مقامرة دبلوماسية.. تحالف موسكو وكوريا الشمالية ينذر بمخاطر عالية
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
قام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ- أون، بأجرأ مقامرة دبلوماسية، عبر تزويد روسيا بنحو 11 ألف جندي وشحنات من الأسلحة، في سبيل مساعدتها بحربها ضد أوكرانيا.
إرسال امدادات إلى روسيا، قد ينجم عنه نقص في الداخل الكوري الشمالي
وكتب تشو سانغ- هون في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن نشر القوات الكورية الجنوبية، وفّر لروسيا مساعدة هي في حاجة ماسة لها بينما تقاتل قواتها لاستعادة منطقة كورسك التي كانت خسرتها لمصلحة القوات الأوكرانية.
والإثنين، صرح الناطق باسم البنتاغون الميجور جنرال بات رايدر، أن وزارة الدفاع الأمريكية لاحظت "مؤشرات"، على أن عدداً من الجنود الكوريين الشماليين قد قتلوا أو جرحوا بهذه المنطقة.
Putin may have paid North Korea up to $6 billion for weapons and soldiers — The New York Times
Kim Jong-un has supplied 11,000 troops and vast stockpiles of weapons to Russia in its war against Ukraine. In return, North Korea gains billions of dollars’ worth of oil, food, cash,… https://t.co/iGUV7ppE2E pic.twitter.com/Rug2wXGIjl
وقال إن ارسال قوات يعود بمروحة من الفوائد على كوريا الشمالية، من بينها الحصول على أموال نقدية يحتاجها بشدة هذا البلد، فضلاً عن توفير رافعة دبلوماسية.
ويقول محللون إن كيم يحصل على مليارات الدولارات على شكل طعام ونفط وأموال نقدية وأنظمة تسلح متطورة من روسيا، من شأنها مساعدة نظامه على تحمل العقوبات الدولية وتحديث قواته المسلحة التقليدية.
3 أحداث هزت كيموكانت ثلاثة أحداث قد هزت حكم عائلة كيم في العقد الماضي. أولاً، لقد أدت عقوبات الأمم المتحدة التي تزعمتها الولايات المتحدة إلى تدمير الاقتصاد الكوري الشمالي، من طريق حظر كل صادراته الرئيسية، بما فيها الفحم والمأكولات البحرية والنسيج والعمال، وكذلك إلحاق الشلل إلى حد كبير بوارداته النفطية.
وحاول كيم رفع العقوبات عبر دبلوماسية مباشرة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لكن المفاوضات انهارت من دون التوصل إلى اتفاق عام 2019، مما أدى إلى الإساءة إلى سمعة كيم محلياً كزعيم معصوم عن الخطأ، ومن ثم ألحق الوباء مزيداً من الضربات بالاقتصاد.
وبدت كوريا الشمالية معزولة أكثر من أي وقت مضى، عندما وجدت فرصة تنفتح أمامها، عندما طالت الحرب الروسية في أوكرانيا. وتستهلك روسيا جنوداً وذخائر بينما لدى كوريا الشمالية الكثير منهما لتقدمه للرئيس فلاديمير بوتين، وجيشها هو من أكبر الجيوش التقليدية في العالم مع تعداد 1.3 مليون رجل. وهي تخزن احتياطات ضخمة من القذائف المدفعية والصواريخ والأسلحة التقليدية الأخرى-الكثير منها قد صار غير صالح للخدمة- علاوة على صواريخ باليستية جديدة تم تطويرها بموجب برنامج التسلح الطموح لكيم.
What North Korea Gains From Its Alliance With Russia — and What It Risks https://t.co/5EVHPdZo82
— Jose de Cordoba (@Jose_deCordoba) December 17, 2024وفي يونيو (حزيران)، وقع كيم وبوتين على معاهدة للدفاع والتعاون المشترك في بيونغ يانغ، وشرعت كوريا الشمالية على إثرها بإرسال جنود إلى روسيا.
20 ألف مستوعب من الأسلحةوكشف مسؤولون كوريون جنوبيون، أن كوريا الشمالية زودت روسيا بـ20 ألف مستوعب من الأسلحة، من بينها ملايين القذائف المدفعية، وصواريخ باليستية جديدة، وراجمات صاروخية متعددة الفوهات، إلى مدافع هاوتزر بعيدة المدى.
والتقى كيم وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، في بيونغ يانغ في 29 نوفمبر(تشرين الثاني)، متعهداً الاستمرار في دعم روسيا و"توسيع العلاقات بنشاط".
وقال رئيس جامعة الدراسات حول كوريا الشمالية في سيول يانغ مو-جين، إن ذاك اللقاء نجم عنه الاتفاق على ارسال المزيد من الجنود وامدادات السلاح من كوريا الشمالية إلى روسيا.
وأدى انتعاش صادرات الأسلحة إلى روسيا، إلى دب الحياة في صناعة الذخائر في كوريا الشمالية، ودعا كيم إلى زيادة الانتاج عندما زار مصانع للأسلحة في الأشهر الأخيرة، وكذلك حض على تصنيع واسع للمسيّرات الهجومية.
