الاحتلال يواصل استهداف مستشفيات شمال غزة وحصيلة الشهداء ترتفع
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائم الإبادة والتهجير والتجويع في شمال قطاع غزة والمستمرة منذ 75 يوما، مع تصعيد هجماته على المستشفيات حيث استهدف بشكل مباشر مستشفيي كمال عدوان والعودة، مما أسفر عن شهداء وجرحى إلى جانب اشتعال النيران في قسم العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان، في حين تسبب القصف الإسرائيلي على القطاع باستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.
فقد أفاد مراسل الجزيرة بتقدم قوات الاحتلال بعشرات الدبابات والجرافات في محيط مستشفى كمال عدوان بالتزامن مع إطلاق نار مكثف من الدبابات والمسيرات صوب أبنية المستشفى، مما أدى لاشتعال النيران في قسم العناية المركزة بالمستشفى، وتدمير وتلف معظم المعدات وخروجها عن الخدمة.
ووصف مدير المستشفى حسام أبو صفية الوضع في المستشفى وخاصة قسم العناية المركزة "بالكارثي جدا وأنه ما زال خطيرا".
وقال أبو صفية "تفاجأنا بدخول الآليات والجرافات إلى محيط المستشفى الذي سبقه استهداف مخيف لمنازل المواطنين في محيطه وكنا نسمع إطلاق النيران والقذائف دون أن نتمكن من عمل شيء".
وأضاف في فيديو مسجل من أمام القسم الذي ظهر الدخان ينبعث منه "جرى إطلاق النار بشكل مفاجئ وجنوني على المستشفى بكافة أنواع الأسلحة، وتعمد الاحتلال استهداف قسم العناية المركزة بإطلاق النيران تجاهه بشكل واضح".
إعلان
وتابع "بأعجوبة قمنا بإخلاء المرضى الذين كانوا على أجهزة التنفس الصناعي من قسم العناية المركزة واشتعلت النيران داخله"، مشيرا إلى أنه "القسم الوحيد الموجود في شمال قطاع غزة".
ولفت إلى أن "العاملين حاولوا إطفاء النيران بأدوات بسيطة لا سيما أن المستشفى يعاني من نقص في المياه منذ 8 أيام عقب استهداف الجيش الإسرائيلي الخزانات وشبكة المياه".
وزاد "الآن قسم العناية المركزة خرج عن الخدمة والوضع كارثي، وكنا قد ناشدنا العالم منذ أكثر من 75 يوما بضرورة وجود حماية للمنظومة الصحية والعاملين فيها لكن لا استجابة".
وذكر شهود عيان لوكالة الأناضول، أن الجيش الإسرائيلي فجّر روبوتات مفخخة في المباني والمنازل القريبة من مستشفى كمال عدوان.
وأضاف الشهود أن جيش الاحتلال أطلق النيران والقذائف تجاه المنازل المحيطة بالمستشفى وهي تضم نازحين فلسطينيين إضافة إلى أصحابها، وأنه لا يعرف مصير من فيها بعد، في حين أفاد مراسل الجزيرة بسقوط شهداء ومصابين جراء تلك الهجمات.
مستشفى العودةوإلى جانب مستشفى كمال عدوان، استهدف الاحتلال أيضا صباح اليوم مستشفى العودة في محافظة شمال قطاع غزة، حيث وقعت إصابات بين الطواقم الطبية والمرضى في المستشفى بعدما فجر الاحتلال روبوتا قرب المستشفى.
ويعاني مستشفى العودة من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية منذ أكثر من 4 أشهر، إلى جانب انقطاع إمدادات الوقود الذي يعوق تشغيل المستشفى بالشكل المناسب.
شهداء وجرحىواستشهد اليوم فلسطينيان في قصف على شمال غربي مخيم النصيرات وسط القطاع، كما استشهد اثنان وأصيب آخرون في قصف مسيرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين بمدينة دير البلح وسط القطاع أيضا.
ووصل جثمان شهيد إلى مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس إثر قصف إسرائيلي على مدينة رفح جنوبي القطاع. كما أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين إثر إطلاق دبابات الاحتلال النار على المواطنين في منطقة المواصي غرب رفح.
إعلان
وأصيب عدد من الأشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في شارع الصحابة وسط مدينة غزة، في حين استهدفت مسيرات منازل في محيط منطقة المصلّبة بحي الزيتون جنوب المدينة.
وفي وقت سابق، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 8 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة الذي يعاني من انقطاع المساعدات الطبية والغذائية منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن إسرائيل لا تزال ترفض الجهود المبذولة لتوصيل المساعدات إلى شمال قطاع غزة. وأفاد في مؤتمر صحفي، بأن بعثات المساعدات التي تقودها الأمم المتحدة إلى شمال غزة، لا سيما التي تحاول الوصول إلى المناطق المحاصرة، يتم رفض أغلبها.
وخلفت حرب الإبادة الإسرائيلية على شمال القطاع أكثر من 4 آلاف بين شهيد ومفقود، بالإضافة إلى 12 ألف جريح و1750 معتقلا.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قسم العنایة المرکزة مستشفى کمال عدوان شمال قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
مدير مستشفى "كمال عدوان" يطلق التحذير الأخير: "سيتحول المستشفى إلى خرابة"
وجه مدير مستشفى "كمال عدوان" في شمال قطاع غزة الدكتور حسام أبو صفية، اليوم الأحد، تحذيرا إلى العالم لإنقاذ المستشفى الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مستمر من التحول إلى خرابة.
