قام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ- أون، بأجرأ مقامرة دبلوماسية، عبر تزويد روسيا بنحو 11 ألف جندي وشحنات من الأسلحة، في سبيل مساعدتها بحربها ضد أوكرانيا.

إرسال امدادات إلى روسيا، قد ينجم عنه نقص في الداخل الكوري الشمالي

وكتب تشو سانغ- هون في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن نشر القوات الكورية الجنوبية، وفّر لروسيا مساعدة هي في حاجة ماسة لها بينما تقاتل قواتها لاستعادة منطقة كورسك التي كانت خسرتها لمصلحة القوات الأوكرانية.

والإثنين، صرح الناطق باسم البنتاغون الميجور جنرال بات رايدر، أن وزارة الدفاع الأمريكية لاحظت "مؤشرات"، على أن عدداً من الجنود الكوريين الشماليين قد قتلوا أو جرحوا بهذه المنطقة.

Putin may have paid North Korea up to $6 billion for weapons and soldiers — The New York Times

Kim Jong-un has supplied 11,000 troops and vast stockpiles of weapons to Russia in its war against Ukraine. In return, North Korea gains billions of dollars’ worth of oil, food, cash,… https://t.co/iGUV7ppE2E pic.twitter.com/Rug2wXGIjl

— Anton Gerashchenko (@Gerashchenko_en) December 17, 2024

وقال إن ارسال قوات يعود بمروحة من الفوائد على كوريا الشمالية، من بينها الحصول على أموال نقدية يحتاجها بشدة هذا البلد، فضلاً عن توفير رافعة دبلوماسية.

ويقول محللون إن كيم يحصل على مليارات الدولارات على شكل طعام ونفط وأموال نقدية وأنظمة تسلح متطورة من روسيا، من شأنها مساعدة نظامه على تحمل العقوبات الدولية وتحديث قواته المسلحة التقليدية.

3 أحداث هزت كيم

وكانت ثلاثة أحداث قد هزت حكم عائلة كيم في العقد الماضي. أولاً، لقد أدت عقوبات الأمم المتحدة التي تزعمتها الولايات المتحدة إلى تدمير الاقتصاد الكوري الشمالي، من طريق حظر كل صادراته الرئيسية، بما فيها الفحم والمأكولات البحرية والنسيج والعمال، وكذلك إلحاق الشلل إلى حد كبير بوارداته النفطية.

وحاول كيم رفع العقوبات عبر دبلوماسية مباشرة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لكن المفاوضات انهارت من دون التوصل إلى اتفاق عام 2019، مما أدى إلى الإساءة إلى سمعة كيم محلياً كزعيم معصوم عن الخطأ، ومن ثم ألحق الوباء مزيداً من الضربات بالاقتصاد.
وبدت كوريا الشمالية معزولة أكثر من أي وقت مضى، عندما وجدت فرصة تنفتح أمامها، عندما طالت الحرب الروسية في أوكرانيا. وتستهلك روسيا جنوداً وذخائر بينما لدى كوريا الشمالية الكثير منهما لتقدمه للرئيس فلاديمير بوتين، وجيشها هو من أكبر الجيوش التقليدية في العالم مع تعداد 1.3 مليون رجل. وهي تخزن احتياطات ضخمة من القذائف المدفعية والصواريخ والأسلحة التقليدية الأخرى-الكثير منها قد صار غير صالح للخدمة- علاوة على صواريخ باليستية جديدة تم تطويرها بموجب برنامج التسلح الطموح لكيم.

What North Korea Gains From Its Alliance With Russia — and What It Risks https://t.co/5EVHPdZo82

— Jose de Cordoba (@Jose_deCordoba) December 17, 2024

وفي يونيو (حزيران)، وقع كيم وبوتين على معاهدة للدفاع والتعاون المشترك في بيونغ يانغ، وشرعت كوريا الشمالية على إثرها بإرسال جنود إلى روسيا.

