غابة أم درمان الأهلية.. استغاثة لإنقاذها من التدمير الممنهج
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
بين الخراب الذي يزحف على الخرطوم، تقف غابة جامعة أم درمان الأهلية كشاهدٍ أخير على ماضٍ لم يعد، إذ إنها الآن تواجه خطر الزوال تحت ضربات المناشير. منذ تأسيسها في عام 1987، ظلت الغابة ملاذًا للطلاب ومتنفسًا أخضر في مدينة تعجّ بالفوضى. اليوم، يُطلق مدير الجامعة، البروفيسور المعتصم أحمد الحاج، نداء استغاثة لإنقاذ الغابة من التدمير الممنهج، محذرًا من أن “ما تبقى منها قد لا يصمد طويلًا”.
من رمز أخضر إلى أرض جرداء
الغابة، التي كانت يومًا رمزًا للتواصل بين الطبيعة والتعليم، تتعرض لحملة قطع شرسة من جهات مجهولة. محاولات الجامعة للحصول على دعمٍ من الإدارة العسكرية القريبة باءت بالفشل، ما ترك الأشجار العريقة وحيدة أمام مصيرها. “هذه ليست مجرد أشجار تُقطع، بل هوية تُمحى” كما يؤكد الحاج.
الخرطوم.. مدينة بلا ذاكرة
ما يحدث في غابة الأهلية ليس سوى حلقة في مسلسل الخراب الذي ينهش الخرطوم. متاحف نُهبت، آثار دُمّرت، وذكريات أجيال تُسلب. الحرب في السودان لا تفرّق بين البشر والحجر، وبين الماضي والمستقبل. “غابة الأهلية ليست مجرد مكان، إنها جزء من تاريخ السودان الذي يختفي تحت رماد الصراع”، كما يعلّق أحد النشطاء.
جدل بين الظل والجوع
فيما أثار النداء لإنقاذ الغابة تضامن البعض، قوبل أيضًا بسخرية وانتقادات حادة. ” في ظل الحرب الخشب أصبح أغلى من الذهب”، كما يقول أحد السكان، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الأسر في الخرطوم تعتمد على الحطب للطهي وسط أزمة غازٍ طاحنة. “نحن نتحدث عن الأشجار، بينما يموت الناس من الجوع”، يضيف آخر.
البيئة.. الضحية الصامتة
على مدى عشرين شهرًا من الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، لم تسلم الطبيعة من آثار الصراع. مساحات شاسعة من الغابات السودانية أُبيدت، وانتعشت تجارة الفحم على حساب البيئة، وسط غيابٍ شبه كامل للحلول.
ما يحدث في غابة أم درمان الأهلية هو أكثر من أزمة بيئية. إنها صورة مصغرة لبلد ينهار، حيث تصبح حتى الأشجار رمزًا لمعركة البقاء.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
سوف تنتهي هذه الفوضى في السودان قريباً..قائد الجيش الأوغندي ابن الرئيس موسيفيني يهدد باجتياح الخرطوم
في تطور جديد يظهر البعد الدولي والإقليمي في الحرب السودانية، هدد قائد الجيش الأوغندي – ابن الرئيس موسيفيني الجنرال موهوزي كاينروجابا، بالدخول في الحرب واجتياح الخرطوم.
وقال الجنرال موسيفيني الصغير، عبر تغريدات على حسابه في منصة أكس: “نحن فقط ننتظر زميلنا، دونالد ترمب، ليصبح رئيساً، وبدعمه سنتمكن من الاستيلاء على الخرطوم”.
وأضاف: “سوف تنتهي هذه الفوضى في السودان قريباً!.. إذا كان هؤلاء الشباب في الخرطوم لا يعرفون ما هي الحرب فسوف يتعلمون”.
صحيفة السوداني
إنضم لقناة النيلين على واتساب