وقال أبو صفية: "ما يحدث في مستشفى كمال عدوان هو يوم آخر أسود في التاريخ الطويل من المعاناة التي يتحملها هذا المستشفى يوميا، منذ يوم أمس وحتى الآن، تستمر عمليات القصف والاستهداف على مدار الساعة".
وأضاف: "تستهدف طائرات الكواد كابتر المولدات الكهربائية 24 ساعة في اليوم، مما يؤدي إلى تضرر البنية التحتية الأساسية باستمرار. إنهم يستهدفون إمدادات المياه، محطة الأكسجين، وكل من يعمل في المنطقة، وخاصة تلك المناطق التي تدعم المستشفى".
وأشار إلى أنه "اليوم، تم استهداف جميع المولدات الأربعة، مما أدى إلى أضرار كبيرة. للأسف، أي شخص يحاول إصلاح أي شيء يتم استهدافه مباشرة من قبل الطائرات المسيرة، التي تلقي القنابل عليهم".
وأكد أبو صفية أنه "كان هناك تنسيق لدخول سيارات من وزارة الصحة الفلسطينية لإجلاء بعض الحالات وإدخال الإمدادات، ولكن المرضى داخل سيارات الإسعاف تعرضوا لقنابل الطائرات المسيرة. وقد أصيب سائقان من الإسعاف إصابة متوسطة، كما تأثر أحد المرضى الذي كان مصابًا وموجودًا في المستشفى. بالإضافة إلى ذلك، أصيب أحد العمال الذي كان يساعد في نقل الحالات إلى سيارات الإسعاف".
وشدد على أنه "حتى الآن، لم يتوقف الاستهداف. نحن لا نفهم سبب هذا الهجوم العنيف. يتم استهداف المستشفى بشكل مباشر، على الرغم من مناشدتنا للعالم بضرورة توفير حماية دولية للنظام الصحي وعامليه لأكثر من سبعين يوما".
وأضاف: "للأسف، لم يكن هناك أي استجابة أو إجراء إيجابي بشأن حماية خدماتنا الصحية. نحن نُقتل يوميًا في المستشفى، ونعاني حاليًا من قصف مباشر دون أي إنذار مسبق. ليس لدينا كهرباء، ولا ماء، ولا أكسجين".
وأوضح أبو صفية: "حاليا، لدي أكثر من خمسين مريضا محاصرين داخل المستشفى. العديد من هؤلاء المرضى في العناية المركزة ويحتاجون إلى الأكسجين والكهرباء والماء بشكل مستمر".
وأكد أنه "نواجه أياما وساعات صعبة للغاية، وإذا لم يكن هناك حل سريع وعاجل لإدخال الإمدادات اللازمة لإصلاح ما تم تدميره بواسطة الطائرات المسيرة، فإن الوضع سيتدهور".
وأضاف: "علاوة على ذلك، عندما تم استهداف البوابة الشمالية، كان هناك العديد من الضحايا الذين تم نقلهم إلى المستشفى، ولا يزال هناك شهداء موجودون عند البوابة الشمالية. لا يمكننا إجلائهم خوفًا من استهداف أي شخص يتحرك في المنطقة. الوضع خطير بكل معنى الكلمة. لقد ناشدنا العالم ونواصل المطالبة بتوفير حماية دولية للعاملين في النظام الصحي في مستشفى كمال عدوان".
وتشهد المنظومة الصحية بالقطاع لا سيما في الشمال، واقعا مأساويا من جراء استهداف إسرائيل للمستشفيات وإخراجها عن الخدمة، وحصارها المفروض على القطاع ومنعها دخول الأدوية ومستلزمات الصحة، وإيقافها حركة خروج المرضى والجرحى للعلاج خارج القطاع.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل تعمل بشكل منهجي على إخراج مستشفيات شمال قطاع غزة بالقوة عن الخدمة، وذلك من خلال الاستهداف العسكري المباشر والمتكرر، وفرض حصار خانق، وقتل وإصابة واعتقال المرضى والجرحى والطواقم الطبية، في إطار سعيها لتدمير آخر مقومات الحياة المتبقية اللازمة للنجاة، بالتزامن مع استمرارها في جريمة التهجير القسري ضد جميع السكان الفلسطينيين من شمال القطاع.
وأفاد المرصد في تقرير له بأن "قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي واصلت هجماتها العسكرية ضد المدنيين في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وشن غارات عنيفة استهدفت المنازل والشوارع قبل أن تحاصر مستشفى كمال عدوان، الذي ما يزال يعمل بشكل جزئي مع مستشفيين آخرين في شمال قطاع غزة".
وأضاف الأورومتوسطي أن "فريقه الميداني وثق استخدام قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي معتقلين فلسطينيين كدروع بشرية وإرسالهم تحت التهديد إلى المستشفى لإبلاغ إدارته بضرورة خروج جميع النازحين ومرافقي المرضى منه إلى ساحة المستشفى، والتوجه نحو منطقة تتمركز فيها القوات الإسرائيلية، وعند وصولهم، اعتقلت هذه القوات عددًا منهم وأجبرت البقية على النزوح قسرًا باتجاه حاجز الإدارة المدنية ومنه إلى مدينة غزة".
وذكر أن الجيش الإسرائيلي أجبر أيضا الوفد الطبي الإندونيسي المتطوع في مستشفى "كمال عدوان" على الخروج منه دون سياراتهم التي قدموا بها.