20 ألف مستوعب من الأسلحة

وكشف مسؤولون كوريون جنوبيون، أن كوريا الشمالية زودت روسيا بـ20 ألف مستوعب من الأسلحة، من بينها ملايين القذائف المدفعية، وصواريخ باليستية جديدة، وراجمات صاروخية متعددة الفوهات، إلى مدافع هاوتزر بعيدة المدى.
والتقى كيم وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، في بيونغ يانغ في 29 نوفمبر(تشرين الثاني)، متعهداً الاستمرار في دعم روسيا و"توسيع العلاقات بنشاط".
وقال رئيس جامعة الدراسات حول كوريا الشمالية في سيول يانغ مو-جين، إن ذاك اللقاء نجم عنه الاتفاق على ارسال المزيد من الجنود وامدادات السلاح من كوريا الشمالية إلى روسيا.
وأدى انتعاش صادرات الأسلحة إلى روسيا، إلى دب الحياة في صناعة الذخائر في كوريا الشمالية، ودعا كيم إلى زيادة الانتاج عندما زار مصانع للأسلحة في الأشهر الأخيرة، وكذلك حض على تصنيع واسع للمسيّرات الهجومية.
وعلى الأرض، يكتسب الجيش الكوري الشمالي أيضاً رؤى قيّمة في ساحة المعركة للمرة الأولى منذ عقود، بما في ذلك الابتكارات في استخدام المسيّرات التي تعمل على تغيير الحرب الحديثة. وتوفر الحرب ضد أوكرانيا لكوريا الشمالية أول فرصة لها لاختبار صواريخها الباليستية الأحدث من طراز كي إن-23 وكي إن 24 ضد أنظمة الدفاع الجوي الغربية في قتال حي. وسافر الفنيون برفقة الصواريخ لتحديد أوجه القصور وجمع البيانات لأخذها إلى الوطن، وفقاً لمسؤولين في كوريا الجنوبية.
لكن نشر قوات كورية شمالية في روسيا يحمل أيضاً مخاطر بالنسبة لكيم.

كورسك

وتقاتل القوات الكورية الشمالية الخاصة إلى جانب قوات المظليين وجنود البحرية الروس، لمساعدة هؤلاء على استعادة الأراضي التي احتلتها أوكرانيا من منطقة كورسك، بحسب مسؤولين استخباراتيين كوريين جنوبيين.

ويقول خبراء عسكريون إن الجنود الكوريين الشماليين مدربون على التسلل من البحر والنهر وعبر التضاريس الجبلية الكورية. لذلك، من غير الواضح كم هم مستعدون لحرب استنزاف يجري خوضها في الخنادق والأرض المسطحة بالمدفعية والمسيّرات.
كما أن إرسال الامدادات إلى روسيا، قد ينجم عنه نقص في الداخل الكوري الشمالي. ويقول الباحث البارز في المؤسسة الكورية للتحليلات الدفاعية في سيول دو جين-هو، إن كوريا الشمالية "لا يمكنها دخول حرب ضد كوريا الجنوبية الآن حتى ولو كانت تريد ذلك...وربما هذه إحدى أكثر نقاط الضعف لدى كيم الآن".
وسعت كوريا الشمالية منذ فترة طويلة إلى تأليب بكين ضد موسكو، لكن بعض المحللين يقولون إن تعميق العلاقات العسكرية بين كوريا الشمالية وروسيا، يمكن أن يضر بعلاقات بيونغ يانغ مع الصين. وهذا قد يعكس مقامرة أخرى أقدم عليها كيم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الکوری الشمالی کوریا الشمالیة إلى روسیا

إقرأ أيضاً:

تقرير: هجوم ترامب على زيلينسكي ينذر بنظام دولي جديد

غيّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل كبير اتجاه السياسة الخارجية الأمريكية في أربعة أسابيع قصيرة، مما جعل الولايات المتحدة حليفًا أقل موثوقية وتراجع عن الالتزامات العالمية بطرق من شأنها إعادة تشكيل علاقة أمريكا بالعالم بشكل أساسي.

