قال الباحث التاريخي والأممي سامح عسكر، إن سوريا مثلما كانت نشوة وانتصار للجهاديين والصهاينة معا، فهي تمثل أزمة كبيرة بين الطرفين من ناحية النفوذ.

وأضاف عسكر، في منشور عبر إكس: أن تركيا هي الراعي الرسمي للجهاديين، وتحلم بالسيطرة على شمال سوريا وضمها للدولة التركية بدعوى التصدي لخطر الأكراد، وهم مدفوعون إلى هذا المصير تحت ضغط المعارك مع الأكراد والتي ستشتعل الأيام المقبلة.

وتابع: أنه ليس من نوايا تركيا وإسرائيل الصدام، فهما عمليا حلفاء ومتعاونين ضد نظام الأسد السابق، لكنهما الآن ستتصارعان على النفوذ، فإسرائيل تقضم سوريا من الجنوب، وتركيا تقضم سوريا من الشمال، والأكراد يقضمون سوريا من الشرق، والجهاديون في وسط هذه «المعمعة» مشغولون بتطبيق الشريعة، وحجاب النساء، وتكفير الشيعة والمسيحيين، وسن قوانين ضد الحريات وعقاب المرتد والزاني المحصن بالقتل والرجم.

وواصل: في حال توسعت إسرائيل وضمت (السويداء ودرعا والقنيطرة) لها، سيصطدم الصهاينة مع الأتراك وبالتالي حلفاؤهم من الجهاديين، للسبب الذي ذكرته منذ أيام، وهو أنه في حال نجاح الأكراد في السيطرة على شرق ووسط وشمال سوريا، سيكونون قد وفروا عمليا الخط الواصل بين (العراق وإسرائيل) والمعروف بممر داوود، وهو ممر جغرافي يسعى الإسرائيليون لتحقيقه للوصول إلى العراق وتحقيق الشق الأول من إسرائيل الكبرى بالوصول لنهر الفرات.

وأردف: أن مصر والسعودية والإمارات والأردن لا يهمهم من كل ذلك سوى عدم سيطرة القاعدة والإخوان على سوريا لحد الذي يهددون فيه الأمن القومي العربي.

وأكمل: لكن تركيا لا يمكنها الاستغناء عن الجهاديين، فهذه معركة فاصلة وصعبة يخوصها الأتراك سوف يجري فيها الاعتماد على الميلشيات الدينية التي دعمتها تركيا في الـ 10 سنوات الماضية، ولطبيعة الحلف التركي القطري، سيجري الصدام مرة أخرى بين الحلف العربي الرباعي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) مع قطر.

واستكمل: إنما هذه المرة سيقترب الحلف الرباعي العربي مع إيران، ضمن تنسيق سياسي واقتصادي أوسع ضمن مجموعة البريكس، بخلاف المرة الماضية التي كانت فيه إيران خصما للحلف الرباعي بالتحالف مع قطر، والسبب طبيعة الخصم التي تفرض على المختلفين وذوي السياسات المتباينة والمصالح المتضاربة أحيانا (التحالف ضد عدو واحد مشترك).

وذكر: أن لا شك أن التنظيمات الجهادية المتطرفة هي عدو صريح للعرب وإيران معا، والاثنان سينشغلان الفترة المقبلة لمقاومة نفوذ داعش والقاعدة والجماعات المتنامي، وستنسى إيران دورها مؤقتا في محور المقاومة، وإدارتها الإصلاحية ترغب في الانسحاب من المقاومة ضد إسرائيل تدريجيا لأجل مشروع الانفتاح الإيراني الذي رفعوه في برنامجهم..

واختتم قائلا: إن روسيا كان لها دور في سقوط الأسد، فهي ولكي تحافظ على شعرة معاوية مع الولايات المتحدة، عملت على تحجيم وتقييد الأسد، سواء بمنعه من الرد واستخدام الدفاع الروسي لذلك، أو برفض استخدام أراضي سوريا كمنطلق للهجوم الصاروخي على إسرائيل والبري في الجولان، فضلا عن عدم مقاومة روسيا لقوانين قيصر، أو دعم سوريا اقتصاديا بشكل يمنع تأثير قيصر نهائيا، وأدى ذلك لإضعاف الروح المعنوية للجنود السوريين، وشعورهم بالعجز وانعدام الكفاءة القتالية، فضلا عن انهيار الاقتصاد السوري وشعور الجنود والمؤيدين بالضعف، الذي كان من أهم أسباب الانسحابات الغريبة للجيش السوري بشكل ربما غير مسبوق في تاريخ الدول العربية كافة.

