشكيل مجموعة عمل للتعامل مع حالة الطوارئ إثر جنوح ناقلتي نفط في مضيق كيرتش بالبحر الأسود، وذلك حسبما جاء في نبأ عاجل لـ “القاهرة الإخبارية”.
وكانت أكدت الرئاسة الروسية “الكرملين”، أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الإيراني مسعود بزشكيان، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
وتابع الكرملين، أن بوتين وبزشكيان ناقشا القضايا الراهنة المتعلقة بتطوير التعاون بين روسيا وإيران في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن بوتين وبزشكيان أكدا أهمية تنسيق الجهود ضمن صيغة أستانا لحل الوضع في سوريا
وفي إطار آخر، وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، المحادثة الهاتفية الأخيرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمستشار الألماني أولاف شولتس بأنها "كانت إيجابية".
وقال بيسكوف، في تصريحات صحفية، أوردتها وكالة أنباء تاس الروسية، اليوم الاثنين، إنه:" جرى أول اتصال، بعد فترة من الانقطاع بين بوتين وشولتس، مؤخراً، على الرغم من أن ألمانيا تواصل دعمها غير المشروط لأوكرانيا، معتبرا أن الحوار ظاهرة إيجابية دائماً.
وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم الكرملين أن بوتين لم يوجه أي رسالة إلى الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي، عبر شولتس، الذي يقوم بزيارة رسمية حاليا إلى كييف.
وقد أفاد المكتب الصحفي للحكومة الألمانية، في وقت سابق من اليوم، بأن شولتس وصل إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في أول زيارة له لأوكرانيا منذ عامين ونصف.
ولدى وصوله أعلن شولتس عن توريد المزيد من الأسلحة للدفاع ضد روسيا بقيمة 650 مليون يورو في ديسمبر الجاري.