ما يحدث يمثل تحديًا خطيرًا لأساس النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية


وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن مبعوثيه الرئيسيين طرحوا تنازلات لروسيا في محادثات السلام التي أذهلت الحلفاء الأوروبيين، تلا ذلك وصف ترامب لزعيم أوكرانيا بالديكتاتور، وأبقى الأوروبيين على مسافة مع بدء المفاوضات. وقام بتفكيك وكالة المساعدات الأمريكية الرائدة التي تقدم المساعدة للعالم النامي، حيث تهدف الصين إلى ترسيخ موطئ قدم. وأنهت خطة ترامب للسيطرة على غزة وإخراج الفلسطينيين من الجيب عقودًا من جهود واشنطن للتوسط في حل الدولتين. كما أن خططه لزيادة التعريفات الجمركية أنذرت بنهاية العولمة التي تغذيها أمريكا.

Trump’s Attack on Zelensky Signals New World Order Taking Shape #tovimagr #News https://t.co/fXqgaQh7ak

— ΤΟ ΒΗΜΑ (@tovimagr) February 20, 2025

ولم يتوقع أحد أن يتعامل ترامب مع الشؤون العالمية مثل أسلافه، ولكن الصحيفة تلفت إلى أن قلة من الناس توقعوا أن يتحرك بهذه السرعة لإعادة توجيه السياسة الخارجية الأمريكية، بعيداً عن المسار الذي سلكته منذ عام 1945.
ويقول أغلب خبراء السياسة الخارجية إن نظام التحالفات الذي تقوده أمريكا عزز من قوة الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. فمن خلال التعهد بالدفاع عن حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، تولت الولايات المتحدة أكثر من أي دولة أخرى دور الضامن العالمي للتجارة الحرة والاستقرار، وهي المهمة التي شملت أولاً مواجهة الاتحاد السوفيتي، ومؤخراً الصين.
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب لديه وجهة نظر مختلفة، وهي أن الحلفاء يأخذون أكثر مما يعطون. وبدلاً من الاعتماد على الجيش الأمريكي ومظلته النووية لأمنهم، ينبغي للدول الأخرى أن تنفق المزيد على جيوشها مع توفير الحوافز الاقتصادية للبقاء في حظوة أمريكا. إن رؤية ترامب للسياسة الخارجية أكثر ربحاً وخسارة.
وقالت فيكتوريا كوتس، نائبة رئيس الأمن القومي والسياسة الخارجية في مؤسسة هيريتيج، وهي مؤسسة بحثية محافظة، إن "ليس الأمر أن الرئيس ترامب يتخلى عن النظام الذي ساد بعد الحرب العالمية الثانية. بل إننا لم نعد في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وعلينا أن نقبل أن المشهد الجيوسياسي قد تغير".

"Stirs fear." "Major shift." "Head-spinning move." PUTIN IS WINNING. Trump surrenders democracy. Say it. #BrokenPost
Trump’s attack on Zelensky stirs fear of major U.S. shift on Russia https://t.co/7kmgH42aOf

— Jeff (Gutenberg Parenthesis) Jarvis (@jeffjarvis) February 20, 2025

وقال ريتشارد هاس، الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية والمسؤول الكبير السابق في الإدارات الجمهورية،: "سوف يكون من الصعب للغاية التراجع عن ما يجري في السياسة الخارجية أو إقناع الحلفاء بأن هذا كان حدثًا لن يتكرر أبدًا. كان هذا ممكنًا بعد انتخاب ترامب، ولكن ليس بعد إعادة انتخابه.. تعرضت سمعة أمريكا في الموثوقية والقدرة على التنبؤ للخطر بشكل خطير".