اقرأ أيضاًعمرو فاروق يفسر لـ «الأسبوع» سبب ظهور الإرهابي محمود فتحي في سوريا

بعد ظهوره في سوريا.. ننشر السجل الإجرامي لـ الإرهابي محمود فتحي

مصطفى بكري: إلغاء التجنيد الإجباري في سوريا يكشف زيف شعارات الميليشيات الإرهابية

أردوغان: سوريا بحاجة للدعم من الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر روسيا سوريا بوتين تركيا اسرائيل سامح عسكر

إقرأ أيضاً:

وصول أول ناقلة نفط إلى ميناء بانياس غربي سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد

أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا"، مساء الخميس، بوصول أول ناقلة نفط إلى ميناء بانياس بمحافظة طرطوس غربي سوريا، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر العام الماضي.

ونقلت الوكالة عن مدير علاقات المنشآت النفطية في طرطوس تامر أكر، قوله "وصول أول ناقلة نفط، إلى مصب النفط بمدينة بانياس بعد التحرير"، دون أن يحدد مصدر قدومها.

وأضاف أكر في تصريحه للوكالة السورية، أن "الناقلة أكواتيكا تحمل على متنها 99771.977 طنا متريا من النفط الخام".

وكانت سوريا تتلقى أغلب النفط المخصص لتوليد الكهرباء من إيران، لكن الإمدادات انقطعت منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي.


وكان النفط يمثل  20 بالمئة عام 2010 من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا ، ونصف صادراتها، وأكثر من 50 بالمئة من إيرادات الدولة، حسب وكالة الأناضول.

وخلال سنوات الحرب التي عصفت بالبلاد بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، تراجع إنتاج النفط بشكل حاد من 390 ألف برميل يوميا ليصل إلى 40 ألف برميل نفط يوميا فقط عام 2023.

وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.

وتعمل الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، على تأمين احتياجات البلاد من شحنات المواد النفطية من أجل مواجهة أزمة الطاقة.


والأربعاء، كشف وزير الكهرباء السوري عمر شقروق عن الحاجة إلى 23 مليون متر مكعب من الغاز و5 آلاف طن من مادة الفيول يوميا، لتوفير التغذية الكهربائية على مدار الساعة.

وأعلنت قطر، الخميس الماضي، عن مبادرة لتزويد سوريا بالغاز الطبيعي عبر الأردن، للمساهمة في توليد الطاقة الكهربائية، وفقا لوكالة الأناضول.

وكشف صندوق قطر للتنمية أن الإمدادات ستتيح توليد ما يصل إلى 400 ميغاواط من الكهرباء يوميا في المرحلة الأولى، على أن ترتفع القدرة الإنتاجية تدريجيا في محطة دير علي السورية.

مقالات مشابهة

  • اجتماع أمني في إسرائيل بسبب “مخاوف من نفوذ تركيا في سوريا”
  • مليون لاجئ عادوا إلى سوريا منذ بداية 2025.. تحديات الحاضر ومفارقات الماضي
  • هل تستعيد إيران نفوذها في سوريا؟
  • بين حمص وتدمر..إسرائيل تضرب قاعدتين عسكريتين في وسط سوريا
  • عودة 48,844 سوريا من الأردن إلى وطنهم منذ سقوط الأسد
  • الشرع يطالب بوتين بتسليم الأسد رسمياً لمحاكمته في سوريا
  • "العربية": الشرع طالب بوتين بتسليم الأسد رسميا لمحاكمته في سوريا
  • فيديو.. أكراد سوريا يحيون عيد النوروز لأول مرة دون الأسد
  • أكراد سوريا يحتفلون بأول عيد نيروز بعد سقوط الأسد
  • وصول أول ناقلة نفط إلى ميناء بانياس غربي سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد