تداول 14 ألف طن و714 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن المركز الإعلامي لهيئة موانئ البحر الأحمر، أن إجمالي عدد السفن المتواجدة على أرصفة موانئ الهيئة 10 سفن وتم تداول 14000 طن بضائع عامة ومتنوعة، 714 شاحنة و160 سيارة حيث شملت حركة الواردات 2000 طن بضائع، 340 شاحنة و 58 سيارة فيما شملت حركة الصادرات 12000 طن بضائع، 374 شاحنة و 102 سيارة.
وشهد ميناء سفاجا استقبال السفينتين دليلة وAlcudia Express وغادرت ثلاث سفن وهي أمل، بوسيدون اكسبريس ودليلة.
كما تم تداول 700 طن بضائع و 215 شاحنة بميناء نويبع من خلال رحلات مكوكية (وصول وسفر) للثلاث سفن وهي سينا، آور وآيلة، كما يستعد ميناء بورتوفيق لمغادرة السفينة ENGI على متنها 4000 طن مواد غذائية تصدير إلى السودان.
وسجلت مواني الهيئة وصول وسفر 1395 راكبا بموانيها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: استقبال ارصفة إجمالي السفينة السودان الصادرات حركة الوارد حركة الواردات طن بضائع
إقرأ أيضاً:
البحر الأحمر.. حين تصبح الممرات التجارية ساحة حرب
الجديد برس| بقلم: أحمد الدثني|
حينما تُطلق الصواريخ من صنعاء وتتناثر في البحر الأحمر، لا يكون الهدف مجرد سفن تجارية أو مصالح اقتصادية، بل تتحرك قوى أكبر بكثير خلف هذه المواجهة، قوى تعيد رسم خريطة التوازنات الإقليمية والدولية بمداد النار والبارود. ليس الأمر مجرد “تمرد” كما تصفه واشنطن ولندن، ولا مجرد “نصرة لغزة” كما تؤكد صنعاء، بل هو مشهد أوسع لصراع تتداخل فيه الأهداف، وتتقاطع المصالح، ويختلط فيه العسكري بالسياسي والاقتصادي.
لكن في قلب هذا المشهد، هناك شخصية محورية يصعب قراءتها من منظور السياسة التقليدية، عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة التي تحكم صنعاء. الرجل، الذي يخطب كما لو كان على منبر تاريخي لا في ساحة معركة سياسية، يغلب عليه الواجب الديني أكثر من حسابات السياسة، بخلاف حكومته المخضرمة التي تتقن لغة الصفقات والمقايضات. ولذلك، حين يقول إنه يخوض هذه المعركة “نصرة للمستضعفين”، فإن من الصعب افتراض أن الأبواب مفتوحة أمام التسويات والمساومات، خصوصًا في قضية تمس العقيدة قبل المصالح.
أما الولايات المتحدة وحلفاؤها، فلم يكونوا يتوقعون أن الحوثيين، الذين بدأوا كقوة محلية في شمال اليمن، سيصلون إلى مستوى من القدرات العسكرية يجعلهم قادرين على تهديد خطوط الملاحة الدولية، مما دفع نائب الأدميرال جورج ويكوف، قائد الأسطول الأمريكي الخامس، للاعتراف بأن الحوثيين امتلكوا “قدرات لم يكن ينبغي لهم امتلاكها”. ومع ذلك، فإن الضربات الأمريكية والبريطانية، رغم شدتها، لم تقضِ على تلك القوة، ولم تُنهِ الهجمات، بل زادت المشهد تعقيدًا، حيث تحولت المياه الدافئة للبحر الأحمر إلى ساحة مواجهة مفتوحة، لا أحد يعرف متى تنتهي.
في ظل هذا التصعيد، برزت إيران كلاعب رئيسي، تُتهم بتزويد الحوثيين بالخبرات والسلاح، وتعتبر واشنطن أن كل صاروخ يُطلق من اليمن يحمل بصمة طهران، فيما ترى الأخيرة أن الغرب يحاول تحميلها مسؤولية أزمة إقليمية أعمق. وعلى الضفة الأخرى، تراقب موسكو وبكين المشهد من بعيد، لا تشاركان بشكل مباشر، لكن أي استنزاف لواشنطن في معركة جديدة هو مكسب استراتيجي لهما في لعبة النفوذ العالمي.
وفي المشهد اليمني الرسمي، لا شيء يوحي بأن هناك دولة تواجه هذا التحول الكبير. مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليًا يعيشان في سبات شتوي عميق، كأن ما يحدث يجري على كوكب آخر. وبدلًا من العمل على كسب الرأي العام اليمني، انشغل بعض المسؤولين بإصدار تصريحات غريبة تعلن “مناصرتهم” للهجمات الأمريكية، بالرغم من أن البنتاغون نفسه يؤكد أن عملياته لا علاقة لها بالملف اليمني، بل تستهدف فقط تأمين خطوط الملاحة الدولية. إنها مفارقة عجيبة؛ أن تتطوع جهةٌ لتأييد حملة عسكرية لا تعترف بها حتى الجهة المنفذة.
وفيما تبدو السلطة الرسمية معزولة عن الواقع، فإن الشارع اليمني في الشمال والجنوب على السواء يواصل التفاعل مع الأحداث بطريقته الخاصة. فئةٌ واسعة من اليمنيين تؤيد حكومة صنعاء فيما تقوم به، بعضهم عن قناعة، وآخرون عن جهل، والبعض بدافع الذكاء السياسي في قراءة التوازنات الدولية. في الجنوب، حيث يرفع البعض راية الانفصال، تتسع فجوة الانقسام بين من يرون الحوثيين عدوًا تاريخيًا، ومن يرون في مواجهتهم لأمريكا وإسرائيل سببًا كافيًا لتأييدهم. أما في الشمال، فإن عقودًا من الخطاب المعادي للغرب، إضافة إلى الشعور بالمظلومية، جعلت جزءًا من الشعب يرى في هذه المعركة امتدادًا لحروب تاريخية لم تُحسم بعد.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم ليس ما إذا كانت المواجهة ستتوقف، بل كيف ستنتهي؟ هل ستؤدي هذه الحرب إلى إعادة تشكيل النفوذ في المنطقة؟ أم أنها مجرد فصل آخر من فصول صراع لا يبدو أن نهايته قريبة؟ البحر الأحمر، الذي كان دائمًا ممرًا تجاريًا حيويًا، بات اليوم بحرًا من الاحتمالات المفتوحة، حيث لا أحد يستطيع أن يتنبأ بما يحمله الغد.