وعلى الأرض، يكتسب الجيش الكوري الشمالي أيضاً رؤى قيّمة في ساحة المعركة للمرة الأولى منذ عقود، بما في ذلك الابتكارات في استخدام المسيّرات التي تعمل على تغيير الحرب الحديثة. وتوفر الحرب ضد أوكرانيا لكوريا الشمالية أول فرصة لها لاختبار صواريخها الباليستية الأحدث من طراز كي إن-23 وكي إن 24 ضد أنظمة الدفاع الجوي الغربية في قتال حي. وسافر الفنيون برفقة الصواريخ لتحديد أوجه القصور وجمع البيانات لأخذها إلى الوطن، وفقاً لمسؤولين في كوريا الجنوبية.
لكن نشر قوات كورية شمالية في روسيا يحمل أيضاً مخاطر بالنسبة لكيم.
وتقاتل القوات الكورية الشمالية الخاصة إلى جانب قوات المظليين وجنود البحرية الروس، لمساعدة هؤلاء على استعادة الأراضي التي احتلتها أوكرانيا من منطقة كورسك، بحسب مسؤولين استخباراتيين كوريين جنوبيين.
ويقول خبراء عسكريون إن الجنود الكوريين الشماليين مدربون على التسلل من البحر والنهر وعبر التضاريس الجبلية الكورية. لذلك، من غير الواضح كم هم مستعدون لحرب استنزاف يجري خوضها في الخنادق والأرض المسطحة بالمدفعية والمسيّرات.
كما أن إرسال الامدادات إلى روسيا، قد ينجم عنه نقص في الداخل الكوري الشمالي. ويقول الباحث البارز في المؤسسة الكورية للتحليلات الدفاعية في سيول دو جين-هو، إن كوريا الشمالية "لا يمكنها دخول حرب ضد كوريا الجنوبية الآن حتى ولو كانت تريد ذلك...وربما هذه إحدى أكثر نقاط الضعف لدى كيم الآن".
وسعت كوريا الشمالية منذ فترة طويلة إلى تأليب بكين ضد موسكو، لكن بعض المحللين يقولون إن تعميق العلاقات العسكرية بين كوريا الشمالية وروسيا، يمكن أن يضر بعلاقات بيونغ يانغ مع الصين. وهذا قد يعكس مقامرة أخرى أقدم عليها كيم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الکوری الشمالی کوریا الشمالیة إلى روسیا
إقرأ أيضاً:
لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية في روسيا؟
(CNN)-- بعيدًا عن منازلهم في واحدة من أكثر دول العالم عزلة وسرية، يجد حوالي 11 ألف جندي كوري شمالي أنفسهم في قلب أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ولا يُعرف سوى القليل عن القوات الكورية الشمالية المنتشرة لدعم روسيا في حربها المدمرة التي استمرت لسنوات في أوكرانيا، أو ما الذي سيتم توجيهها إليه بالضبط، ولم يتم الاعتراف بوجودها رسميًا من قبل موسكو أو بيونغ يانغ.
وحذّر بعض المحللين من الاستهانة بالكوريين الشماليين، إذ سيرسل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون "الأفضل" من قوة النخبة من الجنود المدربين تدريباً عالياً و"المتلقين" المعروفين باسم فيلق العاصفة، وفقاً لللفتنانت جنرال المتقاعد تشون إن بوم، وهو من قدامى المحاربين في الجيش الكوري الجنوبي.
وبعض هذه القوات عبارة عن قوات خاصة، مثل قوات البحرية الأمريكية أو قوات رينجرز، أو SAS البريطانية. وأضاف أن الآخرين هم من مشاة خفيفة وقناصة، مشيرا إلى أن فيلق العاصفة، الفيلق الحادي عشر للجيش الكوري الشمالي هو "الأفضل تدريبًا، ولديهم بنية بدنية أفضل و(هم) متحفزون بشكل أفضل من الجندي الكوري الشمالي العادي".
وأظهرت المواد الدعائية الكورية الشمالية التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية هذا العام، كيم وهو يشرف على تدريب العمليات الخاصة الذي تميز بعروض شديدة للقوة، بما في ذلك تحطيم الكتل الحجرية على أجساد الجنود الممزقة.
وتقول المخابرات الأمريكية والأوكرانية والكورية الجنوبية إن الكوريين الشماليين انخرطوا بالفعل في عمليات قتالية، وانضموا إلى قوة روسية قوامها عشرات الآلاف لتنفيذ هجوم على المواقع الأوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا، وانتشرت التكهنات حول كيفية أداء هذه القوات.
وقال مسؤول أميركي كبير، الثلاثاء، إن كوريا الشمالية شهدت سقوط "عدة مئات" من القتلى والجرحى في منطقة كورسك منذ إرسال آلاف القوات إلى روسيا في تشرين الأول/ أكتوبر، ووفقا لأوكرانيا، قُتل أو جُرح ما لا يقل عن 30 جنديًا كوريًا شماليًا في القتال خلال عطلة نهاية الأسبوع وحدها بالقرب من قرى كورسك القريبة من الحدود الأوكرانية، وأفادت إحدى الوحدات الأوكرانية أن الكوريين الشماليين، الذين يرتدون زياً مختلفاً عن زي الروس، شنوا هجمات مشاة باستخدام "نفس التكتيكات التي كانت تستخدم قبل 70 عاماً"، في إشارة واضحة إلى الحرب الكورية، حيث تم استخدام موجات من المشاة.
ويفتقر جنود بيونغ يانغ إلى الخبرة القتالية في العالم الحقيقي، وسيواجهون تضاريس غير مألوفة في مسرح حرب وحشي وحديث، مسرح أحدث الفوضى والرعب لكلا الجانبين مع تراكم القتلى عبر الخطوط الأمامية.