تعميق الشكوك

وأدت الأحداث الأخيرة إلى تعميق شكوك الحلفاء بشأن أمريكا بقيادة ترامب.
وكان ترامب وافق الأسبوع الماضي على المفاوضات التي يمكن أن تنهي عزلة موسكو العالمية بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال وزير الدفاع بيت هيغسيث في وقت لاحق إن محادثات السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا لن ترى البلاد تنضم إلى منظمة حلف شمال الأطلسي - وهو فوز لموسكو حتى قبل بدء الدبلوماسية. وتراجع هيغسيث عن التعليقات، وأصر على أن جميع الخيارات لا تزال على الطاولة، لكن الحلفاء شعروا على الفور أن الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب لا تهتم كثيرًا بالوحدة عبر الأطلسي.

Trump’s Attack on Zelensky Signals New World Order Taking Shape https://t.co/EVRng4Qqf1 via @WSJ

— Nino Brodin (@Orgetorix) February 20, 2025

وفي خطاب ألقاه، الجمعة الماضي، في مؤتمر ميونيخ للأمن، انتقد نائب الرئيس جيه دي فانس الحلفاء الأوروبيين لما وصفه بأنه تخريب للديمقراطية - دون مناقشة كيفية إنهاء الصراع الكبير في الشرق. وطلبت الحكومات الأوروبية مقعدًا على طاولة أوكرانيا وروسيا، فقط ليقول المسؤولون الأمريكيون إنهم لا يستطيعون حضور المحادثات ولكن سيتم أخذ آرائهم في الاعتبار.
قال تشاك هاغل، السيناتور الجمهوري السابق، الذي تحول إلى وزير دفاع في إدارة أوباما،: "ما يحدث يمثل تحديًا خطيرًا لأساس النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية. لم أشعر أبدًا بالقلق بشأن مستقبل هذا البلد وهذا العالم كما أشعر الآن".

في غضون ذلك، يقول مسؤولون في إدارة ترامب إن نهج الرئيس أنتج انتصارات مبكرة. فقد أدى الحديث عن السيطرة على قناة بناما إلى دفع رئيسها إلى التخلي عن مبادرة الحزام والطريق الصينية، مما قلل من نفوذ بكين في نصف الكرة الغربي. وعلى الرغم من اقتراح طرد الفلسطينيين من غزة ، واصل ترامب عقد ما وصفه مسؤولو الإدارة باجتماعات مثمرة مع زعماء الشرق الأوسط بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
 ولا يوافق قول كل منتقدي ترامب على أن الرئيس يغير السياسة الخارجية الأمريكية بشكل لا رجعة فيه.
قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب الذي انقلب على رئيسه السابق، إن الرئيس لا يملك أيديولوجية متماسكة بما يكفي لتفكيك النظام العالمي.
وأضاف بولتون: "هذه وجهة نظر رجل واحد، ولكن لسوء الحظ هو الرئيس.. نصيحته للحلفاء: "فقط اصمدوا".

 

مقالات مشابهة

  • المملكة المتحدة والنرويج تبدآن محادثات بشأن اتفاقية دفاعية في القطب الشمالي لمواجهة روسيا
  • تقرير: هجوم ترامب على زيلينسكي ينذر بنظام دولي جديد
  • كوريا الشمالية تنتقد أمريكا بسبب صفقة غواصات مع أستراليا
  • روسيا تستعيد 64% من الأراضي التي سيطرت عليها أوكرانيا في كورسك
  • روسيا: استعداد أمريكي لمعالجة القضايا الثنائية بين موسكو وواشنطن
  • ما وراء انقسامات التنظيمات التي تحالفت مع الدعم السريع؟
  • منتخب السعودية للشباب يهزم كوريا الشمالية ويتأهل لربع نهائي كأس آسيا
  • في الجولة الثالثة من كأس آسيا تحت 20 عاماً.. الأخضر الشاب يسعى للتأهل أمام كوريا الشمالية
  • منتخب السعودية تحت 20 عامًا يواجه كوريا الشمالية في كأس آسيا بالصين
  • كوريا الشمالية تردّ على أمريكا: سنواصل تعزيز «قوتنا النووية»